من الوهلة الاولى قد يظن قارى هاتين الايتن فقط ان الله فعلا اعطى من عنده فرائض غير صالحة واحكام لا تحيي
ولكن بربط هاتين الايتين بالايات التى قبلها والايات التى بعدها يتضح ماذا يقصده الله القدوس الذى لا يأمر بالاثم ولا يرضى عنه
فأن الله تبارك اسمه يقول
24- لانهم لم يصنعوا احكامي بل رفضوا فرائضي و نجسوا سبوتي و كانت عيونهم وراء اصنام ابائهم.
انه اعطاهم احكاماً وفرائضاً صالحة ولكنهم لم يحفظوها بسبب ان عيونهم كانت متعلقة بعبادة الاصنام
25- و اعطيتهم ايضا فرائض غير صالحة و احكاما لا يحيون بها.
ولذلك اعطاهم ان يصنعوا الفرائص والاحكام التى تجلب الموت التى يهونها اى تركهم ليصنعوا ما يحلوا لهم بكامل حريتهم الفرائض الخاصة بالاصنام التى كانوا متعلقين بها اى اعطاهم الحرية ولم يرغمهم لقبول وصاياه المحيية بل ما اختاروه من فرائض واحكام نجسة فأن الفرائض هم الذين اختاروها وليست من عند الله ولكن الله تركهم ولم يمنعهم من السلوك فيها بحرية اى ان الله سمح ان يسلكوا فى هذه الفرائض اى اذن بذلك لانهم رفضوه فذلك قوله اعطيتهم ايضا فرائض غير صالحة
26- و نجستهم بعطاياهم اذ اجازوا في النار كل فاتح رحم لابيدهم حتى يعلموا اني انا الرب.
اى تركتهم لنجاساتهم المرتبطة بعبادة الاصنام وبفرائضها التى منها اجازة الابن البكر فى النار فأن النجاسة ليست من الله ولكن من سلوكهم وعبادتهم للاصنام فأن الله لم يأمر بنى اسرائيل ان يجيزوا اولادهم فى النار بل عبادة الاصنام التى يسلكون فيها مما جلب عليهم النجاسة اذن النجاسة ليست من الله بل من عبادة الاصنام وفرائضها التى منها اجازة الابن البكر فى النار فأنه تركهم للنجاسة اى سمح بذلك اى اذن بذلك وهذا هو معنى ونجستهم
والله تركهم يسلكون فى الفرائض التى يهونها الغير صالحة وتركهم يتنجسون بممارساتهم لكى يمتلئ كأس غضبه عليهم فيحل بهم العقاب الشديد وبعد ذلك يعلموا ان الله هو الاله الحقيقى ومن ثم يرجعون له
ولذلك فهو يقول بعد هذه الايات
27- لاجل ذلك كلم بيت اسرائيل يا ابن ادم و قل لهم هكذا قال السيد الرب في هذا ايضا جدف علي اباؤكم اذ خانوني خيانة.
28- لما اتيت بهم الى الارض التي رفعت لهم يدي لاعطيهم اياها فراوا كل تل عال و كل شجرة غبياء فذبحوا هناك ذبائحهم و قربوا هناك قرابينهم المغيظة و قدموا هناك روائح سرورهم و سكبوا هناك سكائبهم.
29- فقلت لهم ما هذه المرتفعة التي تاتون اليها فدعي اسمها مرتفعة الى هذا اليوم.
30- لذلك قل لبيت اسرائيل هكذا قال السيد الرب هل تنجستم بطريق ابائكم و زنيتم وراء ارجاسهم.
31- و بتقديم عطاياكم و اجازة ابنائكم في النار تتنجسون بكل اصنامكم الى اليوم فهل اسال منكم يا بيت اسرائيل حي انا يقول السيد الرب لا اسال منكم.
وهنا يتضح المعنى اكثر اذ يقول الله تبارك اسمه فهل اسال منكم يا بيت اسرائيل حي انا يقول السيد الرب لا اسال منكم. اى اطلب منكم الرجوع هل اتزلل لكم لكى ترجعوا الى لا لن اطلب منكم ولن اسألكم ولكنى سأدعكم للعقاب الصارم وهو الذى سوف يرجعكم
ولذلك فهو يقول بعد هذا
32- و الذي يخطر ببالكم لن يكون اذ تقولون نكون كالامم كقبائل الاراضي فنعبد الخشب و الحجر.
33- حي انا يقول السيد الرب اني بيد قوية و بذراع ممدودة و بسخط مسكوب املك عليكم.
34- و اخرجكم من بين الشعوب و اجمعكم من الاراضي التي تفرقتم فيها بيد قوية و بذراع ممدودة و بسخط مسكوب.
35- و اتي بكم الى برية الشعوب و احاكمكم هناك وجها لوجه.
36- كما حاكمت اباءكم في برية ارض مصر كذلك احاكمكم يقول السيد الرب.
37- و امركم تحت العصا و ادخلكم في رباط العهد.
38- و اعزل منكم المتمردين و العصاة علي اخرجهم من ارض غربتهم و لا يدخلون ارض اسرائيل فتعلمون اني انا الرب.
ويشرح القديس بولس الرسول هذا الامر بالنسبة لامم قائلاً
18- لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس و اثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم.
19- اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم.
20- لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية و لاهوته حتى انهم بلا عذر.
21- لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم و اظلم قلبهم الغبي.
22- و بينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء.
23- و ابدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى و الطيور و الدواب و الزحافات.
24- لذلك اسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لاهانة اجسادهم بين ذواتهم.
يقول اسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لاهانة اجسادهم بين ذواتهم.
اى تركهم يفعلون ما يحلوا لهم ما يريدوه من نجاسة لم يرغمهم للرجوع اليه
25- الذين استبدلوا حق الله بالكذب و اتقوا و عبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد امين.
26- لذلك اسلمهم الله الى اهواء الهوان لان اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة.
27- و كذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الانثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور و نائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحق.
28- و كما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق.
اى اسلمهم الله لزهن مرفوض منه اى اسلمهم لافكارهم ليسلكوا كما يريدون حتى اذا جاء وقت الغضب يكونون بلا مبرر او حجة امامه
29- مملوئين من كل اثم و زنى و شر و طمع و خبث مشحونين حسدا و قتلا و خصاما و مكرا و سوءا.
30- نمامين مفترين مبغضين لله ثالبين متعظمين مدعين مبتدعين شرورا غير طائعين للوالدين.
31- بلا فهم و لا عهد و لا حنو و لا رضى و لا رحمة.
32- الذين اذ عرفوا حكم الله ان الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت لا يفعلونها فقط بل ايضا يسرون بالذين يعملون
طوبى للانسان الذى يجد الحكمة وللرجل الذى ينال الفهم
( ام 3 : 13 )
المفضلات