شوف يا غالي ، علشان تفهم هذه الجزئية لابد أن تترك إيمانك المسيحي وتحاول فهم ما يقوله الإسلام ، وستجد الموضوع سهل ويسير .
ليس في الإسلام شيء اسمه طبيعة آدم قبل المعصية أو بعدها ، بل الإنسان هو الإنسان ، كما خلقه الحق جل وعلا من صفات تميزه .
فالإسلام يتسم بنظرته الواقعية للإنسان ، فهو ليس ملاكاً ولا شيطاناً ، بل كائن رفيع كريم ، فيه أشواق الروح وتطلعاتها ، وفيه من رغبات الجسم وأهواء النفس .. فمن طبيعته التسامي والإرتقاء ، ومن طبيعته السقوط والإلتواء ، فما دامت الطبيعة البشرية قابلة للوقوع في الذنب فإن البابا لا يوصد أمامه ، وإن الرحمة لا يطرد عنها لئلا يظل في شقاء دائم وخطيئات يتبع بعضها بعضاً . [من كتاب: التربية الروحية والإجتماعية في الإسلام ص80،79] .
فلم يخلق الله الناس معصومين من الخطأ بعيدين عن الزلل ، بل جعلهم قادرين على فعل الخير والشر ، قال عز وجل : أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (البلد:8-10) ... والنَّجدان : هما الطريقان الواضحان ، أَي طَرِيقَ الخير وطريقَ الشرّ "انظر: لسان العرب (مادة: نجد)" .
وبناءاً على ذلك فإن الإسلام يرى أن الإنسان ليخطيء ويصيب ، ويعصي ويطيع ، ولذلك فتح الله باب التوبة على مصراعيه للتائبين العائدين إليه .
ويقرر الإسلام أن الإنسان عندما يقترف خطيئة فإنه لا يحتاج إلى الوسطاء ، فإن الله أقرب إليه من حبل الوريد ، وهم يدعونه ويناجونه في كل مكان وزمان دون أن يحتاجون إلى الوسطاء الذين عرفوا في الأديان والعقائد الأخرى بالكهنة والقسس ورجال الدين . [من كتاب: التربية الروحية والإجتماعية في الإسلام ص97] .
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الزمر:53
.
وهذا الخطاب موجَّه لسائر العباد من المؤمنين والكافرين ، والمرتكبين لمعاصي الكفر أو الكبائر أن لا ييأسوا من رحمة الله فباب التوبة مفتوح ، والرب غفور رحيم .
كما أن من دلائل التوبة في الإسلام (الإستغفار) ، وقد جعل الله التوبة من صفات المؤمنين وعلق قبولها بالإستغفار وعدم الإصرار ، فقال جل جلاله : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران:135) .
وقد أطلق الإمام ابن القيم الجوزية على الإستغفار (الإعتذار) ، وهو من تمام الإعتراف بالذنب ، وأراد بالإعتذار إظهار الضعف والمسكنة عند التوبة أمام الله . [من كتاب التوبة: ص10] .
وفيما يتعلق بقصة سيدنا آدم وأكله من الشجرة بعد غواية الشيطان له ، فالقرآن الكريم يقرر في العديد من آياته أن آدم أكل من الشجرة بسبب وسوسة الشيطان له ، وأنه عليه السلام قد تاب إلى الله بعد ذلك وقبل الله توبته ، يقول الحق سبحانه : وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
البقرة:35-37
.
وهذه الكلمات التي تلقاها آدم كانت دعاء يدعو به الله عز وجل ليتوب عليه ، وهذه الكلمات جاءت في قول الحق : قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الأعراف:23) .
وقد بيَّن القرآن الكريم أن عصيان آدم لم يكن عن إصرار ، وإنما عن وسوسة أدت إلى النسيان كما يقول عز وجل :وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (طه:115) .
{ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } العزم في اللغة: توطين النفس على الفعل والتصميم عليه، والمضيّ على المعتقد في أيّ شيء كان، وقد كان آدم عليه السلام قد وطن نفسه على أن لا يأكل من الشجرة وصمم على ذلك، فلما وسوس إليه إبليس لانت عريكته وفتر عزمه وأدركه ضعف البشر . وقيل: العزم: الصبر، أي لم نجد له صبراً عن أكل الشجرة . [من تفسير فتح القدير/ الشوكاني] .
.
هل وضحت هذه الجزئية الآن يا عزيزي ؟
انتظر ردك
التعديل الأخير تم بواسطة السيف العضب ; 02-04-2014 الساعة 12:32 PM
أنا عندما أناقش أترك إيماني وأكون محايد فأنا لستُ بموقع تحدي أو أقلال من شأن أي طرف .
أختلف معاك بموضوع أنه ليس بالإسلام شيء أسمه طبيعة آدم .. لأن أنا لم أخترع سؤالي من لا شيء .
فالقرآن الكريم هو من أخبرني أن آدم كان على شيء وعندما تناول من الثمرة المحرمة أصبح على شيء أخر .. وهنا إذاً في شيء تغير .
أنا لا أنكر كل ما تفضلت حضرتك به .. هذا كله معلوم أن الإنسان يخطئ وهو مخير .. وأن الله يغفر له في حال توبته ... كل هذا أنا لا أنكرهاقتباسفالإسلام يتسم بنظرته الواقعية للإنسان ، فهو ليس ملاكاً ولا شيطاناً ، بل كائن رفيع كريم ، فيه أشواق الروح وتطلعاتها ، وفيه من رغبات الجسم وأهواء النفس .. فمن طبيعته التسامي والإرتقاء ، ومن طبيعته السقوط والإلتواء ، فما دامت الطبيعة البشرية قابلة للوقوع في الذنب فإن البابا لا يوصد أمامه ، وإن الرحمة لا يطرد عنها لئلا يظل في شقاء دائم وخطيئات يتبع بعضها بعضاً . [من كتاب: التربية الروحية والإجتماعية في الإسلام ص80،79] .
فلم يخلق الله الناس معصومين من الخطأ بعيدين عن الزلل ، بل جعلهم قادرين على فعل الخير والشر ، قال عز وجل : أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (البلد:8-10) ... والنَّجدان : هما الطريقان الواضحان ، أَي طَرِيقَ الخير وطريقَ الشرّ "انظر: لسان العرب (مادة: نجد)" .
وبناءاً على ذلك فإن الإسلام يرى أن الإنسان ليخطيء ويصيب ، ويعصي ويطيع ، ولذلك فتح الله باب التوبة على مصراعيه للتائبين العائدين إليه .
سؤالي لا يتضمن كل هذه الإجابة :
هل القرآن أخبرنا أن آدم تغيرت طبيعته .. او لم يخبرنا ؟
إذا أخبرنا أين أخبرنا ؟
وإذا لم يخبرنا كيف نبرهن ذلك ؟
أنا قرأت فأخبرني القرآن الكريم أن آدم تغيرت طبيعته ... وأستدليت بالآيات التي جائني منها هذا العلم .
فإن كنتُ على خطأ .. اتمنى تصحيح هذا الخطأ بمفهوم أيات أو أحاديث .. ولكن إذا قلنا أنه كان على عورتهم أظافر وأختفت .. يجب العلم أنه تغير بالطبيعة .
شكراً لك .
استدليت !اقتباسأنا قرأت فأخبرني القرآن الكريم أن آدم تغيرت طبيعته ... وأستدليت بالآيات التي جائني منها هذا العلم .
طيب تفضل اطرح الآيات .
هل تقصد أن الآية تشير أن آدم وحواء عليهما السلام تغيرت طبيعتهما بعد الأكل من الشجرة ؟
تعال لنرى ما يقوله الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي في تفسيره - بتصرف بسيط :-
{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }
أي: بعد أن أكلا من هذه الشجرة ظهرتْ لهما سوءآتهما، والسَّوْأة هي العورة أي: المكان الذي يستحي الإنسان أن ينكشف منه، والمراد القُبُل والدُّبُر في الرجل والمرأة. ولكل من القُبل والدُّبر مهمة، وبهما يتخلص الجسم من الفضلات، الماء من ناحية الكُلى والحالب والمثانة عن طريق القُبل، وبقايا وفضلات الطعام الناتجة عن حركة الهَضْم وعملية الأَيْض، وهذه تخرج عن طريق الدُّبُر.
لكن، متى أحسَّ آدم وزوجه بسوءاتهما، أبعد الأكل عموماً من شجر الجنة، أم بعد الأكل من هذه الشجرة بالذات؟
الحق - تبارك وتعالى - رتَّب ظهور العورة على الأكل من الشجرة التي نهاهما عنها { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا.. } [طه: 121] فقبْل الأكل من هذه الشجرة لم يعرفا عورتيهما، ولم يعرفا عملية الإخراج هذه؛ لأن من المعلوم أن غذاء الجنة يختلف عن غذاء الأرض ، فأهل الجنة لا يتبولون ولا يتغوطون ، كما قال رسول الله : إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يتبولون ، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون" ، قالوا: فما بال الطعام ؟ قال: جشاء كجشاء المسك . (رواه مسلم) .
لكن، لما خالفوا وأكلوا من الشجرة بدأ الطعام يختمر وتحدث له عملية الهضم التي نعرفها، فكانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها آدم وزوجه مسألة الفضلات، ويلتفتان إلى عورتيهما: ما هذا الذي يخرج منها؟
إذن: لم يعرف آدم وزوجه فضلات الطعام وما ينتج عنه من ريح وأشياء مُنفِّرة قذرة إلا بعد المخالفة، وهنا تحيَّرا، ماذا يفعلان؟ ولم يكن أمامهما إلا ورق الشجر { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ.. } [طه: 121].
أي: أخذا يلصقان الورق على عورتيهما لسترها هكذا بالفطرة، وإلا ما الذي جعل هاتين الفتحتين عورة دون غيرهما من فتحات الجسم كالأنف والفم مثلاً؟
قالوا: لأن فَتْحتيْ القُبُل والدُّبُر يخرج منهما شيء قذر كريه يحرص المرء على سَتْره، ومن العجيب أن الإنسان وهو حيوان ناطق فضَّله الله، وحين يأكل يأكل باختيار، أمّا الحيوان فيأكل بغريزته، ومع ذلك يتجاوز الإنسان الحد في مأكله ومشربه، فيأكل أنواعاً مختلفة، ويأكل أكثر من حاجته ويأكل بعدما شبع، على خلاف الحيوان المحكوم بالغريزة.
ولذلك ترى رائحة الفضلات في الإنسان قذرة مُنفّرة، ولا فائدة منها في شيء، أما فضلات الحيوان فلا تكاد تشمُّ لها رائحة، ويمكن الاستفادة منها فيجعلونها وقوداً أو سماداً طبيعياً. وبعد ذلك نتهم الحيوان ونقول: إنه بهيم.. إلخ.
انتهى
هذا ما قاله الإمام محمد متولي الشعراوي (رحمه الله) ، ولن تجد مفسر واحد أشار من قريب او من بعيد عن مفهوم (تغير الطبيعة) بالمعنى الذي تقصده .
ثم لو أننا راجعنا الآية 27 من سورة الأعراف سنجد الحق جل وعلا يحذر بني آدم بقوله : يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ .
فهل الله هنا يقول لنا يا بني آدم لا تجعلوا الشيطان يغير طبيعتكم كما غير طبيعة أبيكم ! ، طبعا لا .
هل وضحت الجزئية الآن يا عزيزي ؟
وحتى لا ندخل في مجادلة ليس لها فائدة ، لو انك تصر على قولك لزم عليك الدليل ، فالبينة على المدعي ... أي لزم عليك دليل صريح يقر بتغير طبيعة آدم وحواء .
انتظر ردك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات