بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أطهر الخلق والمرسلين صلى الله عليه وسلم ماذكره الذاكرون .
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمدلله أننا نتعلم من حبيبنا وقدوتنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم مايصيبنا فى دنيانا
كما جاء الصحيحين من حديث أسامة رضي الله عنه قال: (أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً في الموت) وهذا ابن بنت النبي صلى الله عليه وسلم والإنسان ابنه غال عليه وابن ابنه وابن ابنته كذلك ولا شك أن الإنسان إذا علم أن ابن ابنته يموت فإنه يذهب إليها سريعاً فيواسيها فيما هي فيه من المصيبة لكي تصبر وتتصبر فهي ترسل للنبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها لكي يأتي يصبرها فيما هي فيه من موت ابنها على يديها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاء إليه: (ارجع إليها فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب) أرسل إليها ليعودها على الصبر فاصبري ولا تنتظري من أحد أن يقف بجوارك ثم أرسلت إليه تحلف عليه صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليها، فذهب إليها وصبرها بقوله صلى الله عليه وسلم: (لله ما أخذ وله ما أعطى)، فالعطاء من الله وإذا أخذ الله فقد أخذ ما يملكه سبحانه تبارك وتعالى فلله كل شيء فما أخذه فهو له وما أبقاه أيضاً فهو له سبحانه وكل شيء عنده بأجل مسمى
والمعنى: كوني موجوداً لن يزيد في عمر هذا الغلام ولن ينقصه فكل شيء بكتاب وأجل مكتوب عند الله سبحانه تبارك وتعالى (وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب). ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وحمل الغلام ونفس الغلام تخرج، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وذرفت عيناه وتعجب له الصحابة، قالوا: ما هذا يا رسول الله! أنت تنهانا عن النواح على الميت وأنت تبكي عليه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنها رحمة يجعلها الله في قلب من يشاء من عباده)، إذاً: كونه يبكي وتسيل دموعه صلى الله عليه وسلم هذا لا ينافي أنه يصبّر صلى الله عليه وسلم ويصبر ابنته على ما ابتلاها الله عز وجل به فالبكاء وحزن القلب لا ينافي الصبر وإنما الذي ينافيه هو الصراخ والنواح والعويل.
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156]، ورتب على ذلك الأجر والثواب فقال: أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:157].
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا أجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيراً منها).
الحمدلله على كل حال قدر الله وماشاء فعل.
جزاكى الله خيرآ أخيتى فى الله فداء على ماقدمتيه لى وجعله الله فى ميزان حسناتك.
جزاكم الله خير أخوتى فى الله .
وأتوجة بالشكر من أعماق قلبي إلى الشيخ الفاضل وجدى غنيم حفظة الله ورعاه لو قوفه بجانبى لحظة سماعة الخبر أثابه الله وجزاه الله كل خير,
الحمدلله أسلمت على ذكر الله عزوجل وماتت عليه رحمة الله عليها وأسكنها فسيح جناته يارب العالمين .
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث بالحق من ربه صلى الله عليه وسلم.
المفضلات