البصيرة والبصائر:
وردت ألفاظ البصيرة والبصائر في القرآن في الآيات التالية:
(قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ(104) سورة الأنعام
(وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(203) سورة الأعراف
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ(108) سورة يوسف
(قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلَاء إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا(102) سورة الإسراء
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(43) سورة القصص
(هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ(20) سورة الجاثية
(بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14) سورة القيامة
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) سورة الحج
(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(2) سورة الحشر
وقد وردت للبصيرة في الآيات المذكورة أعلاه من سور القرآن وكذلك في اللغة بمعانٍ متعددة منها:
آية، برهان، حجة، بينة، دليل، يقين، حق، معْلَم، نور وضياء، عبرة، طريقة الدين، والبصائر جمع بصيرة.
فالآيات تذكر أن هذا القرآن هو حجج بينة وبراهين نيرة يغني عن غيره من المعجزات فهو بمنزلة البصائر للقلوب به يُبصر الحق ويدرك.
ففي بعض الآيات كما في قوله تعالى: "هذا بصائر للناس" تشبيه بليغ للقرآن بأن أصله كالبصائر وقد حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فهو تشبيه بليغ.
ويرى بعض العلماء أن ذلك من قبيل المجاز المرسل حيث أطلق اسم المسبَّب على السبب، لأن القرآن لما كان سببا لتنوير العقول أطلق عليه لفظ البصيرة .
أي شبه القرآن بأنه أنوار لقلوب الناس من حيث إن القلوب لو كانت خالية عن أنواره وعلومه لكانت عمياء لا تستبصر ولا تميز ولا تعرف حقا من باطل.
وكذلك في قوله تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
فإن القرآن يقرر أن العمى على الحقيقة ليس عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، فمن كان أعمى القلب لا يعتبر ولا يتدبر.
يتبع .....
المفضلات