في احد منتديات المراحيض سالت سؤال عن كون الكتاب المقدس كلام الله و كان الجماعة قد حذفو احدى مواضيعي بدعوى ان المنتدى ليس للصراع مع اني لم اشتم او اسب احدا
بدات قائلا
قالاقتباسطيب يعني لماذا حذفتو موضوعي السابق اين النزاع الشخصي فيه
لا علينا فلاطرح السؤال لكل مسيحي من جديد
هل الكتاب المقدس كلام الله
قلتاقتباسأعتقد لأن الموضوع كان موجها لشخص واحد في المنتدى مع وضع جملة تطلب فيها من الإدارة حذف أي تدخل من أي عضو أخر.
ناتي لموضوعك وسؤلك البسيط جدا في طرحه والأبسط في إجابته.
أولا أنا أفترض أنك تقصد بسؤلك هل الكتاب المقدس كلام الله بصورة خاصة أو مختلفة. لأنه من المعلوم عندك وعندنا أنه لا يوجد شيء في العالم يحدث دون تعيين من الله. بالتالي السؤال لا يطرح بشكل عام بل بصورة محددة. أي هل الكتاب المقدس هو إعلان خاص من الله.
ثانيا: الشخص الويحد الذي يستطيع أن يحدد له ما هو كتاب الله هو الله نفسه. فأراء لكل البشر فرادى أو مجتمعين لا وزن لها إطلاقا.
فلا معنى لمن يريى أنه يجب أن يكون كتاب الله بهذه الصورة أو تلك. لأنه في نهاية الأمر كل صورة يمكن أن تفترض أن يكون عليها كتاب من الله ستعارضها صورة يفترضها شخص أخر. ولا وزن لأحدهما أكثر من الأخرى. بالتالي الذي يحدد أي كتاب هو كتاب الله هو الله نفسه.
ثالثا: عندما يحدد الله كتابه فهو يستخدم كتابه لكي يحده. هذا يعني أن كتاب الله هو سلطة مطلقة ونهائية في ذاته، ولا يحتاج لشهادة خارجه لكي يثبت أنه كتاب الله.
رابعا: يعطي الله نفسه الدليل في كتابه على أن هذا الكتاب كتابه (سأتي لهذه النقطة فيما بعد بتفصيل أكثر).
خامسا: إقتناع أو عدم إقتناع أي شخص ببرهان لا علاقة له بالبرهان نفسه، فالإقتناع مسألة شخصية وتختلف من شخص لأخر.
الديلي الذي أعطاه الله.
في الكتاب المقدس أعطى الله دليلا في غاية البساطة من ناحية كيفية نقضه وهدم كل الكتاب المقدس، وفي نفس الوقت الدليل نفسه لم ينقضه أحد ولن ينقضه أحد. حسب الكتاب المقدس "بدء الحكمة مخافة الرب" أي أن بداية المعرفة هي الله نفسه، والذي لا يبدأ بمعرفة الله فما لديه هو "علم كاذب الأسم".
بصورة بسيطة جدا وبكلمات أخرى حسب الكتاب المقدس لو لم تبدأ بمنهجية الكتاب المقدس في روؤية العالم من ناحية ما هو حقيقي ومن هو الإنسان إلى أخر ما يقدمه الكتاب فسوف تدمر بذلك إمكانية المعرفة البشرية من أساسها.
ولكي ينقض هذا الدليل فكل ما عليك فعله هو أن تأتي بأي أمر نعرفه وتعطينا تبريرا حول كيفية معرفته بششرط ألا يكون هذا التبرير معتمدا على رؤية الكتاب المقدس للكون.
أرأيت بساطة الأمر؟
كل ما عليك فعله هو أن تعرف أي شيء بمعزل عن الكتاب المقدس.
ولكن هنا يفترض بنا التوضيح والتعريف.
المقصود بالمعرفة: المعرفة هي أمر حقيقي صحيح مبرر. فلا يكفي أن تؤمن بشيء لتقول أنك تعرفه فلو لم يكن لديك تبريرا له فأنت لا تعرفه. حتى لو كنت مؤمنا به.
المقصود بمنهج الكتاب: لم أستخدم كلمة الكتاب المقدس عامدا حتى لا تتخيل أن ما نتكلم عنه هو فط ما كتب من وقت موسى، فحسب الكتاب المقدس معرفة الله هي أمر مسلم به عند كل البشر بدون استثناء حتى الذين يعلنون إلحادهم.
أخيرا: بما أن الكتاب المقدس هو سلطة مطلقة فأي برهان يقدم على السلطة المطلقة يجب أن يعتمد على هذه السلطة نفسها وإلا فقدت السلطة إطلاقها. وأي حوار في هذه الحالة بين منهجين مختلفين، أي منهجين يتبعا سلكتين مختلفتين لا يمكن أن يكون برهانا مباشرا. لأن البرهان المباشر يستلزم سلطتك المطلقة لكي يكون له معنى، بالتالي لا يصلح لأن يبرهنها. لكن الحوار والإثبات في هذه الحالة يجب أن يكون برهانا غير مباشر أي مقارنة منهج بمنهج.
والتحدي الذي يطرحه الكتاب المقدس هو أن الإنسان بلا دفاع في رفضه لله كما أعلن عن نفسه في الكتاب، وأن ما يعلن الإنسان عنه أنه حكمة هو في أصله جهالة.
فلنقارن مناهج إذن.
شكرا
قالاقتباسيعني مثلا لو كتبت انا كتاب وقلت انه من عند الله وكتبت فيه
بدء الحكمة مخافة الرب
صار من عند الله ويجب النظر للكون من منظوره
وطبعا فأراء لكل البشر فرادى أو مجتمعين لا وزن لها إطلاقا.
لذلك لا يجوز انكاره
لماذا اذن تؤمن بان الكتاب المقدس كلام الله
وشكرا
يتبعاقتباسأنا لم أقل أن الكتاب يقب فقط بسبب مجرد إدعاء فارغ من معناه. فهذا الإدعاء من الكتاب معه تحدي هو أنك ما لم تبدأ بهذا الكتاب فستدمر إمكانية المعرفة البشرية.
أي لو لم يكن الكتاب المقدس هو كتاب الله فلن تستطيع أن تعرف من ناحية المبدأ أي شيء بما فيها أنه ليس كتاب الله.
وأنا لم أقل أنك يجب أن تنظر للكون من منظوره، بل بالعطس المناهج البشرية المختلفة على مدى التاريخ تصر على أن تنظر للكون بمنظور مخالف للكتاب المقدس وهذا سبب تدميرها لإمكانية المعرفة. والأغرب من ذلك هو أن كل المناهج البشرية تعلن أمرا وتحيا بخلافه تماما.
لنأخذك أنت مثلا كمسلم فحسب عقيدتك يمنع عليك التفكر في الله بل يجب عليك فقط التفكر في مخلوقاته، لكن هذا الأمر أنت تخالفه ومعك باقي المسلمين.
كما أخبرتك القضية أبسط مما تتخيل ووجود الله وكون الكتاب أعلانه عن نفسه الأدلة عليه في كل شيء ولنأخذ جملتك التالية كمثال: "لماذا اذن تؤمن بان الكتاب المقدس كلام الله"
هذه الجملة تفترض عدة فرضيات وأمور مسلم بها فرجاء بررها لنا بعيدا عن المنهج المسيحي وهي:
1 - العلاقة بين المستقبل والماضي، حيث أن الجملة نفسها تفترض أن الكلمات لم يتغير معنها منذ أخر مرّ’ أستخدمت فيها، فعلا أي أساس تعتقد أنه هناك علاقة بين المستقبل والماضي، أي أن العالم يسير بصورة منظمة وقانونية.
2 - الجملة نفسها تفترض أن العالم يسير بصورة غير قانونية حيث أنها تفترض أن للإنسان حرية في أن يؤمن أو لا يؤمن بشيء. فعلى أي أساس أفترضت أن الإنسان كائن حر؟
3 - تفترض هذه الجملة وجود عالم خارج الوعي البشري، أي أنك لا تحلم أو يهيء لك ولكن أن هناك أشياء أخرى غيرك في الكون منها أنا. فعلى أي أساس تفترض هذه الفرضية.
4 - تفترض الجملة أننا ملزمين أن نتبع الأمور بناء على برهان وأدلة وأنه يجب علينا أن نكون موضوعيين في الإيمان بأي شيء. لماذا؟ ولماذا لا تكون العبثية هي أساس كل شيء.
بالنسبة لي كمسيحي إجابة كل هذه الأمور واضحة وبسيطة لأن الله وإعلانه جزء من الجواب الذي يقدمه أي مسيحي. فنحن نعلم أن هناك عالم خارج الوعي الإنساني لأن الله في بدء خلق هذا العالم، ولأن الله لا يكذب فما حدده أمر واقع، ونعرف أنه هناك علاقة بين المستقبل والماذي لأن الله أعطى لنا سلطان أن نخضع العالم له وأعطى لنا وعدا أن تتعاقب الفصول، ولأنه هو الذي يحمل كل الأشياء بكلمة قدرته ولأنه كلي القدرة بالتالي يمكننا أن نعتمد على ما وعد به. ونحن ملزمون أن نتبع الأمور بناء على براهين وأدلة لأنه أخبرنا أنه لا ينبغي أن نقاد بكل ريح تعليم، ولأنه أخبرنا أنه له غرض من كل شيء والعبثية لا مكان له في خطته النهائية. ونفترض حرية الإنسان في الإختيار لأن الإنسان خلق على صورة الله ومثاله وخلقه الله كائنا حرا.
لكن ما نريد أن نعرفه أنت كغير مسيحي على أي أساس تفترذ ما تفترض؟
المفضلات