مخاوف من فشل البابا الجديد في حل الأزمة الأخلاقية كسابقه
في الوقت الذي يجتمع فيه الكرادلة بالفاتيكان لانتخاب البابا القادم، أعرب ضحايا الانتهاكات والجرائم الأخلاقية للقساوسة الأمريكيين عن مخاوفهم من نسيان قضيتهم في أدراج الفاتيكان وسط زحام المراسم والطقوس.
ونقلت وكالة أسوشيتد بريس عن 'باربرا بلين' مؤسسة جماعة سورفايفورس والتي تعني [باقون على قيد الحياة] - والمعنية بضحايا انتهاكات القساوسة - قولها: إن الكنيسة بحاجة إلى أصوات أولئك الضحايا حتى تطهر نفسها، لأن هذه الإساءات الشنيعة يتحمل مسؤوليتها قادة الكنيسة.
إلا أن هذه القضية لا تشغل حيزًا كبيرًا لدى قادة الكنيسة في حديثهم عن التحديات الكبرى التي يواجهها البابا القادم، فثمة عدد من القضايا تعد هي الأهم في عند الحديث عن المهام البابوية القادمة، مثل: الصراعات والتوترات الدينية، والفقر العالمي، وتناقص المسيحية في أمريكا الشمالية وأوروبا.
وشددت 'بلين' على أن بعض المسؤولين الكاثوليك يعمدون إلى حصر الأزمة الأخلاقية للكنيسة الكاثوليكية في الأمة الأمريكية، على الرغم من وقوع انتهاكات وفضائح مشابهة في النمسا وأيرلندا وعدد من البلدان الأخرى.
ومن جهتها قالت 'سو آرشيبلد' رئيسة مجموعة 'الدفاع عن الضحايا': إن لديها توقعات ضئيلة بأن يناقش الكرادلة قضية الإساءات الجنسية خلال اجتماعهم السري لاختيار البابا الجديد.
وأعربت 'آرشيبلد' عن أملها في أن يكون البابا الجديد أحسن حالاً في التعامل مع هذه القضية من 'يوحنا بولس الثاني'، وقالت: إنها تأمل أن يكون البابا الجديد مستعدًا للسماع من الضحايا بطريقة أو بأخرى, وهو الأمر الذي لم يفعله 'يوحنا بولس الثاني' الذي اكتفى بوصف الاعتداءات الجنسية بحق الأطفال بأنها جريمة وخطيئة، لكن على الصعيد العملي لم تعِر الكنيسة اهتمامًا خاصًا للتعامل مع 'الوحوش المنتهكين'.
وقد أثار موقف يوحنا بولس الثاني استياء وغضب العديد من الضحايا لأنه لم يلتقِ بهم ويسمع منهم، في الوقت الذي قدم فيه اعتذارات لمجموعات وأديان أخرى عانت من الكنيسة الكاثوليكية مثل اليهود والمسيحيين الأرثوذكس.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن استطلاعًا للرأي أجري مؤخرًا كشف عن أن 82% من الكاثوليك يرون أن على البابا الجديد أن يتخذ مواقف أكثر حسمًا حول رجال الدين [الغشاشين].
وقالت 'آرشيبلد': 'إننا نتمنى أن يكون البابا القادم مؤسس لعهد جديد أكثر حرية وشفافية وإرادة في معالجة القضايا الأكثر تأثيرًا على الكنيسة'.
وذكرت الوكالة أنه قبل عامين حاول الابن 'جاري بيرجيرون' وأبوه –وكلاهما من ضحايا القساوسة - أن يلتقيا بـ'يوحنا بولس الثاني' بعد سفرهما إلى روما، لكنهما فشلا في الوصول إليه ولم يستطيعا أن يلتقيا به حيث أحالهما إلى أحد المسؤولين في مكتب وزارة الخارجية بالفاتيكان.
وقال 'بيرجيرون': إنه كان يود لو يستمع إليه البابا شخصيًا، والأمر الذي رفع من مخاوفه أنه علم أن الكاردينال 'بيرنارد لو' رئيس أسقفية بوسطن – الذي أقيل من منصبه - سيشارك في الاجتماع السري لاختيار البابا الجديد.
وكان 'لو' قد أقيل في ديسمبر 2002 إثر انفجار الفضائح وتواليها في أسقفية بوسطن الأمريكية والتي أقيل فيها المئات من الأبرشيين في السنوات الثلاث الأخيرة.
المصــــــدر
المفضلات