بسم الله الرحمن الرحيم
تخيل إنسان
يسير فى طريق عام وفى ميدان عام وزحام شديد ومعه أموال كثيرة فى حقيبته الخاصة
وفجأة اكتشف أن الحقيبة غير موجودة
سرقت لا يدرى
وقعت منه بسبب الزحام لا يدرى
فعاد مسرعا من نفس الطريق وفى نفس الميدان
فوجد مفاجأة
ملصقات على الجدران فى ميدان عام
الإعلان يقول
(وجد مبلغ كبير من المال فعلى صاحبه الاتصال بتليفون .................... )
ولم يصدق نفسه فأتصل على الفور
و قابل الشخص الأمين الذى عثر على النقود فى الميدان العام
ودار هذا الحوار
الشخص الأمين : من فضلك الأوصاف الكاملة للحقيبة لونها ما هو المبلغ بالضبط
صاحب الحقيبة : لونها.... المبلغ ......
الشخص الأمين : نعم هذه هي حقيبتك من فضلك تأكد من المبلغ جيدا
صاحب الحقيبة : جزاكم الله خيرا لا أعرف كيف أشكرك هذا مبلغ كبير جدا
أخبرني أخي لماذا كلفت نفسك بهذه الإعلانات وهذه الملصقات وقمت بالتصوير على حسابك الخاص
الشخص الأمين:
أخي الفاضل عثرت على هذه الحقيبة في ميدان عام وزحام شديد
فتذكرت على الفور كلام الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ اللُّقَطَةِ
فَقَالَ اعْرِفْ وِكَاءَهَا أَوْ قَالَ وِعَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ
قَالَ فَضَالَّةُ الْإِبِلِ فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ أَوْ قَالَ احْمَرَّ وَجْهُهُ
فَقَالَ وَمَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا تَرِدُ الْمَاءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ فَذَرْهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا
قَالَ فَضَالَّةُ الْغَنَمِ قَالَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ (البخارى)
شرح بعض المفردات
قَوْله : ( سَأَلَهُ رَجُل ) هُوَ عُمَيْر وَالِد مَالِك
. قَوْله : ( وِكَاءَهَا ) هُوَ بِكَسْرِ الْوَاو مَا يُرْبَط بِهِ , وَالْعِفَاص بِكَسْرِ الْعَيْن الْمُهْمَلَة هُوَ الْوِعَاء بِكَسْرِ الْوَاو .
قَوْله : ( فَغَضِبَ ) إِمَّا لِأَنَّهُ كَانَ نَهَى قَبْل ذَلِكَ عَنْ اِلْتِقَاطهَا , وَإِمَّا لِأَنَّ السَّائِل قَصَّرَ فِي فَهْمه فَقَاسَ مَا يَتَعَيَّن اِلْتِقَاطه عَلَى مَا لَا يَتَعَيَّن .
قَوْله : ( سِقَاؤُهَا ) هُوَ بِكَسْرِ أَوَّله وَالْمُرَاد بِذَلِكَ أَجْوَافهَا لِأَنَّهَا تَشْرَب فَتَكْتَفِي بِهِ أَيَّامًا .
قَوْله : ( وَحِذَاؤُهَا ) بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة ثُمَّ ذَال مُعْجَمَة وَالْمُرَاد هُنَا خُفّهَا
ما رأيكم زملائي الأعزاء في
كلام الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
رجل فقير جدا ويسير في زحام شديد وفجأة يجد مبلغ كبير لم يشاهد مثله من قبل
فيقوم بالإعلان عنه على حسابه الخاص
ليس يوم أو يومين
لمدة سنة كاملة حتى يعثر هو على صاحب المال
ويمكن ان يعطيها للسلطان إذا اطمأن أن السلطان عادل وسيصل المبلغ بالفعل لصاحبه
يا أعداء الإسلام
أيها النصاري
ما رأيكم
تخيل نفسك صاحب هذه الحقيبة
ما شعورك تجاه الشخص الذي كلف نفسه وعرف وأعلن عن أموالك وأوراقك الهامة حتي وصلت إليك
ما شعورك تجاه الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم الذي علمنا هذا الهدي المبارك
هذا الورود هدية لكل مسلم يطبق كلام الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم حتي ولو كان صاحب المال المفقود نصرانيا أو حتي يهوديا
المفضلات