كما أشرنا سابقاً فإنه يتوجب علينا أن نعرف شخصية كاتب هذا الكتاب الذي ننسبه إلى الله أو نقول أنه مكتوب بالوحي , إذ كيف يُعقل أن نقبل بكتاب وكاتبه مجهول الهوية ؟؟ !!



لوحة للقديس لوقا يدون إنجيله وفي أعلاها ( صورة العجل المجنح ) وهو رمز لإنجيل لوقا !!

في هذا الجانب قال القمص (( تادرس يعقوب ملطي )) في مطلع تفسيره لإنجيل لوقا ( ستجد تعليقي باللون الأخضر ) هكذا :

-----------------------------------
لوقا البشير

كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوسLucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور"، أو "المستنير". غير أنه يجب التمييز بين لوقا الإنجيلي ولوكيوس المذكور في (أع 13: 1)، وأيضًا لوكيوس المذكور في (رو 6: 21).
......................
ولهذا أشار البعض أن هذا ليس إسم للوقا ولكنه تسمى بعد إيمانه بهذا الإسم , ولاحظ أنه فرق بين ثلاثة أشخاص هم لوقا الإنجيلي - لوكيوس المذكور في أعمال الرسل - لوكيوس المذكور في رومية .
فإسم لوقا الأصلي لا يوجد يقين فيه .

.....................
هو الوحيد بين كتَّاب العهد الجديد الذي كان أمميًا ولم يكن يهوديًا بل، غالبًا من إنطاكية سوريًا؛ قَبِل الإيمان المسيحي دون أن يتهوّد. ويعلّل الدارسون ذلك بأن الرسول بولس حين أشار إليه في رسالته إلى كولوسى (كو 4: 14). لم يضمُّه إلى من هم من أهل الختان (4: 10-11) مثل أرسترخس ومرقس ابن أخت برنابا ويسوع المدعو يسطس .

...................
قد أشار إلى رسالة بولس ( كولوسي 4 : 14 ) والتي نصها يقول هكذا :
Col:4:14: يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس. (SVD)
ولا ندري كيف عرف القمص المحترم أن لوقا المقصود هنا هو نفسه لوقا كاتب الإنجيل !!!!
بالإضافة إلى قوله غالباً من سوريا ولا يقين أو خبر أكيد عندهم في ذلك . بل هي مجرد ظنون وأهواء لا دليل عليها .

..................

رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً، بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)، وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛
......................
سينقض القمص بنفسه هذا الرأي ويبطل نظرية ( روح التواضع ) هذه وينفي كون لوقا من السبعين رسولاً كما سيأتي .
.....................
غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل، بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي، وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل، إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم. ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا".
......................
إذاً فالخبر المرجح أنه ليس من ضمن السبعين رسولاً وقولهم أنه كان أحد التلميذين الذين ظهر لهما يسوع بعد القيامة هو قول فاسد ولا معنى له وهذه نقطة مهمة سنحتاجها فيما بعد . وكذلك قوله أن الإنجيل ( عمل وليد إيمان الجماعة قام على التقليد ) هو قول خطير .
......................
كان القديس لوقا طبيبًا (كو 4: 14)، ورسّامًا، جاء في التقليد أنه رسم أيقونة السيدة العذراء.
......................
إن الجزم بأن لوقا كان طبيباً هو قول فاسد ولا نستطيع أن نربط بين لوقا المذكور في رسالة بولس ( كولوسي 4 : 14 ) وبين لوقا كاتب الإنجيل ولا يمكن الجزم بدليل أنهما نفس الشخص ,, ما المانع أن يكون شخصاً غيره ؟؟
....................

ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية، ففي سفر الأعمال أقلع الإنجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس إلى ساموتراكي ثم إلى نيابوليس، ومن هناك إلى فيلبي (أع 16: 10-39 الرحلة التبشيرية الثانية). مرة أخرى في رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة عند رجوعه تبعه الإنجيلي لوقا من فيلبى إلى أورشليم (أع 20: 5-21: 18). كما نراه مرافقًا له في روما عند الأسر (28: 30). وكان معه في لحظاته الأخيرة، إذ يقول في رسالته الوداعية: "لوقا وحده معي" (2 تي 4: 11).
..........................
لا أدري سبب إصرار القمص على أن لوقا المذكور في رسائل بولس هو نفسه لوقا الإنجيلي !! لن تجد أبداً دليل معتبر على أن لوقا المذكور في رسائل بولس هو نفسه لوقا المنسوب إليه الإنجيل , وما هو إلا إتباع الظن والهوى .
........................

هكذا ارتبط الاثنان معًا، فسجل لنا الإنجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي خلال الرسول بولس في سفر الأعمال؛ ودعاه الرسول بولس: "الطبيب الحبيب" (كو 4: 14)، كما دعاه بالعامل معه (فل 24).

........................
لا ندري ما صلة إرتباط بولس بلوقا الانجيلي ( إن كان لوقا صديق بولس هو لوقا نفسه صاحب الانجيل ) بأن يكون لوقا هو كاتب الإنجيل أو أعمال الرسل ؟؟
.......................

قيل أنه عاش بتولاً، عمل في أخائية (باليونان)، استشهد في الرابعة والثمانين من عمره وأن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357م، وفي عام 1177م نقلت إلى Padau بإيطاليا.
......................
وهكذا هو الحال دائماً ( قيل أنه ) و ( غالباً ) و ( لربما ) و ( قال البعض ) و ( يُظن أن ) دونما دليل معتبر بل هي مجرد بعض الظنون والأهواء لا أكثر .
فكما ترى يقول القمص ( قيل أنه ) عاش بتولاً و استشهد و .. و ... وإلخ . دونما أن يسوق دليلاً على كلامه ولم نعرف من هو الذي قال وما دليله حتى يأتي القمص قائلاً ( قيل أنه ) !!

------------------------------------------- إنتهى .

ولقد نقلت إليكم كلام القمص ( تادرس يعقوب ملطي ) عند حديثه عن لوقا لأنه أشمل من تحدث عن لوقا و نقل جميع الآراء فيه وعلقت ليه ولنرى ما خرجنا به من ترجمة القمص ( تادرس ) لشخص لوقا وننظر بعدها هل تعرفنا على شخصية لوقا حقاً ؟؟؟

1- معنى إسم لوقا ربما كان ( حامل النور ) أو ( المستنير ) , ولا نعلم هل هذا هو إسمه الحقيقي أم لا ؟؟ ولا نعرف إسم أبيه أو عائلته .

2- لا نعرف جنسيته على وجه اليقين بل ( ربما ) كان سورياً من أنطاكية دونما دليل . ولا نعرف ديانته قبل ان يتنصر بل ( ربما ) كان أممياً وثنياً .

3- ليس من ضمن السبعين رسولاً !!!

4- ( ربما ) كان طبيباً ورساماً دونما دليل , إذ أنه إفترض أولاً أن لوقا المذكور في رسائل بولس هو نفسه لوقا صاحب الإنجيل وهذا ما يستحيل إثباته بالدليل .

5- ( قيل ) أنه عاش بتولاً ( وقيل ) أنه مات عن عمر يناهز الرابعة والثامنين ( وقيل ) أن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357م، و( قيل ) أنه في عام 1177م نقلت إلى Padau بإيطاليا.


ولا أدري كيف استباحوا نبش قبر هذا الرجل المقدس عندهم ( مــــــرتيـــن ) في عام 357م وفي عام 1177م , ؟؟؟؟ !!!! أين حرمة الأموات عندهم ؟؟؟

والآن لننظر لبعض الآراء الأخرى حول لوقا كما يلي :

يقول القديس يوسابيوس القيصري :

وهو الذي نقل عنه تادرس يعقوب ملطي :

كان لوقا سوري الجنس من مدينة أنطاكية الهيلينية .


ولم يعطي دليل على كلامه هذا بل الظن كما هو حالهم دائماً .
..................................

يقول يعقوب الرهاوي :

بأنه من الإسكندرية ، كان يعمل طبيبا وبحسب التقليد المسيحي فأنه كان واحد من تلاميذ المسيح السبعين وبعد ذلك انضم إلى الرسول بولس وساعده بالتبشير في معظم رحلاته ، يُعتقد بأنه كان أحد التلميذين الذين التقيا يسوع بعد قيامته على طريق قرية عمواس ، عاش حياة البتولية ومات عن عمر يناهز الـ 84 عاما على مايُظن .


يكفيكم قوله ( على ما يُظن ) .
...........................

القس عبد المسيح بسيط أبو الخير في مطلع تفسيره لإنجيل لوقا لم يدلي بأي معلومة ذات قيمة عن شخص لوقا ولكن حينما أراد الإشارة إلى جنسيته قال هكذا :

وقال بعض الآباء إنه من إنطاكية بسوريا ومما يبرهن على ذلك هو إشاراته الكثيرة إلى إنطاكية فى سفر الأعمال، فقد وضعها فى مكانة خاصة، فكانت نقطة البدء فى رحلات القديس بولس، وفيها دعى التلاميذ مسيحيين أولاً "ودعى التلاميذ مسيحيين فى إنطاكية أولاً" ومن الشمامسة السبعة يذكر أن أحدهم من إنطاكية "نيقولاوس دخيلاً إنطاكياً" دون أن يذكر قومية الستة الآخرين. وقدم فى السفر معلومات كثيرة عن الكنيسة فى إنطاكية .

فانظر إلى السذاجة في الاستدلال ؟؟ طالما أنه ذكر أنطاكية في إنجيله إذا فهو أنطاكي !!!!
................................

وهكذا فهذا كل ما قالوه عن لوقا وفي نهاية هذا السرد المتتالي من علمائهم لا نخلص أبداً أن نعرف من هو لوقا تحديداً أو يرفقوا أقوالهم بالأدلة فلا يوجد من أرخ عن لوقا ولكن كل ما عندهم بعض الفقرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا يمكن أن نأخذها كدليل لأننا في الأساس نحتاج أن نعرف من هو كاتب هذا الكتاب وباقي الكلام كما رأيتم لا يخرج عن إطار الظن والتخمين ( ربما ) ( من الممكن أن يكون ) ( يُظن أن ) ( قيل أنه ) ( من الغالب ) ( من المرجح ) .

ومن كان دليله هكذا فهو ساقط مردود لا محالة ولا يُؤخذ به إذ أنه لا دليل على ما يقول .

وإلى هنا أتوقف خشية الإطالة في هذا الجانب وقد بينت وأشرت أنه لا رأي عندهم ثابت لا في إسم لوقا الأصلي ولا يوجد أي ذكر لإسم أبيه أو عائلته , لا تعرف ديانته الأصلية على وجه التحديد , لا تعرف جنسيته على وجه التحديد بالدليل , لا يستطيعون نسبته إلى الرسل السبعين , ربما كان صديق بولس دونما دليل أيضاً .

ملاحظة : إن أكثر ما يعتمدون عليه هو الربط أن يكون لوقا المذكور في رسائل بولس هو نفسه لوقا الذي يُنسب إليه الإنجيل , وقد أشرت أن هذا مستحيل إثباته بالدليل , وإن سقط هذا الربط سقطت آخر معلومة من الممكن أن يصرحوا بها عن شخص لوقا المذكور .

وأسعد بتقبل مداخلاتكم قبل أن أخوض في النقطة التي تليها .

وتقبلوا تحياتي .

خطاب المصري ayoop2