الشبهة:
الآية “فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا” تتحدّى أن يُقدّم كتاب من عند الله “أهدى” من التوراة والإنجيل، مع العلم أن التوراة والإنجيل قد تم تحريفهما في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. فكيف يتحدى الرسول بكتابين محرفين ويقول عنهما أنهما “أهدى”؟

الرد:
1. التوراة والإنجيل في حالتهما الأصلية كانا هداية:
عندما يقول القرآن “أهدى منهما”، فهو يتحدث عن التوراة والإنجيل في حالتهما الأصلية قبل أن يمسها التحريف. في البداية، كانتا هداية من الله للبشرية. بعد التحريف، قد لا يكون فيهما نفس القدر من الهداية، ولكن القرآن عندما يذكرهما، فهو يتحدث عن أصلهما، وليس النسخ المحرفة التي كانت موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
2. التحدي هو بكتاب القرآن وليس الكتب المحرفة:
التحدي الذي يوجهه القرآن ليس إلى الكتب المحرفة، بل إلى الهداية التي كانت موجودة في التوراة والإنجيل في صورتهما الأصلية. القرآن جاء ليكون الكتاب الذي يُكمل ويُصحح ما كان في الكتب السابقة، وهو يحمل الهداية الكاملة والشاملة التي لم تكن موجودة في الكتب المحرفة.
3. القرآن هو الكتاب المهيمِن:
القرآن ليس مجرد كتاب موازٍ للتوراة والإنجيل، بل هو الكتاب المهيمِن الذي جاء ليُصحح ما تم تحريفه في الكتب السابقة. وهذا يظهر في قوله تعالى: “مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” (المائدة: 48)، مما يعني أن القرآن جاء ليؤكد ويصحح ما ورد في التوراة والإنجيل قبل أن يتم تحريفهما.
4. الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحدى بالكتب المحرفة:
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحدى باستخدام الكتب المحرفة، بل كان يتحدث عن الهداية الأصلية التي كانت في التوراة والإنجيل قبل أن يتم تحريفهما. فالتحدي كان بمقارنة القرآن بتلك الكتب في حالتهما الأصلية التي كانت هداية من الله.
5. التحدي هو إثبات أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يحمل الهداية الكاملة:
بناءً على ذلك، التحدي الذي ورد في الآية كان يهدف إلى إثبات أن القرآن هو الكتاب الذي يحمل الهداية الكاملة والصحيحة، وأنه الكتاب المهيمِن الذي جاء ليُصحح ما جاء في الكتب السابقة.

الختام:
الآية لا تتناقض مع فكرة تحريف التوراة والإنجيل. بل هي تشير إلى الهداية