بسم الله الرحمن الرحيم

خرج علينا خالد بلكين بمقطع جديد يستشهد فيه بتفضيل ابن عباس رضي الله عنه لقراءة عباد الرحمن (قراءة عاصم و الكسائي و حمزة و خلف و ابي عمرو ) على قراءة عند الرحمن (قراءة نافع و ابن كثير و ابن عامر ويعقوب و ابو جعفر بن جماز ) و امره لسعيد بن جبير رحمه الله ان يمحو عند الرحمن وسوف ارد عليه باذن الله و سيكون ردي عليه مختصرا هذه المرة مع الاحالة الى التفصيل و قد اضيف بعض الاضافات على الموضوع في المستقبل

الرواية :
المستدرك على الصحيحين الجزء الثاني كتاب التفسير
٣٦٧٠ - حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعِ مِائَةٍ أَنْبَأَ أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَزَّازُ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: عِبَادُ الرَّحْمَنِ. قُلْتُ: هُوَ فِي مُصْحَفِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: «فَامْحُهَا وَاكْتُبْ عِبَادَ الرَّحْمَنِ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "


[التعليق - من تلخيص الذهبي]٣٦٧٠ - على شرط البخاري ومسلم

الرد :

هذا التفضيل من ابن عباس رضي الله عنه ليس على سبيل انكار قراءة عند و انما كان اختيارا من ابن عباس رضي الله عنه مع علمه بصحة قراءة عند و يدل على ذلك

1. ان اسناد قراءة ابن كثير عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه هي بلا اختيار .
اخذ بن كثير رحمه الله عن مجاهد رحمه الله و عرض مجاهد على ابن عباس رضي الله عنه القرآن كله
نقرا من جامع البيان في القراءات السابع للداني رحمه الله الجزء الاول :
(( ١٩٣ - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام «٣»، قال: وكان من قرّاء مكة عبد الله بن كثير وحميد «٤» بن قيس الذي يقال له: الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة «٥» ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا فيها «٦».١٩٤ - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: نا ابن مجاهد قال: وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وائتمّ به أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما في عصره، قرأ على مجاهد بن جبر ولم يخالفه في شيء من قراءته «٧». ))

ونقرا من مصنف ابن ابي شيبة كتاب فضائل القران
(( ٣٢٢٩٣ - حدثنا الفضل بن دكين عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات (١).
٣٢٢٩٤ - [حدثنا ابن نمير قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات (أقفه) (١) عند كل آية] (٢) (٣).))

صحح الاثر الاول الشيخ سعد الشثري في تحقيقه لمصنف ابن ابي شيبة رحمه الله و حسن الاثر الثاني و قال (( (٣) حسن؛ صرح ابن إسحاق بالسماع عند الحاكم ٢/ ٣٠٧. )))

ففي هذا دلالة على ان مجاهد قرا عند الرحمن في محضر بن عباس رضي الله عنه و اجازها له .
نقرا من المحكم في نقط المصحف لابي عمرو الداني باب القول في النقط و على ما يبنى في الوصل و الوقف
(( وَمن الدّلَالَة على كَرَاهَة ذَلِك وَالْمَنْع مِنْهُ سوى مَا قدمْنَاهُ من الْأَخْبَار عَن ابْن مَسْعُود وَالْحسن وَغَيرهمَا مَا حدّثنَاهُ خلف بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد قَالَ نَا احْمَد بن مُحَمَّد قَالَ نَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ نَا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ نَا هشيم عَن ابي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس انه قَرَأَ {عباد الرَّحْمَن} قَالَ سعيد فَقلت لِابْنِ عَبَّاس إِن فِي مصحفي عِنْد الرَّحْمَن فَقَالَ امحها واكتبها عباد الرَّحْمَن أَلا ترى ابْن عَبَّاس رَحمَه الله قد آمُر سعيد بن جُبَير بمحو إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْن وَإِثْبَات الثَّانِيَة مَعَ علمه بِصِحَّة الْقِرَاءَتَيْن فِي ذَلِك وأنهما منزلتان من عِنْد الله تَعَالَى وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ بهما جَمِيعًا وأقرأ بهما أَصْحَابه غير أَن الَّتِي أمره بإثباتها مِنْهُمَا كَانَت اخْتِيَاره إِمَّا لِكَثْرَة القارئين بهَا من الصَّحَابَة وَإِمَّا لشَيْء صَحَّ عِنْده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو أَمر شَاهده من عَلَيْهِ الصَّحَابَةفَلَو كَانَ جمع الْقرَاءَات وَإِثْبَات الرِّوَايَات وَالْوُجُوه واللغات فِي مصحف وَاحِد جَائِزا لامر ابْن عَبَّاس سعيدا بإثباتهما مَعًا فِي مصحفه بِنُقْطَة يَجْعَلهَا فَوق الْحَرْف الَّذِي بعد الْعين وضمه امام الدَّال دون ألف مرسومة بَينهمَا إِذْ قد تسْقط من الرَّسْم فِي نَحْو ذَلِك كثيرا لخفتها وتترك النقطة الَّتِي فَوق ذَلِك الْحَرْف والفتحة الَّتِي على الدَّال فتجتمع بذلك القراءتان فِي الْكَلِمَة الْمُتَقَدّمَة وَلم يَأْمُرهُ بتغيير إِحْدَاهمَا ومحوها وَإِثْبَات الثَّانِيَة خَاصَّة فَبَان بذلك صِحَة مَا قُلْنَاهُ وَمَا ذهب إِلَيْهِ الْعلمَاء من كَرَاهَة ذَلِك لأجل التَّخْلِيط على القارئين والتغيير للمرسوم ))


2. تصريح ابن عباس رضي الله عنه بصحة المصاحف التي في ايدي التابعين .
نقرا من صحيح البخاري كتاب الشهادات الجزء الخامس باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها وقال الشعبي لا تجوز شهادة أهل الملل بعضهم على بعض لقوله تعالى فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم و قولوا آمنا بالله وما أنزل الآية
2539 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم

و في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى كل يوم هو في شأن و ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وقوله تعالى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة
7084 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله تقرءونه محضا لم يشب .

و نقرا في صحيح البخاري كتاب فضائل القران
((4731 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما فقال له شداد بن معقل أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء قال ما ترك إلا ما بين الدفتين قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين))
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري :
((قوله : ( باب من قال : لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدفتين ) أي ما في المصحف ، وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان . وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته))

وقد ذكر ابو حيان رحمه الله و غيره من اهل العلم ان قراءة عند هي قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما قراءة عباد هي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه .
نقرا من تفسير البحر المحيط لابي حيان رحمه الله الجزء التاسع تفسير سورة الزخرف
(( لَمْ يَكْفِهِمْ أَنْ جَعَلُوا لِلَّهِ وَلَدًا، وَجَعَلُوهُ إِنَاثًا، وَجَعَلُوهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَهَذَا مِنْ جَهْلِهِمْ بِاللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَاسْتِخْفَافِهِمْ بِالْمَلَائِكَةِ، حَيْثُ نَسَبُوا إِلَيْهِمُ الْأُنُوثَةَ. وَقَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَالْحَسَنُ، وَأَبُو رَجَاءٍ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَشَيْبَةُ، وَالْأَعْرَجُ، وَالِابْنَانِ، وَنَافِعٌ: عِنْدَ الرَّحْمَنِ، ظَرْفًا، وَهُوَ أَدَلُّ عَلَى رَفْعِ الْمَنْزِلَةِ وَقُرْبِ الْمَكَانَةِ لِقَوْلِهِ: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ . وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ جُبَيْرٍ، وَعَلْقَمَةُ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ: عِبَادُ الرَّحْمَنِ، جَمْعَ عَبْدٍ لِقَوْلِهِ: بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ . وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ: عِبَادَ الرَّحْمَنِ، جَمْعًا. ))

و للمزيد من التفصيل :
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthr...C7%E1%DD%D1%D4

وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم