المسيح بين الكتاب المقدس والقرآن .... 16
*****************************
الصلب والفداء
شك التلاميذ في المسيح ليلة القبض عليه
ذكرت الأناجيل على لسان المسيح قوله لتلاميذه : " كلكم تشكون في ، في هذه الليلة " .ونحن هنا أمام احتمالين :
احدهما- أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده ، ورغم أنها ستسبب له ألما ومعاناة ، إلا أنها ستفشل وينقذه الله من القتل الذي ينتظره على أيدي مدبريها .
وحسبما ترويه الأناجيل بكل وضوح- أن المسيح قبض عليه في تلك الليلة ، واستطاعت قوى الظلم أن تنتصر عليه وتحقق ما تريد ، فعندئذ لا بد وأن يشك التلاميذ في معلمهم الذي تنبأ لهم بنجاته ، ثم أظهرت الاحداث أمام أعينهم غير ذلك . هنا فقط يحدث الشك والزلل والارتداد عن العقيدة .
الثاني أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده وتسبب له ألما ومعاناة وتنتهي بقتله فإن هذا ما شاهده التلاميذ فعلا حسب - حسب رواية الأناجيل أيضا- ، ولا محل للشك ابدا في هذه الحالة اذا لماذا تنبأ بأنهم سيشكون فيه هذه الليلة
سيقولون ان بطرس قد انكره كأنهم يريدون بذلك اثبات شك التلاميذ والرد من وجوه
الاول المسيح قال عن الشك في تلك الليلة (كلكم تشكون ) ولم يفرد بطرس بالشك
الثاني بطرس انكر انه من تلاميذه وبالقطع الانكار غير الشك الرجل قد يسرق ويسألونه انت سرقت فينكر لكنه لا يشك انه هو السارق وبطرس ينكر انه من تلاميذه ولم يشك انه من تلاميذه ولا في المسيح ولا في شيء اخبره به المسيح انما انكر انه من تلاميذه ليفلت من يدي القوم
الثالث لا مجال للشك في الاحداث التي جرت وهذا ما اخبرت به الاناجيل انه لم يحدث شك
فتكون هذه اضافة اخري الي التنبؤات الخاطئة للمسيح والا اين هذا الشك في تلك الليلة
وهو الامر الغير مقبول منه اطلاقا لأنه اله اذ كيف ينبأ تلاميذه بشيء وهو الشك ثم هو لا يحدث بل لا محل له في الاحداث قاطبة
اختصار من كتاب مناظرة بين الاسلام والنصرانية الرئاسة العامة لإدارات البعوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
......................................
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء