الرواية :
مسند احمد بن حنبل رحمه الله ، مسند عبد الله بن العباس رضي الله عنه
3422 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعلى ومحمد المعني قالا ثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس قال : أي القراءتين تعدون أول قالوا قراءة عبد الله قال لا بل هي الآخرة كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه و سلم في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين فشهد عبد الله فعلم ما نسخ منه وما بدل تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الرد :
ان ظاهر الرواية تشير الى ان بن عباس رضي الله عنه ينكر ان المصحف الحالي من جمع ابي بكر رضي الله عنه و نسخ عثمان رضي الله عنه على يد زيد بن ثابت رضي الله عنه هو على قراءة العرضة الاخيرة و سنرد على هذه الدعوى من وجهين :
1. افتراض ان ابن عباس رضي الله عنه انكر ان المصحف الحالي على قراءة العرضة الاخيرة
2. تفصيل مقولة ابن عباس رضي الله عنه في ظل الروايات الاخرى الثابتة عنه .
الوجه الاول : افتراض ان ابن عباس رضي الله عنه انكر ان المصحف الحالي هو على قراءة العرضة الاخيرة :
انكار ابن عباس رضي الله عنه يكون حينها مردودا اذ ثبت من طرق اخرى ان القراءات الحالية للمصحف هي على العرضة الاخيرة :
1. تصريح سمرة بن جندب رضي الله عنه و هو صحابي من المهاجرين شهد الفترة المدنية و كان في المدينة لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم على عكس ابن عباس رضي الله عنه الذي كان صغيرا لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشهد معظم الفترة المدنية .
نقرا في مستدرك الحاكم الجزء الثاني كتاب التفسير
2857 - أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، ثنا علي بن عبد العزيز البغوي ، بمكة ، ثنا حجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة رضي الله عنه ، قال : «عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضات » فيقولون : إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة .
حسنه ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب فضائل القران :
((ومن طريق محمد بن سيرين قال : " كان جبريل يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن - الحديث نحو حديث ابن عباس وزاد في آخره - : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة " . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسن ))
و على هذا يقدم قول سمرة رضي الله عنه ان قراءتنا هي قراءة العرضة الاخيرة وذلك لانه اذا تعارض قول صحابيين فان من حضر الواقعة مقدم على غيره
قال الباجي في الإشارة إلى أصول الفقه باب الترجيح
((إذا ثبت ذلك، فالترجيح يقع في الأخبار التي تتعارض، ولا يمكن الجمع بينها، ولا يعرف المتأخر منها، فيحمل على أنه ناسخ في موضعين: أحدهما: الإسناده والثاني: المتون.
فأما الترجيح بالإسناد، فعلى أوجه: الأول: أن يكون أحد الخبرين مرويا في قضية مشهورة متداولة عند أهل النقل، ويكون المعارض له عاريا عن ذلك، فيقدم الخبر المروي في قضية مشهورة، لأن النفس إلى ثبوته أسكن والظن في صحته أغلب.
والثاني: أن يكون راوي أحد الخبرين أحفظ وأضبط، وراوي الذي يعارضه دون ذلك، وإن كان جميعا يحتج بحديثهما فيقدم خبر أحفظهما وأتقنهما، لأن النفس أسكن إلى روايته، وأوثق بحفظه.
والثالث: أن يكون رواة أحد الخبرين أكثر من رواة الخبر الآخر، فيقدم الخبر الكثير الرواة، لأن السهو والغلط أبعد عن الجماعة، وأقرب إلى الواحد….
السابع:
أن يكون راوي أحد الخبرين هو صاحب القصة تلبس بها، وراوي الخبر الآخر أجنبيا، فيقدم خبر صاحب القصة، لأنه أعلم بظاهرها وباطنها، وأشد إتقانا بحفظ حكمها)
علاوة على هذا فان قول سمرة رضي الله عنه مدعوم بمرسل ابن سيرين رحمه الله و حسب قول الخطيب رحمه الله في الكفاية فان الخبر يقدم على ما يعارضه من خبر اخر اذا عضد بمرسل
نقرا من الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي رحمه الله باب القول في ترجيح الاخبار
((
ويرجح بأن يكون أحدهما قد اختلف النقلة على راويه , فمنهم من يروي عنه الحديث في إثبات حكم عن النبي صلى الله عليه وسلم , ومنهم من يرويه عنه في نفي ذلك الحكم , والآخر لم يختلف نقلته في أنه روى أحدهما , ويرجح بأن يكون راوي الخبر من هو صاحب القصة , والآخر ليس كذلك , وهذا نحو رواية ميمونة بنت الحارث قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان , فوجب تقديم خبرها على خبر ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم , لأنها أعرف بالقصة , ويرجح بأن يوافق مسند المحدث مرسل غيره من الثقات , فيجب ترجيح ما اجتمع فيه الاتصال والإرسال على ما انفرد عن ذلك , ويرجح بأن يطابق أحد المتعارضين عمل الأمة بموجبه , لجواز أن تكون عملت بذلك لأجله , ))
فضائل القران لابي عبيد باب عرض القراء للقران
((حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: نبئت أن القرآن كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين. قال ابن سيرين:
فيرون، أو فيرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءتين عهدا بالعرضة الأخيرة))
2. الثابت ان مصحفنا حاليا ايضا على قراءة بن مسعود رضي الله عنه (و اخص هنا رواية شعبة عن عاصم و قراءة الكسائي و قراءة حمزة ) و على هذا فان قراءة مصاحفنا متواترة عن ابن مسعود رضي الله عنه و تشمل قراءته ايضا .
نقرا في مشكل الاثار للطحاوي رحمه الله الجزء الاول :
(( وَقَدْ رَوَيْنَا مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ وَتَرَكْنَا مَا سِوَاهُ مِمَّا لَا يَتَّصِلُ أَسَانِيدُهُ وَكَانَ مِمَّنْ قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ أَيْضًا عَاصِمٌ وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ وَذَكَرَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَذْهَبُ إلَى ذَلِكَ وَيَخْتَارُهُ لِكَثْرَةِ عَدَدِ الْقُرَّاءِ ; وَلِأَنَّ عَاصِمًا لِقِرَاءَتِهِ مِنْ صِحَّةِ الْمَخْرَجِ مَا لَيْسَ لِقِرَاءَةِ غَيْرِهِ -[263]- سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَقُولُ: إِنْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ تُؤْخَذُ بِصِحَّةِ الْمَخْرَجِ فَمَا نَعْلَمُ لِقِرَاءَةٍ مِنْ صِحَّةِ الْمَخْرَجِ مَا صَحَّ لِقِرَاءَةِ عَاصِمٍ ; لِأَنَّهُ يَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَلِيٍّ وَقَرَأَ عَلِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: وَكُنْتُ أَنْصَرِفُ مِنْ عِنْدِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَمُرُّ بِزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ كَمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَلَا يُغَيِّرُ عَلَيَّ شَيْئًا قَالَ: وَقَرَأَ زِرٌّ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَصَدَقَ وَقَدْ كُنَّا أَخَذْنَا قِرَاءَةَ عَاصِمٍ حَرْفًا حَرْفًا عَنْ رَوْحِ بْنِ الْفَرَجِ وَحَدَّثَنَا أَنَّهُ أَخَذَهَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيِّ , وَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَاصِمٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقُلْتُ لِعَاصِمٍ: عَلَى مَنْ قَرَأْتَ؟ فَقَالَ: عَلَى السُّلَمِيِّ وَقَرَأَ عَلَى عَلِيٍّ وَقَرَأَ عَلِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ عَاصِمٌ: وَكُنْتُ أَجْعَلُ طَرِيقِي عَلَى زِرٍّ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ وَقَرَأَ زِرٌّ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَرَأَ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ))
و نقرا في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 165
((وَقَرَأَ حَمْزَةُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ عَرْضًا، وَقِيلَ: الْحُرُوفُ فَقَطْ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ أَيْضًا عَلَى أَبِي حَمْزَةَ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، وَعَلَى أَبِي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ، وَعَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ، وَعَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ بْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ، وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ الْأَسَدِيِّ، وَقَرَأَ يَحْيَى عَلَى أَبِي شِبْلٍ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَعَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ، وَعَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَلَى عُبَيْدَةَ بْنِ عَمْرٍو السَّلْمَانِيِّ، وَعَلَى مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، وَقَرَأَ حُمْرَانُ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ الدَّيْلَمِيِّ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَعَلَى عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ، وَقَرَأَ عُبَيْدٌ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَقَرَأَ حُمْرَانُ أَيْضًا عَلَى الْبَاقِرِ، وَقَرَأَ أَبُو إِسْحَاقَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَعَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُمَا وَعَلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَعَلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمَذَانِيِّ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَالْحَارِثُ عَلَى عَلِيٍّ، وَقَرَأَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرُهُ، وَقَرَأَ الْمِنْهَالُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ وَابْنُ وَهْبٍ وَمَسْرُوقٌ وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ وَالْحَارِثُ أَيْضًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عَلَى أَبِيهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ، وَقَرَأَ الْبَاقِرُ عَلَى زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَقَرَأَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ عَلَى أَبِيهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحُسَيْنِ، وَقَرَأَ الْحُسَيْنُ عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَرَأَ عَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))
قال ابو جعفر النحاس في الناسخ و المنسوخ باب سورة براءة
(( وقد عارض بعض الناس في هذا فقال: لم خص زيد بن ثابت بهذا وفي الصحابة من هو أكبر منه منهم عبد الله بن مسعود، وأبو موسى الأشعري وغيرهما واحتج بما حدثناه إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: حدثنا شعيب بن أيوب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، أن أبا بكر، وعمر، رضي الله عنهما بشراه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أم عبد» قال أبو جعفر: والجواب عن هذا أن زيد بن ثابت قدم لأشياء لم تجتمع لغيره منها أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها أنه كان يحفظ ⦗٤٨٤⦘ القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها أن قراءته كانت على آخر عرضة عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في عبد الله بن مسعود ما قال قد تأوله هذا المعارض على غير تأويله وليس التأويل على ما ذهب إليه ولو كان على ما ذهب إليه ما وسع أحدا أن يقرأ إلا بحرف عبد الله، والتأويل عند أهل العلم منهم الحسين بن علي الجعفي أن عبد الله بن مسعود كان يرتل القرآن فحض النبي صلى الله عليه وسلم على ترتيل مثل ترتيله لا غير ويدلك على ذلك الحديث، أنه سئل عن طسم، فقال: لا أحفظها سل خبابا عنها فإن قيل فقد حضر ابن مسعود العرضة الآخرة قيل قد ذكرنا ما لزيد بن ثابت سوى هذا على أن حرف عبد الله الصحيح أنه موافق لمصحفنا يدلك على ذلك أن أبا بكر بن عياش قال: قرأت على عاصم وقرأ عاصم على زر وقرأ زر على عبد الله))
فالمصحف الذي بايدينا ثابت و متواتر عن ابن مسعود رضي الله عنه فقد روى هذه الحروف التي في مصاحفنا اليوم عنه جماعة من تلاميذه منهم :
زر بن حبيش و ابي عمرو و سعد بن الياس و علقمة و مسروق و الاسود و زيد ابن وهب و عاصم بن ضمرة و الحارث بن عبد الله الهمداني .
و في كتاب السبعة لابن مجاهد رحمه الله :
(( وَكَانَ حَمْزَة مِمَّن تجرد للْقِرَاءَة وَنصب نَفسه لَهَا وَكَانَ ينحو نَحْو أَصْحَاب عبد الله لِأَن قِرَاءَة عبد الله انْتَهَت بِالْكُوفَةِ إِلَى الْأَعْمَش ))
3. هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنه لا ينفي حقيقة ان ابن مسعود رضي الله عنه صرح بصحة القراءات كلها و لم ينكر صحة القراءات الموجودة في المصاحف حينها وذلك انه كان يرى ان قراءته و قراءة زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الاحرف السبعة التي ابيحت القراءة بها .
نقرا في كتاب فضائل القران للقاسم ابي عبيد بن سلام الجزء الاول
(( حدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ الْقَرَأَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنِ، فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالِاخْتِلَافَ وَالتَّنَطُّعَ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ وَتَعَالَ))
و اخرجه الامام احمد رحمه الله في مسنده وقال : ((اسناده صحيح ))
وقال بصحته الامام الطبري رحمه الله في تفسيره الجزء الاول :
(( وبمثل الذي قلنا في ذلك صحت الأخبارُ عن جماعة من السَّلَف والخلف.48- حدثني أبو السائب سَلْمُ بن جُنادة السُّوَائي، قال: حدثنا أبو معاوية - وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا ابن أبي عديّ عن شعبة - جميعًا عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: إني قد سمعت إلى القَرَأةِ، فوجدتُهم متقاربين فاقرأوا كما عُلِّمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال))
في تاريخ المدينة لابن شبة الجزء الثالث كتابة القران و جمعه
((حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا أسلم، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله: أنه قال يوم خرج من الكوفة: «من قرأ على حرف - أو قرأ على شيء - من كتاب الله فليثبت عليه، فإن كلا كتاب الله»))
قال محقق كتاب اخبار المدينة لابن شبة الدكتور عبد الله الدويش في هامش الصفحة 226
(( تقدم معناه في الذي قبله فيتقوى به ))
يقصد ان الرواية لوحدها لا تقوم به حجة لانها من رواية اسلم عن ابي اسحاق و من روى عنه قبل الاختلاط هم شعبة و سفيان ولكنها تتقوى بغيرها من الروايات
و ذكرها الطبري رحمه الله في مقدمة تفسيره الجزء الاول
((٤٩- وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله لأتيته (١) .
٥٠- وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، قال: من قرأ على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره (١))
4. اجماع اصحابة على ما نسخه عثمان رضي الله عنه و اجماعهم حجة وقرينة على ان ما نسخه عثمان رضي الله عنه يوافق العرضة الاخيرة .
نقرا من كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني رحمه الله باب جمع عثمان القران في المصحف نقرا
قال أبو داود: وحدثنا محمد بن أبان الجعفي سمعه، من علقمة بن مرثد وحديث محمد أتم عن عقبة بن جرول الحضرمي قال: لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضرموت أول من يسرع إليه،، فأتانا سويد بن غفلة الجعفي فقال: إن لكم علي حقا وإن لكم جوارا، وإن لكم قرابة، والله لا أحدثكم اليوم إلا شيئا سمعته من المختار، أقبلت من مكة وإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فإذا المختار فقال لي: يا شيخ ما بقي في قلبك من حب ذلك الرجل ؟ يعني عليا، قلت: إني أشهد الله أني أحبه بسمعي وقلبي وبصري ولساني، قال: ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي وسمعي وبصري ولساني، قال: قلت: أبيت والله إلا تثبيطا عن آل محمد، وترثيثا في إحراق المصاحف، أو قال حراق، هو أحدهما يشك أبو داود، فقال سويد : والله لا أحدثكم إلا شيئا سمعته من علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعته يقول: "يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرا أو قولوا له خيرا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعا ....قال: قال علي: " والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل
و صححه الدكتور محب الدين واعظ محقق كتاب المصاحف في هامش الصفحة 206:
(( اسناده : صحيح ))
و نقرا من كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع عثمان رضي الله عنه المصحف
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُتَوَافِرِينَ حِينَ حَرَّقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ، فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ
و علق ابن كثير رحمه الله على هذه الرواية في الجزء الاول من تفسيره باب جمع القران ((و هذا اسناد صحيح))
5. موافقة ما نسخه عثمان رضي الله عنه لما جمعه ابو بكر رضي الله عنه .
نقرا من تخريج شرح مشكل الاثار الجزء الثامن الصفحة 127
و كما حدثنا يونس : قال حدثنا نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن ابيه قال :لمَّا قُتِلَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باليَمامةِ، دخَلَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه على أبي بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فقال: إنَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَهافَتوا يومَ اليَمامةِ، وإنِّي أَخْشى ألَّا يَشهَدوا مَوطِنًا إلَّا فَعَلوا ذلك فيه حتى يُقتَلوا، وهم حَمَلةُ القُرآنِ، فيَضيعُ القُرآنُ ويُنْسى، فلو جمَعْتَه وكتَبْتَه، .......فلمَّا هلَكَ أبو بَكرٍ وكان عُمَرُ قد كتَبَ ذلك كلَّه في صَحيفةٍ واحدةٍ، فكانت عندَه، فلمَّا هلَكَ كانت عندَ حَفصةَ، ثُم إنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمانِ قدِمَ في غَزوةٍ غَزاها فَرْجِ أَرْمينيَةَ، فلم يدخُلْ بيْتَه حتى أتى عُثمانَ، فقال: يا أميرَ المُؤمِنينَ أدْرِكِ الناسَ، فقال عُثمانُ: وما ذاك؟ فقال: غزَوْتُ أَرْمينيَةَ، فحضَرَها أهْلُ العِراقِ وأهْلُ الشامِ، وإذا أهْلُ الشامِ يَقرَؤونَ بقِراءة أُبَيٍّ، فيأْتونَ بما لم يَسمَعْ أهْلُ العِراقِ، فيُكفِّرُهم أهْلُ العِراقِ، وإذا أهْلُ العِراقِ يَقرَؤونَ بقِراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، فيأْتونَ بما لم يَسمَعْ أهْلُ الشامِ، فيُكفِّرُهم أهْلُ الشامِ، قال زَيدٌ: فأمَرَني عُثمانُ أنْ أكتُبَ له مُصحَفًا، وقال: إنِّي جاعِلٌ معكَ رَجلًا لَبيبًا فَصيحًا، فما اجتَمَعْتُما فيه فاكْتُباه، وما اختَلَفْتُما فيه، فارْفَعاه إليَّ، فجعَلَ معه أبانَ بنَ سعيدِ بنِ العاصِ، فلمَّا بلَغَ: {إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} [البقرة: 248]، قال زَيدٌ: فقُلْتُ أنا: التَّابُوهُ، وقال أبانُ: التَّابُوتُ، فرَفَعْنا ذلك إلى عُثمانُ، فكتَبَ: التَّابُوتَ، ثُم عرَضْتُه -يَعْني المُصحَفَ- عَرْضةً أُخْرى، فلم أجِدْ فيه شيئًا، وأرسَلَ عُثمانُ إلى حَفْصةَ أنْ تُعطيَه الصحيفةَ وحلَفَ لها: لَيَرُدَّنَّها إليها، فأعطَتْه، فعرَضْتُ المُصحَفَ عليها، فلم يَختَلِفا في شيءٍ، فرَدَّها عليها، وطابَتْ نفْسُه، وأمَرَ الناسَ أنْ يَكتُبوا المَصاحِفَ.
قال الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لشرح مشكل الاثار : ((حديث صحيح ))
و مطابقة المصاحف المنسوخة زمن عثمان رضي الله عنه للمصحف الذي جمعه ابو بكر رضي الله عنه لدليل على ان قراءة معظم المهاجرين و الانصار هي نفسها قراءة مصاحفنا اليوم
نقرا من كتاب البرهان في علوم القران الجزء الاول النوع الثالث عشر تاريخ القران و اختلاف المصاحف:
((قال أبو عبد الرحمن السلمي : كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة ; كانوا يقرءون القراءة العامة ، وهي القراءة التي قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه ، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه ، وولاه عثمان كتبة المصحف))
نقرا من المصاحف لابن ابي داود باب عرض المصاحف اذا كتبت
((حدثنا عبد الله حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني، أن أبا الدرداء، ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ومعهم المصحف الذي جاء به أهل دمشق ليعرضوه على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعلى أهل المدينة، فقرأ يوما على عمر بن الخطاب، فلما قرءوا هذه الآية (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) ، فقال عمر: «من أقرأكم؟» قالوا: أبي بن كعب، فقال لرجل من أهل المدينة: ادع إلي أبي بن كعب، وقال للرجل الدمشقي: انطلق معه، فذهبا فوجدا أبي بن كعب عند منزله يهني بعيرا له هو بيده، فسلما عليه، ثم قال له المديني: أجب أمير المؤمنين عمر، فقال أبي: ولما دعاني أمير المؤمنين؟ فأخبره المديني بالذي كان، فقال أبي للدمشقي: ما كنتم تنتهون معشر الركيب أو يشدفني منكم شر، ثم جاء إلى عمر وهو مشمر والقطران على يديه، فلما أتى عمر قال لهم عمر: اقرءوا، فقرءوا (ولو حميتم كما ⦗٣٥٨⦘ حموا لفسد المسجد الحرام) فقال أبي: أنا أقرأتهم،
فقال عمر، لزيد: اقرأ، فقرأ زيد قراءة العامة، فقال: اللهم لا أعرف إلا هذا، فقال أبي: والله يا عمر، إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون، وأدعى ويحجبون ويصنع بي، والله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث أحدا بشيء))
قال الدكتور محب الدين واعظ في تحقيقه لكتاب المصاحف في هامش الصفحة 478
((الوليد بن مسلم مدلس لكنه صرح بالتحديث هنا ،
و شيخ المؤلف صدوق لكن الاسناد يرتقي بالمتابعة الى الصحيح لغيره ))
نقرا في شرح السنة للامام البغوي رحمه الله كتاب فضائل القران
وَرُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : " اتَّقُوا اللَّهَ أَيّهَا النَّاسُ ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي عُثْمَانَ ، وَقَوْلكُمْ : حَرَّاقُ الْمَصَاحِفِ ، فَوَاللَّهِ مَا حَرَّقَهَا إِلا عَلَى مَلإٍ مِنَّا أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا ، فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ الَّتِي اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا ؟ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ ، فَيَقُولُ : قِرَاءَتِي خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَقِرَاءَتِي أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْكُفْرِ ، فَقُلْنَا : مَا الرَّأْيُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَإِنِّي أَرَى أَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ ، فَإِنَّكُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمُ الْيَوْمَ كَانَ مَنْ بَعْدَكُمْ أَشَدَّ اخْتِلافًا ، فَقُلْنَا : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ : لِيَكْتُبْ أَحَدُكُمَا ، وَيُمْلِ الآخَرُ ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي شَيْءٍ ، فَارْفَعَاهُ إِلَيَّ ،
فَمَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، قَالَ سَعِيدٌ : التَّابُوتُ سورة البقرة آية 248 ، وَقَالَ زَيْدٌ : 0 التَّابُوهُ 0 ، فَرَفَعْنَاهُ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : اكْتُبُوهُ التَّابُوتُ سورة البقرة آية 248 ، قَالَ عَلِيٌّ : وَلَوْ وَلِيتُ الَّذِي وَلِيَ عُثْمَانُ لَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ.
نقرا في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني رحمه الله الجزء الاول باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف
قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال النفر القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فإنه بلسان قريش. حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن يحيى ، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال: حدثنا أبي ، عن ابن شهاب ، عن أنس بهذا "
يقول المحقق شعيب الارنؤوط في هامش تحقيقه لسير اعلام النبلاء الجزء الثاني في ترجمة زيد بن ثابت رضي الله عنه :
(( حفص: هو ابن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي، صاحب عاصم، وهو إمام في القراءة، متروك في الحديث، وفي الباب عن سويد بن غفلة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: اتقوا الله أيها الناس وإياكم والغلو في عثمان وقولكم حراق المصاحف، فوالله ما حرقها إلا على ملا منا أصحاب محمد جميعا. وفيه أن عثمان أرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص، فقال: ليكتب أحدكما ويملي الآخر، فإذا اختلفتم في شيء فارفعاه إلي،
فما اختلفنا في شيء من كتاب الله إلا في حرف واحد في سورة البقرة، قال سعيد " التابوت " وقال زيد " التابوه " فرفعناه إلى عثمان، فقال: اكتبوه " التابوت " قال علي: " ولو وليت الذي ولي عثمان، لصنعت مثل الذي صنع " ذكره البغوي في " شرح السنة " 4 / 524، 525، ووراه ابن أبي داود في " المصاحف ": 22، 23، وإسناده صحيح، كما قال الحافظ في " الفتح " 9 / 16))
نقرا من جامع البيان للداني رحمه الله الجزء الاول
((٥٣٧ - وحدثنا أبو الفتح، قال: حدثنا أبو طاهر، قال: حدثنا إبراهيم، قال حدثنا عبد الصمد بن محمد، قالوا : حدثنا عمرو بن الصباح، عن حفص بن سليمان، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب، وذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليا في شيء من قراءته،
وأن أبا عبد الرحمن قال: كنت ألقى زيد بن ثابت في الموسم، فأجمع له أحرف علي بن أبي طالب، وأسأله عنهم، فما اختلفا إلا في سورة البقرة أن يأتيكم التابوت فقال علي: بالتاء، وقال زيد: بالهاء. لفظ الحديث للعينوني عبد الصمد بن محمد ))
يقول المحقق
((عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران، أبو محمد، المقدسي، مقرئ متصدر معروف، مات سنة أربع وتسعين ومائتين، غاية ١/ ٣٩١، معرفة ١/ ٢١١.
والعينوني نسبة إلى قرية عينون من بيت المقدس مات بها. غاية ١/ ٣٩١.
وهذه الأسانيد كلها صحيحة. وإسناد الفقرة/ ٥٣٦ إلى حفص تقدم في الفقرة/ ٣٢٣.))
الوجه الثاني : تفضيل مقولة ابن عباس رضي الله عنه في ظل الروايات الاخرى الثابتة عنه .
مقولة ابن عباس رضي الله عنه في الرواية توجه على احدى اثنين : اما انه تذكير على شهود ابن مسعود رضي الله عنه للعرضة الاخيرة او انه قول قاله ابن عباس رضي الله عنه ثم تراجع عنه و هذا هو الارجح لما ثبت عنه :
1. انه رضي الله عنه صرح بان القران محفوظ و ترك كما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من الدفة الى الدفة
و في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى كل يوم هو في شأن و ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وقوله تعالى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة
7084 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله تقرءونه محضا لم يشب .
و نقرا في صحيح البخاري كتاب فضائل القران
((4731 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما فقال له شداد بن معقل أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء قال ما ترك إلا ما بين الدفتين قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين))
قال بن حجر رحمه الله في فتح الباري :
((قوله : ( باب من قال : لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدفتين ) أي ما في المصحف ، وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان . وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته))
2. ان المصحف الذي بين ايدينا متواتر عن ابن عباس رضي الله عنه وباسانيد صحيحة .
في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 133
((وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ وَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ رَفِيعِ بْنِ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَعْرَجِ الْمَكِّيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، وَسَيَأْتِي سَنَدُ أَبِي جَعْفَرٍ وَتَقَدَّمَ سَنَدُ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَشَيْبَةَ فِي قِرَاءَةِ نَافِعٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُ مُجَاهِدٍ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ عَلَى حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَقَرَأَ حِطَّانُ عَلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَقَرَأَ أَبُو الْعَالِيَةِ عَلَىعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ حُمَيْدٌ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، وَقَرَأَ عَطَاءٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُ، وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ عَلَى مُجَاهِدٍ وَدِرْبَاسٍ، وَتَقَدَّمَ سَنَدُهُمَا، وَسَيَأْتِي سَنَدُ عَاصِمٍ، وَقَرَأَ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ، وَقَرَأَ أَبُو الْأَسْوَدِ عَلَى عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))
اخذ بن كثير رحمه الله عن مجاهد رحمه الله و عرض مجاهد على ابن عباس رضي الله عنه القرآن كله
نقرا من جامع البيان في القراءات السابع للداني رحمه الله الجزء الاول :
(( ١٩٣ - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام «٣»، قال: وكان من قرّاء مكة عبد الله بن كثير وحميد «٤» بن قيس الذي يقال له: الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة «٥» ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا فيها «٦».١٩٤ - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: نا ابن مجاهد قال: وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وائتمّ به أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما في عصره،
قرأ على مجاهد بن جبر ولم يخالفه في شيء من قراءته «٧». ))
ونقرا من مصنف ابن ابي شيبة كتاب فضائل القران
(( ٣٢٢٩٣ - حدثنا الفضل بن دكين عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال:
عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات (١).
٣٢٢٩٤ - [حدثنا ابن نمير قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال
: عرضت القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات (أقفه) (١) عند كل آية] (٢) (٣).))
صحح الاثر الاول الشيخ سعد الشثري في تحقيقه لمصنف ابن ابي شيبة رحمه الله و حسن الاثر الثاني و قال (( (٣)
حسن؛ صرح ابن إسحاق بالسماع عند الحاكم ٢/ ٣٠٧. )))
فدل هذا على تراجع ابن عباس رضي الله عنه عن نفي حضور زيد بن ثابت رضي الله عنه العرضة الاخيرة او نفيه ان يكون مصحفنا على العرضة الاخيرة .
المفضلات