المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حته
يوحنا ( 11 : 25 )
قَالَ لَهَا يَسُوعُ : « أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،
هذا النص يعتبره المسيحيون بمثابة دليل من أقوى الأدلة على إثبات ألوهية المسيح فإذا ما قمنا بسؤال أى مسيحى
عن معنى هذا النص أو العدد سيجيب على الفور بأن هذا النص هو دليلا مؤكدا على إثبات ألوهية المسيح وإذا ما
سألناه ما هو دليلك على ذلك سيرد بأن يسوع يقول عن نفسه أنه القيامة لأنه صُلب وقُبر وقام من الموت فى اليوم
الثالث ومن يؤمن به بصفته أنه هو الله الظاهر فى الجسد فسيحيا وإن كان قد مات
بالتأكيد هذا الكلام يجافى الحقيقة تماما لأننا إذا ما قمنا بتحليل هذا النص وفقا لما يؤمن به المسيحيون ويعتقدونه
سنجد أن صيغة هذا النص أو العدد كانت يجب أن تكون بهذا الشكل
" قال لها يسوع : أنا والآب والروح القدس القيامة والحياة من آمن بذلك وأمن بموتى وقيامتى ولو مات فسيحيا "
وبالنسبة لعبارة " من آمن بى " فليس مقصودا بها الإيمان بيسوع الإله المتجسد الذى صُلب ومات على الصليب
وقُبر وقام من الموت فى اليوم الثالث
بل يقصد بها الإيمان بالمسيح الرسول الذى أرسله الله والدليل على ذلك
يوحنا ( 12 : 44 )
فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: « الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي .
فى هذا النص أو العدد يؤكد يسوع بمنتهى الصراحة والوضوح الذى لا لبس فيه على الإطلاق أن الإيمان هو فى
الأساس ليس إيمانا به بل إيمانا بالله الذى أرسله ولتوضيح هذا المعنى بصورة أفضل سنفترض الآتى
أن العلاقة بين الولايات المتحدة ودولة ما من الدول طبيعية جدا وقامت الولايات المتحدة بإرسال سفير لكى يمثلها فى
هذه الدولة فى هذه الحالة يكون إعتراف هذه الدولة بسفير الولايات المتحدة لديها ليس لصفته الشخصية ولكن لكونه
مُرسَلا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وممثلا لها نفس هذا الكلام ينطبق تماما على يوحنا ( 12 : 44 ) فالذى
يؤمن بيسوع لا يؤمن به لشخصه أو لأنه الله الظاهر فى الجسد الذى صُلب ومات وقُُُُبر وقام من الموت فى اليوم
الثالث ولكن يؤمن به لأنه رسولا مُرسَلا من قبل الله تبارك وتعالى
وبخصوص هذا النص يوحنا ( 11 : 25 ) فأرجو من القارئ المسيحى أن ينتبه جيدا لنقطة هامة جدا وهى أن كلمة
" القيامة " التى وردت على لسان المسيح فى هذا النص ليس مقصودا بها على الإطلاق قيامته فى اليوم الثالث
من الموت ولكن يقصد بها يوم الدينونة أو يوم الحساب والدليل على ذلك ورد فى نفس الإصحاح من إنجيل يوحنا أى
الإصحاح ( 11 ) العدد ( 24 ) أى العدد الذى يسبق مباشرة قول يسوع " أنا هو القيامة والحياة .... "
قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: « أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ ».
تقصد مَرثا أنها تعلم أن أخاها لِعازر سيقوم من الموت فى يوم الدينونة
إذا قول مَرثا هذا يقطع الشك تماما باليقين ويؤكد على أن " القيامة" يقصد بها الدينونة أو يوم الحساب ولا يقصد
بها إطلاقا قيامة يسوع من الموت
نأتى الآن للعدد ( 26 ) من نفس الإصحاح أى الإصحاح ( 11 ) من إنجيل يوحنا فقد ورد فيه
وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟ »
فى هذا النص أو العدد يقول يسوع لمَرثا أن من كان على قيد الحياة وآمن بى فلن يموت إلى الأبد وهذا الكلام ليس
معناه إطلاقا ما يفهم ظاهريا من هذا النص والدليل على ذلك أن تلاميذ يسوع أمنوا به وعلى الرغم من ذلك ماتوا ولم
يحيوا إلى الأبد أيضا الكثيرين من اليهود الذين رأوا معجزاته كإقامته لِعازر من الموت وغيرها من المعجزات أمنوا
به وعلى الرغم من ذلك ماتوا أيضا ولم يحيوا حياة أبدية ولكن معناه أن كل من آمن بيسوع بصفته رسولا مرسلا من
عند الله ينفذ ما يأمره به الله فستكتب له النجاة يوم الدينونة وتكون له الحياة الأبدية
نأتى الآن لنقطة فى غاية الأهمية وردت فى نفس الإصحاح من إنجيل يوحنا
أى الإصحاح ( 11 ) العددين ( 21 ) و ( 22 )
- فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: « يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي !
- لكِنِّي الآنَ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ » .
تقول مَرثا ليسوع أن كل ما تطلبه من الله يعطيه إياك وأرجو من القارئ المسيحى أن يركز جيدا فى أن مَرثا قالت
أعلم أن كل ما تطلبه من " الله " وليس من " الآب " فالأصح فى هذا الموقف أن تقول مَرثا كل ما تطلبه من الآب
فيُفهم من كلامها بحسب الإيمان المسيحى أنها تقصد بكلمة " الآب " الأقنوم الأول بينما يسوع الأقنوم الثانى
أى يسوع الإله ( الأقنوم الثانى ) يطلب من الآب الإله ( الأقنوم الأول )
بجانب هذا فإن مَرثا قالت ليسوع " أعلم أن كل ما تطلبه من الله يعطيك إياه " وبما أن يسوع بحسب الإيمان
المسيحى هو الله الظاهرفى الجسد فالمفترض أنه يستطيع أن يفعل أى شئ وكل شئ بدون معونة من أحد فالذى كان
يجب أن تقوله مَرثا " لكنى الآن أيضا أعلم أن كل ما تريد أن تفعله فإنك تفعله ولا يعيقك أى شئ "
السؤال الآن
إذا كان يسوع حقا إله فلماذا إذا تعلم مَرثا جيدا أن كل ما يطلبه يسوع من الله يعطيه إياه ؟!!!
أليس هذا يتنافى تماما مع الألوهية المزعومة ليسوع أم يتفق معها ؟
مما سبق يتضح لنا أن يسوع ليس هو الله بل هو رسول الله
يتضح ذلك جليا فى أن يسوع عندما قالت له مَرثا هذا الكلام لم يعترض إطلاقا ولم يقل لها ما الذى تقولينه يا إمرأة
كيف تقولين هذا الكلام ألا تعلمين أنى أنا الله الظاهر فى الجسد
إذا سكوت يسوع وعدم إعتراضه على ما قالته مَرثا من أن الله يعطيه أى يعطى يسوع كل ما يطلبه يعد بدون أدنى
شك بمثابة اقرارا صريحا ودليلا مؤكدا على أن يسوع ليس هو الله الظاهر فى الجسد ولكن رسول الله
وختاما يتضح لنا من خلال نص يوحنا ( 11 : 25 ) بطلان ألوهية المسيح وموته على الصليب وقيامته فى اليوم
الثالث وبطلان ألوهية الثالوث ويتضح لنا أيضا وهو الأهم أن الإيمان بالمسيح سببه أنه رسولا مرسلا من عند الله
وليس لأنه الله الظاهر فى الجسد
المفضلات