بسم الله الرحمن الرحيم
خرج علينا خالد بلكين بمقطع قصير طرح فيه ثلاثة اسئلة و الحقيقة ان الاسئلة فرعية و ثانوية الى درجة التفاهة فعدم الاجابة عليها او عدم معرفتها لا تزيد و لا تنقص شيئا في مسالة موثوقية النص القراني من عدمه . ساقوم ان شاء الله بالرد على اسئلته الثلاثة من خلال اعادة طرح سؤاله ثم الاجابة عليها .
الرد على السؤال الاول : هل كان كل صحابي يذهب بالقران الى بيته بعد ان يملي مقاطع من القران او سور كاملة ام كانوا يجمعون تلك المواد في مكان واحد ؟
الجواب : لا توجد رواية صحيحة او حسنة فيها انهم كانوا يجمعونها في مكان واحد بعد ان يكتبوها بل الدلائل تشير الى ان كل صحابي كان يحتفظ بمصحف فيه سور او مقاطع من سور كتبها لنفسه في بيته او اي مكان اخر اما وجود مكان يجمع كل ذلك زمن النبي صلى الله عليه وسلم فذلك باطل .
نقرا من نفس الرواية التي ذكرها من صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن4701 حدثنا موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه.
نقرا من الاحاد و المثاني لابن ابي عاصم الجزء الثالث
(( ١٥٢٨ - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، نا أَبُو مُحَيْرِزٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ ثَقِيفٍ فَقَالُوا لِي: احْفَظْ لَنَا مَتَاعَنَا وَرِكَابَنَا. فَقُلْتُ: عَلَى أَنَّكُمْ إِذَا فَرَغْتُمُ انْتَظَرْتُمُونِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ حَوَائِجَهُمْ ثُمَّ خَرَجُوا، «فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ مُصْحَفًا كَانَ عِنْدَهُ فَأَعْطَانِيهِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ: هَذَا مِمَّا يُحْتَجُّ أَنَّ الْقُرْآنَ جُمِعَ فِي الْمَصَاحِفِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسَافِرُوا بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» . وَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَجْمُوعًا فِي الْمَصَاحِفِ ))
نقرا من صحيح البخاري الجزء الرابع كتاب الجهاد و السير
(( ٢٩٩٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ «نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ.» ))
الرد على السؤال الثاني : لماذا لم يامر النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الحوامل ( الصحف او المصاحف) البدائية في مكان واحد ( و استشهد بحديث متفق عليه ان النبي عليه الصلاة و السلام اتخذ حجرة في المسجد و تساءل لماذا لم يوضع في تلك الحجرة ثم عزا مصدره الى الراوي عفان بن مسلم رحمه الله احد رجال الصحيحين !!!!) ؟
الجواب : لم يامر بوضعها في مكان واحد لعدم وجود داع لذلك فالنبي عليه الصلاة و السلام كان له عدة كتبة و الهدف من الكتابة كان انتشار المصحف بين ايدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون مرجعا لهم في حفظهم بعد تلقيه بالسماع من النبي عليه الصلاة و السلام و حتى يكون لسؤاله منطق فانه ينبغي الافتراض سابقا ان هناك نسخة واحدة مكتوبة لكل اية !!! و هذا منطق ساقط لانه كان هناك اكثر من كاتب للوحي للنبي صلى الله عليه وسلم .
نقرأ من سنن الترمذي كتاب المناقب
3954 حدثنا محمد بن بشار حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للشام فقلنا لأي ذلك يا رسول الله قال لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب
صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن الترمذي رحمه الله وقال ((صحيح))
نقرأ في سير أعلام النبلاء الجزء الثالث في ترجمة معاوية رضي الله عنه :
(( أبو عوانة : عن أبي حمزة ، عن ابن عباس ، قال : كنت ألعب مع الغلمان ، فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : ادع لي معاوية . وكان يكتب الوحي))
قواه شعيب الأرنؤوط رحمه الله في تخريجه لسير أعلام النبلاء وقال : ((سنده قوي ))
اما استشهاده بحديث الحجرة فلا وجه له لسببين :
1. ان الحديث يتكلم عن حجرة مكونة من حصير و هو البساط و هذا يسهل الدخول اليه و الخروج منه بل خلعه
2. ان الحجرة من حصير كان النبي صلى الله عليه وسلم يضعها في رمضان فقط في المسجد و ليس في كل الاوقات .
نقرا من صحيح البخاري الجزء الاول كتاب الاذان باب صلاة الليل
(( ٧٣١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ اتَّخَذَ حُجْرَةً قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ حَصِيرٍ، فِي رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ». قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا مُوسَى: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ عَنْ بُسْرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. ))
نقرا من صحيح البخاري الجزء التاسع كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة
(( ٧٢٩٠ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِيهَا لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ.» ))
نقرا من مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح الجزء الثالث كتاب الصلاة باب قيام شهر رمضان
(( ١٢٩٥ - (عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ) ، أَيْ: فِي رَمَضَانَ (حُجْرَةً) : بِالرَّاءِ، وَذَكَرَ الْأَبْهَرِيُّ قَالَ الشَّيْخُ لِلْأَكْثَرِ بِالرَّاءِ، وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِالزَّايِ (فِي الْمَسْجِدِ) ، أَيْ: فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ (مِنْ حَصِيرٍ) ، أَيْ: لِصَلَاتِهِ تَطَوُّعًا وَانْفِرَادِهِ لِلذِّكْرِ وَالْفِكْرِ تَضَرُّعًا، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ، أَيْ: حَجَرَ عَلَى مَحَلِّهِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ بِحَصِيرٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ لِمَا فِي الْخَلْوَةِ مِنَ الْأَسْرَارِ مَا لَا يُوجَدُ فِي الْجِلْوَةِ، وَالْقَوْلُ بِأَنَّ الِاخْتِلَاطَ بِالنَّاسِ أَفْضَلُ مِنِ اعْتِزَالِهِمْ مَحَلُّهُ فِي اعْتِزَالِهِمُ الدَّائِمِ، أَمَّا الِاعْتِزَالُ عَنْهُمْ فِي أَوْقَاتٍ فَاضِلَةٍ أَوْ مِنْ شَأْنِهَا الِاعْتِزَالُ فِيهَا، وَلَا ضَرُورَةَ بِهِمْ إِلَى الْمُعْتَزِلَةِ فِي وَقْتِ اعْتِزَالِهِ، وَإِنِ اضْطُرُّوا إِلَيْهِ أَمْكَنَهُمْ سُؤَالُهُ وَالْفَوْزُ بِمَآرِبِهِمْ مِنْهُ، أَوْ لِتَعْلِيمِهِمْ، إِيثَارَ الِاعْتِزَالِ فِي مِثْلِ الْعَشْرِ الْأَخِيرِ، فَذَلِكَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ لَا يَطْرُقَهُ خِلَافٌ فِي أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْمُخَالَطَةِ، وَهَذَا ظَاهِرٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ اهـ.
وَفِيهِ أَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ كَانَ مُعْتَكِفًا، وَجَعَلَ الْحَصِيرَ لِيَحْجِزَهُ عَنِ النَّاسِ حَالَ الْأَكْلِ وَالنَّوْمِ وَالسَّآمَةِ، وَلَيْسَ لَهُ دَخْلٌ أَبَدًا فِي مَسْأَلَةِ الِاعْتِزَالِ، ))
و لنا وقفات مع ما فعله خالد بلكين هنا :
1. ان الحديث مع كونه متفق عليه بين الكتب الستة الا ان خالد بلكين لما نقل الرواية و احب ان يذكر المصدر كتب هكذا في شريطه ( عفان بن مسلم 360.280) و هذا لا قيمة له !! فهذه ليست طريقة تذكر فيها المصادر اذ بدلا من ان يقوم بذكر اسم الجامع او المسند او المصنف او اسم المؤلف مع رقم الحديث او الجزء و الصفحة ذهب الجهبذ الى ان يذكر اسم احد الرجال في اسناد الحديث و كتب الارقام التي ذكرتها بجانب اسمه !!!
2. انه لم ينقل نص الحديث بل اكتفى بالقول ان المصادر تذكر ان النبي عليه الصلاة و السلام بنى حجرة و هذا فيه خداع لان الحديث يصرح بجميع طرقه تقريبا ان الحجرة كانت معمولة من حصير (بساط) و اسقاط هذه المعلومة يوهم ان الحجرة كبيرة و مشابهة لحجرات امهات المؤمنين و معمولة من بناء حجارة او لبن
3. انه اشار الى عفان دون عبد الاعلى بن حماد و السبب يبدو لي ان طريق عبد الاعلى بن حماد يذكر انها في رمضان و هذا ليس في صالحه .
الرد على السؤال الثالث : اين ذهب الكتف الذي كتب عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه في حديث البراء رضي الله عنه ( سمعت البراء رضي الله عنه يقول لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها ) ؟
الاجابة : هذا السؤال هو نفسه الاول و لكن بطريقة مختلفة والسؤال ليس غريب و لكنه سخيف الى درجة مضحكة !! فكتاب الوحي كانوا يكتبون القران لمصاحفهم الخاصة و كانوا يحتفظون بها كم في الاحاديث السابق ذكرها فاين وجه الاحتجاج هنا ؟؟ من الذي فهم او يفهم ان كتاب الوحي لا يحتفظون بالصحف او الرقاع او الجرائد او الاكتاف التي يكتبون عليها القران !!!؟؟؟
وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
المفضلات