بسم الله الرحمن الرحيم
العاطفة الأسرية
تحت ظلاله يجتمع الشمل ، يفد البعيد و يتواصل القريب ، يُواسى المريض ، و يُهنئ
الخاطب ، و يُبارك بالمولود السعيد ، و قد يتصل المسافر ، ففرصة كبيرة له أن يستمع
لأصواتهم جميعاً و يطمئن على أحوالهم و هم في هذا الجمع الطيب ، و هم كذلك
تطمئن قلوبهم و تلهج بالدعاء ألسنتهم أن يرده الله إليهم سالماً غانماً .
فيه تُبحث المشاكل و تُوجد الحلول و تُتخذ القرارات ، يشيع الدفء ، تُمسح الدمعات ،
تزيد الابتسامات ، يلعب الأطفال ، يتشاجرون ، قد يغضب الكبار ... يتخاصمون ، فتعقد
الجلسات من اجل المصالحة ، في حين يعاود الأطفال اللعب و الاستغراق في براءة
بسببها! اختلف الكبار ، فيه تنبض القلوب ، و تتجدد الدماء في عروق العلاقات و
شرايين الاتصالات ، فتقوى الروابط و تزداد مع الأيام متانة و صلابة ، فتهون الحياة ،
و دوماً تتجدد تحت ظلال هذا الجمع في ...
بيت العائلة ... البيت الكبير .
هذا المصطلح الذي يحمل في طياته ألف معنى و معنى للحب و الود و الحنان و الرعاية
و الرحم الموصولة عبر رحلة الحياة ، أتراه لا زال عملة متداولة إلى يومنا هذا ، أم
بات من الآثار التي تدل انه مر من هنا ذات يوم ؟!
كان في الماضي علامة و وسام شرف و كرامة ، فأي عائلة هذه التي لا تجتمع ولا
يعرف أفرداها بعضهم بعضاً ؟
تلك العاطفة الجميلة ، التي تلملم شمل الأسرة و العائلة ، هل زالت بإنقراض هذا المعلم
الجميل ، أم أنها اتخذت صوراً أخرى عبر الماسينجر ، و رسائل الsms ...
العاطفة الأسرية ، ذلك السياج الواقي لكل فرد فيها حال التشبع بها ، فلا تجنح العاطفة
عند أي فرد منهم ، و الشباب على وجه الخصوص ، هل لا زالت متوفرة في بيوتنا
بالقدر الذي يؤمن هذه الاستقامة العاطفية و هذا الاتزان الوجداني فيتولد هذا الاستقرار
النفسي الذي يعين صاحبه على المضي في الحياة بخطوات ملؤها الثبات و الثقة ، أم
نضب معينها إلى الحد الذي بات يثير القلق ..
نسأل الله ان يجمعنا فيما يرضيه
المفضلات