.
يقول النصراني كاذبا على ابي عمر الباحث حفظه الله
اقتباس
قال ابو عمر الباحث ان الطاعون يعني جروح و اعراض معينة ... خالف ما قاله سابقا ان الطاعون معناه مرض او وباء
جمع المنصر بين كذبتين : الكذبة السابقة و اضاف اليها قوله ان ابا عمر قال ان الطاعون يعني جروح واعراض معينة و اهذا ايهام خبيث لان فيه توهين مما قاله ابو عمر اذ ان الشيخ ابو عمر الباحث حفظه الله ما قال الا ما قاله ابن حجر رحمه الله وقبل ان انقل قول ابن حجر رحمه الله اعلم ايها القارئ الكريم انني ساقسم الرد على قسمين : 1.احاديث النبي صلى الله عليه وسلم 2. معاجم اللغة 3. شروح الحديث
وقبل الشروع اليهما احب ان انوه القارئ الكريم ان عبارة الطاعون في اللغة لها معنيان عموميان و معنى مخصوص اما العموم :
1. الموت المنتشر بسبب الوباء
2. الوباء
وقد خلط النصراني بين هذين ليوهم ان الاول هو الثاني كذبا و خداعا منه حتى يجر القارئ الى الاعتقاد بان معنى الطاعون مخصوص على الوباء بشكل عام .
اما المخصوص :
مرض معين له اعراض كثيرة منها خروج القرح من الجسم و لها انواع منها الدبل و تسمى عند الابل بالغدة و قيل كانت معروفة في الجاهلية باسم وخز الجن اي طعن الجن .
وقد اشار كثير من علماء اللغة الى المخصوص و كذلك اشاروا الى العموم الا ان هذا المنصر دلس و اقتطع (كما سنشاهد ) من بعض المصادر ما يستسيغه اذ اقتبس كلام صاحب المعجم في مادة طعن على المعنى العمومي وبتر المعنى المخصوص كما سنشاهد و في بعض الاحيان اكتفى بما قاله صاحب المعجم او الشرح في مورد و ترك الموارد الاخرى - و احسب انه فعل هذا جهلا منه ولم يسلم الا في بعض المرات كما نقل عن القرطبي رحمه الله في المفهم .
1. الوباء اعم من الطاعون في السنة الصحيحة
نقرا من المعجم الاوسط للطبراني رحمه الله باب الميم من اسمه محمد :(( 5531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِأُمَّتِي،
وَوَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، يَخْرُجُ فِي آبَاطِ الرِّجَالِ وَمَرَاقِّهَا، الْفَارُّ مِنْهُ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ عَلَيْهِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ))
و نقرا من المعجم الاوسط باب الالف :(( 1396 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ قَالَ: نا سَعَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ» ، فَقَالُوا
: أَمَّا الطَّعْنُ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: «طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، وَفِي كُلٍّ شَهَادَةٌ»لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سَعَّادٍ إِلَّا أَبُو عَتَّابٍ))
و في الترغيب و الترهيب للمنذري الجزء الثاني كتاب الجهاد :
(( 2176 - وَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تفنى أمتِي إِلَّا بالطعن والطاعونقلت يَا رَسُول الله هَذَا الطعْن قد عَرفْنَاهُ
فَمَا الطَّاعُون قَالَ غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير الْمُقِيم بهَا كالشهيد والفار مِنْهُ كالفار من الزَّحْفرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ
2177 - وَفِي رِوَايَة لابي يعلى أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
وخزة تصيب أمتِي من أعدائهم من الْجِنّ كَغُدَّة الْإِبِل من أَقَامَ عَلَيْهَا كَانَ مرابطا وَمن أُصِيب بِهِ كَانَ شَهِيدا وَمن فر مِنْهُ كَانَ كالفار من الزَّحْفرَوَاهُ الْبَزَّار وَعِنْده قلت يَا رَسُول الله هَذَا الطعْن قد عَرفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُون
قَالَ يشبه الدمل يخرج فِي الآباط والمراق وَفِيه تَزْكِيَة أَعْمَالهم وَهُوَ لكل مُسلم شَهَادَةقَالَ المملي رَضِي الله عَنهُ
أَسَانِيد الْكل حسان))
وقد حسن هذه الاحاديث ايضا الامام الالباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير و زيادته الجزء الثاني حرف الطاء :
((3946 - «الطاعون شهادة لأمتي
ووخز أعدائكم من الجن غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمراق من مات فيه مات شهيدا ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله ومن فر منه كان كالفار من الزحف» .
(حسن) [طس أبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد] عن عائشة. الصحيحة 1928
....3948 - «الطاعون
غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف» .
(صحيح) [حم] عن عائشة. الترغيب 2/204: ع، طس. الصحيحة 655.))
و نحن نسال هذا المنصر و نتحدى :هل كل وباء في العالم يعطينا هذه الاعراض المذكورة في الاحاديث الواردة ذكرها سابقا ؟؟؟هل هذه اعراض الكورونا ؟؟؟؟لماذا يسال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ماهية الطاعون اذا كان الطاعون يقصد به الوباء ؟؟؟؟؟
2. الوباء اعم من الطاعون من المعاجم .
نذكر اولا ما دلس فيه النصراني :
1. اقتبس النصراني من كتاب النهاية في غريب الحديث و الاثر الجزء الثالث :(( (هـ) فِيهِ «فَنَاء أمَّتي بالطَّعْنِ والطَّاعُون» الطَّعْن: القتلُ بالرِّماح. والطَّاعُون:المرضُ العامُّ والوَباء الَّذِي يَفْسد لَهُ الهَواءُ فتفسُدُ بِهِ الأمْزِجَة والأبْدَان. أرادَ أنَّ الغَالِب عَلَى فَنَاء الأَّمِة بالفِتَن الَّتِي تُسْفَك فِيهَا الدِّماءُ، وبالوَبَاء .وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الطَّاعُون فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ طُعِنَ الرجُل فَهُوَ مَطْعُون، وطَعِين، إِذَا أصابَه الطَّاعُون.وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نَزلتُ عَلَى أَبِي هَاشِم بْنِ عُتْبة وَهُوَ طَعِين» . ))
و اقول : هذا عين التدليس اذ ان النصراني يوهم من هذا ان ابن الاثير رحمه الله حصر المعنى في الوباء العام و هذا تدليس لانه انما فسر الطاعون المذكور في الحديث بالوباء العام و لم يحصر معناها في ذلك
فقد ورد عن ابن الاثير رحمه الله في مواضع اخرى من نفس الكتاب المعنى الذي ذكرناه و هو مرض الطاعون المعروف
نقرا من النهاية في غريب الحديث و الاثر الجزء الثاني باب الذال ، مادة ذرا :(((س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «
مَا الطَّاعونُ؟ قَالَ: ذَرَبٌ كالدُّمَّلِ» يُقَالُ ذَرِبَ الجُرْح إِذَا لَمْ يَقْبَلِ الدَّوَاءَ.))
و نقرا من نفس المصدر الجزء الاول باب الحاء مع الجيم، مادة حجا :(( وَفِيهِ «أَنَّ عمرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَافَ بناقةٍ قَدِ انْكَسرت، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هِيَ بمُغُدٍ فيَسْتَحْجِى لَحْمُها» اسْتَحْجَى اللَّحم إِذَا تَغَيَّرت رِيحُه مِنَ المرَض الْعَارِضِ.
والمُغِدُّ: النَّاقة الَّتي أخَذَتْها الغُدَّة، وَهِيَ الطَّاعُون ))
و نقرا من نفس المصدر الجزء الثالث باب العين مع الدال ، مادة عدس :((فِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ «أَنَّ أَبا لَهَبٍ رمَاه اللَّهُ بالعَدَسَة»
هِيَ بَثْرة تُشْبِه العَدَسَة، تَخْرج فِي مَواضعَ مِنَ الْجَسَد، مِنْ جنْسِ الطَّاعُون، تقْتُل صاحِبَها غَالِبًا))
و نقرا من نفس المصدر الجزد الثالث باب الغين مع الدال، مادة غدة :(( فِيهِ «
أنَّه ذَكَر الطَّاعون فَقَالَ: غُدَّةٌ كغُدَّةِ البَعير تَأخُذُهم فِي مَراقَّهم» أَيْ فِي أسْفَل بُطونهم.
الغُدَّة: طَاعُونُ الْإِبِلِ، وقَلَّما تَسْلَم مِنْهُ. يُقَالُ: أَغَدَّ البَعير فَهُوَ مُغِدّ.وَمِنْهُ حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْل «
غُدَّة كغُدَّة البَعير، ومَوْتٌ فِي بَيْت سَلُوليَّة» .))
2. اقتبس من لسان العرب لابن منظور الا انه اتى من كلامه ما يدينه حيث اورد هذا المنصر المعنى الخاص و المعنى العام من سياق كلام ابن منظور !!!! و الكارثة الاكبر انه اشار على الموضع الذي ذكر فيه ابن منظور المعنى الخاص فهذه من المضحكات المبكيات اذ انه لا يعلم ما يقتبسه !!! علاوة على ان ابن منظور رحمه الله في موارد اخرى من كتابه حدد الطاعون بالمرض المعروف و ليس الوباء العام .
نقرا ما اقتبسه النصراني من معجم لسان العرب لابن منظور رحمه الله في مادة طعن :
(( أي كورد الحمامة ، والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك . والطاعون : داء معروف ، والجمع الطواعين . وطعن الرجل والبعير ، فهو مطعون ، وطعين : أصابه الطاعون . وفي الحديث : نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين . وفي الحديث : فناء أمتي بالطعن والطاعون ، الطعن : القتل بالرماح ، والطاعون : المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء ; فتفسد به الأمزجة والأبدان ، أراد أن الغالب على فناء الأمة بالفتن التي تسفك فيها الدماء ، وبالوباء))
اما المورد الذي يدينه :
((أي كورد الحمامة ، والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك .
والطاعون : داء معروف ، والجمع الطواعين .
وطعن الرجل والبعير ، فهو مطعون ، وطعين : أصابه الطاعون . وفي الحديث : نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين . وفي الحديث : فناء أمتي بالطعن والطاعون ، الطعن : القتل بالرماح ،
والطاعون : المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء ; فتفسد به الأمزجة والأبدان ، أراد أن الغالب على فناء الأمة بالفتن التي تسفك فيها الدماء ، وبالوباء ))
ظن المنصر من جهله ان ابن منظور استحالة ينقل معنيين لكلمة واحدة و كان كل الكلمة في العربية مهما كانت لا تحتمل الا معنى واحد و صاحب المعجم لا ينقل الا معنى واحد له فوقع في سوء عمله و جمع بين المعنى الاول الخاص (بالاحمر) و المعنى الثاني العام (بالاحمر ) !!!!!!
نقرا ايضا ما قاله ابن منظور من نفس المصدر مادة وبا :
((وبأ : الوبأ :
الطاعون ، بالقصر والمد والهمز .
وقيل هو كل مرض عام ، وفي الحديث : إن هذا الوباء رجز))
فانظر كيف فصل ابن منظور رحمه الله بين الطاعون و المرض العام !
و نقرا من نفس المصدر السابق مادة ذرب :
(( ابن الأعرابي : أذرب الرجل إذا فسد عيشه وذرب الجرح ذربا فهو ذرب : فسد واتسع ، ولم يقبل البرء والدواء ؛ وقيل : سال صديدا ، والمعنيان متقاربان .
وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : ما الطاعون ؟ قال : ذرب كالدمل . يقال : ذرب الجرح إذا لم يقبل الدواء ؛ ومنه الذربيا ، على فعليا ، وهي الداهية))
و نقرا من نفس المصدر السابق مادة عدس :
((والعدس : من الحبوب واحدته عدسة ويقال له : العلس والعدس والبلس ،
والعدسة : بثرة قاتلة تخرج كالطاعون وقلما يسلم منها وقد عدس ، وفي حديث أبي رافع : أن أبا لهب رماه الله بالعدسة هي بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالبا ))
و نقرا من نفس المصدر السابق مادة رمح :
((وذو الرميح : ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في أوساط أوظفته ، في كل وظيف فضل ظفر ، وقيل : هو كل يربوع ، ورمحه ذنبه . ورماح العقارب : شولاتها .
ورماح الجن : الطاعون : أنشد ثعلب :لعمرك ما خشيت على أبي رماح بني مقيدة الحمارولكني خشيت على أبي
رماح الجن أو إياك حار ))
و نقرا من المصدر السابق مادة غدد :
((قال الأصمعي :
من أدواء الإبل الغدة وهو طاعونها . يقال : بعير مغد . قال ابن الأعرابي : الغدة لا تكون إلا في البطن فإذا مضت إلى نحره ورفغه قيل : بعير دابر . قال الأزهري : وسمعت العرب تقول غدت الإبل ، فهي مغدودة من الغدة . وغدت الإبل فهي مغددة . وبنو فلان مغدون إذا ظهرت الغدة في إبلهم . وقال ابن بزرج : أغدت الناقة وأغدت . ويقال : بعير مغدود وغاد ومغد ومغد ، وإبل مغاد ؛ وأنشد في الغاد :عدمتكم ونظرتكم إلينا بجنب عكاظ كالإبل الغداد
وفي الحديث : أنه ذكر الطاعون ؛ فقال : غدة كغدة البعير تأخذهم في مراقهم أي في أسفل بطونهم ؛ الغدة : طاعون الإبل وقلما تسلم منه . وفي حديث عامر بن الطفيل :
غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية .))
3. اقتبس من المصباح المنير و دلس و هنا نرى كيف حاول تحريف معنى الطاعون على عكس المعنى الذي ذكره المؤلف في كتاب الطاء مادة طعن :
((وَطَعَنْتُ وَعَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ قَدَحْتُ وَعِبْتُ طَعْنًا وَطَعَنَانًا وَهُوَ طَاعِنٌ وَطَعَّانٌ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ وَأَجَازَ الْفَرَّاءُ يَطْعَنُ فِي الْكُلِّ بِالْفَتْحِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وَالْمَطْعَنُ يَكُونَ مَصْدَرًا وَيَكُونُ مَوْضِعَ الطَّعْنِ.
وَالطَّاعُونُ الْمَوْتُ مِنْ الْوَبَاءِ وَالْجَمْعُ الطَّوَاعِينُوَطُعِنَ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَصَابَهُ الطَّاعُونُ فَهُوَ مَطْعُونٌ))
حاول المنصر ايهامنا بان عبارة " موت من الوباء" هي نفسها " الوباء العام " !!!!!و هذه محاولة فاشلة لخداع القراء و ليست بمستغربة خروجها من المنصرين
اما لماذا اكتفى بهذا المعنى فيذكره لنا الفيموي في مقدمة كتابه حيث يقول :
(( قَسَمْتُ كُلَّ حَرْفٍ مِنْهُ بِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ إلَى أَسْمَاءٍ مُنَوَّعَةٍ إلَى مَكْسُورِ الْأَوَّلِ وَمَضْمُومِ الْأَوَّلِ وَمَفْتُوحِ الْأَوَّلِ. وَإِلَى أَفَعَالٍ بِحَسَبِ أَوْزَانِهَا فَحَازَ مِنْ الضَّبْطِ الْأَصْلَ الْوَفِيَّ وَحَلَّ مِنْ الْإِيجَازِ الْفَرْعَ الْعَلِيَّ؛ غَيْرَ أَنَّهُ افْتَرَقَتْ بِالْمَادَّةِ الْوَاحِدَةِ أَبْوَابُهُ فَوَعَرَتْ عَلَى السَّالِكِ شِعَابُهُ وَامْتُدِحَتْ بَيْنَ يَدَيْ الشَّادِي رِحَابُهُ فَكَانَ جَدِيرًا بِأَنْ تَنْبَهِرَ دُونَ غَايَتِهِ فَجَرَّ إلَى مَلَلٍ يَنْطَوِي عَلَى خَلَلٍ
فَأَحْبَبْتُ اخْتِصَارَهُ عَلَى النَّهْجِ الْمَعْرُوفِ وَالسَّبِيلِ الْمَأْلُوفِ لِيَسْهُلَ تَنَاوُلُهُ بِضَمِّ مُنْتَشِرِهِ وَيُقْصَرُ تَطَاوُلُهُ بِنَظْمِ مُنْتَثِرِهِ.))
وقد اشار في مورد اخر الى المعنى الخاص للطاعون في باب الغين مع الدال و ما ثلثهما ، مادة غدد :
(((غ د د) : الْغُدَّةُ لَحْمٌ يَحْدُثُ مِنْ دَاءٍ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ يَتَحَرَّكُ بِالتَّحْرِيكِ
وَالْغُدَّةُ لِلْبَعِيرِ كَالطَّاعُونِ لِلْإِنْسَانِ وَالْجَمْعُ غُدَدٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَغَدَّ الْبَعِيرُ صَارَ ذَا غُدَّةٍ.))
4. اقتبس من كلام الجوهري في مادة طعن ما لا يفيد المعنى الذي يرمي اليه تماما كما فعل مع الفيومي عندما اقتبس من المصباح المنير .
نقرا من معجم الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، مادة طعن :(( ي كورد الحمامة. والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك. وفي الحديث: " لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً " يعني في أعراض الناس.
والطاعونُ: الموت الوَحِيُّ من الوباء، والجمع الطواعين ))
كما ترون قرن المنصر بين الموت من الوباء و الوباء العام !!!!!
و نقرا ما ذكره الجوهري من نفس المصدر فصل الغين ، مادة غدد :
(([غدد] الغدَد: التي في اللحم، الواحدة غددَة وغدَّة.
وغُدَّةُ البعير: طاعونه. وقد أغَدَّ البعيرُ فهو مُغِدٌّ، أي به غُدَّةٌ. قال الأصمعيّ: المُغِدُّ: الغضبان. وقد أغَدَّ القومُ: أصابت إبلهم الغُدَّةُ. ورجلٌ مغداد: كثير الغضب))
و نقرا من نفس المصدر من فصل الواو، مادة وبا :
(([وبأ] الوَبَأُ، يمدُّ ويقصر: مَرضٌ عامٌّ، وجمع المقصور أوْباءٌ وجمع الممدود أوْبِئَةٌ. وقد وَبِئَتِ الأرضُ تَوْبَأُ وَبَأً فهي مَوْبوءَةً، إذا كثُر مرضها. وكذلك وَبِئَتْ تَوْبَأُ وباءة مثل تمه تماهة، فهى وبئة ووبيئة على فعلة وفعيلة. وفيه لغة ثالثة أو بأت فهى موبئة. واستوبأت الارض: وجدتها وبئة. ووبأت إليه بالفتح، وأَوْبَأْتُ: لغة في وَمَأْتُ وأوْمَأْتُ، إذا أشرت إليه. قال الشاعر :وإن نحن أو بأنا إلى الناس وقفوا ))
نلاحظ هنا كيف ان الجوهري رحمه الله لم يقرن الوبا بالطاعون على عكس ما المح اليه المنصر
5. اقتبس من القاموس المحيط في مادة طعن ان الطاعون هو الوباء و هذا الذي اقتبسه هو المعنى العام اما الخاص فقد اورده الفيروز ابادي في فصل الغين مادة الغدة :
(( الغُدَّةُ والغُدَدَةُ، بضمِّهما: كُلُّ عُقْدَةٍ في الجَسَدِ أطافَ بها شَحْمٌ، وكُلُّ قِطْعَةٍ صُلْبَةٍ بين العَصَبِ، ج: غُدَدٌ.
والغَدَدُ، محرَّكةً: طاعونُ الإِبِلِ. غُدَّ وأغَدَّ وأُغِدَّ وغُدِّدَ، فهو مَغْدودٌ وغادٌّ ومُغِدٌّ، أو لا يقال: مَغْدودٌ، ج: غِدادٌ، أو لا تكونُ الغُدَّةُ إلاَّ في البَطْنِ ))
و من نفس المصدر السابق فصل الحاء مادة الرمح :
((
ورِماحُ الجِنِّ: الطَّاعونُ))
و نقول عدم تفصيل الفيروز ابادي لمعاني الطاعون يرجع لمنهجه الذي اتبعه في تاليفه للمعجم و هو الاختصار بل الاختصار الشديد .
نقرا ما قال الفيروز ابادي في مقدمة معجمه القاموس المحيط :((
غَيْرَ أَنِّي خَمَّنْتُهُ فِي سِتِّينَ سِفْرًا، يُعْجِزُ تَحْصِيلُهُ الطُّلَّابَ، وَسُئِلْتُ تَقْدِيمَ كِتَابٍ وَجِيزٍ عَلَى ذَلِكَ النِّظَامِ، وَعَمَلٍ مُفْرَغٍ فِي قَالَبِ الْإِيجَازِ وَالْإِحْكَامِ، مَعَ الْتِزَامِ إِتْمَامِ الْمَعَانِي، وَإِبْرَامِ الْمَبَانِي، فَصَرَفْتُ صَوْبَ هَذَا الْقَصْدِ عِنَانِي، وَأَلَّفْتُ هَذَا الْكِتَابَ مَحْذُوفَ الشَّوَاهِدِ، مَطْرُوحَ الزَّوَائِدِ، مُعْرِبًا عَنِ الْفُصَحِ وَالشَّوَارِدِ، وَجَعَلْتُ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى زُفَرًا [بحرًا] فِي زِفْرٍ [قِربة] ، وَلَخَّصْتُ كُلَّ ثَلَاثِينَ سِفْرًا فِي سِفْرٍ، وَضَمَّنْتُهُ خُلَاصَةَ مَا فِي " الْعُبَابِ "، وَ " الْمُحْكَمِ "، وَأَضَفْتُ إِلَيْهِ زِيَادَاتٍ مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا وَأَنْعَمَ، وَرَزَقَنِيهَا عِنْدَ غَوْصِي عَلَيْهَا مِنْ بُطُونِ الْكُتُبِ الْفَاخِرَةِ، الدَّأْمَاءِ الْغَطَمْطَمِ [الواسعة العظيمة] ، وَسَمَّيْتُهُ " الْقَامُوسَ الْمُحِيطَ " ; لِأَنَّهُ الْبَحْرُ الْأَعْظَمُ))
ثانيا : نقتبس من المعاجم ذكرهم المعنى المخصوص للطاعون الذي ذكرناه و الذي ذكره ابو عمر الباحث .
قد سبق ان ذكرت من لسان العرب لابن منظور و من بعض المصادر التي دلس عليها في الاعلى ان من معاني الطاعون هو الطاعون المعروف اليوم و الذي من اعراضه القرح التي تخرج من الجلد و اذكر مزيدا من المصادر الان :
نقرا من كتاب الغريبين في القران و الحديث لابي عبيد الهروي رحمه الله باب الطاء مع العين، مادة طعن :
(( وفي الحديث: (فناء أمتي بالطعن والطاعون) أراد والله أعلم- بالطعن: أن يصيب الإنسان نظرة من الجن فربما مات منه، وقيل: الطعن أن يقتل بالحديد، كأنه قال: فناء أمتي بالفتن التي يسفك فيها الدماء،
وبالطاعون الذريع.))
و نقرا من كتاب العين للخليل الفراهيدي باب العين و السين و الدال معهما، مادة عدس :
((عدس: العَدَس: حبوب. الواحدة عَدَسة.
والعَدَسُ: بثرة من جنس الطّاعون قلما يُسلم منها، وبها مات أبو لهب.
عُدِس فهو مَعْدوس، كما تقول: طعن فهو مطعون ))
و نقرا من معجم المحكم و المحيط الاعظم لابن سيده باب العين و الطاء و النون ، مادة طعن :
((وطَعَن فِي الْمَفَازَة وَنَحْوهَا يَطُعُن: مضى فِيهَا وأمعن. وطَعَن اللَّيْل: سَار فِيهِ. كُله على الْمثل.
والطَّاعُون: دَاء مَعْرُوف. وطُعِن الرجل وَالْبَعِير، فَهُوَ مَطْعُون، وطَعِين: أَصَابَهُ ذَلِك.))
و نقرا ايضا من نفس المصدر السابق باب الحاء و الراء و الميم ، مادة رمح :
((
ورِماحُ الْجِنّ: الطَّاعُون، أنْشد ثَعْلَب:لَعَمرُكَ مَا خشيتُ على أُبَيٍّ ... رِماحَ بني مقَيِّدةِ الحِمارِوَلَكِنِّي خشيتُ على أُبَيّ ... رماحَ الجِنّ أَو إياك حارِ))
و نقرا من معجم تهذيب اللغة للازهري باب العين و الطاء مع النون، مادة طعن :
((قَالَ: طَعَنَ ابْنهَا إِلَيْهَا أَي نَهَضَ إِلَيْهَا وشخص بِرَأْسِهِ إِلَى ثَدْيها، كَمَا يَطْعُن الْحَائِط فِي دَار فلَان إِذا شخص فِيهَا.وَيُقَال: طَعَنَت المرأةُ فِي الحَيْضة الثَّالِثَة أَي دخلتْ.وَقَالَ بَعضهم: الطَعْنُ: الدُّخُول فِي الشَّيْء.وَيُقَال طُعِنَ فلَان فَهُوَ مطعون
وطَعِين إِذا أَصَابَهُ الدَّاء الَّذِي يُقَال لَهُ: الطَّاعُون ))
و نقرا من نفس المصدر السابق باب العين و السين و الدال مادة عدس:
((عدس: أَبُو عبيد عَن الأمويّ: عَدَس يعدِس، وحَدَس يحدِس إِذا ذهب فِي الأَرْض. وَمن أَسمَاء الْعَرَب عُدَس وحُدَس. ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَدَس من الحُبُوب يُقَال لَهُ: العَلَس والعَدَس والبُلُس. وَقَالَ اللَّيْث: الحَبَّة الْوَاحِدَة عَدَسة. قَالَ:
والعَدَسة: بَثْرة تخرج، وَهِي جِنْس من الطَّاعُون، وقلَّما يُسْلَم مِنْهَا.))
و نقرا من نفس المصدر السابق باب الغين و الدال، مادة غد :
((غَد: قَالَ الليثُ:
أغدّتِ الإبِلُ، إِذا صَار لَهَا بَيْنَ الجِلْدِ واللّحْمِ غُدَدٌ من داءِ، وأنشدَ:لَا بَرئَتْ غُدَّةُ مَنْ أَغَدّاقَالَ: والغدّةُ تكونُ أَيْضا فِي الشّحْم.أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأصْمَعيّ، قَالَ: من أدواءِ الإبِلِ:
الغُدّةُ، وَهُوَ طاعُونُهَا، يُقالُ: بَعِيْرٌ مُغِدٌّ. ))
و نقرا من كتاب اساس البلاغة للزمخشري كتاب الطاء، مادة طعن :
(( وخرج يطعن الليل: يسري فيه. وطعن في السن العالية. وطعنت في الحيضة الثالثة. وطعنا في الصيف. وطعنت الفرس في عنانها. قال لبيد:ترقى وتطعن في العنان وتنتحي ... ورد الحمامة إذ أجد حمامهاوطعنت في أمر كذا. وكل ما أخذت فيه ودخلته فقد طعنت فيه. وطعن في نيطه إذا مات. و
طعن من الطاعون فهو مطعون وهو من الطعن لأنهم يسمون الطواعين: رماح الجن، ويزعمون أن الجن يطعنونهم ))
و نقرا من المعجم الوسيط باب الطاء مادة طعن :
(((الطَّاعُون)
دَاء وَرمي وبائي سَببه مكروب يُصِيب الفئران وتنقله البراغيث إِلَى فئران أُخْرَى وَإِلَى الْإِنْسَان (ج) طواعين (مج))
و نقرا من معجم تاج العروس للزبيدي مادة وبا :
(( ( {الوَبَأُ مُحرَّكةً) بِالْقصرِ والمَدّ والهمزة، يُهمز وَلَا يُهمز (: الطَّاعُونَ) قَالَ ابنُ النَّفِيس: الوَبَاءُ: فَسادٌ يَعْرِض لِجَوْهَر الهَوَاءِ لأَسبابٍ سَمَاوِيّة أَو أَرْضِيَّة، كالمَاءِ الآسن والجِيَفِ الكثيرَة، كَمَا فِي المَلاحِم، وَنقل شيخُنا عَن الحَكيم داؤود الأَنطاكي رَحمَه الله تَعَالَى اينَّ الوَبَاءَ حَقيقة تَغَيُّر الهواءِ بالعَوَارِض العُلْوِيَة، كاجتماع كواكبَ ذاتِ أَشِعَّة والسُّفْلِيّة كالملاحِم وانفتاحِ القُبور وصُعودِ الأَبْخِرة الْفَاسِدَة، وأَسبابُه مَعَ مَا ذُكِرَ تَغَيُّرُ فصولِ الزمانِ والعناصرِ وانقلابُ الكائنات، وَذكروا لَهُ علاماتٍ، مِنْهَا الحُمَّى والجُدَرِيّ والنَّزَلاَت والحِكَّة والأَورام وغيرُ ذَلِك، ثمَّ قَالَ:
وَعبارَة النُّزهة تَقْتَضِي أَن الطَّاعُون نوعٌ من أَنواع الوَبَاءِ وفَرْدٌ من أَفراده، وَعَلِيهِ الأَطباءُ، وَالَّذِي عَلَيْهِ المُحَقِّقون من الْفُقَهَاء والمُحَدِّثين أَنهما مُتبايِنَانِ،} فالْوَبَاءُ: وَخَمٌ يُغَيِّرُ الهواءَ فتَكثُر بِسَبَبِهِ الأَمراضُ فِي الناسِ، والطاعونُ هُوَ الضَّرْبُ الَّذِي يُصِيب الإِنحسَ من الجِنِّ، وأَيَّدوه بِمَا فِي الحَديث أَنه وَخْزُ أَعْدائكم من الجِنّ (أَو كلُّ مَرَضٍ عَامَ) ، حَكَاهُ القَزَّاز فِي جَامعه، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ هَذَا الوَبَأَ رِجْزٌ) (ج) أَي الْمَقْصُور المهموز ( {أَوبَاءٌ) كَسَبَبٍ وأَسباب (ويُمَدُّ) مَعَ الْهَمْز وَحِينَئِذٍ (ج} أَوْبِيَةٌ) كهَوَاءٍ وأَهْوِيَة، وَنقل شَيخنَا عَن بَعضهم ايْنَ المقصورَ بِلَا هَمْزٍ يُجمَع على أَوْبِيَة، والمهموز على أَوْباءٍ، قَالَ: هَذِه التفرقةُ غيرُ مَسموعةٍ سَمَاعا وَلَا جارِيةٌ على القياسِ. قلت: هُوَ كَمَا قَالَ. وَفِي (شرح المُوَطَّإِ) : الوبَاءُ، بالمَدِّ: سُرْعَة المَوْتِ وكَثْرَته فِي النَّاس.))
3. الوباء اعم من الطاعون من شروح اهل العلم للاحاديث :مثل القسم السابق سنفتتح كلامنا بتدليسات هذا المنصر على المصادر التي ذكرها
اولا : تدليسات المنصر على شروح اهل العلم للاحاديث
اقتبس المنصر من كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن الجزء الثالث :
((المطعون: من مات به، وهو شهادة لكل مسلم كما صح (1)، ولم يرد المطعون بالسنان؛ لأنه الشهيد في سبيل الله والطاعون: مرض عام يفسد له الهواء فتفسد الأمزجة والأبدان.والمبطون: من مات بعلة البطن كالاستسقاء وانطلاق البطن وانتفاخه، وقيل: الذي يشتكي بطنه، وقيل: هو من مات بداء بطنه مطلقًا.والغريق: من مات غريقًا بالماء.))
و هذا تدليس خبيث لانه اقتبس كلام ابن الملقن رحمه الله في شرحه لحديث انواع الشهداء و لم ياتي بشرحه لحديث لا يدخلها الطاعون و لا الدجال حيث خصص اللفظ ايضا و نفى دخول الطاعون المدينة (موافقا لما قاله ابن قتيبة في المعارف ) و اقر بدخولها لمكة (وسنضيف ما قاله في هذا الشان في القسم القادم )
حيث قال ابن الملقن رحمه الله في التوضيح لشرح الجامع الصحيح كتاب الطب باب اجر الصابر في الطاعون :
((وفي "المعارف" لابن قتيبة أنه لم يقع بالمدينة ولا بمكة طاعون قط .قلت:
أما المدينة فنعم، وأما مكة فدخلها سنة تسع وأربعين وسبعمائة .والمسيح بالحاء المهملة، وروي بالمعجمة، وضبطه ابن التين بكسر الميم وتشديد السين، ثم قال: وقيل: المسّيح. قال الحربي: سمي بذلك لأن فردة عينه ممسوحة عن أن يبصر بهاوقال ابن الأعرابي: المسيح: الأعور، وبه سمي الدجال.وقال ابن فارس: هو الذي أحد شقي وجهه ممسوح لا عين له ولا حاجب. قال: وبذلك سمي دجالا؛ لأنه ممسوح العين.فصل:الطاعون: الموت الشامل، وعبارة الداودي:
إنه حبة تنبت في الأرفاغ وكل ما انثنى من الإنسان.))
اما شرح الكرماني فقد دلس مرتين و بطريقتين
الاول : لما اخذ شرح الكرماني لحديث انواع الشهداء حيث فسر الطاعون بالوباء و بين حديث منع الملائكة دخول الدجال و الطاعون اليها حيث فسر الطاعون بالموت من الوباء و ليس الوباء نفسه
الثاني : تجاهل او جهل ان الكرماني رحمه الله ذكر في موضعين مختلفين على الاقل المعنى الخاص للطاعون الذي ذكرناه :
نقرا من الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للكرماني كتاب الطب باب ما يذكر في الطاعون :
(( {باب ما يذكر في الطاعون}
قوله {الطاعون} هو بثر مؤلم جدا يخرج غالبا في الآباط مع لهب وأسواد حواليه وخفقان القلب والقيء. الجوهري: هو الموت من الوباء قوله {حفص} بالمهملتين ابن عمر و {حبيب} ضد العدو {ابن أبي ثابت} ضد الزائل قال حبيب فقلت لإبراهيم أنت سمعت أسامة يحدث سعدا أي ابن أبي وقاص أحد العشرة به وسعد لا ينكر ذلك فقال نعم. قوله {عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل} بفتح النون والفاء الهاشمي قتله السموم سنة تسع وتسعين و {سرغ} بفتح المهملة وتسكين الراء وبالمعجمة منصرفا وغير منصرف ))
و من نفس المصدر كتاب الانبياء :
(( قوله (عقاراً) بفتح العين الأرض والضياع والنخل و (جارية) أي بنتاً مراهقة وفيه كمال تورعهم واحتياطهم عكس زمان نحن فيه إلا من عصمه الله وفي الحديث فوائد فعليك باستخراجها. قوله (محمد بن المنكدر) بلفظ الفاعل من الانكدار و (أبو النضر) بسكون المعجمة اسمه سالم و (الطاعون) الموت الكثير
وقيل بثر وورم مؤلم جداً يخرج مع لهيب ويسود ما حوله أو يحضر ويحصل معه خفقان القلب والقئ ويخرج في المرافق))
و كذلك الحال مع اقتباسه لما نقله المفهم للقرطبي رحمه الله حيث نقل موضعا دون موضع اخر و الاسوء من هذا انه تحاشى الموضع الذي جزم به القرطبي رحمه الله بالمعنى الخاص للطاعون !!!
نقرا من المفهم لما اشكل من تلخيص كتاب مسلم كتاب الطب و الرقى باب ما جاء في الطاعون :
((ومن باب ما جاء في الطاعونقوله: " الطاعون رجز أرسل على من كان قبلكم " قد جاء هذا اللفظ مفسرا في الرواية الأخرى، حيث قال: " إن هذا الوجع - أو السقم - رجز عذب به بعض الأمم " فقد فسر الطاعون بالمرض والرجز بالعذاب، والطاعون زنة فاعول من الطعن، غير أنه لما عدل به عن أصله وضع دالا على الموت العام بالوباء على ما قاله الجوهري .
وقال غيره: أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد. والوباء: عموم الأمراض. قال: وطاعون عمواس إنما كان طاعونا وقروحا. قلت: ويشهد لصحة هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن الطاعون، فقال: " غدة كغدة البعير تخرج في المراق والآباط" وقال غير واحد من العلماء: تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله من البدن. قلت: وحاصله أن الطاعون مرض عام يكون عنه موت عام، وقد يسمى بالوباء، ويرسله الله نقمة وعقوبة لمن يشاء من عصاة عبيده وكفرتهم، وقد يرسله شهادة ورحمة للصالحين من عباده، كما قال معاذ في طاعون الشام : إنه شهادة ورحمة لكم، ودعوة نبيكم. قال أبو قلابة : يعني بدعوة نبيكم أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا أن يجعل فناء أمته بالطعن والطاعون. كذا جاءت الرواية عن أبي قلابة بالواو، قال بعض علمائنا: والصحيح "بالطعن أو الطاعون" بأو التي هي لأحد الشيئين; أي: لا يجتمع ذلك عليهم.قلت: ويظهر لي أن الروايتين صحيحتا المعنى، وبيانه أن مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمته المذكورة في الحديث إنما هم أصحابه; لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد دعا لجميع أمته ألا يهلكهم بسنة عامة، ولا بتسليط أعدائهم عليهم، فأجيب إلى ذلك، فلا تذهب بيضتهم ولا معظمهم بموت عام ولا بعدو على مقتضى هذا الدعاء. ))
فانظروا و تعجبوا من كثرة التدليسات و اسلوب الانتقاء ثم تقويل الشارح ما لم يقله و لا حول و لا قوة الا بالله !!!
و اما ما نقله عن ابن حزم رحمه الله من المحلى فوقع في نفس التدليس السابقنقرا ما قاله ابن حزم في المحلى كتاب الجنائز :
(([مَسْأَلَةٌ الطَّاعُونِ إذَا وَقَعَ فِي بَلَدٍ]613 - مَسْأَلَةٌ وَلَا يَحِلُّ أَنْ يَهْرُبَ أَحَدٌ عَنْ الطَّاعُونِ إذَا وَقَعَ فِي بَلَدٍ هُوَ فِيهِ؟ وَمُبَاحٌ لَهُ الْخُرُوجُ لِسَفَرِهِ الَّذِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ الطَّاعُونُوَلَا يَحِلُّ الدُّخُولُ إلَى بِلَادٍ فِيهِ الطَّاعُونُ لِمَنْ كَانَ خَارِجًا عَنْهُ حَتَّى يَزُولَ؟
وَالطَّاعُونُ هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي كَثُرَ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ كَثْرَةً خَارِجَةً عَنْ الْمَعْهُودِ -: لِمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الْحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ «إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا ... ))
ابن حزم رحمه الله فسر الطاعون بكثرة الموت في بعض الاوقات خارجا عن المعهود و المنصر اخذ هذا الكلام ليشرح ان معناها الوباء العام !!!!!!
و سنرد على ما ذكره بن حزم و ما ذكره ابن العربي رحهمها الله و نبين ان جمهور العلماء على المعنى الخاص
ننتقل الى التدليس على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله اقتبس هذا المنصر جهلا منه بسياق الكلام ما قاله ابن عثيمين رحمه من زاد المستقنع كتاب الامور المنهي عنها :
((فذكر له الطاعون وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القدوم إلى أرض فيها الطاعون والطاعون وباء فتاك والعياذ بالله قال بعض أهل العلم إنه نوع خاص من الوباء وأنه عبارة عن جروح وتقرحات في البدن تصيب الإنسان وتجري جريان السيل حتى تقضي عليه وقيل إن الطاعون وخز في البطن يصيب الإنسان فيموت وقيل إن الطاعون اسم لكل وباء عام ينتشر بسرعة كالكوليرا وغيرها
وهذا أقرب فإن هذا إن لم يكن داخلا في اللفظ فهو داخل في المعنى كل وباء عام ينتشر بسرعة فإنه لا يجوز للإنسان أن يقدم على البلد الذي حل فيها هذا الوباء وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا منها لأنكم تخرجون منها فرارا من قدر الله ))
هذا المنصر ظن ان سياق كلام الشيخ رحمه الله يشير الى ان الطاعون هو اي وباء فتاك ينتشر بينما هذا المنصر الغير واعي لما ينقله لم يفهم قول الشيخ هنا :
(( وهذا أقرب فإن هذا إن لم يكن داخلا في اللفظ فهو داخل في المعنى))
فالشيخ هنا يصرح ان الاوبئة لا تنطوي تحت مسمى الطاعون لفظا بمعنى انها لغة لا تناسب كونها طاعونا و لكنها تندرج تحت مسمى الطاعون حكما من باب القياس و لذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعدها :
((كل وباء عام ينتشر بسرعة فإنه لا يجوز للإنسان أن يقدم على البلد الذي حل فيها هذا الوباء وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا منها لأنكم تخرجون منها فرارا من قدر الله))
و هذا يدخل ضمن الجزء الاول من فتاوي علماء اهل السنة على جواز وقوع الحجر لغير الطاعون قياسا بحكم الطاعون .و هذا ما غفل عنه هذا المنصر
بل نجد ان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نفسه ايضا في شرح رياض الصالحين اداب عامة باب الصبر
((قل المؤلف رحمه الله تعالي فيما نقله من الأحاديث الواردة في الصبر حديث عائشة - رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها أن الطاعون عذاب أرسله الله سبحانه وتعالي على من يشاء من عباده.و
الطاعون: قيل: إنه وباء معين. وقيل: إنه كل وباء عام يحل بالأرض فيصيب اهلها ويموت الناس منه.وسواء كان معيناً أم كل وباء عام مثل الكوليرا وغيرها؛ فإن هذه الطاعون عذاب ارسله الله عز وجل. ولكنه رحمة للمؤمنين إذا نزل بأرضه وبقي فيها صابراً محتسباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، فإن الله تعالي يكتب له))
فهنا نجد ان الشيخ من كلامه لم يجزم و لكنه في الحالة الاولى رجح ان المسمى اللغوي للطاعون لا يدخل فيه اي وباء و ان الحكم الشرعي بعدم الفرار منه و عدم الدخول اليه يدخل فيه جميع الاوبئة التي تشبه الطاعون في سرعة الانتشار .
و كل هذا يندرج في سياق كلام الشيخ عن حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه و حكم الدخول الى مدينة فيها الوباء او الفرار منه و ليس في شرح حديث عدم دخول الدجال و الطاعون المدينة .
يتبع
المفضلات