-
بين عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي.
بين عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي.
أولاً: عيد الفصح اليهودي
كلمة فِصْح (بكسر الفاء)، هي كلمة عبرية (פֶּסַח) وتنطق بيسْح أو بسخة Pesach وتعنى عبور.
وعيد الفصح اليهودي هذا العام -2020- يبدأ من مساء يوم الأربعاء8 (نيسان العبري) أي شهر إبريل حتى مساء يوم الخميس الموافق 16 (نيسان العبري)/ إبريل..الموافق سنة 5781 عبرية.
وهو تذكار لخروج بني إسرائيل من مصر وفيه يؤمر اليهود بتلاوة قصة الخروج من مصر وكأنهم شخصيًا شاركوا فيه وليس تأريخيًا محض.
يعتبر اليوم السابع من عيد الفصح حسب التقليد اليهودي، على أنه اليوم الذي أمر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام أن يضرب طريقا في البحر، فانفلق البحر، وعبره موسى وقومه، فنجوا بينما غرق فرعون وجنده.
وثمة أنشودة في التوراة تسمى "أنشودة البحر" - The Song of the Sea – بالعبري:Shirat HaYam שירת הים, وما زالوا يتغنون بها في اليوم السابع لعيد الفصح امتنانًا لهذا النصر.
والترنيمة من 27 بيت هذه بعض منها:
1- א אָז יָשִׁיר-מֹשֶׁה וּבְנֵי יִשְׂרָאֵל אֶת-הַשִּׁירָה הַזֹּאת، לַיהוָה، וַיֹּאמְרוּ، {ר} לֵאמֹר: {ס} אָשִׁירָה לַיהוָה כִּי-גָאֹה גָּאָה، {ס} סוּס {ר} וְרֹכְבוֹ רָמָה בַיָּם. {ס}
ثم غنوا موسى وبني اسرائيل هذه الأغنية للرب وتحدثوا قائلين أغنى للرب لأنه عال جدا. الحصان وراكبه طرحه في البحر.
2- ב עָזִּי וְזִמְרָת יָהּ، וַיְהִי-לִי {ר} לִישׁוּעָה. {ס} זֶה אֵלִי וְאַנְוֵהוּ، {ס} אֱלֹהֵי {ר} אָבִי וַאֲרֹמְמֶנְהוּ. {ס}
الرب قوتي وغنمي وصار خلاصي. هذا هو إلهي وأنا أمجده. إله أبي، وأنا أرفعه.
3- ג יְהוָה، אִישׁ מִלְחָמָה. יְהוָה، {ר} שְׁמוֹ. {ס}
الرب رجل الحرب. الرب اسمه.
4- ד מַרְכְּבֹת פַּרְעֹה וְחֵילוֹ، יָרָה בַיָּם. {ס} וּמִבְחַר {ר} שָׁלִשָׁיו، טֻבְּעוּ בְיַם-סוּף. {ס}
مركبات فرعون ومضيفه رمى في البحر، وغرق قواده المختارين في البحر الأحمر.
يُفترض أن هذا النص يُسمى كيتوبا כתובה Ketubá ("عقد الزواج") لأن العلاقة بين الله والشعب اليهودي توصف تقليديًا بأنها زواج ، ويعتبر تقسيم البحر حدثًا مهمًا يؤدي إلى هذا الزواج ، والذي في النهاية بعد 42 يوما ، في جبل سيناء.
ومن أبرز مميزات العيد هو الإمتناع عن أكل الخبز أو أي طعام مصنوع من العجين المختمر، وبدلاً من الخبز يؤكل الفطير غير المختمر المختبز للعيد بشكل خاص، ويسمى هذا الفطير بـ"ماتْساه" (מַצָּה).
ويشرح سفر الخروج هذا التقليد كرمز لإستعجال بني إسرائيل عند خروجهم من مصر حيث لم يتمكنوا من الانتظار لإنتفاخ العجين عندما أعدوا مؤونتهم.
حسب الشريعة اليهودية المعاصرة على كل يهودي التخلص من كل المأكولات المصنوعة من عجين مختمر قبل حلول العيد وأن يقوم بحرق ما يبقى من هذه المأكولات في طقس يقوم به عشية العيد عبارة عن استعداده لأداء وصايا العيد.
في القرن العشرين مع تطور الوسائل لتخزين الطعام، سمح بعض الحاخامين ببيع مخزونات الخبز والخمير التابعين لليهود لغير اليهود بتفاهم أن يعيد المشترون المخزونات لأصحابها الأصليين بعد العيد.
شاعت هذه الحيلة حتى أصبحت من طقوس العيد،وتعرف عشية العيد " לֵיל הַסֵּדֶר(لِيل هَاسِيدَر) أي ليلة النظام أو المنهاج عند اليهود.
وفيه يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافقة بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية، وتعرض تفاصيل منهاج الصلوات والطقوس في كتاب خاص يسمى بـ"هچداه" (הַגָּדָה)..
ومن أهم الطقوس هو شرب أربع كؤوس من خمر العنب خلال قراءة نصوص الـ"هجاداه"، كذلك يغني أصغر أبناء العائلة ترنيمة بعنوان "ما نشتانا מָה נִשְתָּנָה " أي "كيف تختلف"، وتعني كيف تختلف هذه الليلة عن باقي الليالي.
والحديث موصول مع عيد الفصح المسيحي بمشيئة الله تعالى.
التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 13-04-2020 الساعة 08:28 PM
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
ثانياً: عيد الفصح المسيحي
كلامي موجه لكل نصراني.!
هل تعلم -هداك الله- أنّ علماءَك لا يَجرؤون أن يُصارِحوك أنّك تَلعَنُ المسيح؟ !.
هل تعلم أنّ لاعِنَ المسيح عيسى ملعونٌ، ومُبارِكَه مُباركٌ، قياساً على قول الله لعبده إبراهيم
(3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».) تك 12/3.
(13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:
«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.) رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 13: 3- 14.
والتفسير الشائع لمثل هذه الأقوال: أن المسيحيين يصلبون مع المسيح - تبعًا لقدوتهم بولس - فيحيون الحياة الحقة، وحيثما يوجد مصلوبون يوجد ملعونون! ومن له أذنان للسمع فليسمع، لعله يفهم!.
إلا أن القرآن الكريم قد أكد أنه لم يُصلب ولم يمت، إذ أن مضمون الآية الكريمة:
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) النساء: 157، لا يتفق مع القول السابق..
إذن لا شكّ أنّ وراء صلب يسوع سرّاً!...
نعم لقد اهتدوا إلى حيلة غاية في المكر والدهاء .
فالمسيح معناه الملك، وادّعاء الملك في القانون الروماني عقوبته الصلب معلّقا على خشبة.
فإذا نجح اليهود في توريط السلطة الرومانية في قضية يسوع فإّنهم يضربون عصفورين بحجر : يتخلّصون منه من جهة ، ويصرفون الناس عن دعوته من جهة أخرى وهكذا فكّر اليهود في قتلِ يسوع مصلوبا !؟… كما تأمر التوراة بقتل المجرمين الملاعين. لأن الإيمان بيسوع مصلوباً يعني الإيمان به ملعوناً!.
قالت التوراة:
( 22«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا) تث21/22.
فمن الثابت أن الاغتيال من طبيعة اليهود لكنهم لو فعلوا ذلك مع عيسى عليه السلام في شِعْبٍ أو جَبَلٍ أو في أحد طُرُق أسفاره الكثيرة لَتَخلّصوا منه، وبحسب موقع الانبا تكلا، أحد أكبر الموسوعات الدينية المسيحية، فاليهود قد أصروا على صلب السيد المسيح، وليس قتله بأي وسيلة أخرى، لأنهم وجدوا أن له شعبية كبيرة جدًا فأرادوا أن يثبتوا من التوراة أنه ملعون من الله.
لذلك قال اليهود لبيلاطس "اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!" (لو23: 21) لأنهم غير متنازلين عن أن يموت مصلوبًا، "قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً" (يو19: 6). "خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا" (يو18: 31).
لقد رفض اليهود أن يحكموا عليه حسب الشريعة لأن حكم الشريعة اليهودية على المجدّف -وهي التهمة التي اتهموا بها السيد المسيح- هي الرجم، وهم لا يريدون أن يرجموه لأنهم أرادوا أن تلحق به اللعنة بالصلب. لأنه علق على خشبة الصليب؛ أي: إن المسيح ملعون!.
فهل يقبل أي مسيحي - تحت أي ظرف من الظروف - هذا القول وما يترتب عليه؟!.
فيومئذ يؤذِّن: (مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) الأعراف: 44.
لا يوجد في كلّ أديان الدنيا منذ أن ذرأ الله ذرية آدم على الأرض دينٌ يلعن رّبه وإلهه إلا بولس وأتباعه.
حتّى عابد البقر لا يلعنُ بقرتَه.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
يَسُوعُ أَنَاثِيمَا
كلمة وردت في نصوص عديدة في العهد الجديد لا نعرف لها معنى ولها علاقة بصلب السيد المسيح، هل هي لغة عربية؟
هل هي لغة عبرية؟ هل هي لغة آرامية؟ أم أنها كلمة يونانية؟
لماذا هذه الكلمة متروكه هكذا في النصوص بلغة غير مفهومه؟
هل هناك سِر وراء ترك الكلمة مُبهمة ؟.
فلنشاهد
يقول الرسول بولس: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا! مَارَانْ أَثَا. نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. مَحَبَّتِي مَعَ جَمِيعِكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. آمِينَ" (1كورنثوس 22:16-24).
لماذا لم تترجم كلمتي (مَارَانْ أَثَا) و (أَنَاثِيمَا) ؟.
أولاً: معنى (مَارَانْ أَثَا)..
جاء في شروحاتهم أن معنى (مَارَانْ أَثَا) الواردة في النص كالأتي:
كلمة (مار) السريانية، والآرامية بمعني سيد أو (رب). وكلمة (آثا) تعني يأتي.
والعبارة كلها معناها: الرب يأتي أو ربنا سيأتي. وهي عبارة تحية كان يتبادلها المسيحيون في العصر الرسولي، معزين أو مبشرين بعضهم بعضاً بمجيء الرب- أي افرحوا إن الرب سيأتي- وأحياناً كانوا يختمون بها رسائلهم، كما ختم بها القديس بولس الرسول رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس.
ففي بعض الأحيان يحتفظ الاسم نفسه بالكلمة باللغة الأصلية، إذ أنه في بعض الأحيان تجد أن ترجمة بعض الكلمات التي لها مصطلحات معينة وأخذت على مدى التاريخ جو معين. فإن الترجمة لها يضعفها.
فكل كلمة لها تاريخ، وعليه أصبح للكلمة في تاريخها لها معنى معين لو ترجمتها تفقد المعنى.
ثانياً: معنى كلمة (أَنَاثِيمَا)
من العبارات التي يستخدمها رجال الدّين المسيحيّ في معاقبة وإقصاء أو التخلّص مِمَّن لا يريدونهم في كنيستهم: الحرمان، الطرد، الإبعاد، اللّعنة، العزل،. وهذه كلّها يعبّرون عنها بالكلمة اليونانيّة أَنَاثِيمَا (Anathema)، التي تعني أصلاً ما يُقدَّم للآلهة مِن قرابين.
تقول التوراة في سفر التثنية (21 /22):
[إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَ (عَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ)، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ (ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ)، لأَنَّ (الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ). فَلاَ تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً.].
ـ وقد أكّد ذلك إمام النصارى وأستاذهم الأعظم (شاول اليهودي):
غلاطية 3: 13إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ (لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ)، إِذْ (صَارَ لَعْنَةً) عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: («مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»).
ورغم ذلك يؤمن كثير من النصارى بصلب المسيح (رغم أن التوراة تنصّ على أن المصلوب ملعون ونجس)، بل ويقدّسون قول اليهودي شاول (بدلاً من لعنه والبراء منه وأقواله) الذي كذب عليهم وجعل المسيح لعنة («مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»). أو كما تأفّك: إِذْ (صَارَ لَعْنَةً) عِوَضاً عَنَّا.
إن الإيمان بيسوع مصلوباً يعني الإيمان به ملعوناً! ففي رِسَالَة بُولُسِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ كان أتباعه يَلعَنُونَه، بشكل عفوي و نهاهم بولس عن ذلك في رسالته إليهم و التي كتبها في ربيع 56 م:[3لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.].. (أنظر1 كُورِنْثُوسَ 12/3).
ثم بعد أقل من سنة يَنقلِبُ بولس رأساً على عقب، و يكتب رسالته إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ في شتاء 57 م لِيُعْلِنَ بوجهٍ لا يقبَلُ التأويل، أنّ المسيحَ يسوع ملعونٌ كما جاء في (غلا 3/13) :
[13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.].
وهكذا فإن معنى كلمة «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا» ... أي أن «يَسُوعَاً مَلْعُونٌ».
هذه فضيحة! وبالخصوص أنّ يسوع هو الله المتجسّد في دين بولس.
يقول المفسر البرت بارنيس عن كلمة أناثيما الآتي:
Albert Barnes’ Notes on the Bible – Albert Barnes (1798-1870)
Accursed – Margin, “Anathema” (ἀνάθημα anathēma); see the Act_23:14 note; Rom_9:3 note; compare 1Co_16:22; Gal_1:8-9. The word is one of execration, or cursing; and means, that no one under the influence of the Holy Spirit could curse the name of Jesus, or denounce him as execrable and as an impostor.
الترجمة:
(ملعون – الهامش، “أناثيما” (ἀνάθημα anathēma)؛ أنظر أعمال الرسل 23: 14 ورومية 9: 3 وقارن كورونثيوس الأولى 16: 22 وغلاطيه 1: 8 و9.
الكلمة مُشتقة من اللعن، وهي تعني أنه لا يمكن لشخص تحت سيطرة الروح القدس أن يلعن اسم يسوع، أو أن يصفه بأنه مقيت أو محتال.) انتهى.
قد علمنا أن الكلمة لها معنى معروف فلماذا لم تترجم في هذه النصوص؟.
الإجابة ترجع إلى سببين:
الأول: يصف بولس كل من لم يؤمن بيسوع أناثيما فهو ملعون.
(وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا») رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1 :8.!.
(إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا. مَارَانْ أَثَا) كورنثوس 16: 221.
(كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا) غلاطية 1: 9.
من لا يحب يسوع فهو ملعون أو محروم من دخول الجنة، يا لها من محبة مسيحية رائعة!.
يرموننا باللعنة ثم يقولون الله محبة.
ثانيا: بولس لعن يسوع نفسه:
(لِذَلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ يَسُوعُ أَنَاثِيمَا. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ يَسُوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) كورنثوس 12: 31.
(اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».). غلاطية: 3 :13.
يلعنون المسيح في صلواتهم ويلعنوننا إن لم نلعنه..
ونحن بدورنا نقول في شأنه:
(وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) مريم :15.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
صلب المسيح بين السياسة والدين
مسألة صلب السيد المسيح، فهذه المسألة حيوية بالنسبة للمسيحي، فهي النبأ السّار الذي تنبّأ به أنبياء بني إسرائيل وهي خلاصة الإنجيل وذِروة سَنَام عَمَل المسيح ومعنى البشارة بملكوت الله ولأجلها تجسّد ابن الله ونزل من السماء في شبه جسدٍ بشري ليموت على صليب العار مكفّرا عن خطايا البشر.
ونُظّمت إصحاحات الإنجيل حولها، وكلّ إنسان غير مؤمنٍ بموت المسيح ليس له خلاصٌ وهو مُدان تحت عبودية الخطية، وقبل كلّ شيء فهذا حدثٌ تاريخي وقع على عهد بيلاطس البنطي والي الرومان على اليهودية، وقد شَهِدَ التلاميذُ بوقوعه وتنبّأ الأنبياء به واتّفق الخصوم عليه. ودوّنته الإدارة الرومانية في وثائقها ونقله التاريخ لنا واحتمل آباء الكنيسة القدامى الموت حرقاً من أجله، وأبرزته جميع أسفار الإنجيل، وعاش به ومن أجله ملايين المسيحيين منذ أكثر من ألفي عام.
هذا ما يعتقدُه المسيحي ويراه، فكيف يصدّق الكتابي رجلا أمّيا خرج من برّية العرب ليقول للنّاس: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ) النساء: 157.
ثم بعد كلّ هذا ما العيب أو الغريب في صلب عيسى؟ ألم يذكر القرآن الكريم في عشر آياتٍ على الأقل أنّ اليهود قتـلوا أنبياءهم قال تعالى:
(لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )*آل عمران181-183.
أمام هذا البون الشاسع بين القرآن والإنجيل بخصوص مسألة صلب يسوع، وفي غياب الأبحاث من جانب المسلمين في هذا الشأن أو نُدرَتها وجد المسيحي الإجابة الشافية في الإنجيل: لم يكن المسلم أوّل من استعظمَ الصلبَ على المسيح المُخلِّص فلقد كبُرَ خبرُه أيضاً على تلميذه سمعان بطرس وقال له :
(22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً:«حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:«اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16/21 – 23؛ مر 8/31 – 9/1؛ لو9/22.
نعمْ! لقد وسوسَ الشيطانُ، في رأي المسيحي، من قبل وأوحى إلى أمير الحواريين أنّ هذا الأمر مُمتنعُ الحدوث، هكذا يفسّرُ المسيحي موقفَ المسلم.
ومَنْ أراد مِنَ المسلمين أن يجد تفسيراً لماذا تستبيح القوى العظمى دماءنا وتنتهكُ مقدّساتنا فليتأمّل جيّدا النص السالف الذكر، فتلاميذُ الشيطان لا حقّ لهم.
السياق الدّيني الاجتماعي لقضية الصلب
وإذا أردنا أن نستبِقَ مضمون هذا البحث لأجلِ أن نفسّرَ لماذا يرفضُ القرآنُ الكريم صلبَ عيسى عليه السلام فنقول يجب أن ننظرَ للمسألة في سياقها الدّيني الاجتماعي، فنبي النّاصرة عليه السلام إسرائيلي بعثه الله إلى شعبه إسرائيل.
والفكرة المحورية في هذه القضية هي أنّ شريعة التوراة التي هي ضمير الشعب لا تُعَلّقُ رجلا على خشبةٍ إلاّ إذا كان مُجرماً عاتياً أو كافراً بالله تعالى مُجدّفاً، فإذا نجحَ خصُومُه في صلبِه فقد مَسّوا بمصدَاقيته وأقنعوا النّاس من شعبِهم أنّ هذا الرجلَ ليسَ إلا تلميذا للشيطان ، لم يفعلْ عجيبةً من عجائبهِ إلا بقوة بعل زبول ويعني هذا من بين ما يعنيه أنّ الله تعالى قد انهزمَ ورسولَه ( تعالى الله عن ذلك عُلُواً كبيراً ).
وإذا ثبتَ لنا يقيناً من التاريخ أنّ رسالة سيّدنا عيسى عليه السلام استمرّت واشتدّ عودُها بعده فلا تفسير لها سوى أنّه لم يُصلبْ.
ولتقريب الفكرة دعوني أضرِبُ هذا المثل، هبْ أنّ رجلا مسلماً ادّعى الصلاح والكرامات بين المسلمين فتَبِعهُ البُسطاء و السذّجُ واستطاع أن يصنع لنفسه مكانة مقدّسةً بينهم، ثم بمرور الأيام بدأت تُرفعُ إلى النائب العام شكاوى مِن مريديه تتّهِمُه بالنصبِ والاحتيال وخيانة الثقّة والشعوذة والأخلاق الفاحشة، وأُوكِلَ التحقيقُ للشرطة والقضاة وجُمِعت عناصرُ الجريمة واعترفَ المتّهمُ بجرائمه وقضتِ المحكمة الشرعية برَجْمِه جزاء بما قدّمتِ يداه.
لا شكّ أنّ هذا الرجلَ سيسقطُ في عيني النّاس ولا ريبَ أنّ ادّعاءاته ستنفضح، وسيتّضحُ لأتباعه أنّه كان مُغرّراً بهم.
ولنفرضْ أيضاً أنّ رجُلا قام بعدَه وقال ماتَ هذا المرجومُ من أجلِ خطايانا، فهل تجدُ هذه الدعوى بين المسلمين آذانا مُصغيةً ؟.. لا شكّ أنّ محاولةً مثلَ هذه ستفشلُ فشلا ذريعاً، إذ كيف يموت هذا الفاسقُ المجرِمُ من أجلِ خلاصنا؟؟ وإذا نجحت هذه الدعوة فإنّها ستنجحُ لا محالةً بين غيرِ المسلمين من وثنيين وغيرهم.
وهذا ما حدثَ بالفعلِ ففكرةُ المسيح المصلوب نجحَت لا بين اليهود إنّما بين الوثنيين من الإغريق والرومان لأنّها فكرةٌ قريبةٌ من عقائدهم لكنّها بين شعب يسوع عليه السلام فضيحةٌ وجهالةٌ .
وهكذا نستطيعَ تلخيص هذا البحث في الآتي:
يُسلِّمُ اليهودي المؤمنُ بمسيح مصلوب لمّا يسلِّمُ المسلمُ بصلاح وتقوى رجلٍ مَرجُومٍ.
هذا ملخّصُ البحث الذي أضعه أمامكم، إخواني مسلمين ومسيحيين، ليحلّ الإشكالية في إطارها السيّاسي والديني الاجتماعي الذي عاشت في ظلّه الأرض المقدّسة منذ أكثر من ألفي سنة.
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 08-05-2024, 08:33 PM
-
بواسطة showman في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 25-11-2015, 07:46 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-04-2011, 08:23 PM
-
بواسطة ريم الحربي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 11-02-2011, 07:33 AM
-
بواسطة مريم في المنتدى مائدة المنتدى
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-04-2010, 02:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات