بسم الله الرحمن الرحيم

من الروايات التي شاعت بين اهل السير و المغازي هي قصة نصب النبي صلى الله عليه وسلم المجانيق اثناء حصاره للطائف
و الحقيقة ان كل اسانيد القصة ضعيفة و لم تروى عن طريق صحيح واحد كما سنرى في الروايات ادناه

اولا : دراسة اسانيد القصة

الرواية الاولى :
سيرة ابن هشام الجزء الثاني قال ابن هشام : ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنجنيق . حدثني من أثق به ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من رمى في الإسلام بالمنجنيق ، رمى أهل الطائف .

التحقيق :
الرواية ضعيفة و لا تصح و العلة :
1. الابهام في الرواية فلا نعرف من حدث ابن هشام بالخبر فهذا بحكم المجهول
2. كل شيوخ ابن هشام و كل من سمع منهم ابن هشام رحمه الله ليس فيهم احد من الصحابة و لا حتى التابعين الاوائل فالرواية مرسلة
.


الرواية الثانية :
مغازي الواقدي الجزء الثالث
((قَالَ: حَدّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَابْنُ مَوْهَبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَعَبْدُ الصّمَدِ بْنُ مُحَمّدٍ السّعْدِيّ، وَمُحَمّدُ بْنُ عبد الله، عن الزّهْرِيّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُحَمّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ مِمّنْ لَمْ يُسَمّ، أَهْلُ ثِقَاتٍ، فَكُلّ قَدْ حَدّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطَائِفَةٍ، وَقَدْ كَتَبْت كُلّ مَا حَدّثُونِي بِهِ.قَالُوا: لَمّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم حنينا وأراد المسير إلى ... فَنَصَبَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَنْجَنِيقَ. قَالَ: وَشَاوَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ الْفَارِسِيّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَى أَنْ تَنْصِبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى حِصْنِهِمْ، فَإِنّا كُنّا بِأَرْضِ فَارِسَ نَنْصِبُ الْمَنْجَنِيقَاتِ عَلَى الْحُصُونِ وَتُنْصَبُ عَلَيْنَا، فَنُصِيبُ مِنْ عَدُوّنَا وَيُصِيبُ مِنّا بِالْمَنْجَنِيقِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْمَنْجَنِيقُ طَالَ الثّوَاءُ [ (2) ] . فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَمِلَ مَنْجَنِيقًا بِيَدِهِ، فَنَصَبَهُ عَلَى حِصْنِ الطّائِفِ. وَيُقَالُ: قَدِمَ بِالْمَنْجَنِيقِ يَزِيدُ بْنُ زَمْعَةَ وَدَبّابَتَيْنِ، وَيُقَالُ: الطّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَيُقَالُ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَدِمَ مِنْ جُرَشَ بِمَنْجَنِيقٍ وَدَبّابَتَيْنِ))

التحقيق:
الرواية ضعيفة لعدة علل :

1. الارسال من الزهري و اسامة بن زيد بن اسلم و ابو معشر و عبد الرحمن بن عبد العزيز و محمد بن يحيى بن سهل
2. بعض ممن نسب الواقدي اليهم الرواية ضعفاء
:

اسامة بن زيد بن اسلم ضعيف نقرا في ترجمته في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله :
(( وقال صالح بْن أحمد بْن حنبل ، عَن أبيه : منكر الحديث ، ضعيف.
# وقال عباس الدوري ، عَن يحيى بْن معين : أسامة بْن زيد بْن أسلم ، وعبد الله بْن زيد بْن أسلم ، وعبد الرحمن بْن زيد بْن أسلم ، هؤلاء إخوة ، وليس حديثهم بشيء جميعا.
# وقال معاوية بْن صالح ، عَن يحيى بْن معين : أسامة بْن زيد بْن أسلم ضعيف ، وعبد الله بْن زيد بْن أسلم ضعيف ، وعبد الرحمن بْن زيد بْن أسلم ضعيف.
# وقال عثمان بْن سعيد الدارمي : سألت يحيى بْن معين ، عَن أسامة بْن زيد الليثي ، فَقَالَ : ليس به بأس ، قلت : فأسامة بْن زيد الصغير ، فَقَالَ : ضعيف.
# وقال أبو بكر بْن أبي خيثمة ، عَن يحيى : ضعيف الحديث.
# وقال إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله السعدي الجوزجاني : أسامة ، وعبد الله ، وعبد الرحمن ضعفاء في الحديث من غير خربة في دينهم ، ولا زيغ عَن الحق في بدعة ذكرت عنهم.))

ابو معشر سيء لحفظ ضعيف نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء :
(( وقال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عنه ، فقال : صدوق ، لكنه لا يقيم الإسناد ، فسألت ابن معين عنه ، فقال : ليس بقوي . وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : كان أحمد بن حنبل يرضاه ، ويقول : كان بصيرا بالمغازي .
وقال أبو حاتم : كنت أهاب أحاديثه ، حتى رأيت أحمد بن حنبل يحدث عن رجل ، عنه أحاديث ، فتوسعت بعد في كتابة حديثه وحدثني أبو نعيم عنه بحديث ، رواه عبد الرزاق ، عن الثوري ، عنه ثم قال أبو حاتم : هو صالح ، لين الحديث .
وروى أحمد بن أبي مريم ، عن ابن معين ، قال : هو ضعيف ، يكتب من حديثه الرقاق ، كان رجلا أميا ، يتقى أن يروى من حديثه المسند وروى أحمد بن زهير ، عن يحيى ، قال : أبو معشر ريح ، أبو معشر ليس بشيء وقال البخاري : منكر الحديث . وقال أبو داود والنسائي : ضعيف . [ ص: 438 ] وقال الترمذي : قد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر ، من قبل حفظه . قال محمد : لا أروي عنه شيئا . وقال أبو زرعة : صدوق في الحديث ، ليس بالقوي .
وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن ابن المديني : شيخ ضعيف ضعيف وكان يحدث عن محمد بن قيس ، ويحدث عن محمد بن كعب بأحاديث صالحة ، وكان يحدث عن نافع والمقبري بأحاديث منكرة . وقال الفلاس : ضعيف ، فما روى عن محمد بن قيس ، ومحمد بن كعب ، ومشايخه ، فهو صالح ، وما روى عن المقبري ، ونافع ، وهشام بن عروة ، وابن المنكدر ، رديئة لا تكتب))

3. الواقدي ضعيف كذاب مجمع على تركه :
قال البخارى : الواقدى مدينى سكن بغداد ، متروك الحديث ، تركه أحمد ، و ابن نمير ، و ابن المبارك ، و إسماعيل بن زكريا .
و قال فى موضع آخر : كذبه أحمد .
و قال معاوية بن صالح : قال لى أحمد بن حنبل : هو كذاب .
و قال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف . .
و قال أبو داود : أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول : روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب
و قال مسلم : متروك الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة .


الرواية الثالثة :
السنن الكبرى للبيهقي الجزء التاسع كتاب جماع ابواب السير
18120 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو بَصْرِيٌّ وَكَانَ حَافِظًا، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاصَرَ أَهْلَ الطَّائِفِ، وَنَصَبَ عَلَيْهِمُ الْمَنْجَنِيقَ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا

التحقيق:
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. هشام بن سعد ضعيف لم يوثقه غير ابو داود .
نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء
((قال عباس ، عن ابن معين : فيه ضعف .
وقال أحمد : لم يكن بالحافظ .
وقال أبو حاتم : هو وابن إسحاق عندي سواء .
وقال أحمد : كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه .
وقال أبو داود : هو ثقة ، أثبت الناس في زيد بن أسلم .
وقال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عنه ، فقال : هو كذا وكذا .
وروى معاوية بن صالح ، عن ابن معين : ليس بذاك القوي .
وقال ابن عدي : مع ضعفه يكتب حديثه ))

2. الحديث لا يصح وصله بل قد صرح بضعفه عبد الملك بن محمد الملقب بابي قلابة رحمه الله و هو نفسه الذي قرئت عليه هذه الرواية بهذا السند .
نقرا ما نقله البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى بعد ذكره لهذا الحديث :
(( قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: " وَكَانَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: " فَكَأَنَّهُ كَانَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ وَصْلُ إِسْنَادِهِ ))


الرواية الرابعة :
سنن الترمذي الجزء الرابع كتاب الاستئذان
وَسَمِعْتُ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ هَارُونَ كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ، وَكَانَ يَقُولُ: الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ قَالَ قُتَيْبَةُ: قُلْتُ لِوَكِيعٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ.

التحقيق:
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. الارسال من ثور بن يزيد فهو لم يدرك النبي عليه الصلاة و السلام و لا الصحابة رضوان الله عليهم
2. عمر بن هارون البلخي ضعيف
.
نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء :
(( وروى عباس وأحمد بن زهير ، عن يحيى : ليس بشيء .
وروى ابن محرز والغلابي عن يحيى : ليس بثقة . وعن يحيىأيضا : ضعيف وعنه : كان يكذب .
وسئل عنه علي بن المديني ، فضعفه جدا .
وقال أبو زرعة : سمعت إبراهيم بن موسى ، وقيل له : لم لا تحدث عن عمر بن هارون ؟ فقال : الناس تركوا حديثه .
وعن إبراهيم بن موسى ، قال : كتبت عنه حزمة ، ولا أحدث عنه بشيء .
وقال أبو إسحاق الجوزجاني : لم يقنع الناس بحديثه .
وقال صالح جزرة والنسائي : متروك الحديث .
وقال زكريا الساجي : فيه ضعف .
وقال أبو علي الحافظ : متروك .
وقال الدارقطني : ضعيف .
وقال أبو نعيم : لا شيء ، حدث عن ابن جريج ، والأوزاعي ، وشعبة ، بالمناكير . ))


الرواية الخامسة
المحدث الفاصل بين الراوي و الواعي
رقم الحديث: 170
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، يَقُولُ : جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ وَأَنَا حَدَثٌ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ كَذَّابٌ ، لَكِنْ جَدُّهُ شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ " .

التحقيق :
الرواية ضعيفة و لا تصح و العلة :
عبد الله بن خراش كذاب
نقرا في ترجمته في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله :
(قال أَبُو زرعة : لَيْسَ بشيء ، ضعيف الحَدِيث .
# وقال أَبُو حاتم : منكر الحَدِيث ، ذاهب الحَدِيث ، ضعيف الحَدِيث .
# وقال الْبُخَارِي : منكر الحَدِيث .
# وقال أَبُو أَحْمَد بْن عدي : عامة مَا يرويه غَيْر محفوظ .))

ويكفي ان علي بن المديني رحمه الله و هو ناقل الرواية كذبه و كذب روايته
((فَعَلِمْتُ أَنَّهُ كَذَّابٌ ، لَكِنْ جَدُّهُ شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ))


الرواية السادسة :
المراسيل لابي داود رحمه الله
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «نَصَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَنْجَنِيقَ ))

التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. عبد الله بن خراش ضعيف و كذبه ابن المديني و قد سبقت ترجمته في الرواية السابقة
2. الارسال من ابي صادق الازدي فهو لم يدرك علي رضي الله عنه و هذا بحكم المنقطع
:
نقرا في تهذيب التهذيب الجزء 12:
(( 605- "س ق - أبو صادق" الأزدي الكوفي من أزد شنوءة وقيل اسمه مسلم بن يزيد وقيل عبد الله بن ناجد1 روى عن ربيعة بن ناجد ومخنف بن سليم وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعليم الكندي وأرسل عن أبي محذورة وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة روى عنه سلمة بن كهيل وعثمان بن المغيرة ))

وقد ضعف العقيلي هذه الرواية و اوردها في كتابه الضعفاء الجزء الثاني الصفحة 234 وقال :
(( كُلُّهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَلَا يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ هُوَ دُونَهُ أَوْ مِثْلُهُ))


الرواية السابعة :
السنن الكبرى للبيهقي جماع ابواب السير الجزء التاسع :
رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَبَ الْمَجَانِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ.

التحقيق :
الرواية ضعيفة و العلة :
الارسال من مكحول فهو لم يدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم
نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء للذهبي رحمه الله :
(( عالم أهل الشام ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل : أبو أيوب ، وقيل : أبو مسلم الدمشقي الفقيه ، وداره بطرف سوق الأحد . أرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث ، وأرسل عن عدة من الصحابة لم يدركهم ، كأبي بن كعب ، وثوبان ، وعبادة بن الصامت ، وأبي هريرة ، وأبي ثعلبة الخشني ، وأبي جندل بن سهيل ، وأبي هند الداري ، وأم أيمن ، وعائشة ، وجماعة . ))


الرواية الثامنة :
ما ذكره صاحب كتاب مرويات غزوة حنين و حصار الطائف الجزء الاول الصفحة 295
- وأخرج أبو داود وأيضاً من مرسل عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نصب المجانيق على أهل الطائف

التحقيق :
لم اتمكن من ايجاد السند كاملا و لكن على فرض صحته الى عكرمة رحمه الله فالسند ضعيف و العلة :
الارسال من عكرمة فهو لم يرك زمن النبي عليه الصلاة و السلام .



ثانيا : انكار اهل العلم لهذه الحادثة :

1. يحيى بن ابي كثير رحمه الله :
نقرا في سنن البيهقي الكبرى الجزء التاسع :
(( رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا. قُلْتُ: فَبَلَغَكَ أَنَّهُ رَمَاهُمْ بِالْمَجَانِيقِ؟ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: مَا يُعْرَفُ هَذَا))


2. ابو قلابة رحمه الله و هذا محتمل كما ذكره البيهقي
نقرا من سنن البيهقي الكبرى الجزء التاسع :
(( قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: " وَكَانَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: " فَكَأَنَّهُ كَانَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ وَصْلُ إِسْنَادِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَنْكَرَ رَمْيَهُمْ يَوْمَئِذٍ بِالْمَجَانِيقِ ))


3. ذكرها محمد عبد الله العوشن في كتابه ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية
في الجزء الاول الصفحة 204:
((4 - رمي أهل الطائف بالمنجنيق:
قال ابن هشام فيما زاده على سيرة ابن إسحاق عند الحديث عن غزوة الطائف: " .. ورماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمنجنيق، حدثني من أثق به أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم..... وروى البيهقي في سننه رميهم بالمنجنيق، وإنكار أبي قلابة ذلك (24). وقد أخرج مسلم في صحيحه عن أنس -رحمه الله- منه قال: " .. ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة (25) " وليس فيه رميهم بالمنجنيق.))


4.الامام العقيلي
في كتابه الضعفاء الجزء الثاني الصفحة 234:
(( كلها غير محفوظة و لا يتابعه عليها الا من هو دونه او مثله ))



ثالثا :الثابت من الرواية الصحيحة لحصار الطائف لا تذكر ابدا استعمال النبي عليه الصلاة و السلام للمنجنيق

نقرا من صحيح مسلم الجزء الثالث كتاب الجهاد و السير
3329 باب غزوة الطائف
1778 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير جميعا عن سفيان قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي العباس الشاعر الأعمى عن عبد الله بن عمروقال حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال إنا قافلون إن شاء الله قال أصحابه نرجع ولم نفتتحه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغدوا على القتال فغدوا عليه فأصابهم جراح فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا قافلون غدا قال فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم


فالقصة كما راينا كل اسانيدها لا تخلو من ضعف


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم