البابا يرفض تعديل محاضرته المسيئة
إسلام أون لاين.نت/21-09-2006م
الدكتور العوا
أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انتهاء الحوار مع الفاتيكان؛ ردا على رفض البابا بنيدكت السادس عشر التراجع عن الإساءة التي وجهها للإسلام، ودعا الاتحاد المسلمين إلى الاعتصام في المساجد لمدة ساعة بعد صلاة الجمعة 29 شعبان 1427 هجرية وتوجيه رسائل إلكترونية إلى الفاتيكان لإظهار احتجاجهم على موقف البابا.
وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الخميس 21-9-2006، قال الأمين العام لاتحاد العلماء المفكر الإسلامي د.محمد سليم العوا: "جهات مسؤولة بالفاتيكان وفي جمعية سانت دييجو التابعة للفاتيكان أبلغتني رسميا أن البابا بندكت رفض إجراء التغيير الذي كان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد طالب البابا بإدخاله على نص محاضرته بحيث يتم حذف العبارات المسيئة للإسلام من نص المحاضرة".
وأضاف: "وبناء على هذا التأكيد، يدعو اتحاد العلماء مجددا المسلمين إلى إظهار احتجاجهم على موقف البابا وعدم رضاهم عن الإساءة لدينهم ولنبيهم، وذلك يوم الجمعة 29 شعبان 1427 هـ الموافق 22 سبتمبر 2006 م".
وشدد الأمين العام على أنه سبق لرئيس الاتحاد العلامة يوسف القرضاوي أن أكد على ضرورة أن يكون هذا الاحتجاج سلميا وحضاريا، وفي هذا السياق، دعا الأمين العام المسلمين "للاعتصام في المساجد لمدة ساعة بعد صلاة الجمعة بحيث تكون شوارع العواصم الإسلامية خالية من الناس إظهارا لعدم الرضا وللاحتجاج على التمسك بالتصريحات المسيئة".
انتهاء الحوار
وفي تصريح صوتي عبر قناة "أوربت" الفضائية مساء الأربعاء 20/9/2006، قال العوا: "باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بصفته المرجعية الشعبية للمسلمين، وجميع الجمعيات الإسلامية المشاركة معنا، أعلن انتهاء الحوار مع الفاتيكان، وهدم العمارة الكبيرة للحوار التي استمر بناؤها 46 سنة... انتهت من اليوم أي صلة بيننا وبين الفاتيكان".
وأضاف العوا: "ظللنا ثلاثة أيام متواصلة نتداول مع الإخوة في الفاتيكان، وفي كنيسة سانت دييجو، حول تصريحات البابا المسيئة للإسلام، أبدوا خلالها مرونة وتفهماً للموقف، واتفقنا على حذف العبارات المسيئة للإسلام، وقالوا إن وزير خارجية الفاتيكان موافق على الحذف، غير أنهم اتصلوا بي في الخامسة من مساء الأربعاء، من الفاتيكان، وأبلغوني أن البابا مُصِر على عدم حذف أي شيء مما قاله".
وكان موقع الفاتيكان باللغة الإنجليزية الذي نشر نص المحاضرة التي ألقاها بنديكت السادس عشر أمام مجموعة من الأكاديميين في جامعة ريجينسبرج الألمانية يوم 12-9-2006، وتضمنت إساءات للإسلام، قد أورد في نهاية نص المحاضرة قبل يومين ملحوظة جاء فيها: "قداسة البابا يعتزم تقديم نسخة معدلة لهذا النص.. ولذلك فإن النص الحالي يجب أن ينظر إليه باعتباره مؤقتا".
بابا "ضد الحوار"
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أننا "في محنة جديدة مع هذا البابا الجديد للفاتيكان، فيبدو أن الرجل ضد الحوار، خاصة أنه قد أقفل دائرة الحوار في الفاتيكان مباشرة بعد جلوسه على كرسي البابوية، والخلاصة أن الرجل استكبر وأبى أن يسحب عباراته المسيئة للإسلام والمسلمين، ولم يراع شعور مليار ونصف مليار مسلم".
واستطرد العوا: "من هذا المنبر فإنني أدعو جميع الدول العربية والإسلامية أن تتخذ موقفاً فيه شيء من الكرامة، تجاه هذه الإساءة المتعمدة للإسلام، كما أدعو سفراء الدول العربية والإسلامية في دولة الفاتيكان إلى مقاطعة جميع الفعاليات الرسمية من حفلات ودعاوى ومؤتمرات".
ودعا العوا شباب المسلمين في العالم- ممن يتعاملون مع الإنترنت- إلى القيام بحملة إلكترونية لإعلان رفضهم تصريحات وموقف البابا، وقال:" فليوجهوا رسائل قصيرة من سطر أو سطرين، إلى الفاتيكان، يعلنون فيها استياءهم من التصريحات المسيئة التي صدرت من البابا في حق الإسلام والمسلمين".
ويمكن للمسلمين توجيه هذه الرسائل على هذا العنوان الالكتروني: (webteam@vaticanradio.org ) وهو موقع راديو الفاتيكان الذي يقول إنه "صوت البابا والكنيسة في حوارهما مع العالم".
تظاهرات واعتصامات
التظاهرات المنددة بتصريحات البابا اجتاحت العالم الإسلامي
أما عن المسلمين الذين يعيشون في أوربا وأستراليا، في دول تحترم حق التظاهر وإعلان الغضب، فقال العوا: "عليهم أن ينظموا مظاهرات واعتصامات صامتة، وأن يحملوا اللافتات الرافضة لتصريحات البابا، المسيئة للإسلام، لا بد أن تعرف أوربا والعالم كله أن مليار ونصف مليار مسلم مستاءون من موقف البابا الرافض للاعتذار للمسلمين عما لحق بهم من ضرر جراء عباراته المسيئة لإسلامهم ورسولهم".
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد طالب البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان بسحب تصريحاته التي حملت إهانة وتجريحًا للإسلام والمسلمين كشرط لقبول اعتذاره. واعتبر الاتحاد أن ما صدر عن البابا من "أسف على سوء فهم بعض المسلمين" لتصريحاته، و"ردة فعل المسلمين" عليها، ليس اعتذاراً على ما قاله في تلك المحاضرة.
وقال العوا في تصريحات لإذاعة الـ "بي بي سي" الأحد 17-9-2006: "طالبت باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يحذف البابا منها، الإشارة إلى الإسلام كلية، فإن فعل هذا فإن هذا الأمر يكون ترضية واعتذارًا، وإن لم يفعل فإن أي شيء آخر يكون غير مقبول".
كما أعلن العوا في تصريحاته لبرنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم" الفضائية السبت 16-9-2006م، أنه لا ينكر على بابا الفاتيكان قناعاته، غير أنه طالبه بأن يعرف "كيف يجب أن يعبر عن هذه القناعات"، وقال: "هناك أدب للحوار يجب أن يلتزم به أهل الأديان... أما إذا بقي الحال على ما هو عليه، فسيرون منا ما يكرهون، وسيسمعون منا ما لا يحبون، وسيلقون من الخسارة المادية والمعنوية ما لا يتصورون".
وبعدها دعا العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن يكون يوم الجمعة 22/9/2006م، يوما "للغضب السلمي" ضد تصريحات البابا بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام، وقال خلال برنامج "الشريعة والحياة" الذي بثته قناة الجزيرة الأحد: "نأسف غاية الأسف أن يقع رجل كبير يمثل طائفة من الطوائف الكبرى في المسيحية مثل البابا في هذا الخطأ، وأن يسيء إلى دين عظيم وأمة تبلغ أكثر من مليار".
وعمّ الغضب البلدان العربية والإسلامية، وانطلقت المظاهرات في الجامعات والميادين والشوارع الكبرى؛ احتجاجًا على تصريحات بابا الفاتيكان، وطالب المسلمون بنديكت باعتذار واضح عنها.
المفضلات