-
الحجاب ... شبهات وردود
إن الله سبحانه وتعالى حيي ستّير.. يأمر الفضائل وينهى عن الفواحش والرذائل .. وقد حذرنا خطوات المنافقين لإشاعة الفاحشة فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ومعنى تشيع : أي تنتشر وتشتهر بالقول والفعل
فالله يريده مجتمعاً إسلامياً طاهراً نقياً .. يؤمن أفراده حق الإيمان بالله ورسوله ويسعون لتنفيذ حكم الله ورسوله .. والله عز وجل قد خلق العباد وهو أبصر بهم يعلم ما في نفوسهم وما يصلح أحوالهم : (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) .. ولذلك حرم الزنا وحرم الخلوة بين الذكر والأنثى الأجنبيين وأوجب الحجاب وفرض حد القذف وحد الزنا وشرع الزواج وأكّد عليه .. ففتحت الشريعة طرق العفاف وسدت طرق الشر والرذيلة
نجد فى كل يوم حملة شعواء مركزة على هذه الفريضة الإسلامية وهذا الحكم الإلهي .. وسببها فى الحقيقة هو أن الكفرة وكارهى الإسلام لا يريدون أن تكون للمسلمين فضيلة إطلاقاً .. ولا يريدون بهم خيراً أبداً حسدا وحقدا من عند أنفسهم .. ولا يريدون للمسلمين أن يتميزوا عنهم بطهر ولا خلق حميد .. بل يريدون إشاعة الشهوات المحرمة فيهم كما قال سبحانه: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) وقال تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) .. فأهل الشر والفساد يريدون جميع الناس مثلهم .. ولا يريدون أن يكون أحد أفضل من أحد .. ولا خيرا ًمن أحد .. رغم كون سببهم المعلن من هذه الحملة الشعواء : (تحرير المرأة من العبودية وظلم الإسلام) !!
وليس بغريب على المنافقين أن يسخّروا أقلامهم ومقالاتهم لأجل الطعن في الحجاب إرضاء لدعاة الكفر .. فالله تعالى أخبرنا عنهم فقال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) .. فأهل الكفر يريدون من وراء معركة الحجاب عزل المسلمين ومحاصرة أهل الإسلام لضمان عدم انتشار الإسلام .. فالحجاب دعوة صامتة إلى الإسلام وهم يسعون للقضاء على الدين بكل طريقة كما قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) .. فهؤلاء الكفرة عندما يهاجمون الحجاب يحسدون المسلمين على الطهر والفضيلة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) وقال عز وجل : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) .. وبما أن أهل النفاق أعداء الشريعة .. فهم يكرهون ما جاءت به الشريعة.. فلذلك يحاربون الحجاب : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
فالحجاب عفة، وحماية للمرأة المسلمة، وستر، وطهارة، وهوية إسلامية .. والعدو يريد محاربة أي هوية إسلامية .. وأي شيء يدل على الشخصية الإسلامية .. وأي عنوان وراءه دين الإسلام
وفيما يلى بعض ما يروج له هؤلاء الصادين عن دين الله الحق بشأن تعاليم الإسلام فى موضوع (حجاب المرأة) .. والرد المختصر عليها
-
1- المسلمة الحقة تحب الله بكل قلبها وهذا يكفي بغض النظر عن الملابس
الرد:
* (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
* (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
* (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أما مقولة : (الإيمان فى القلب) .. فكثيرًا ما يقولها الجهال أو المغالطين وهي كلمة حق يراد بها باطل .. إذ أن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي بالزعم أنه يكفي الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات والذنوب .. وهذه مغالطة مكشوفة .. فإن الإيمان ليس في القلب فقط بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح
-------------------------------------
2- إن الدين يسر والحجاب تزمت وتشدد وتعقيد الأمور وإلزام المرأة بما فوق طاقتها
الرد:
* (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)
* (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا)
* (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
* (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)
* (إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا)
* (بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا)
أولا : تعاليم الدين الإسلامي وتكاليفَه الشرعية جميعها يسر لا عسرَ فيها .. وشرع الله ليس فيه إعنات المكلَّفين أو تكليف لهم بما لا تطيقه أنفسهم .. فكلّ ما ثبت أنه تكليف من الله للعباد فهو داخلٌ في مقدورهم وطاقتهم
ثانيا : المصلحة الشرعية يجب أن تكون ملبية لمقاصد الشرع الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال .. فكلّ ما يحفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة .. وكلّ ما يفوّت هذه الأصول أو بعضها فهو مفسدة .. ولا شك أن الحجاب مما يحفظ هذه الكليات وأن التبرج والسفور يؤدي بها إلى الفساد
ثالثا : لا بد ألا يكون التيسير فى ذاته مخالفًا لكتابٍ ولا سنّة ولا قياس صحيح ولا مصلحة راجحة .. وعليه فلا يجوز أن يقال : (إنّ مشقة التزام الحجاب في بعض المجتمعات تقتضي أن يباحَ للمرأة التبرّج بدعوى عموم البلوى به)
-------------------------------------
3- الحجاب من عادات الجاهلية وهو تخلف ورجعية
الرد :
يقول كارهى الإسلام : إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية لأنّ العرب طبِعوا على حماية الشّرف وقاموا بوأد البنات خوفًا من العار فألزموا النساء بالحجاب تعصبًا لعاداتهم القبلية التي جاء الإسلام بذمّها وإبطالها حتى إنّه أبطل الحجاب .. فالالتزام بالحجاب رجعية وتخلّف عن ركب الحضارة والتقدم ومناف أصلا لتعاليم الإسلام السمحة !!
أولا : إن الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة لم يعرفه العرب قبل الإسلام .. بل لقد ذمّ الله تعالى تبرّج نساء الجاهلية فوجه نساء المسلمين إلى عدم التبرج حتى لا يتشبهن بنساء الجاهلية فقال جلّ شأنه : (وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ)
ثانيا : الأحاديث الحافلة بذمّ تغيير خلق الله أوضحت أنّ وصلَ الشعر والتنمّص كان شائعًا في نساء اليهود قبل الإسلام .. ومن المعروف أنه مما تستخدمه المتبرّجات اليوم
ثالثا : صحيح أن الإسلام قد أتى فأبطل عادات ذميمة للعرب .. ولكن بالإضافة إلى ذلك كانت لهم أخلاق حميدة أقرّها الإسلام فلم يبطلها كإكرام الضيف والجود والشجاعة واحترام النساء
وكان من ضمن عادات العرب الذميمة خروج النساء متبرّجات كاشفات الوجوه والأعناق باديات الزينة .. ففرض الله الحجاب على المرأة بعد الإسلام ليرتقي بها ويصونَ كرامتها ويمنع عنها أذى الفسّاق
رابعا : إذا كانت النساء المسلمات راضياتٍ بلباسهن الذي (يجعلهن في زمرة الرجعيات والمتخلفات) حسب زعمهم .. فما الذي يضيرهم في ذلك ؟؟ إذا كنّ يلبسن الحجاب ولا يتأفّفن منه .. فما الذي حشرهم في قضية فردية وحرية شخصية كهذه ؟؟ أليس من التناقض العجيب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها فلا يجوز أن يمسّها أحد .. ثم هم يتدخّلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاؤوا من الثياب ؟؟
خامسا : ماذا عن القبائل الأفريقية والأسيوية والأمريكية فى الغابات التى يعيش رجالها ونساؤها شبه عرايا ؟؟ أين التقدم والرقى عندهم يا قوم ؟؟
سادسا : إنّ التخلف له أسبابه والتقدم له أسبابه .. وإقحام شريعة الستر والأخلاق في هذا الأمر خدعة مكشوفة لا تنطلي إلا على متخلّف عن مستوى الفكر والنظر .. فمنذ متى كان التقدّم والحضارة متعلّقَين بلباس الإنسان ؟؟ إنّ الحضارة والتقدم والتطور كانوا نتيجةَ أبحاث توصَّل إليها الإنسان بعقله وعمله الدؤوب وسعيه وإعمال فكره .. لم يكونوا أبدا بثوبه ومظهره .. ولن يكونوا أبدا
-------------------------------------
4- التبرج ليس من كبائر الذنوب
الرد:
* (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً)
* (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
* (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
* (أيُّما امرأةٍ استعطرتْ ثُمَّ خَرَجَتْ ، فمرَّتْ علَى قومٍ ليجِدُوا ريَحها فهِيَ زانيةٌ ، وكُلُّ عينٍ زانيةٌ)
* (صِنفانِ مِن أُمَّتي لَمْ أرَهما : قومٌ معهم سِياطٌ مِثْلُ أذنابِ البقَرِ يضرِبونَ بها النَّاسَ ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مُمِيلاتٌ رؤوسُهنَّ مِثْلُ أسنِمَةِ البُخْتِ المائلةِ لا يدخُلونَ الجنَّةَ ولا يجِدونَ ريحَها وإنَّ ريحَها لَتُوجَدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا)
أولا : التبرج وترك الحجاب من كبائر الذنوب لأنه انتهاك لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .. وقد قال بعض أهل العلم: (إن الذنوب كلها كبائر بالنظر إلى أنها انتهاك لأوامر الله تبارك وتعالى وإنما قيل لبعضها صغائر بالنسبة إلى ما هو أكبر منها) .. وقال الهيثمي في الزواجر: (كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة) روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما
ثانيا : لم يقل أحد من فقهاء المسلمين أن التبرج من صغائر الذنوب .. لأن التبرج والسفور من عوامل هدم المجتمع وانحطاط أخلاقه .. وما نجح الاستعمار وأعداء الإسلام في تدمير الشباب المسلم وإبعاده عن الإسلام إلا من خلال أسلحة كان أهمها نشر الإختلاط وتشجيع التبرج فى أوساط المجتمع المسلم حتى أضحى المرء يسير في شوارع بلاد إسلامية وكأنها بلاد الغرب !!
ثالثا : لقد جاء الوعيد لمن تبرجت وخلعت عنها خلق الحياء وعيدًا شديدًا صيانة للمرأة أولاً ثم صيانة للمجتمع بأسره من الرذيلة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقاب المتبرجة - إن استمرت على تبرجها ولم تتب منه - وخيما .. فهل يكون كل هذا العذاب على ذنب صغير ؟؟
رابعا : إن المرء ليتعجب من قول البعض : (إن خروج المرأة بالثياب العصرية التي تكشف معها السيقان والأذرع والصدور والشعور والتي تشف وتصف وتحدد مفاتن الجسم إنما هي من صغائر الذنوب التي يكفرها مجرد اجتناب الكبائر) !!!غافلين عن الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) .. فالحديث يصور نساء عصرنا بثيابهن ورؤوسهن المكشوفة.. وقد جعلهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار .. ولو كان لبسهن للثياب التي تجعلهن كاسيات عاريات من صغائر المحرمات ما جعلهن من أهل النار ولا حرم عليهن دخول الجنة .. فهذا من موجبات الكبائر من غير شك
-------------------------------------
5- فرض الحجاب على الفتاة من أول سن البلوغ ظلم ويضعف حظوظها فى الزواج
الرد:
(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
(فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
(وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
(إِنَّ العَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ)
أولا : الزواج نعمة ورزق من الله يعطيه من يشاء .. وقد تحرم المرأة هذه النعمة عقابا لها على معصية تبرجها
ثانيا : كم من محجبة أو منقبة تزوجت وكم من سافرة متبرجة لم تتزوج .. هذا الأمر وهذا الرزق قد سبق به القلم قبل خلق السماوات والأرض .. فليس الحجاب يعطل الزواج كما أن السفور والتبرج لا يعجله
ثالثا : قد يلبس الشيطان على بعض الناس دينهم فيقولون إن التبرج والسفور هو وسيلة لغاية نبيلة وطاهرة (الزواج) .. وهذا مردود عليه بأن الغاية الطاهرة في الإسلام لا تبيح الوسيلة الفاجرة ... فإذا شرفت الغاية فلابد من طهارة الوسيلة
-------------------------------------
6- قد تتهدم الروابط العائلية فى حال كان الزوج والأهل لا يرضون بالحجاب
الرد:
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)
(لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ)
أولا : ليست هناك طاعة مطلقة إلا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. فإن أمر إنسان إنساناً آخر بمعصية فلا طاعة له .. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) .. قال الشنقيطي : (كرر الفعل بالنسبة لله وللرسول، ولم يكرره بالنسبة لأولي الأمر، لأن طاعتهم لا تكون استقلالًا، بل تبعًا لطاعة الله، وطاعة رسوله، كما في الحديث: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)
ثانيا : الأصل في أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنما الطاعة في المعروف) .. قال القرطبي : (يعنى بالمعروف هنا : ما ليس بمنكرٍ ولا معصية) .. وقال السعدي : (هذا الحديث قيَّد في كل من تجب طاعته من الولاة، والوالدين، والزوج، وغيرهم، فإن الشارع أمر بطاعة هؤلاء، وكل منهم طاعته فيما يناسب حاله، وكلها بالمعروف، فإن الشارع ردَّ الناس في كثير مما أمرهم به إلى العرف والعادة، كالبر والصلة والعدل، والإحسان العام، فكذلك طاعة من تجب طاعته، وكلها تُقيَد بهذا القيْد، وأن من أمر منهم بمعصية الله بفعل محرم أو ترك واجب، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله) .. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (على المرءِ المسلم السمْع والطاعة فيما أحبّ وكَرِه إلا أن يُؤْمَر بمعصية، فإن أُمِرَ بمعصية فلا سَمْع ولا طاعة)
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن مجزز على بعثٍ وأنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غَزاتهِ أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم، وأمَّر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا، فقال عبد الله وكانت فيه دُعابة : أليس لي عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا : بلى، قال : فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه ؟ قالوا : نعم، قال : فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجَّزُوا، فلما ظن أنهم واثبون قال : أمسكوا على أنفسكم فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه)
وفي رواية لأحمد : (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، قال : فلما خرجوا وجَد (غضب) عليهم في شيءٍ فقال لهم : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُطيعوني ؟ قالوا : بلى، قال : فقال: اجمعوا حطباً، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال : عزمتُ عليكم لتدخلنَّها، قال : فَهَمَّ (كاد) القوم أن يدخلوها، قال : فقال لهم شابٌّ منهم : إنَما فرَرتُمْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النَّار، فلا تعجلوا حتَى تلْقوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فإن أمرَكُم أن تدخُلوها فادخُلوا، قال : فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال لهم : لو دخلتموها ما خرجتُمْ منها أبداً، إنَّما الطَّاعة في المعروف)
ثالثا : طاعة المخلوق في معصية الخالق منكر عظيم لما فيه من المفسدة الموبقة في الدنيا والآخرة .. والمطيع لغيره من المخلوقين طاعة مطلقة في الخطأ والصواب والخير والشر والطاعة والمعصية لا يجني إِلا الحسرة ولا يحصد إِلا الندامة ولا يتحصل إِلا على الإِثم العظيم .. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للذين كانوا سيطيعون أميرهم في إلقاء أنفسهم في النار التي أوقدها لهم وأمرهم بدخولها : (لو دخلتموها ما خرجتُمْ منها أبداً)
رابعا : الزوجة مأمورة بطاعة زوجها وبطاعة والديها .. ولكن هذه الطاعة ـ للزوج والوالدين ـ طاعة مقيدة بأن لا تكون في معصية .. إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا طاعةَ لأحدٍ فِي مَعْصِية الله، إِنما الطّاعة فِي المعروف)
قال المناوي : (لا طاعة لأحد من المخلوقين كائناً منْ كان، ولو أباً أو أما أو زوجاً في معصية الله)
-------------------------------------
7- يجب أن يكون الحجاب بالإقتناع فالحجاب ليس فرضا على المسلمة
الرد:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
(يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً)
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ)
(وقَرنَ فِي بُيُوتِكُن وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرجَ الجاَهِلِيةِ الأولَى)
(وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعاً فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِــكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِن)
أولا : ليس هناك مسلم حقيقى عاقل يقول : (عندما اقتنع بالأوامر الإلهية فسوف أنفذها) .. فالمسلم الحقيقي الذي رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً يعلم أن الإسلام هو الإستسلام والخضوع لأمر الله ونهيه بلا مناقشة أصلا .. هل يجرؤ العبد أن يناقش سيده لكى يجرؤ المخلوق أن يناقش الخالق ؟؟ !!
ثانيا : حيث إن الإنسان المسلم قد اختار الإسلام عقيدة وشريعة له وآمن بما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم فقد صار ملزماً بالطاعة حتى لو لم يقتنع بفائدة التشريع أو الحكمة منه لأن ثمة أحكام كثيرة قد لا تكون الحكمة منها واضحة ويفوتنا إدراكها بسبب نقص معارفنا .. فليس أمامنا إلا أن نطيع الله ونستسلم لإرادته وأوامره ثقةً منا بحكمته وعدله ولطفه وأنه عز وجل لا يكلّفنا إلا بما فيه الخير لنا حتى لو لم نفهم أسرار ذلك التكليف
-------------------------------------
8- الحجاب يعطل نصف المجتمع ويعيق عن العمل والكسب خاصة أن كثيرا من الوظائف تشترط عدم الحجاب
الرد:
أولا : ليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بما يُسمح لها به شرعا من الأعمال والوظائف .. ولا يحول بينها وبين اكتساب المعارف وتحصيل العلوم والدراسة .. فإنها تستطيع أن تقوم بكل ذلك مع المحافظة على حجابها وتجنبها الاختلاط المشين
ثانيا : كثير من طالبات الجامعات اللاتي ارتدين الثوب الساتر وابتعدن عن مخالطة الطلاب قد أحرزن قصب السبق في مضمار العلم وكن في موضع تقدير واحترام من جميع المدرسين والطلاب وعملن فى وظائف مرموقة بعد تخرجهن
ثالثا : إن عفة المرأة المسلمة أعظم من كل شيء .. ورضا الله تعالى وجنته أغلى من كل شيء وكم من محجبةٍ عاملة ما أعاقها الحجاب فلا تعارض بين الحجاب والعمل
رابعا : المرأة المؤمنة توقن بإن الله عز وجل إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه .. فإذا حرَّم الله تعالى التبرج والسفور فكل ماجاء عن طريق التبرج يحرم كذلك .. ولا شك أن الحجاب واجب على المرأة المسلمة بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة .. فإذا كان العمل يقتضي نزع الحجاب فهذا محرم ولا يجوز.. قال الله عز وجل : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) .. ولاشك أن ترك الحجاب من التعاون على الإثم والعدوان
خامسا : المرأة المؤمنة تعلم أنه يحرم على المرأة خلع الحجاب الشرعي أمام الأجانب سواء في العمل أو غيره .. وذلك لما يترتَّب على خلعِ الحجاب من الابتذال والفتنة للآخرين وانتشار الفساد وشيوع الرذيلة والمنكرات وهى مفسدة أعظم من مصلحة العمل بكثير
سادسا : حجابَ المرأة المسلمة فرضٌ بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم .. وقد أمَر الله جل وعلا النساء المسلمات المؤمنات بالتستُّر والعفاف والتصون والأخذ بمكارم الأخلاق ومحاسنها .. قال تعالى : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .. وإذا كان الله ورسوله قد أمرا به فلا يُترَك هذا الأمر لقولِ أحدٍ مِن البشر كائنًا مَن كان .. قال الله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
سابعا : لا يجوز نزع الحجاب ولو بسبب الإقامة في بلاد الكفَّار التى تمنع قوانينها الباطلة حجاب المرأة فى العمل وفى الشارع - رغم تشدقهم بالحريات الشخصية - فأرض الله واسعة .. لأنَّ مَن أجاز الإقامة في بلاد الكفر اشترط على ذلك التمكُّن مِن إقامة الشعائر والتمسك بالدين فالمسلم لا ينبغي أن يُقِيم في مكانٍ لا يستطيع أن يُقِيم فيه شعائرَ الدين وإلا فإن مِن واجبه أن يهاجرَ إلى الله حتى لا يُقال له : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) .. وحتى لو كان المسلم من أهل البلاد وحُورِب في دينه ومُنِع من إقامة شعائره فإن الإسلام يدعوه إلى أن يهاجرَ إلى أرضٍ يعبد فيها الله كما يريد .. لأننا خُلِقْنا لعبادة الله الذي تكفَّل بأرزاق عباده
ثامنا : المرأة المسلمة تعلم أن الله جل وعلا يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
تاسعا : المرأة المسلمة تعلم وتؤمن بأن مَن توكَّل على الله كفاه وحماه .. وأن مَن اتَّقَى الله يسَّر له أمره .. كما قال سبحانه وتعالى وقوله الحق : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
عاشرا : المرأة المسلمة تصبر على ما يُصِيبها مِن أذًى .. مستحضرةً ما أعدَّه الله مِن الأجر للمتمسِّك بدينه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم) .. وقال صلى الله عليه وسلم : (إنك لن تدعَ شيئًا لله عز وجل إلا أبدلَكَ الله به ما هو خيرٌ لك منه)
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إنَّهُ ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى الجنةِ إلَّا قد أَمَرْتُكُمْ بهِ ، و ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى النارِ إِلَّا قد نَهَيْتُكُمْ عنهُ ، إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ نَفَثَ في رَوْعِي : أنَّ نَفْسًا لا تَمُوتُ حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها ، فَاتَّقُوا اللهَ و أَجْمِلوا في الطَلَبِ ، و لا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُدْرَكُ ما عندَهُ إِلَّا بِطَاعَتِه) .. أي : فأَحسِنوا في طلب الرزق وابتغوه مِن سُبُلِه الحلال التي شرَعها الربُّ جل وعلا
ومعنى الحديث : أن جبريل عليه السلام أَلقَى في نفسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن الناسِ لن يَمُوتُوا قبل حلولِ آجالهم ولن يموتوا كذلك حتى ينالوا ويحصلوا كلَّ ما كتبَه الله لهم من أرزاق في الدنيا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (فأجملوا في الطلَب) أي : فأحسنوا في طلَب الرزق واتبعوا أجمل الطرُق والأسباب في ذلك
حادى عشر : من يسر تعاليم الإسلام أنه إذا كان الكسب يقع موقع الإضطرار والضرورة القصوى لحاجة الأسرة .. فالضرورة هنا تبيح المحظور ولكن تقَّدر بقدرها (والضرورة هي : بلوغ الإنسان حداً إن لم يفعل فيه المحظور هلك أو قارب على الهلاك أو وقع في مشقة يصعب عليه تحملها) .. فإذا كانت المرأة هي الكاسبة الوحيدة لإعالة أسرتها وليس هناك رجال يتكسبون ولا تتمكن من الكسب وتحقيق الرزق إلا من هذا الطريق فلا بأس أن تترك الحجاب داخل العمل من باب الضرورة فقط إلى أن تجد مكاناً آخر تستطيع فيه أن تتكسب مع توافر الشروط الشرعية من الحجاب وغيره
------------------
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 14-07-2018 الساعة 10:25 AM
-
9- المرأة المحجبة تتعرض لسخرية الناس
الرد:
(إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ)
(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
(إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ* إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ)
أولا : المرأة المسلمة تعلم أن جميع الأنبياء والرسل - بلا استثناء تقريبًا - تعرَّضوا لهذه السخرية حتى كانت السخرية أحد محدِّدات قدرة النبي على المواجهة والصمود في وجه الكفر والكفار
ثانيا : المرأة المسلمة تعلم أن الاستهزاء والسخريَّة من المؤمنين هو أحد أهم أشكال الابتلاءات التي ابتُلِي بها المؤمنون .. ذلك أن الإيمان بالله عز وجل والتسليم له يعني القفز فوق ما يَستهوي الناس من الشهوات والإغراءات .. وبدونه يصنع كل امرئ ما يشاء بلا حساب أو رقيب .. ومن ثَمَّ فإن الإيمان يُمثِّل لدى الكثيرين قيدًا على القلوب والنفوس والأمزجة يوجِّهها إلى حيث يرضى الله عز وجل وليس إلى حيث ترضى النفوس وهو ما يدفع غير المؤمنين إلى صدِّ الإيمان ومواجهته بشتى الطرق والأسلحة انطلاقًا من كرههم للدين وحسدهم وحقدهم على المؤمنين مِصداقًا لقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) .. ومن بين أشكال الاستهزاء والسخرية محاولاتِ التشكيك في الدين وقواعده وتوجيهاتِه .. فلا يتردَّد المستهزئون من السخرية من الحجاب ومن النقاب ومن صلاة الجماعة ومن اللحية ومن الأحكام الشرعية ومن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تقصير الثياب وغير ذلك
ثالثا : المرأة المسلمة تعلم أن الاستهزاء والسخريَّة إبتلاء دائم يتعرَّض له المؤمنون جميعًا - سواء كان إيمانهم قويًّا أو ضعيفًا - في كل وقت وفي كل مكان فهو حرب نفسيَّة مستمرة ضد المؤمنين تَستلزِم مجاهدة ومصابرة وثباتا على الحق وتجديدًا للنية
رابعا : المرأة المسلمة تعلم أن استهزاء المجرمين من المؤمنين يَهدف إلى إصابة المؤمنين بالإحباط مستغلِّين في ذلك فقر الفقراء منهم أو قلة حيلتهم وعددهم أو تدنى مكانتهم الاجتماعية
خامسا : المرأة المسلمة تعى جيدا أنه من الواجب على كل مؤمن ومسلم أن يتحلى بالاستعلاء الإيماني .. وهو استعلاء على غنى الأغنياء من المجرمين .. واستعلاء على رِفْعة أوضاعهم الاجتماعية التي يتفاخَرون ويَتباهون بها .. واستعلاء على استمتاعِهم المؤقَّت بمُتَع الحياة الدنيا .. واستعلاء على انسياقهم وراء تحقيق شهواتِهم ورغباتهم .. واستعلاء على مبادئهم الباطلة وأخلاقياتهم المنحطة .. وأن المؤمن يجب أن يُداخِله الشعور بعزة نفسه وأنه أفضل بإيمانه وثباته .. وأن الإستسلام لمشاعر الدونيَّة والإحباط والهزيمة هو مما يتعارَض مع عزة الإيمان ورفعة المؤمنين .. وأن الدنيا كلها فانيةٌ وزائلة مهما طال الزمن .. وأن معاناته ليست إلا رخصة المرور للآخرة .. بل إن هذه المعاناة ربما تكون أحد أسباب النصر قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
-------------------------------------
10- الجو حار والرطوبة مرتفعة ولا تطيق المرأة لبس الحجاب
الرد:
(وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)
إنما حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات .. فكيف تقارن المسلمة حر الدنيا بحرارة نار جهنم التي يفوق حرها حرارة شمس الدنيا بأكثر من سبعين ضعفا .. والتى قال الله تعالى عن أهلها : (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا)
-------------------------------------
11- معظم نساء المجتمع متبرجات
الرد:
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ)
(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)
(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)
(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ)
أولا : قال الشيخ السعدي : (لا يستدل على الحق بكثرة أهله، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق، بل الواقع بخلاف ذلك، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً وأجراً، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل، بالطرق الموصلة إليه)
ثانيا : الحق والصواب يعرف بموافقة كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وما أجمع عليه سلف هذه الأمة .. لا بكثرة العدد .. قال الفُضيل بن عِياض رحمه الله : (الزمْ طريقَ الهدَى، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين، وإياك وطرقَ الضلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين)
ثالثا : آيات القرآن الكريم عديدة فى ذم الكثرة الضالة ومدح القلة المهتدية :
(وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) - (وَلَٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) - (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) - (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) - (يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) - (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) - (إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) - (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) - (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) - (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) - (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ) - (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ) - (أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً) - (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) - (بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) - (وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَّ يَخرُصُونَ) - (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) - (وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ) - (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا)
(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) - (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ) - (مَّا وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا) - (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)
-------------------------------------
12- إن طهارة القلب تغني عن الحجاب فالتقوى محلها القلب
الرد:
(أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ)
أولا : لو كان القلب طاهرا بحق لاستقامت الجوارح
ثانيا : حتى مع الأخذ فى الإعتبار أن كثيرا من الفتيات المسلمات لا يضعن في أذهانهن التبرج لأجل الإغواء .. وإنما هو عندهن عادة حسب الوسط الذي نشأوا فيه أو نوع من التقليد والسعي للخروج عن تقاليد المجتمع أو محاولة الظهور بمستوى أعلى مما هن عليه .. غير أن النية شيء والتبرج وما يترتب عليه من فساد للمجتمع شيء آخر
ثالثا : عمل المعاصي وترك الطاعات دليل على نقص الإيمان في القلب .. فالإيمان لا يكون كاملاً إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي ومنكرات الذنوب .. يقول الله تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .. فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان بالقلب لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار.. كما لا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم وهو مذهب باطل .. بل لا بد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح .. وفعل المعاصي أو الإستهانة بأوامر الله ورسوله دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه لأن الإيمان القلبى يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
رابعا : جاء في صحيح مسلم : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) .. وهو نص صريح فى أن إصلاح القلوب وإصلاح الأعمال كلاهما مقصود وواجب يؤمر به الإنسان المسلم .. فلا يجوز لمسلم أن يقصر في الأعمال أو يرتكب المحرمات ثم يقول : (إن الله ينظر إلى القلوب والتقوى محلها القلب) !! .. بل الله ينظر إلى القلوب والأعمال .. ويحاسب على ما في القلوب وعلى الأعمال
-------------------------------------
13- إن تحجبت المرأة إتهموها بأنها تابعةٌ لجماعة إرهابية واضطهدوها والإسلام ينهى عن التَحَزُّب ولا يعرض أبناءه للتهلكة والإضطهاد
الرد:
(أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
(فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)
أولا : لا يوجد في الإسلام سوى حزبين فقط ذكرهما الله تعالى في كتابه الكريم .. الأول: حزبُ الله .. وهم الذين يمتثلون أمره وحلاله ويَجتنبون نهيه وحرامه (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .. والثاني: حزبُ الشيطان .. وهم الذين يخالفون أوامر الله تعالى ويعصونه (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) .. فمن لم يكن من حزب الله فهو من حزب الشيطان قولا واحدا
ثانيا : يزعم أعداء الحجاب أن حجاب المرأة رمز من رموز التطرف والغلو .. وعلامة من علامات التنطع والتشدد .. مما يسبب تنافرا في المجتمع وتصادما بين المحجبات والمتبرجات .. وهذا قد يؤدى إلى الإخلال بالأمن والاستقرار !! وهذه الدعوى مرفوضة من أساسها .. فالحجاب ليس رمزا من الرموز بحال .. لأن الرمز ما ليس له وظيفة إلا التعبير عن الانتماء الديني لصاحبه مثل الصليب على صدر المسيحي أو المسيحية والقلنسوة الصغيرة على رأس اليهودي .. فلا وظيفة لهما إلا الإعلان عن الهوية .. أما الحجاب فإن له وظيفة معروفة وحِكَما نبيلة .. وهي الستر والحشمة والطهر والعفاف .. ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها .. لكنها تطيع أمر ربها ورسوله مؤمنة بأنه شعيرة دينية وليس رمزا للتطرف والتنطع الإسلامى !!
ثالثا : هذه الفرية التي يطلقونها على حجاب المرأة المسلمة .. لماذا لم يطلقوها على حجاب الراهبات ؟؟ لماذا لم يقولوا : إن حجابَ اليهوديات والنصرانيات رمز للتعصب الديني والتميز الطائفي ؟؟ لماذا لم يقولوا : إن تعليق الصليب لدى المسيحيين عموما والرهبان والقساوسة خصوصا رمز من رموز التطرف الديني ؟؟ لماذا لم يقولوا : إن وضع اليهودي القلنسوة الصغيرة على رأسه رمز من رموز التطرف الديني وبسببه يحصل ما يحصل من المجازر والإرهاب في فلسطين المحتلة ؟؟
رابعا : هذه الفرية يكذّبها التاريخ والواقع .. فأين هذه المفاسد المزعومة والحجاب ترتديه المرأة المسلمة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ؟؟
خامسا : إن ارتداء المرأة للحجاب تم من منطلق عقائدي وقناعة روحية .. فالمحجبة لم تلزَم بالحجاب بقوة الحديد والنار .. ولم تدعُ غيرها إلى الحجاب إلا بالحكمة والحجج الشرعية والعقلية .. بل إن إلزام المرأة بخلع حجابها وجعل ذلك قانونا وشريعة لازمة هو رمز التعصب والتطرف اللاديني .. وهذا هو الذي يسبب التصادم وردود الأفعال العنيفة .. لأنه اعتداء على الحرية الدينية والحرية الشخصية
-------------------------------------
14- المتبرجات ينعمن بكل شىء ولو كانوا على خطأ لرأينا غضب الله عليهم
الرد :
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)
(مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ)
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
(وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)
(إن اللهَ ليُملي للظالمِ، حتى إذا أخذه لم يفلتْهُ)
قال : ثم قرأ : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)
-------------------------------------
15- هناك متبرجات أخلاقهن أفضل بكثير من المحجبات
الرد :
قد يقول البعض : إن عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها .. وليست غطاء من قماش يلقى ويسدل على جسمها .. فكم من فتاة محتجبة عن الرجال في ظاهرها وهي فاجرة في سلوكها وأخلاقها .. وكم من فتاة حاسرة الرأس كاشفة المفاتن لا يعرف السوء سبيلاً إلى نفسها ولا إلى سلوكها .. وهذا صحيح .. فما كان للثياب أن تنسج لصاحبتها عفّة مفقودة .. ولا أن تمنحها استقامة معدومة .. فربَّ فاجرة سترت فجورها بمظهر سترها .. ولكن :
أولا : هل المقطوع به عند المسلمين جميعًا أن تصرفاتهم هي التي توزن ـ صحة وبطلانًا ـ بميزان الحكم الإسلامي .. أم الحكم الإسلامي هو الذي يوزن بتصرفاتهم ووقائع أحوالهم ؟؟
ثانيا : إن أحكام الإسلام إنما تؤخذ من نص ثابت في كتاب الله تعالى أو حديث صحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قياس صحيح عليهما أو إجماع التقى عليه أئمة المسلمين وعلماؤهم ولم يصحّ الإستدلال بالتصرّفات الفردية من آحاد الناس أو ما يسمّيه الأصوليون بـ (وقائع الأحوال) .. فإذا كانت هذه الوقائع الفردية من آحاد الناس لا تعتبر دليلاً شرعيًا لأيّ حكم شرعيّ حتى لو كان أصحابها من الصحابة رضوان الله عليهم أو التابعين من بعدهم فكيف بمن دونهم ؟؟
ثالثا : من هذا الذي يزعم أن الله إنما شرع الحجاب لجسم المرأة (ليوجد) الطهارة في نفسها أو العفة في أخلاقها ؟؟
رابعا : من هذا الذي يزعم أن الحجاب إنما شرعه الله ليكون (إعلانًا) بأن كل من لم تلتزمه فهي فاجرة ساقطة تنحط في وادي الغواية مع الرجال ؟؟
خامسا : من هذا الذي يزعم أن أخلاق (البعض) تعمم على الجميع ؟؟
سادسا : من هذا الذي يزعم كل محجبة فاسدة وأن كل متبرجة صالحة وعلى خلق ؟؟
سابعا : أين ذهبت خصلة الحياء من أخلاق المتبرجة ؟؟ أليس الحياء من مكارم الأخلاق ؟؟
ثامنا : من ذا الذى سيقول على امرأة ترتدى البكينى على الشاطىء أنها فاضلة أو على خلق حتى لو كانت كذلك أخلاقها فعلا ؟؟
تاسعا : إذا كانت الأخلاق فقط هى ما يهم .. فلماذا فرض الله الحجاب أصلا ؟؟
عاشرا : ما بال دعاة السفور يركزون على مثل هؤلاء (المحجبات) وهم يعلمون أنه إلى جانب كل واحدة منهن سواد عظيم وجمع غفير من النساء المتحجّبات فاضلات الأخلاق وحسنات التربية والساترات لزينتهن عن الأجانب من الرجال ؟؟ لماذا لم يعتبروا بهذه الجمهرة العظيمة ولم يجعلوها حجة ومقياسا بدلاً من حال أولئك القلة الشاذة المستثناة من (المحجبات) ؟؟
حادى عشر : ماذا اذا كانت امراة متبرجة أخلاقها سيئة .. ماذ يكون يا ترى السبب فى سوء أخلاقها ؟؟
ثانى عشر : ماذا اذا كانت امراة متبرجة تصلي وتصوم وتخرج زكاتها وتحج وتعتمر فى كل عام ولكن أخلاقها سيئة .. هل يستطيع أى أحد أن يفتيها بترك هذه العبادات لأنها (السبب) فى سوء أخلاقها ؟؟
ثالث عشر : ربما تزني محجبة وتستعف عن الزنا سافرة .. هذه سياسية الخداع بالشواذ كقولهم : (مسلم يشرب الخمر وكافر لا يشرب الخمر مطلقا .. إذن فالدين ليس بمانع ولا ارتباط بين المظهر والدين والأخلاق) .. قد يكون هذا موجودَا بالفعل على أرض الواقع .. ولكن كم نسبة وقوع الفاحشة من المحجبات ووقوع الفاحشة من السافرات ؟؟ كم النسبة ؟؟ كم نسبة الكفار الذين يشربون الخمر ونسبة المسلمين الذين يشربونه ؟؟ يأتون إلى الشيء العرضي والاستثنائي والشاذ فيجعلونه هو الأصل الذى يُبنى عليه .. وبناء عليه فلا فرق أن تظهر المرأة محجبة أو متبرجة .. هكذا يضلون الناس .. فحتى لو كان ليس ثمة فرق .. لماذا يطالبون المحجبة بخلع الحجاب ؟؟
رابع عشر : إن الإسلام كما يأمر المرأة بالحجاب يأمرها أولا أن تكون ذات خلق ودين .. إنه يربي من تحت الحجاب قبل أن يسدل عليها الجلباب ويقول لها : (وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ) حتى تصل إلى قمة الطهر والكمال قبل أن تصل إلى قمة الستر والاحتجاب .. فإذا اقتصرت امرأة على أحدهما دون الآخر تكون كمن يمشي على رجل واحدة أو يطير بجناح واحد
-------------------------------------
16- التبرج أمر عادي وطبيعى ولا يلفت النظر بل العكس هو الصحيح
الرد :
يدّعي أعداء الحجاب أن التبرج الذي تبدو به المرأة كاسية عارية لا يثير انتباه الرجال بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة متحجبة حجابًا كاملاً يستر جسدها كله فيريدون التعرّف على شخصيتها لأنّ كلَّ ممنوع مرغوب !!
أولا : حسنا .. ما دام التبرج لا يلفت الأنظار ولا يستهوي قلوب الرجال ولا يثير إعجابهم فلماذا تبرّجت المرأة ؟؟ ولمن تبرجت ؟؟ ولماذا تحمّلت تكاليف أدوات التجميل وأجرة الكوافير ومتابعة الموضات ؟؟ ولماذا تؤجل بعض الفتيات الحجاب إلى ما بعد الزواج أصلا ؟؟ ولماذا يهاجمون الحجاب بأنه يضعف حظوظ المرأة فى الزواج ؟؟
ثانيا : كيف يكون التبرج أمرًا عاديًا ونرى أن الأزواج ـ مثلاً ـ تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزينّ وتجمّلن كما تزداد الشهوة إلى الطعام كلما كان منسقًا متنوعًا جميلاً في ترتيبه وتزيينه حتى ولو لم يكن لذيذ الطعم ؟؟
ثالثا : لو أن رجلاً مرت أمامه امرأة متبرجة سافرة على جمال عظيم وحسن ظاهر ولم يلتفت إليها ويصبو إلى جمالها .. ألا يحكم عليه الطب بأنه (غير سوي) وتنقصه الرغبة الجنسية وهو مرض في عرف الطب يستوجب العلاج والتداوي ؟؟ أليس لذلك أمر الله تعالى رجال المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم ليحفظوا فروجهم ؟؟
رابعا : إن الغريزة الجنسية موجودة في الرجال والنساء .. وهي سرّ أودعه الله تعالى في الرجل والمرأة لحِكَم كثيرة منها استمرار النسل .. ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة ثم يطلب من الرجال أن يتصرفوا طبيعيًا أمام مناظر التكشف والتعرّي دونما اعتبار لوجود تلك الغريزة !!
خامسا : لماذا تكون أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي وضياع الأعراض واختلاط الأنساب والأمراض الجنسية مصاحبة لخروج النساء مترجات كاسيات عاريات ومتناسبة تناسبًا طرديًا مع خروج النساء على تلك الصورة المتحررة من كل شرف وفضيلة ؟؟
سادسا : أما كون العيون تتابع المتحجبة الساترة لوجهها ولا تتابع المتبرجة .. فإن المتحجبة تشبه جوهرة مصونة أو كتابًا مغلقًا لا تعلم محتوياته وعدد صفحاته وما يحمله من أفكار .. فمهما نظر الرجل إلى غلاف الكتاب ودقق النظر فلن يفهم محتوياته ولن يعرفها ولن يتأثر بها وبما تحمله من أفكار .. وهكذا المتحجبة غلافها حجابها ومحتوياتها مجهولة بداخله .. فالأنظار التي ترتفع إلى نورها ترتد حسيرة خاسئة لم تظفر بأقلّ القليل .. أما تلك المتبرجة فتشبه كتابًا مفتوحًا تتصفّحه جميع الأيدي وتتداوله الأعين سطرًا سطرًا وصفحة صفحة وتتأثّر بمحتوياته العقول والأبصار .. فلا يترك حتى يكون قد فقد رونقه وتمزقت صفحاته وعلم الجميع ما بداخله .. فأصبح كتابًا قديمًا لا يستحق المطالعة !!
-------------------------------------
17- الحجاب قد يتخذ وسيلة لإخفاء الشخصية لأغراض خبيثة مما يهدد الأمن القومى للبلاد
الرد :
يقول بعض الكارهين لما أنزل الله : إنّ الحجابَ يسهّل عملية إخفاء الشخصية .. فقد يتستّر وراءه بعض الرجال أو النساء اللواتي يقترفن الفواحش .. وهذا صحيح على أرض الواقع بالفعل .. ولكن :
أولا : لو أن رجلاً انتحل شخصية قائد عسكري كبير أو شرطى وارتدى بزته الرسمية واستغل هذا الثوب فى أغراض شريرة ... فهل يصلح سلوكه مبررًا للمطالبة بإلغاء الزي العسكرى أو زى الشرطة خشية أن يسيء أحد استعماله ؟؟
ثانيا : لقد شرع للمرأة في الإسلام أن تستر وجهها لأن ذلك أزكى وأطهر لقلوب المؤمنين والمؤمنات .. وكل عاقل يفهم من سلوك المرأة التي تبالغ في ستر نفسها حتى أنها لا تبدي وجهًا ولا كفا ـ فضلاً عن سائر بدنها ـ أن هذا دليل الاستعفاف والصيانة .. وكل عاقل يعلم أيضًا أن تبرج المرأة وإظهارها زينتها يشعر الناس بوقاحتها وقلة حيائها وسوء أخلاقها .. ومن ثم فهي الأَولى أن يُساء بها الظن بقرينة مسلكها الوخيم حيث تعرِض زينتها كالسلعة فتجرّ على نفسها وصمة خُبث النية وفساد الطوية وطمع الذئاب البشرية
ثالثا : المعلوم لدى الكافة .. أن المسلمة التي تتحجب في هذا الزمان تذوق الويلات من الأجهزة الحكومية والإدارات الجامعية والحملات الإعلامية والسفاهات من المنافقين في كل مكان .. ثم هي تصبر على هذا كله ابتغاء وجه الله تعالى ورضوانه .. ولا يفعل هذا إلا مؤمنة صادقة رباها القرآن والسنة .. فإذا حاولت فاسقة مستهترة ساقطة أن تتجلبب بجلباب الحياء وتتواري عن الأعين بارتداء شعار العفاف ورمز الصيانة وتستر عن الناس آفاتها وفجورها بمظهر المحصنة العفيفة فما ذنب الحجاب إذًا ؟؟
رابعا : نفس هذه المجتمعات التي تروَّج فيها هذه الأراجيف قد بلغت من الانحدار والتردّي في مهاوي التبرّج والفسوق والعصيان ما يغني الفاسقات عن التستّر ولا يحوِجهنّ إلى التواري عن الأعين
خامسا : إذا كان بعض المنافقين يتشدّقون بأنّ في هذا خطرًا على ما يسمّونه (الأمن القومى للبلاد) فليبينوا لماذا يهتزّ الأمن القومى ويختلّ ويتدمر بسبب المتحجبات المتسترات .. مع أنه لم يتزلزل بسبب السافرات والمتبرجات ؟؟
سادسا : إذا كان التخوف من سوء استغلال الحجاب مخاطرة محتملة .. إلا أن المخاطرة في التبرج والسفور بنشر الفاحشة وفتح ذرائعها أكيدة مقطوع بها لدى كل عاقل
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 14-07-2018 الساعة 10:27 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة الفضة في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2016, 02:14 AM
-
بواسطة أكرم حسن في المنتدى منتدى الأستاذ أكرم حسن مرسي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 30-03-2016, 01:23 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 24-05-2015, 08:28 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-01-2010, 02:00 AM
-
بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 17-11-2005, 04:24 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات