المطلب الثاني (2-9-3-3) :- النبي ذو الخلق العظيم
1- هو النبي الفارس المتسم بالرحمة وحسن الخلق
يحارب الظالمين من أجل نصرة المظلوم واظهار الحق
ومهما زعم عليه الضالون من أكاذيب لكن سيبقى قول الحق عنه وعن صفاته هو ما يخبرنا به القرآن الكريم
فنرى صفاته من القرآن الكريم :-
أ-هو النبي الذى بعثه الله عز وجل رحمة للعالمين الذى يتسم باللين مع الناس ، الخالي من الفظاظة
قال الله تعالى :-( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)) (سورة الأنبياء)
قال الله تعالى :- ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159))
صدق الله العظيم (سورة آل عمران)
يخطئ الكثيرين فى معنى الرحمة ، فالرحمة ليس معناها أن يربت أحدهم على كتف ظالم أو مجرم أو تركه بدون عقاب أو معاقبته عقاب لا يتناسب مع حجم جرمه
من أجل أنه يستعطف الناس
ولكن الرحمة هي :-
1- اخبار الناس بالحق و تيسير الأمور لهم حتى يروا النور
2- أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر لاصلاح حال المجتمعات
(ملحوظة :-
عندما نعرف ما فعله اليونانيين والرومان من نشر المفاسد الأخلاقية بين الأمم ندرك أن أمة عرب الجزيرة العربية الذين أسلموا كانوا بالفعل خير أمة أخرجت للناس لقد أعادوا الناس الى الأخلاق فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر )
انتهى
3- يجعل الناس تطبق شريعة رب العالميين ويعلمهم احترام الأحكام والقوانيين فيتم معاقبة الظالم واعطاء الحقوق لأصحابها
4- اعلاء كلمة الحق لتكون هي الكلمة الأولى على هذه الأرض فلا يتم معاقبة انسان أراد أن يعيش فى النور
كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين فى زمان امتلأت الأرض بالفساد والعقائد الباطلة الفاسدة بسبب سيطرة اليونانيين ومن بعدهم الرومان على الأرض
ومن رحمة الله عز وجل على البشر
بعث لهم النبي البشير النذير الذى يردهم الى الشريعة ويجعلهم يروا النور
فمن آمن به قد فاز ومن كفر به فقد خسر خسران كبير واستحق العقاب الأخروي
كان رحمة للعالمين حتى يصلح حال البشر فلا يزيد فسادهم واثمهم فتكون النتيجة هي العقاب الأبدي فى الآخرة ، كان رحمة للعالمين فقد كان العقاب على الظالمين لمنعهم من ظلمهم للبشر
وهذا هو ما نقرأه من سفر ملاخى :-
4 :4 اذكروا شريعة موسى عبدي التي امرته بها في حوريب على كل اسرائيل الفرائض و الاحكام
4 :5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف
4 :6 فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن
(ملحوظة :-
لم يكن المقصود بايليا هنا هو عودة النبي ايليا فلم نقرأ أبد فى أحد من سفر الملوك أو سفر أخبار الأيام أن هناك عودة للنبي ايليا
وكذلك فقد قرأنا من انجيل يوحنا أن اليهود كانوا يسألون يوحنا المعمدان اذا كان هو ايليا أم لا وهو مولود أمامهم
فنقرأ :-
1 :19 و هذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة و لاويين ليسالوه من انت
ثم :-
1 :21 فسالوه اذا ماذا ايليا انت فقال لست انا النبي انت فاجاب لا
وهذا يعنى أنهم كانوا يتوقعون نبي يشبه ايليا فى قوته ورده الناس للشريعة ومحاربته للكافرين ، ولم يكونوا منتظرين عودة ايليا بنفسه ،كما أنه لم يكن يوحنا المعمدان لأنه هو نفسه نفى أن يكون ايليا ومن المستحيل أن يكون هناك نبي لا يدرك رسالته ولا من هو ، فمن يقول أنه كان لا يدرك ذلك فهو شخص يستخف بالعقول ولو أخذنا بمنطقه فيمكن أن نقول أنه كان هو المسيح ولم يكن يدرك ذلك !!!!! )
انتهى
المفضلات