الدليل على أن هذا النص يتكلم عن بنى اسرائيل فقط هو :-
1- باقي كلام كاتب الرسالة الذى فصل فيه هذه الفرائض التي كان يتكلم عنها وهى الأكل والشرب والسبت وعيد وهلال وكلها أشياء خاصة ببنى اسرائيل وليس الأمم
فنقرأ من رسالة كولوسي التفصيل لهذه الفرائض التي تم محوها :-
2 :14 اذ محا الصك (( الذي علينا في الفرائض )) الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب
2 :15 اذ جرد الرياسات و السلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه
2 :16 (( فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة عيد او هلال او سبت ))
أي أن الفرائض التي يتحدث عنها الكاتب وتم محوها هو الحكم عليهم بنوع معين من الأكل والشرب والعيد والهلال و عدم العمل يوم السبت وكلها خاصة ببنى اسرائيل
والتي كانت موثوقة وعهد على بنى اسرائيل وقوعها وختموها كما أوضحت فى نصوص سفر سفر( إرميا 11 :3 الى 11 :5 ) وسفر ( نحميا 9 :34 الى 10 :29 )
ويوضح أكثر أن الفرائض التي يتكلم عنها هي ناموس الوصايا الذى كان على بنى اسرائيل
فيقول فى نفس الرسالة الى كولوسي :-
2 :20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم فلماذا كانكم عائشون في العالم (( تفرض عليكم فرائض ))
2 :21 لا تمس و لا تذق و لا تجس
2 :22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا و تعاليم الناس
2 :23 (( التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة و تواضع و قهر الجسد )) ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية
ومن تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(وصايا المتهودين لا تسود على من مات مع المسيح في المعمودية لماذا؟ لأن موتنا مع المسيح حررنا من عبوديتنا للخطية أصلًا ….. الخ
كما يقول أيضا :-
عبادة نافلة = أي زيادات على الناموس أو الإفراط في التمسك بالشكليات في العبادة، وهذا يتفق مع الأهواء الشخصية ولم تأمر به الشريعة، كمن اعتبر الزواج نجاسة.
لا تمس = كان الناموس يمنع لمس جثة الميت وإلاّ يتنجَّس الإنسان. ونلاحظ أن جميع الأشياء التي تعلقت بالناموس هي مادية. والتي تعلقت ببركات النعمة في المسيح هي روحية تدوم للأبد.)
انتهى
أي أن النص يتكلم بوضوح عن الفرائض أنها شريعة اليهود وليس تعاليم الأمم
2- باقي رسائل العهد الجديد عندما كانت تتكلم عن (( الفرائض )) كانت تشير الى الناموس المفروض على بنى اسرائيل
فنقرأ من رسالة أفسس :-
2 :15 اي العداوة مبطلا بجسده (( ناموس الوصايا في فرائض )) لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا واحدا جديدا صانعا سلاما
وأيضا من رسالة الى العبرانيين :-
9 :1 ثم العهد الاول كان له (( فرائض خدمة و القدس العالمي ))
وأيضا :-
9 :10 و هي قائمة باطعمة و اشربة و غسلات مختلفة (( و فرائض جسدية فقط )) موضوعة الى وقت الاصلاح
كلها تتكلم عن الناموس المفروض على بنى اسرائيل
3- تناقض تفسير علماء المسيحية مع معنى النص فتفسيرهم يعنى محو الأخلاق الحميدة
علماء يزعمون أن المقصود هو الناموس المكتوب على بنى اسرائيل وأيضا صك ناموس الضمير الذى كان بداخل الأمم
وبالطبع من المستحيل أن يكون المقصود هو صك ناموس الضمير ولكنها محاولات منهم لجعل الرسالة عالمية وليست خاصة ببنى اسرائيل
لأننا اذا جاريناهم فى زعمهم هذا فهذا يعنى أن يسوع محا أيضا ناموس الضمير أي الأخلاق التي بداخلهم
لأن النص من رسالة كولسي يقول :-
(اذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض )
أي ما فرضه الله عز وجل قبل ذلك من أحكام وشريعة وكان موثوق ومكتوب وملزم على بنى اسرائيل وأشار اليه سفر( إرميا 11 :3 الى 11 :5 ) وسفر ( نحميا 9 :34 الى 10 :29 ) تم محوه ((من وجهة نظر كاتب الرسالة وهو ما يخالف الأناجيل ))
فالصك بمعنى العهد والميثاق أي عهد وميثاق الفرائض تم محوه
ولم يقل أن أفعالهم السيئة هي ما تم محوها
فالأفعال السيئة ليست فريضة ولا مرسوم أصلا
وليس معنى أنه تم الاشارة فى سفر إرميا الى خطيئة بأنها مكتوبة أصبحت بذلك ميثاق فريضة
فالفريضة أي ما شرعه الله عز وجل (وهو ما أوضحت معنى الكلمة اليونانية المستخدمة أعلاه )
كما أن النص الذى حاول القمص تادرس يعقوب الاستدلال عليه بصحة تفسيره هو عن خطيئة يهوذا وسياق النصوص فى سفر إرميا لا يتكلم الا عن بنى اسرائيل وخطاياهم وليس خطيئة الأمم
كما أنه لم يقل أنه فريضة من الفرائض
فالسؤال لعلماء المسيحية هو :-
هل بتفسيركم هذا يكون صك ناموس الضمير (أي الأخلاق الحميدة) الذى وضعه الله بداخل الأمم تم محوها أيضا بالصليب ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
لأن ما تم محوه المقصود فى رسالة كولوسي هو ((الفرائض)) و ليس أفعال البشر
الخلاصة :-
كاتب الرسالة يقول (محا الصك الذى علينا فى الفرائض )
وهو يقصد بكلمة (علينا) أي هو ومن يخاطبهم
أي أن جميعهم من بنى اسرائيل اذا كان الميثاق عليهم فى فرائض وأحكام وليس بينهم أحد من الأمم
المفضلات