3- حتى النصوص التي يحاولون الاستدلال منها على عقيدة ذبيحة الفداء من الأناجيل فانهم يزيفون ويحرفون فى معناها الحقيقي
فعلى سبيل المثال نقرأ من انجيل يوحنا :-
1 :36 فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله
ثم يزعمون أن هذا دليل على أنه ذبيحة فداء بينما من يقرأ المزيد يكتشف أن المعنى كان غير ذلك
فعندما نقرأ انجيل يوحنا نرى ماهية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام فنفهم معنى (حمل الله ) وهو :-
أ- انه يعلم الناس الايمان الحقيقي والكلام الصحيح بعيد عن تزيف وتزوير الكهنة ولا يوجد بها أي اشارة من قريب أو بعيد بأنه ذبيحة فداء
حيث يقول فى انجيل يوحنا :-
17 :6 انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم كانوا لك و اعطيتهم لي ((و قد حفظوا كلامك ))
17 :7 و الان علموا ان كل ما اعطيتني هو من عندك
17 :8 (( لان الكلام الذي اعطيتني قد اعطيتهم)) و هم قبلوا و علموا يقينا اني خرجت من عندك و امنوا انك انت ارسلتن
انه يعلم ((الكلام)) أي التعاليم والشريعة وهم بالفعل حفظوها
ب- أنه بالايمان بأن الله واحد أحد لا شريك له ولا ولد ، وأن المسيح عليه الصلاة والسلام هو رسول الله عز وجل
والتصديق بما أخبرهم به وعلمهم هو من يعطى الانسان الحياة الأبدية أي نعيم الآخرة وهى الجنة
ولا يوجد أي ايمان بذبيحة فداء
و تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام اخذوا تلك الحياة الأبدية عندما أمنوا وصدقوا و تعلموا من المسيح عليه الصلاة والسلام الايمان وعرفوا أن الله واحد أحد لا شريك له ولا ولد
حيث يقول :-
17 :3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته
ج- قبول شهادة المسيح عليه الصلاة والسلام وقول الحق الذى أخبر به هو الايمان الحقيقي وذلك بدون أن يكون هناك شرط ذبيحة فداء
وما يؤكد أن رسالته لم تكن بها أي ذبيحة فداء ولا فادى وحيد وانما شهادة الحق وقول الحق واخبار الناس بكلام رب العالمين اليهم
هو من انجيل يوحنا :-
3 :33 و من قبل ((شهادته)) فقد ختم ان الله صادق
3 :34 لان الذي ارسله الله (( يتكلم بكلام الله )) لانه ليس بكيل يعطي الله الروح
ومن موقع الموسوعة المسيحية الالكترونية نقرأ عن الأنبياء :-
(إنّ النبيّ يتكلّم وهو متيقّن أنّ كلامه ليس كلامًا بشريًّا بل كلام الله. وهذا اليقين يُظهره بعبارات في مطلع أقواله وخاتمتها : هكذا يقول الرب، قول الرب. وإنّ صوت الرب هذا ((إر 11:7؛ إر 38:20؛ حج 1:12) يصل إلى النبيّ فيوصله النبيّ بدوره إلى الشعب. إنّه فم الربّ يتكلّم فيسمعه النبيّ ((إش 5:9؛ إش 22:14؛ إر 23:16؛ حز 3:17)، وهل يستطيع هذا أن يسكت فلا يقول ما سمعه من الرب؟ ولقد عرف الشعب أنّ ما يقوله الأنبياء هو كلام الله، فالتجأ إليهم (1مل 22 :5-8))
انتهى
أي الايمان بأنه رسول الله عز وجل أي أنه ايمان بما أخبرهم به وشهد به
حيث يقول فى انجيل يوحنا :-
16 :29 قال له تلاميذه هوذا الان تتكلم علانية و لست تقول مثلا واحدا
16 :30 الان نعلم انك عالم بكل شيء و لست تحتاج ان يسالك احد لهذا نؤمن انك من الله خرجت
16 :31 اجابهم يسوع الان تؤمنون
ثم يقول :-
17 :4 انا مجدتك على الارض ((( العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته)))
وهذا يعنى أن مهمة ذبيحة الفداء لم تكن فى رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام وانما كانت اختراع اسرائيليين متأثرين بالأفكار الهلينستية (للمزيد من الأدلة على أن نصوص الصلب مضافة على النص الأصلي من الانجيل - راجع الباب الأول )
بينما كانت رسالته هو دعوة خطاة الى التوبة وعندما آمن فريق من بنى اسرائيل فهو تمم عمله
(ملحوظة :-
جملة (انك من الله خرجت) كانت جملة عند اليهود تقال لأي نبي صادق يرسله رب العالميين الى البشر لأن الله عز وجل أخرجه الى بنى اسرائيل ولم يخرج هو من نفسه أي أنه نبي صادق
فطبقا لموقع الأنبا تكلا فى حديثه عن الأنبياء يقول :-
( والعهد القديم سجل للنبوات والأنبياء. وهو يعرف النبوة بالإنباء عن الحوادث المستقبلة (تك 49: 1 وعد 24: 14) التي يكون مصدرها الله (اش 44: 7 45:21) وهو يصف الأنبياء بأنهم مقامون من عند الله (عا 2: 11) ومعينون منه (1 صم 3: 20 وار 1: 5) ومرسلون من عنده (2 أخبار 36: 15 وار 7: 25)
انتهى
من هذه النصوص ندرك معنى (حمل الله) الذى يزيل خطيئة العالم الذى ورد فى انجيل يوحنا
(منقول من موقع حراس العقيدة ) :-
(أن يكون ((( سببـًا في توبة الناس ))) وحصول مغفرة الله لهم
ورسل الله هم الذين يرشدون الناس إلى التوبة النصوح التي يقبلها الله عز وجل ، وهم الذين يرشدونهم إلى الأعمال التي ترضي ربهم وتزيل ذنبهم ، كما قال محمد صلى الله عليه وسلم : (( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ))
وقد كثرت خطايا بني إسرائيل كما هو معلوم ، فأرسل الله إليهم - منة منه وفضلاً - عبده ورسوله المسيح عليه السلام ، ليرغبهم في التوبة والرجوع إلى الله ، ويصف لهم طريق التوبة الصحيح ، ويهديهم إلى صالح الأعمال التي ترضي ربهم وتزيل خطاياهم.
ورسل الله يحملون عن الناس خطاياهم .. هكذا تعود كتاب العهد الجديد تكرار هذا المفهوم .. لا يقصدون أن رسل الله يتحملون العقاب بدلا من المخطئين كما يتوهم أهل التثليث .. وإنما يقصدون أن رسل الله يرشدون الناس إلى التوبة والعمل الصالح ، وفي سبيل هذا يتعرضون للمشاق فيتحملونها من أجل أن يوصلوا رسالة الله الناس .. من هنا جاز التعبير البلاغي بأنهم "يحملون عن الناس خطاياهم" .. لا كما يفهمها أهل التثليث حرفيــًا وبضيق أفق وانعدام أي حس بلاغي ..
نضرب لهذا مثالين، والأمثلة كثيرة نهديها لمن طلب بإذن الله ..
المثال الأول : في (متى 8/ 16-17) :
(( ولما صار المساء ، قدموا إليه مجانين كثيرين ، فأخرج الأرواح بكلمة ، وجميع المرضى شفاهم، لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل "هو أخذ أسقامنا و حمل أمراضنا" ))
ومعلوم لكل سامع عاقل أن المسيح عليه السلام في هذا الموقف لم يمرض هو ويسقم .. ولكن لما كانت مشيئة الله أن جعل المسيح سببـًا في إزالة الأمراض ، جاز التعبير بأنه عليه السلام "حملها".
وكذا الحال في حمل الخطايا .. لما كانت مشيئة الله أن جعل المسيح سببـًا في إزالتها - بهداية الناس إلى التوبة والعمل الصالح اللذان يزيلان آثار الخطيئة - جاز التعبير بأنه عليه السلام هو الذي "حملها".
المثال الثاني : في قول بولس (غلا 6/ 2) :
(( احملوا بعضكم أثقال بعض )) ..
ومعلوم أنه على الحقيقة لن يحمل أحد ثقل آخر غيره ، كما قال "بولس" نفسه في السياق ذاته : "لأن كل واحد سيحمل حمل نفسه" .. ولكن لما كان "دعاة الخير" سببـًا في إزالة أثقال الناس وأحمالهم - والمقصود أوزارهم - وذلك بإصلاح الناس وإرشادهم إلى البر والتجاوز عن سيئاتهم ، جاز التعبير بأنهم "يحملون" أثقالهم.
وكذا التعبيرات المشابهة لهذا .. كقولهم "وضع نفسه لأجلنا" .. هي بهذا المعنى : أن يتحمل الرسول أو داعية الخير المشاق في سبيل توصيل رسالة الله إلى البشر لهدايتهم ..
مثال : قول (يوحنا) في رسالته الأولى (3/ 16):
(( بهذا قد عرفنا المحبة : أن ذاك وضع نفسه لأجلنا ، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة ))
ومعلوم لكل سامع عاقل أن "نضع نفوسنا لأجل الإخوة" ليس معناها أن نصلب لأجلهم أو نتحمل عقاب خطاياهم ولا أي من هوسات أهل التثليث .. وإنما المعنى الواضح لجميع العقلاء : تحمل المشاق في سبيل إيصال الخير إلى الإخوة ..
وهذا تفسير من (يوحنا) نفسه لما قاله .. فإذا ادعى آخر معنى مخالفـًا كانت نفس عبارة (يوحنا) مكذبة له ..
وعليه ، فإذا قال (يوحنا) عن المسيح عليه السلام "وضع نفسه لأجلنا" كان المعنى حسبما فسره (يوحنا) نفسه في ذات العبارة : أن يتحمل المسيح عليه السلام المشاق في سبيل إيصال رسالة الله إلى البشر لهدايتهم. )
انتهى
وللمزيد فى هذا الرابط :-
المفضلات