على العموم :-
هذه الاختلافات سببها ببساطة شديدة
هو أنها كانت مجرد كتابات لأشخاص لم يحل عليهم الروح القدس وانما كان لكل واحد منهم طريقة لاثبات هدفه
فلوقا قالها بوضوح فى انجيله :-
1 :1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا
1 :2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة
1 :3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس
1 :4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به
كانت مجرد قصص و اشاعات منتشرة وكل شخص يكتب ما يحلو له ويزعم أن هذا هو ما تسلمه ممن كانوا قبله وبالطبع كان هناك الهدف
فالهدف الأساسي هو اعطاء القداسة للأفكار المنسوبة الى بولس
فكاتب سفر أعمال الرسل حاول اعطاء القداسة لأفكار بولس وصحة تعاليمه عن طريق ايهام الناس أن التلاميذ كانوا موافقين على تعاليم بولس
ولم يدرك بوجود رسائل مثل تلك الرسالة وأيضا مثل رسالة يعقوب ستكشف الحقيقة وأن التلاميذ لم يوافقوا أبدا على هذه التعاليم
أما كاتب رسالة غلاطية فيريد أيضا اثبات قداسة تعاليمه وأنها كانت بوحي الهى ولكن باسلوب مختلف
فكانت تلك الرسالة :-
بغرض اثبات عقيدة لم يكن يعتنقها الاثني عشر تلميذ
ومن هذه الرسالة أقول
أنه كان من المعروف فى الأزمان الماضية رفض الاثني عشر تلميذ التحلل من أعمال الناموس وكذلك رفضهم لمن يزعم بصلب المسيح عليه الصلاة والسلام والا ما كانت تلك الرسالة فلقد كانوا يبشرون بتعاليم مختلفة تماما عن عقيدة الصلب والفداء (غلاطية 1 :6 )
فهذا واضح جدا حيث يركز كاتبها على أن المسيح بذل نفسه من أجل خطاياهم (غلاطية 1 :4 ) وكذلك التباهي بأن بولس لا يفتخر الا بالصليب وأن الذين يريدون الختان يفعلون ذلك للافتخار به وليس بالصليب بسبب خوفهم (غلاطية 6 :12 الى 6 :14 ) وكان يقصد بذلك الاثني عشر تلميذ الذى ألصق بهم تهمة النفاق والخوف (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 )
أي أن الاثني عشر تلميذ لم يفتخروا بصليب ولم ينادوا به بل نادوا بتطبيق أعمال الناموس ويبرر ذلك بخوفهم
لذلك عمدت تلك الرسالة :-
اعطاء القداسة لتلك العقيدة عن طريق ايهام القارئ بأن بولس رسول من رسل المسيح عليه الصلاة والسلام وأن التعاليم المنسوبة اليه فى تلك الرسالة هي من الله عز وجل (غلاطية 1 :1 ، 1 :7 الى 1 :12 )
وأيضا تلفيق قصص كاذبة (غلاطية 2 :1 الى 2 :3 ) لسب التلاميذ الاثني عشر (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 ، 5 :9 ، 5 :12 ، 6 :12 الى 6 :14 ) فيعطيهم نفس تشبيهات كهنة اليهود ( مت 23 :1 الى 23 :3 )
وبالطبع ان من يحاول اتهام تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام بهذا الشكل فالأكيد أنه انسان يسعى الى تدمير الرسالة الحقيقية التي جاء بها المسيح عليه الصلاة والسلام والتي كانت تخالف أفكار هذا الشخص
وأذكركم بما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام عن الأنبياء الكذبة الذين يأتون فى ثياب حملان يزعمون فعل الخير ولكنهم يخالفون ارادة رب العالمين (مت 7 :15 الى مت 7 :23 ) فكاتب تلك الرسالة أيا كان شخصيته كان من هؤلاء الآثمين
المفضلات