صفع الكفرة الملاحدة ( 2 )
========================
ربك الذي أنت تقدسه قال في (( أخر آية )) بسورة البقرة :
(( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ))
حسب ما هو واضح من الآية السابقة فإن ربك متفهم لطاقة وقدرة الإنسان
خلينا نشوف مع بعض هل بالفعل ربك راعى هذا الشعور لقدرة الإنسان بالتكليف بالمهام وخاصة مهمة الأمانة وهي حمل وتحمل رسالة الدين التي هي شريعة ربك أو لم يراعيها فيه
لو راجعنا سورة الأحزاب
رح نجد آية تنفي صحة الآية التي ذكرتها لك قبل قليل ركز معي
=======================================
الرد :
ربي هو ربك أيها الملحد شئت أم أبيت ، وإن أنكرته في قرارة نفسك فأنت تعلم في نفسك وتقر به ...قال جلّ وعلا: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[البقرة:286]، وقال جلّ وعلا: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ))[الطلاق:7]، إن وقع التكليف في الأمر أو النهي فإن ذلك لا يكون إلا على حسب الاستطاعة، لا أن شريعة الله جميعاً تُسمى تكليفاً، بل إن غالبها هو فرحة القلب وسرور المؤمن، قال تعالى: (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ))[يونس:58].وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" . ومعنى الحديث -كما قال العلماء- أن الله تعالى رفع عن هذه الأمة الإثم والحرج فيما عملوه على وجه الخطأ أو النسيان أو الإكراه ومصداق ذلك قول الله تعالى: "وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ " {الأحزاب:5}، وقوله تعالى:" رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ " {البقرة:286}، وقوله تعالى: "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ " {النحل:106}،أما الآية الكريمة قوله جل وعلا: (( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ))[الأحزاب:72]، فالأمانة هي طاعة الله جل وعلا عموماً، فكل ما أمر الله تعالى به وكل ما نهى عنه فهو أمانة قد حملها لهذا الإنسان، فعرضها جل وعلا -كما أخبر- على السموات وعلى الجبال وعلى الأرض فأبين أن يحملنها ورفضنها خوفاً على أنفسهنَّ من القيام بعبئها، ثم تحملها الإنسان -أي: آدم عليه الصلاة والسلام- وذلك لأنه أبو البشر، ولأن كل بني الإنسان إنما هم من صلبه، وهو نبي مرسل، فتحمله لهذه الأمانة كان منسحباً على جميع ذريته وبنيه الذين هم فرع يعودون إلى الأصل، وقوله تعالى: (( إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ))[الأحزاب:72]، أي: لعدم معرفته بالعواقب التي قد تقع لهذا، ومع هذا فمنَّ الله جل وعلا على بني آدم بأن أعانهم على حمل هذه الأمانة ويسر لهم السبل، قال تعالى: (( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:17]، وقال جل وعلا: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[البقرة:286].
يتبع ...
المفضلات