الرد على التدليس رقم 13: بأن يسوع أجرى المعجزات ..."إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا! جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ". مرقص 7 / 37 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ "الإسراء 59

§ إن من عظمة دين محمد صلى الله عليه وسلم أنه أثبت المعجزات التي قام بها السيد المسيح بإذن الله ... وذلك بعكس تماما ما اعتادت عليه البشرية من ضرورة هدم عقائد الغير أولا لبناء عقيدتهم على انقاضها ...
" وَرَسُولاً (أي السيد المسيح) إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "آل عمران 49
§ بل أضاف القرآن الكريم لمعجزات السيد المسيح معجزة لم يتناولها كتبة الاناجيل أنفسهم وهي تكلمه في المهد لتبرئة امه التي حملت به دون زواج ... وأيضاً لخص فيها طبيعته المختلف عليها ومهمته على الأرض.
" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ (أي إلى السيد المسيح) قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ... قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا "مريم 29 -30

§ اما الآية الكريمة التي استدل بها المدلس على ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات ...
" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا "الإسراء 59 ... فاذا اطلعنا على تفسير الشعراوي لهذه الآية ولكن بعد أن كتبناها بالكامل غير مبتورة نجده كالآتي:

§ الآيات: جمع آية، وهي الأمر العجيب الذي يلفت النظر ويسترعي الانتباه، وهذه الآيات إما أن تكون آيات كونية نستدل بها على قدرة المدبر الأعلى سبحانه مثل المذكورة في قوله تعالى:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فصلت 37

§ وقد تكون الآيات بمعنى المعجزة التي تثبت صدق الرسول في البلاغ عن ربه تعالى، وقد تكون الآيات بمعنى آيات القرآن الكريم، والتي يسمونها حاملة الأحكام.

§ فالآيات إذن ثلاثة: كونية، ومعجزات، وآيات القرآن ... فأيها المقصود في الآية: {
وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ} الإسراء 59

§ الآيات الكونية وهي موجودة لا تحتاج إلى إرسال، الآيات القرآنية وهي موجودة أيضا، تبقي المعجزات وهي موجودة، وقد جاءت معجزة كل نبي على حسب نبوغ قومه، فجاءت معجزة موسى من نوع السحر الذي نبغ فيه بنو إسرائيل، وكذلك جاءت معجزة عيسى مما نبغ فيه قومه من الطب .... (وهذه المعجزات لم يشاهدها الا من عاصر وقوعها آنذاك بالطبع)

§ وجاءت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم في الفصاحة والبلاغة والبيان ... لأن العرب لم يظهروا نبوغا في غير هذا المجال، فتحداهم بما يعرفونه ويجيدونه ليكون ذلك أبلغ في الحجة عليهم ... ولذلك فمعجزة القرآن الكريم باقية ومستمرة وخالدة إلى يوم القيامة.

§ إذن: فما المقصود بالآيات التي منعها الله عنهم؟؟؟؟ المقصود بها ما طلبوه من معجزات أخرى ... جاءت في قوله تعالى:
{ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ... أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ... أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ } الإسراء: 90 - 93

§ والمتأمل في كل هذه الاقتراحات من كفار مكة يجدها بعيدة كل البعد عن مجال المعجزة التي يراد بها في المقام الأول تثبيت الرسول، وبيان صدق رسالته وتبليغه عن الله، وهذه لا تكون إلا في أمر نبغ فيه قومه ولهم به إلمام، وهم أمة كلام وفصاحة وبلاغة، وهل لهم إلمام بتفجير الينابيع من الأرض؟ وهل إسقاط السماء عليهم كسفا يقوم دليلا على صدق الرسول؟ أم أنه الجدل العقيم والاستكبار عن قبول الحق؟

§ إذن: جلس كفار مكة يقترحون الآيات ويطلبون المعجزات، والحق سبحانه وتعالى ينزل من المعجزات ما يشاء، وليس لأحد أن يقترح على الله أن يجبره على شيء، قال تعالى:
{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يونس 16

§ فالحق تبارك وتعالى قادر أن ينزل عليهم ما اقترحوه من الآيات، فهو سبحانه لا يعجزه شيء، ولا يتعاظمه شيء، ولكن للبشر قبل ذلك سابقة مع المعجزات ... ولذلك الحق سبحانه يقول:
{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} الإسراء 59 ... مبصرة: أي آية بينة واضحة.

§ لقد طلب قوم ثمود معجزة بعينها فأجابهم الله وأنزلها لهم، فما كان منهم إلا أن استكبروا عن الإيمان، وكفروا بالآية التي طلبوها، بل وأكثر من ذلك ظلموا بها أي: جاروا على الناقة نفسها، وتجرأوا عليها فعقروها ...
" كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ... إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ... فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ... فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا "الشمس 11 -14

§ وهذه السابقة مع ثمود هي التي منعتنا عن إجابة أهل مكة فيما اقترحوه من الآيات، وليس عجزا منا عن الإتيان بها.

§ ثم يقول تعالى:
{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} الإسراء 59 أي: نبعث بآيات غير المعجزات لتكون تخويفا للكفار والمعاندين، إذن: للحق سبحانه آيات أخرى تأتي لردع المكذبين عن كذبهم، وتخوفهم بما حدث لسابقيهم من المكذبين بالرسل، حيث أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ومن آيات التخويف هذه ما جاء في قوله تعالى: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } العنكبوت 40 ... فكل هذه آيات بعثها الله على أمم من المكذبين، كل بما يناسبه.

§ وللاختصار اليكم تفسير هذه الآية كما ورد في تفسير المنتخب:

لقد اقترح عليك قومك أن تأتيهم بالآيات والمعجزات، ولم يقنعوا بما آتاهم مما يقنع ذوي الألباب (القرآن الكريم)، وقد جرت سنتنا مع من يقترح الآيات ثم يجاب إليها ولا يؤمن بها أن نستأصله بالعذاب كما فعلنا بالأولين ... ومنهم ثمود، إذ اقترحوا آيات، فكانت الناقة معجزة مضيئة نيرة واضحة مجلية للشك والريب فكفروا بها، فكان ما كان من أمرهم (دمر عليهم ربهم ديارهم بذنبهم، فسواها بالأرض)، وكان من حكمة الله ألا يجيب قومك إلى ما طلبوا خشية أن يكفروا بها (ومن ثم يحدث لهم مثلما حدث لثمود مثلا)، ولأنه يرجى منهم مَنْ يؤمن أو يلد مَنْ يؤمن ... والآيات إنما نرسل بها إلى الناس تخويفاً وإرهاباً. انتهى تفسير المنتخبالرد على التدليس رقم 13: بأن يسوع أجرى المعجزات ...
"إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا! جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ".مرقص 7 / 37 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ " الإسراء 59

§ إن من عظمة دين محمد صلى الله عليه وسلم أنه أثبت المعجزات التي قام بها السيد المسيح بإذن الله ... وذلك بعكس تماما ما اعتادت عليه البشرية من ضرورة هدم عقائد الغير أولا لبناء عقيدتهم على انقاضها ...
" وَرَسُولاً (أي السيد المسيح) إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " آل عمران 49
§ بل أضاف القرآن الكريم لمعجزات السيد المسيح معجزة لم يتناولها كتبة الاناجيل أنفسهم وهي تكلمه في المهد لتبرئة امه التي حملت به دون زواج ... وأيضاً لخص فيها طبيعته المختلف عليها ومهمته على الأرض.
" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ (أي إلى السيد المسيح) قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ... قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا "مريم 29 -30

§ اما الآية الكريمة التي استدل بها المدلس على ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات ...
" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا "الإسراء 59 ... فاذا اطلعنا على تفسير الشعراوي لهذه الآية ولكن بعد أن كتبناها بالكامل غير مبتورة نجده كالآتي:

§ الآيات: جمع آية، وهي الأمر العجيب الذي يلفت النظر ويسترعي الانتباه، وهذه الآيات إما أن تكون آيات كونية نستدل بها على قدرة المدبر الأعلى سبحانه مثل المذكورة في قوله تعالى:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فصلت 37

§ وقد تكون الآيات بمعنى المعجزة التي تثبت صدق الرسول في البلاغ عن ربه تعالى، وقد تكون الآيات بمعنى آيات القرآن الكريم، والتي يسمونها حاملة الأحكام.

§ فالآيات إذن ثلاثة: كونية، ومعجزات، وآيات القرآن ... فأيها المقصود في الآية:
{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ} الإسراء 59

§ الآيات الكونية وهي موجودة لا تحتاج إلى إرسال، الآيات القرآنية وهي موجودة أيضا، تبقي المعجزات وهي موجودة، وقد جاءت معجزة كل نبي على حسب نبوغ قومه، فجاءت معجزة موسى من نوع السحر الذي نبغ فيه بنو إسرائيل، وكذلك جاءت معجزة عيسى مما نبغ فيه قومه من الطب .... (وهذه المعجزات لم يشاهدها الا من عاصر وقوعها آنذاك بالطبع)

§ وجاءت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم في الفصاحة والبلاغة والبيان ... لأن العرب لم يظهروا نبوغا في غير هذا المجال، فتحداهم بما يعرفونه ويجيدونه ليكون ذلك أبلغ في الحجة عليهم ... ولذلك فمعجزة القرآن الكريم باقية ومستمرة وخالدة إلى يوم القيامة.

§ إذن: فما المقصود بالآيات التي منعها الله عنهم؟؟؟؟ المقصود بها ما طلبوه من معجزات أخرى ... جاءت في قوله تعالى:
{ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ... أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ... أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ } الإسراء: 90 - 93

§ والمتأمل في كل هذه الاقتراحات من كفار مكة يجدها بعيدة كل البعد عن مجال المعجزة التي يراد بها في المقام الأول تثبيت الرسول، وبيان صدق رسالته وتبليغه عن الله، وهذه لا تكون إلا في أمر نبغ فيه قومه ولهم به إلمام، وهم أمة كلام وفصاحة وبلاغة، وهل لهم إلمام بتفجير الينابيع من الأرض؟ وهل إسقاط السماء عليهم كسفا يقوم دليلا على صدق الرسول؟ أم أنه الجدل العقيم والاستكبار عن قبول الحق؟

§ إذن: جلس كفار مكة يقترحون الآيات ويطلبون المعجزات، والحق سبحانه وتعالى ينزل من المعجزات ما يشاء، وليس لأحد أن يقترح على الله أن يجبره على شيء، قال تعالى:
{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يونس 16

§ فالحق تبارك وتعالى قادر أن ينزل عليهم ما اقترحوه من الآيات، فهو سبحانه لا يعجزه شيء، ولا يتعاظمه شيء، ولكن للبشر قبل ذلك سابقة مع المعجزات ... ولذلك الحق سبحانه يقول:
{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} الإسراء 59 ... مبصرة: أي آية بينة واضحة.

§ لقد طلب قوم ثمود معجزة بعينها فأجابهم الله وأنزلها لهم، فما كان منهم إلا أن استكبروا عن الإيمان، وكفروا بالآية التي طلبوها، بل وأكثر من ذلك ظلموا بها أي: جاروا على الناقة نفسها، وتجرأوا عليها فعقروها ...
" كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ... إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ... فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ... فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا "الشمس 11 -14

§ وهذه السابقة مع ثمود هي التي منعتنا عن إجابة أهل مكة فيما اقترحوه من الآيات، وليس عجزا منا عن الإتيان بها.

§ ثم يقول تعالى:
{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} الإسراء 59 أي: نبعث بآيات غير المعجزات لتكون تخويفا للكفار والمعاندين، إذن: للحق سبحانه آيات أخرى تأتي لردع المكذبين عن كذبهم، وتخوفهم بما حدث لسابقيهم من المكذبين بالرسل، حيث أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ومن آيات التخويف هذه ما جاء في قوله تعالى: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } العنكبوت 40 ... فكل هذه آيات بعثها الله على أمم من المكذبين، كل بما يناسبه.

§ وللاختصار اليكم تفسير هذه الآية كما ورد في تفسير المنتخب:

لقد اقترح عليك قومك أن تأتيهم بالآيات والمعجزات، ولم يقنعوا بما آتاهم مما يقنع ذوي الألباب (القرآن الكريم)، وقد جرت سنتنا مع من يقترح الآيات ثم يجاب إليها ولا يؤمن بها أن نستأصله بالعذاب كما فعلنا بالأولين ... ومنهم ثمود، إذ اقترحوا آيات، فكانت الناقة معجزة مضيئة نيرة واضحة مجلية للشك والريب فكفروا بها، فكان ما كان من أمرهم (دمر عليهم ربهم ديارهم بذنبهم، فسواها بالأرض)، وكان من حكمة الله ألا يجيب قومك إلى ما طلبوا خشية أن يكفروا بها (ومن ثم يحدث لهم مثلما حدث لثمود مثلا)، ولأنه يرجى منهم مَنْ يؤمن أو يلد مَنْ يؤمن ... والآيات إنما نرسل بها إلى الناس تخويفاً وإرهاباً. انتهى تفسير المنتخب



يتبـــــــــــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــــــــــــه وفضله