المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أمين المناظر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ينبغي ان نعلم أختي في الله أن العمود الفقري للإسلام أو كل الإسلام في القرآن الكريم
ثم بعد ذلك في السنة النبوية الشريفة الصحيحة
فمصادر التشريع الإسلامي تعتمد على الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
وسوف أركز بشكل اكثر على السنة النبوية الشريفة ،، حتى يتبين لنا أن كل مافعله الرسول عليه الصلاة والسلام بعد النبوة هو مدون.
لقد حافظ الصحابة والتابعون يا اختي على السنة معتمدين على الذاكرة تارة وعلى الأقلام تارة اخرى ،، الأمر الذي حقق صيانتها من الضياع.
وأبي هريرة رضي الله عنه -الصحابي الذي هو من اكبر الرواة- قال
< ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني ،إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتُب ولا أكتُب >
والحفظة التقاة الذين كانوا يجيدون القراءة والكتابة ولا يُخطئون في الكتابة ، فقد أُذن لهم في كتابة ما سمعوه عن الرسول
على صحفهم الخاصة ،، التي نذكر من بينها ، الصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه التي رواها عن أبي هريرة ، والصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص.
وكما ذكر ابن عبد البر فقد أراد عمر رضي الله عنه بعد ذلك أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي
في ذلك فأشاروا عليه بأن يكتبها فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال إني كنت أريد ان اكتب السنن وإني ذكرت قوما قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا.
وسار بقية الخلفاء على هذا النهج إلى مجيء عمر بن عبد العزيز الذي أمر بجمع السنة وتدوينها وكتب لعماله رسائل في هذا الشأن.
وقد قام بهذا الأمر لعدة أسباب نذكر منها :
-الخوف من ضياع الحديث بالنسيان أو بموت الصحابة والتابعين الذين كانوا يعتمدون على الحفظ والذاكرة.
-ظهور الكذب والوضع على رسول الله :salla-icon: بسبب الخلافات السياسية وغيرها.
وقد استجاب له الإمام الفاضل محمد بن شهاب الزهري الذي كان أول من دون السنة وجمعها في كتاب معتمدا على الصحف المكتوبة وعلى مافي صدور الرجال.
ثم شاع التدوين بعد ذلك على يد العلماء الاجلاء كابن جريج بمكة، والإمام مالك بالمدينة، وسفيان الثوري بالكوفة، وعبد الله بن مبارك بخراسان. ثم اهتم العلماء بعد ذلك بالجمع والتدوين ممحصين عن الصحيح والضعيف معتمدين على مناهج علمية بالغة الدقة لخدمة هذا الهدف العظيم.
فيا اختي السنة القولية والفعلية والتقريرية كلها دونها العلماء ورواها المحدثون والصحابة الذين عاشوا في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام ونُقلت إلينا بسند صحيح يفيد القطع أو الظن الراجح. وطبعا الأحاديث يجب ان تكون مروية عن راو توفرت فيه شروط الرواية عن راو مثله توفرت فيه شروط الرواية عن راو مثله إلى أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ثبوت معاصرة الصحابي للنبي -وهو الحديث المتصل السند- ،، أويكون متواترا والمتواتر هو ماروي عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن جماعة إلى أن يصل إلى النبي:radia-icon:
إلى غير ذلك .
فيجب ان تعلمي اختي في الله ان كل حياة الرسول
قد دون ووصل إلينا صحيحا لا يحمل الخطأ.
فإذا يستحيل أن تظهر وثيقة تقول ما كتبته في مداخلتك السابقة ،، ستكون مخالفة للقرآن الكريم و لسنة النبي :salla-icon: الصحيحة ، ولإجماع العلماء.
ثم عقلا لا يجوز،، فكيف مثلا تعتقدين أن الرجال على اختلاف تقواهم وورعهم سوف يكونون آمنين من الفتنة إذا ماجاءت امرأة تؤُم بالناس ؟؟؟
فهناك من الرجال -خاصة الغير متزوجين- من يثيره فقط صوت المرأة ؟؟ بالرغم ان صوتها ليس بعورة
وكيف يمكن للناس ان يكونون آمنين من الفتنة وإمرأة تخطب مثلا في يوم الجمعة ؟؟ فهل سوف يركز المصلون في الخُطبة أم سوف يُركزون في النظر إلى وجهها ؟؟ خاصة إن كانت امرأة جميلة ،، فسوف تكون الكارثة خاصة عند الصلاة .....
فالإسلام يسد نهائيا باب الفتن ،، فلا يمكن ان تكون هناك وثيقة بعد أكثر1400 سنة تظهر فجأة بدون سابق انذار مخالفة بذلك القرآن والسنة الصحيحة وإجماع السلف والخلف؟؟؟
فإنشغلي يا أختي في الله بالتفكير بالوسائل الكفيلة لنهضة الأمة او بالتصدي إلى اعداء الإسلام عوض التخيلات. وإني لا ألومك على ذلك فأنا أيضا في فترة صغري كنت أتخيل أني سافرت عبر الزمن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وبدات أجاهد معه ومع الصحابة والمؤمنين لشدة حبي له. ولكن أختي دعي التخيلات خاصة التي ذكرتيها لأنها قد تكون منافذ للشيطان وقد يحصل مالا تحمد عقباه.
هذا كان باختصار شديد وأسأل الله العفو والعافية والرحمة والمغفرة ن إنه الولي لذلك والقادر عليه.
مع التحيات.
المفضلات