بسم الله الرحمن الرحيم
في كل يوم و يوم يثبت لنا اتباع بولس انهم يحترفون الكذب و التدليس كما وصاهم به بولس :
رومية الاصحاح الثالث العدد 7 :فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ.
يدعي احد عبيد بولس ان النبي صلي الله عليه وسلم شهد للاسود العنسي و طليحة بالنبوة !!!!
و ليثبت دعواه فقد استخدم الكذب و التدليس صراحة ليخدع القارئ و يوهمه بصدق دعواه الكاذبة كما كان بولس يفعل :
كورنثيوس الثانية الاصحاح الثاني عشر العدد 16 :فليكن. أنا لم أثقل عليكم، لكن إذ كنت محتالا أخذتكم بمكر .
يقول عبد بولس عن الاسود العنسي الكذاب :
أما الأسود العنسي فكان يقول إن ملكا يقال له ذو النون يأتيني كما يأتي جبريل محمدا فلما بلغه صلعم ذلك قال لقد ذكر ملكا عظيما في السماء يقال ذو النون.. .. وغلب عامل النبي صلعم على صنعاء وهو المهاجر بن أبي أمية ويقال أنه مر به فلما عثر حمار المهاجر فادعى الأسود انه سجد له ولم يقم الحمار حتى قال له شيأ (نفس قصة يعفور وسجود الغنم والجمل لمحمد) فقام وكان مع الأسود شيطانان يقال لأحداهما سحيق والآخر شقيق (وكان لمحمد شيطان يقال له الأبيض وقرين من الجن) وكان يخبرانه بكل شئ يحدث من أمور الناس .. وتوافق موته بموت محمد.
المراجع
(1) كل كلام الكهان مجموع من السيرة النبوية والآثار المحمدية لمفتي السادة الشافعية بمكة المشرفة أحمد زيني دحلان. باب ذكر وجوه إعجاز القرآن وباب وفد بني حنيفة
(2) وكتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر خبر تميم وأمر سجاح. وباب ذكر خبر مسيلمة الكذاب وقومه من أهل اليمامة
(3) . تاريخ الطبري ج3
.
الرد :
لقد كذب هذا الدعي النصراني كذبتين صريحتين و نصبها الى مصادر تنكر اصلا ما يقول و تقول غير ذلك
التدليس الاول :
قوله :(( أما الأسود العنسي فكان يقول إن ملكا يقال له ذو النون يأتيني كما يأتي جبريل محمدا فلما بلغه صلعم ذلك قال لقد ذكر ملكا عظيما في السماء يقال ذو النون.))
و هذا كذب
فانه لم تذكر اي من المصادر ان الاسود العنسي كان يقول ذلك بل ان ما قاله الاسود هو انه كان ياتيه شيئا اسمه ذو الخمار و لذلك لقب بذي الخمار :
أما الأسود فاسمه عَبْهَلة بن كعب يقال له: ذو الخمار لقب بذلك لأنه كان يقول: يأتيني ذو خمار.
المنتظم في تاريخ الامم و الملوك لابن الجوزي ، أبواب ذكر المخلوقات» باب ذكر ما جرى في سني الهجرة» ثُمَّ دخلت سنة إحدى عشرة .
قوله : ( فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن ، والآخر مسيلمة الكذاب ) أما مسيلمة فقد ذكرت خبره ، وأماالعنسي وفيروز فكان من قصته أن العنسي وهو الأسود واسمه عبهلة بن كعب وكان يقال له أيضا : ذو الخمار بالخاء المعجمة لأنه كان يخمر وجهه ، وقيل : هو اسم شيطانه . وكان الأسود قد خرج بصنعاء وادعى النبوة وغلب على عاملصنعاء المهاجر بن أبي أمية ، ويقال : إنه مر به فلما حاذاه عثر الحمار فادعى أنه سجد له ، ولم يقم الحمار حتى قال له شيئا فقام . .
قتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ، كتاب المغازي» باب قصة الأسود العنسي.
التدليس الثاني :
قوله : وتوافق موته بموت محمد.
و هذا كذب و تدليس و اسلوب قذر لخداع القارئ اذ ان مقتل الاسود كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم و اما ما توافق مع موت النبي صلى الله عليه وسلم هو وصول خبر مقتل الاسود صباح وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
من نفس المصدر الذي استشهد به لنري القارئ تدليس النصراني :
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفٌ ، وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمِّي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَيْفٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُسْتَنِيرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ غَزِيَّةَ الدُّثَيْنِيِّ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ ، قَالَ السَّرِيُّ عَنْجُشَيْشِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ جُشَيْشِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ : " قَدِمَ عَلَيْنَا وَبْرُ بْنُ يُحَنِّسَ بِكِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا فِيهِ بِالْقِيَامِ عَلَى دِينِنَا وَالنُّهُوضِ فِي الْحَرْبِ وَالْعَمَلِ فِي الأَسْوَدِ ، إِمَّا غَيْلَةً وَإِمَّا مُصَادَمَةً ، وَأَنْ نُبَلِّغَ عَنْهُ مَنْ رَأَيْنَا أَنَّ عِنْدَهُ نَجْدَةً وَدِينًا ، فَعَمِلْنَا فِي ذَلِكَ ، فَرَأَيْنَا أَمْرًا كَثِيفًا ،...وَأَلْقَيْنَا إِلَيْهِمْ رَأْسَهُ فَأَقَامَ وَبَرٌ الصَّلاةَ وَشَنَّهَا الْقَوْمُ غَارَةً ونَادَيْنَا : يَا أَهْلَ صَنْعَاءَ ، مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ فَتَعَلَّقُوا بِهِ ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَتَعَلَّقُوا بِهِ ، وَنَادَيْنَا بِمَنْ فِي الطَّرِيقِ تَعَلَّقُوا بِمَنِ اسْتَطَعْتُمْ ، فَاخْتَطَفُوا صِبْيَانًا كَثِيرِينَ وَانْتَهَبُوا مَا انْتَهَبُوا ، ثُمَّ مَضَوْا خَارِجِينَ . فَلَمَّا بَرَزُوا فَقَدُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ فَارِسًا رُكْبَانًا ، وَإِذَا أَهْلُ الدُّورِ وَالطُّرُقِ وَقَدْ وَافَوْنَا بِهِمْ ، وَفَقَدْنَا سَبْعَ مِائَةِ عَيْلٍ فَرَاسَلُونَا وَرَاسَلْنَاهُمْ عَلَى أَنْ يَتْرُكُوا لَنَا مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَنَتْرُكُ لَهُمْ مَا فِي أَيْدِينَا فَفَعَلُوا ، فَخَرَجُوا لَمْ يَظْفَرُوا مِنَّا بِشَيْءٍ ، فَتَرَدَّدُوا فِيمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَنَجْرَانَ ، وَخَلَصَتْ صَنْعَاءُ وَالْجُنْدُ وَأَعَزَّ اللَّهُ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ ، وَتَنَافَسْنَا الإِمَارَةَ وَتَرَاجَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَعْمَالِهِمْ ، فَاصْطَلَحْنَا عَلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا ، وَكَتَبْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَبَرِ وَذَلِكَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ الْخَبَرُ مِنْ لَيْلَتِهِ وَقَدِمَتْ رُسُلُنَا ، وَقَدْ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَجَابَنَا أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
تاريخ الطبري» بقية الخبر عن أمر الكذاب العنسي .
وروى يعقوب بن سفيان والبيهقي في " الدلائل " من طريقه من حديث النعمان بن بزرج بضم الموحدة وسكون الزاي ، ثم راء مضمومة ثم جيم قال : خرج الأسود الكذاب وهو من بني عنس يعني بسكون النون وكان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق بمهملتين وقاف مصغر والآخر شقيق بمعجمة وقافين مصغر ، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمور الناس ، وكان باذان عامل النبي - صلى الله عليه وسلم - بصنعاء فمات ، فجاء شيطان الأسود فأخبره ، فخرج في قومه حتى ملكصنعاء وتزوج المرزبانة زوجة باذان ، فذكر القصة في مواعدتها دادويه وفيروز وغيرهما حتى دخلوا على الأسود ليلا ; وقد سقته المرزبانة الخمر صرفا حتى سكر ، وكان على بابه ألف حارس . فنقب فيروز ومن معه الجدار حتى دخلوا فقتله فيروزواحتز رأسه ، وأخرجوا المرأة وما أحبوا من متاع البيت ، وأرسلوا الخبر إلى المدينة فوافى بذلك عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو الأسود عن عروة :أصيب الأسود قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بيوم وليلة ، فأتاه الوحي فأخبر به أصحابه ، ثم جاء الخبر إلى أبي بكر رضي الله عنه ، وقيل : وصل الخبر بذلك صبيحة دفن النبي صلى الله عليه وسلم .
.
فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر ، كتاب المغازي باب قصة الاسود العنسي
هذا و قد كذب النبي صلى الله عليه وسلم الاسود العنسي :
حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن عبيدة بن نشيط وكان في موضع آخر اسمه عبد الله أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحارثوكان تحته بنت الحارث بن كريز وهي أم عبد الله بن عامر فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وهو الذي يقال له خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب فوقف عليه فكلمه فقال له مسيلمة إن شئت خليت بيننا وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت وهذا ثابت بن قيس وسيجيبك عني فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال عبيد الله بن عبد الله سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة الكذاب
صحيح البخاري» كتاب المغازي» باب قصة الأسود العنسي .
يتبع مع ما ذكره النصراني عن طليحة
المفضلات