أحبتى فى الله,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني أن أحظى بقرائتكم لهذا الحدث العجيب الذي هو من عجائب قدرة الله جل وعلى والذي إخترت له هذا العنوان الشامل للمعنى والملم بصفات المولى وهو (الله أعلى)
فلنبدأ على بركة الله.
اليوم:- الجمعة
التاريخ:-1/8 /2006
المكان:-المنطقة الشمالية ل بروفانس le Provence, Maussane des Alpilles
البلد:-فرنسا
المهمة:-حضور عقد قران شقيقة زوجتى.
البداية,أشرق صباح يوم عقد القران وهو يوم الجمعة السالف الذكر, وكل منا أخذ فى ممارسة طقوسه اليومية المعروفة ثم بعد ذلك أخذنا فى التحرك إلى بلدية الحى ل ماري , le Mairie الذي سوف يعقد القران به وبينما نحن هناك نتابع مايقوله قاضي الشرع الذي يعقد القران وهو قس منتدب من الكاتدرائية الكاثوليكية وهو يناهز من العمر الستون ربيعاً بالتقييم النظري وإذ بالشهود وهما أنا وزوجتى نقوم بالتوقيع على العقد وبعد ذلك أخذ القس بإتمام البقية وبعدها قام كل منا من الحاضرين بتهنئة العروسين والشكر للقس على ماقام به من عمل وجاء دوري لمصافحة الرجل وبينما أنا أصافحه وجدته يتحدث لى باللغة العربية الفصحى قائلاً كيف حالك؟ فصعقت من المفائجئة التى لم تجول فى خاطري ولو للحظة فسكنت قليلاً وقلت له الحمد لله كل الحمد ,أنت تتحدث العربية الفصحى ! فقال لي نعم ولم لا وهى لغة القرآن , فقلت له أجل هى, هل تقرأ القرآن؟
فتلى ماتيسر له من سورة آلبقرة( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) فبكت عيناى من تلاوته الخافتة للقرأن فقال لى الرجل لاتبكى فتتحول أنظار الحاضرين إلينا وهذا الذي لاأرجوه,وقل ماأريد قوله لك هو أنك هنا فى فرنسا على الرحب والسعة وأتمنى من الله أن أراك ثانياُ والآن أتركك فى رعاية الله, وانصرف الرجل بعدها وظللت بعدها طوال اليوم مندهشاً إلى أن تذكرت قول الله عز وجل من سورة آلمائدة( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83))فذهبت دهشتي.
وفى اليوم التالي قمنا بوداع العروسين ثم غادرنا منزلهم قاصدين المنطقة الجنوبية حيث الطبيعة الربانية المبهرة للعقول الممتعة للأنفس ,صنع الله الذي أحسن كل شئ صنعاً حيث ضفاف نهر (لارداش)والجبال العالية الخضراء الجميلة الصخرية الرملية فى آن واحد وإذ نحن ماضين فى اتجاهنا إلى النهر وقعت عينى على كنيسة وفى أعلاها التمثال المعروف لدى العامة والخاصة وهو تمثال لرجل مصلب لاحول له ولاقوة فقلت فى نفسي لاحول ولا قوة إلا بالله العلي القدير اللهم أرنا عجائب قدرتك فى كل من يفترى عليك الكذب,وبعد خمسة دقائق فقط من السير وقعت عيني على قمة أعلى جبل على ضفاف النهر (L Ardach )وإذ بقدرة الله تتجلا على أعلى الجبل منحوتة فى السخر نحت رباني للفظ الجلالة, فما تأخرت فى المبادرة بأخذ الكاميرا وعمل صورة لهذه المعجزة المرئية لأعين الجميع والتى فى مضمونها رسالة إلى من فى الأرض ومن عليها تقول لهم أن الله أعلى وأقدر مما تظنون وممن له تنسبون,وتقول الله أعلى وأكبر.
نعم الله أعلى وأكبر من كل الجبابرة وأعلى وأكبر من كل قائل وقائلة. فسبحان من أحسن كل شئ صنعاً إذ قال فى محكم آياته(ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)فهو عزوجل صمدي، نوري، معرفته ضرورة، يمن بهاعلى من يشاء من خلقه, فسبحان من لايعلم أحد كيف هو إلا هو، ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير، لايحد، ولايحس، ولايجس ولايمس، ولا تدركه الحواس، لا يحيط به شئ، لا جسم، ولا صورة، ولا تخطيط، ولا تحديد. أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد عبد الله ورسوله , صلوات ربي وسلامه عليه وآله وعلى كآفة الرسل أجمعين وأشهد أن سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله وكلمته التى ألقاها إلى مريم وروح منه, أمنت بالله العظيم وحده وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم.
والآن أترككم أحبتى فى الله للإستمتاع بقدرة الله فى خلقه, فمع الصورة للفظ الجلالة.
وهنا تم تحديد ماحول لفظ الجلالة بخط دقيق
أماهذه فهى صورتي بالجلباب مع القس الذي يرتدي شريط لعلم فرنسا وهو على يميني أما الذي على يساري فهو العريس
أما هذه الصورة فهى لنهر لارداش فهو أيضاً من عجائب الله
المفضلات