الفكرة الأولى:آيات التسطيح تفيد تكوير الأرض ككل
قال تعالى((ألم نجعل الأرض مهادا ))
((أفلا ينظرون أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت))
((و الأرض بعد ذلك دحاها)) و معنى دحاها اللي هعتمده في الكلام هو بسطها و نحوه مش هقول بقى جعلها كالبيضة و الكلام ده خالص.
((و الأرض مددناها))
المعاني في الآيات السابقة من لا يفهمها يتهم من قال بأن الأرض كروية و لا بيضوية أنه كافر لكن من تدبرها و جد فيها الاعجاز اللغوي و العلمي.نقول ما هي الأرض التي بسطها و سطحها و أمدها الله لم يحدد الله أرضا بعينها_لما أقول يكرم الله المجتهد أنهي مجتهد أل تفيد عموم كل مجتد كذلك الأرض تفيد معناها أي أرض _ فاذا وصلت لأي بقعة تسمى أرضا في أي بلد في الدنيا في أي مكان تراها مسطحة فهل أنت منكر لهذا؟لا طبعا لأ طيب لو في اعتقاد القرآن أن الأرض مربعة أو مثلثة فانك أن سرت فيها لابد أن تصل لحافة لا تكون عندها منبسطة بل و لكنك سترى حافة و من ثم الفضاء لكن لو فرضنا انك بدأت من نقطة على الأرض السير و استمريت في السير فستعود لنفس النقطة و طوال رحلتك الأرض مسطحة.طيب الشكل الوحيد الذي يحقق هذا هو أن تكون الأرض كروية
الفكرة الثانية:الليل و النهار وجدا معا
((لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون))
في الآية يؤكد تعالى أن الليل و النهار وجدا معا و ينفي معتقد العرب كان موجودا وقتها بأن الليل يسبق النهار فنفى الله ذلك و قال ((و لا الليل سابق النهار)) فاذا كان النهار لا يسبق الليل و لا العكس فكيف يكون ذلك الا بأن يكونا وجدا معا
((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا))فكلا منهما خلفة للأخر و هنا هنضرب مثال لتوضيح فكرة لو قلنا في مصنع أفتتح جديد و هنعمل وردية صبح و وردية بالليل لابد أن واحد فيهم يكون خلفة للأخر الذي بدأ فمثلا هتكون دايما وردية الليل خلفة الصبح لكن ربنا بيقول أن الليل و النهار كلاهما خلفة للأخر اذا لابد أن يتواجدا معا من منذ بداية الخليقة و كيف هذا الا ان كان نصف الأرض ليل و نصفها نهار و كيف يتعاقب علينا الليل و النهار ان لم تكن الأرض تدور فيتعاقب الليل و النهار.
الفكرة الثالثة:الليل و النهار يكوران على سطح الأرض الكروية
(( خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار ))وهنا يصف تعالى أن الليل و النهار خلقا على هيئة التكوير و أن تبادلهما بأن يكورا على بعض فكيف هذا الا اذا كانت الأرض التي وجدا على سطحها كروية فنصفها ليل و نصفها نهار و بدوران الأرض يكور كل منهما على الآخر فالقرآن هو أول من وصف أن الكرة الأرضية نصفها ليل و نصفها نهار قبل أن يصعد الانسان الى الفضاء فلو كانا غير متساويين في المساحة لما كانا معا يكوران فكان سيكون أحدهما معظم المساحة و الآخر على هيئة شريط مستطيل أو مثلث أو مربع …… لكن نصفها ليل و نصفها ظلام فيكوران معا بدوران الأرض ((يولج الليل في النهار و يولج النهر في الليل))((يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا))
الفكرة الرابعة:الاحتجاج ببعض الآيات على ثبات الأرض و دوران الشمس حولها :
كقوله تعالى ((اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) فهذه حقيقة علمية فنحن ابدا لا نشعر بحركة الأرض و انما نشعر بثباتها وقرارها فهذا من نعمة الله أننا لا نشعر بحركتها أو كقوله تعالى ((لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون)) فكلها حقائق علمية من وجود كل منهما في مدار منفصل و كل منهما يسير بسرعة ثابتة و بالتالي يستحيل أدراك أحدهما الآخر أو أو التداخل و كل منهما يتحرك حركة تذبذبية أشبه بالجري و الشمس تدور حول مركز المجرة غير ثابتة.
فالذي يتأمل القرآن لا يجد فيه التعارض مع تكويرها و لا دورانها بل يجد في آياته الاعجاز فالظاهر لا يخالف أفهام الناس قديما و لما نتأمل معانيها نجدها لا تتعارض مع أفهامنا و علمنا الى قيام الساعة و نجد بها الاعجاز فالذي أنزل الينا هذا الكتاب هو الذي وهبنا العلم و هو خالق الكون.
بتصرف من كتاب الأدلة المادية على وجود الله للشعراوي
المفضلات