-
برنامج استقبال ومتابعة المسلمين الجدد
برنامج استقبال ومتابعة المسلمين الجدد
إعداد شعبة توعية الجاليات في الزلفي
ما قبل الإسلام:
يراعى حسن استقبال المدعو أو الراغب في الدخول في الإسلام والاحتفاء به. وحبذا لو قدم له بعض الأطعمة والمشروبات
يتم تناول المسائل التالية من أجل التعريف بالإسلام لمن يرغب الدخول فيه، أو من يتم اللقاء به لدعوته إلى الإسلام، ويفضل تناول الموضوع كاملا في لقاء واحد، ويراعى عدم الإطالة:
1- بيان أن لهذا الكون خالقا وأنه وحده المستحق للعبادة.
2- بيان أن هذا الخالق هو الله، وأنه هو الذي خلقنا وأوجدنا، وأوجد هذا العالم البديع ، وهو المتصرف بالكون ، المسيِّر له، الذي أعطانا جميع النعم من سمع، وبصر، وحركة، ونطق ، وغير ذلك من النعم التي لا تحصى. هذا هو الإله الحق المستحق للعبادة، وعبادة غيره باطلة.
3- بيان أنه لابد لكل إنسان في هذا الكون من معبود ، فمنهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد رجالا ، ومنهم يعبد حيوانا ، إلى غير ذلك من المعبودات ولكن السعيد حقا هو الذي وفق لعبادة الله جل وعلا.
4- بيان الغاية التي خلقنا من أجلها وهي عبادة الله وحده ، كما قال تعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وأن هذه الحياة اختبار للإنسان ومحطة عمل ينتقل بعدها إلى حياة الجزاء والحساب.
5- ثم بيان كيفية وصول الرسالة و التشريعات إلينا، حيث وصلت عن طريق الرسل وهم كثير. فالله ـ سبحانه وتعالى ـ لم يتركنا هملا ، بل أرسل لكل أمة رسولا يبين لهم الطريق، والمنهج الصحيح في هذه الحياة، وأولهم نوح ، وآخرهم محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وبيان أن رسالة الأنبياء واحدة، وهي الأمر بعبادة الله الخالق وحده.
6- الحث على تدارك الفرصة قبل فوات الأوان بالعمل والتهيؤ لما بعد الموت. والحث على استخدام العقل الذي امتن به الله علينا من بين سائر المخلوقات.
7- تعريف بأساسيات الإسلام. وعقد مقارنه بين الديانات في بعض النقاط عند الضرورة لذلك فقط.
8- بيان ما يناله المؤمن والكافر يوم القيامة.
9- التحذير من التقليد الأعمى وأن طاعة الله أوجب وألزم من طاعة المخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، وأن يحرص الإنسان أن لا يصده أحد عن المنهج الصحيح مهما كان هذا الشخص وأن لا يتخذ الدين وراثة.
10- مكانة المرأة في الإسلام (إذا كان المتحدث إليها امرأة)
11- كيف يصبح الفرد مسلما؟ يصبح الفرد مسلما بعد أن ينطق بالشهادتين مؤمنا بهما …
تشرح النقاط السابقة بطريقة مبسطة وبدون إطالة.
إذا رغب الشخص في اعتناق الإسلام ، يتم تلقينه الشهادتين بعد أن يفَّهم معناهما ومدلولهما، و يكررهما مؤمنا بما يشتملان عليه.
بعد هذه الخطوة تتم تهنئته ويبين له أن الإسلام يجب ما قبله
يتولى بعدها المترجم تعليمه الوضوء تطبيقيا ، ثم يصلي معه ركعتين ، ليتعرف بهما على كيفية الصلاة. ثم إن كان الوقت وقت صلاة يصلي صلاة الفريضة بجانب المترجم في المسجد ، أما إذا كانت الصلاة قد انتهت فيصلي به المترجم.
يفتح للأخ الجديد ملف خاص ، ويعطى رقما تسلسليا ، وتتم متابعة تعليمه حسب مراحل متابعة المسلم الجديد الخمس التالية:
ما بعد الإسلام:
منهج تعليم ومتابعة المسلم الجديد
المرحلة الأولـى
وتتكون هذه المرحلة من أحد عشر لقاءا ، تكون كما يلي:
التعديل الأخير تم بواسطة فداء الرسول ; 25-02-2014 الساعة 11:28 PM
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
ما بعد الإسلام:
منهج تعليم ومتابعة المسلم الجديد
المرحلة الأولـى
وتتكون هذه المرحلة من أحد عشر لقاءا ، تكون كما يلي:
اللقاء الأول: تعليمه الوضوء (تطبيقاً) حتى يتقنه، ثم بيان فضل الوضوء من منطلق الأحاديث التالية:
* عن أبي هريرة t أن رسول الله e قال: ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء- حتى يخرج نقيا من الذنوب) رواه مسلم
* وعنه t - أيضا - أن رسول الله e قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟" قالوا: بلى قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) رواه مسلم
اللقاء الثاني: مراجعة الوضوء تطبيقا من قبل المسلم الجديد ، ثم تعليمه كيفية الصلاة حتى يتقنها.
اللقاء الثالث: مراجعة حركات الصلاة والتأكد من إتقانها تماماً، بعد ذلك يتم الحديث عن الصلوات الخمس وبيان عدد ركعاتها وصفة كل منها.
اللقاء الرابع: تعليمه الفاتحة (تلقينا) مع إعطائه إياها مكتوبة بلغته مع بيان أهمية الفاتحة في الصلاة وأنها ركن لا تصح الصلاة إلا بها، وكذا بيان الأجر الذي يناله قارئ القرآن.
اللقاء الخامس: مراجعة الفاتحة حيث لابد من إتقان حفظها في هذا الدرس.
اللقاء السادس: مراجعة سريعة للفاتحة. ثم الحديث عن أهمية الصلاة في الإسلام والأجر المترتب على المحافظة عليها، على ضوء الأحاديث التالية:
* عن عثمان t قال: سمعت رسول الله e يقول: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله) مسلم
* عن ابن مسعود t قال: سألت النبي e: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها…) البخاري
* وعن ثوبان t قال سمعت رسول الله e يقول: ( عليك بكثرة السجود لله فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة) مسلم
* وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e: (صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث تقول: اللهم صل عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة) البخاري
اللقاء السابع: تعليمه معنى التوحيد وأنواعه ، وشرح توحيد الألوهية بطريقة مركزة:
التوحيد: هو إفراد الله بإلاهيته ، وربوبيته ، وأسمائه وصفاته.
والتوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
توحيد الألوهية: وهو إفراد الله - سبحانه وتعالى - بجميع أنواع العبادة، بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدا يعبده ويتقرب إليه. وهذا النوع هو الذي خلق الله الخلق من أجله كما قال تعالى: } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون { (الذاريات 56) وهو الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب كما قال تعالى: } وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون{ (الأنبياء 25) وهذا النوع هو الذي أنكره المشركون حين دعتهم الرسل إليه } قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا { (الأعراف 70) فلا يصح صرف شيئ من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين لأن العبادة لا تصح إلا لله عز وجل.
اللقاء الثامن: مراجعة الدرس السابق. ثم بيان معنى توحيد الربوبية ، وذلك بطريقة مركزة:
توحيد الربوبية: هو الإقرار بأن الله - سبحانه وتعالى – هو الخالق للعالم، المدبر لشؤونه ، وأنه الرازق المحيي المميت الذي له ملك السموات والأرض ، قال تعالى: } هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو{ (فاطر 3) ، وقال سبحانه: }تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير{ (الملك 1) .
ولم ينكر هذا النوع إلا شواذ من البشر أنكروه في الظاهر مع الاعتراف به في قرارة نفوسهم كما قال تعال: } وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم { ( النمل 14).
اللقاء التاسع: مراجعة الدرس السابق. ثم يشرح له معنى توحيد الأسماء والصفات.
بعدها يلقن أذكار الركوع والسجود حتى يتقنها ، مع كتابتها له بلغته.
توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما سمى الله أو وصف به نفسه أو سماه أو وصفه به رسوله e وإثبات ذلك على وجه يليق بجلاله : مثال ذلك: أن الله - سبحانه - سمى نفسه بالحي فيجب علينا أن نؤمن بأن الحي اسم من أسماء الله ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف وهي الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء. وسمى الله نفسه بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اسما من أسماء الله تعالى، وبالسمع صفة من صفاته، وبأنه يسمع.
وخلاصة الكلام في هذا النوع من التوحيد هو أنه يجب علينا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات على وجه الحقيقة من غير تحريف، ولا تمثيل، ولا تكييف، ولا تعطيل.
اللقاء العاشر: مراجعة أذكار الركوع والسجود ، ثم شرح معنى لا لإله إلا الله وفضلها:
لا إله إلا الله : هي أساس الدين ولها المكانة العظمى في دين الإسلام، فهي أول ركن من أركان الإسلام، وقبول الأعمال متوقف على النطق بها والعمل بمقتضاها.
أما معناها الحق الذي لا ينبغي العدول عنه فهو ( لا معبود بحق إلا الله ) وليس معناها لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله أو لا موجود إلا الله. ولهذه الكلمة ركنان:
1. النفي. وذلك في قولنا:( لا إله ): حيث نفت الألوهية عن كل أحد إلا الله.
2. الإثبات. وذلك في قولنا: ( إلا الله ): حيث أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.
فلا يعبد إلا الله ولا يجوز أن يصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، فمن قال هذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها، من نفي الشرك وإثبات الوحدانية، مع الاعتقاد الجازم بما تضمنته والعمل به فهو المسلم حقا، ومن عمل بها من غير اعتقاد فهو منافق، ومن عمل بخلافها من الشرك فهو المشرك الكافر وإن قالها بلسانه.
اللقاء الحادي عشر: اختبار تطبيقي لقياس التحصيل حول ما تم تعلمه في هذه المرحلة.
يستحسن أخذ بعض الهدايا البسيطة والكتيبات خلال هذه المرحلة في بعض الزيارات.
يستحسن إكمال هذه المرحلة بزياراتها الأحد عشر خلال مدة لا تزيد على شهرين من تاريخ الإسلام
لا ينتقل الدارس من مرحلة إلى مرحلة أعلى إلا إذا اجتاز الاختبار. ومن أخفق في الاختبار يتم تدريسه مواضيع المرحلة مرة أخرى ، ويركز على الأشياء التي لم يتقنها.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
المرحلة الثانية
اللقاء الأول: 1- نواقض الوضوء وموجبات الغسل. 2- تلقين سورة الإخلاص مع إعطاءه إياها مكتوبة بلغته للمراجعة والحفظ.
أولا: نواقض الوضوء: كل ما يخرج من السبيلين: الدبر والقبل. من البول ، والغائط ، والريح ، والمني ، والمذي ، والودي، أما المني فيوجب الغسل. كذلك النوم ومس الفرج بدون حائل وأكل لحم الإبل وفقدان الوعي ، كلها تنقض الوضوء.
اللقاء الثاني: مراجعة سريعة للدرس السابق ، ثم يدرس الإيمان بالله كركن أول من أركان الإيمان:
الإيمان بالله: الإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه ، وأنه الخالق وحده ، المدبر للكون كله ، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له ، وأن كل معبود سواه باطل وعبادته باطلة قال تعالى: } ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير{ (الحج 62) وأنه سبحانه متصف بصفات الكمال ، ومنزه عن كل نقص وعيب.
فالإيمان بالله يشمل أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية ، والألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات.
اللقاء الثالث: مراجعة سريعة للدرس السابق ، ثم يتم تناول موضوع الإيمان بالملائكة والكتب:
الإيمان بالملائكة: ويتضمن الإيمان بهم إجمالا وتفصيلا فيؤمن المسلم بأن لله ملائكة خلقهم وجبلهم على طاعته وأعطاهم القوة على تنفيذ أوامره، وهم أصناف كثيرة منهم الموكلون بحمل العرش، ومنهم خزنة الجنة والنار، ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد. ونؤمن على سبيل التفصيل بمن سمى الله ورسوله منهم كجبريل، وميكائيل، ومالك خازن النار ، وإسرافيل الموكل بالنفخ بالصور، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي e قال: ( خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم) أخرجه مسلم في صحيحه.
الإيمان بالكتب: يجب الإيمان إجمالا بأن الله سبحانه قد أنزل كتبا على أنبيائه ورسله لبيان حقه والدعوة إليه، ونؤمن على سبيل التفصيل بما سمى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن. والقرآن هو أفضلها وخاتمها، وهو المهيمن عليها والمصدق لها، وهو الذي يجب على جميع الأمة اتباعه وتحكيمه مع ما صحت به السنة عن رسول الله e .
اللقاء الرابع: مراجعة الدرس السابق ، ثم تناول موضوع : الإيمان بالرسل والإيمان باليوم الآخر:
الإيمان بالرسل: نؤمن أن الله سبحانه أرسل إلى عباده رسلا يبلغونهم رسالة ربهم، فمن أجابهم فاز بالسعادة، ومن خالفهم باء بالخسارة، وخاتمهم وأفضلهم هو نبينا محمد e ، كما قال الله سبحانه: }ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت { (النحل 36) وقال سبحانه: } ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين{ (الأحزاب 40) ومن سمى الله منهم أو ثبت عن رسول الله تسميته آمنا به على سبيل التفصيل والتعيين كنوح وهود وصالح وإبراهيم و غيرهم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
الإيمان باليوم الآخر: ويدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله e مما يكون بعد الموت كفتنة القبر وعذابه ونعيمه، وما يكون يوم القيامة من الأهوال والشدائد والصراط والميزان والحساب والجزاء ونشر الصحف بين الناس فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره، ويدخل في ذلك أيضا الإيمان بالحوض المورود لنبينا محمد e ، والإيمان بالجنة والنار، ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتكليمه إياهم، وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن رسول الله e، فيجب الإيمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بينه الله ورسوله e .
اللقاء الخامس: مراجعة سريعة للدرس السابق ، ثم يدرس موضوع: الإيمان بالقضاء والقدر:
الإيمان بالقضاء والقدر: ويتضمن الإيمان بأمور أربعة:
أولا: أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون، وعلم أحوال عباده، وأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شئونهم لا يخفى عليه من ذلك شيء ، كما قال سبحانه: } إن الله بكل شيء عليم{ (التوبة 115)
ثانيا: كتابته - سبحانه - لكل ما قدره وقضاه كما قال تعالى:} وكل شيء أحصيناه في إمام مبين{ (يس 12)
ثالثا: الإيمان بمشيئته النافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كما قال سبحانه: } كذلك الله يفعل ما يشاء ) {آل عمران 40)
رابعا: خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه، كما قال سبحانه: } ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل{ (الأنعام 102)
اللقاء السادس: مراجعة سريعة للدرس السابق ، ثم تناول موضوع: الطهارة والنجاسة :
الطهارة والنجاسة: يستخدم الماء للطهارة مثل ماء المطر والبحر وغيره كما يجوز استخدام الماء الذي خالطه شيء طاهر وبقي على أصله لم يحوله من كونه ماء. أما ما خالطه نجاسة فلا يجوز استخدامه وذلك إذا غيرت النجاسة طعمه أو ريحه أو لونه، أما إذا لم يتغير شيء من ذلك فإنه يجوز استخدامه للطهارة. كما يجوز استخدام الماء المتبقي في الإناء بعد الشرب منه إلا ما شرب منه الكلب والخنزير فإنه نجس.
النجاسة و هي ما يجب على المسلم أن يتنـزه عنها ويغسل ما أصابه منها، و يجب غسل الثوب والبدن إذا أصابتهما نجاسة حتى تزول عنهما إن كانت مرئية كالدم. فإن بقي بعد الغسل أثر يشق زواله فلا بأس في ذلك. أما إن كانت النجاسة غير مرئية فإنه يكتفى بغسله ولو مرة واحدة.
أما الأرض فتطهر إذا أصابتها نجاسة بصب الماء عليها، كما أنها تطهر بجفاف النجاسة إذا كانت مائعة، أما إذا كانت جرما فإنها لا تطهر إلا بإزالة النجاسة.
اللقاء السابع: مراجعة سريعة للدرس السابق ، ثم تناول موضوع: أحكام النجاسة:
من أحكام النجاسة:
1- إذا أصاب الإنسان شيء لا يدري هل هو نجس أم لا فإنه لا يجب عليه أن يسأل عنه كما لا يجب عليه غسله.
2- إذا انتهى الإنسان من صلاته فرأى في جسده أو في ثوبه نجاسة لم يكن عالما بها أو كان يعلمها لكنه نسيها فصلاته صحيحة.
3- ومن خفي عليه مكان النجاسة في الثوب وجب عليه غسل الثوب كله.
والنجاسة أنواع منها:
أ- البول والغائط.
ب- الودي: وهو سائل أبيض ثخين يخرج أحيانا بعد البول.
ج- المذي: وهو سائل أبيض لزج يخرج عند الإثارة الجنسية.
وهذه نجاسة لابد من غسل ما أصاب البدن والثياب منها. أما المني فإنه طاهر ولكن يستحب غسله إذا كان رطبا وفركه إذا كان يابسا.
ج. بول وروث ما لا يؤكل لحمه من الحيوان فإنهما نجسان. أما روث وبول ما يؤكل لحمه فإنه ليس بنجس.
اللقاء الثامن: مراجعة سريعة للدرس السابق ، ثم تناول موضوع: قضاء الحاجة:
قضاء الحاجة: من آداب قضاء الحاجة ما يلي:
1. يقول قبل دخول الخلاء: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. مقدما رجله اليسرى ويقول بعد الخروج: غفرانك . مقدما رجله اليمنى.
2. ألا يستصحب ما فيه اسم الله إلا أن يخاف عليه الضياع.
3. عدم استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة في الصحراء ( الأرض الفضاء).
4. ستر العورة عن الناس وعدم التساهل في ذلك، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة والمرأة كلها عورة إلا وجهها في الصلاة.
5. التحرز من أن يصيب بدنه أو ثيابه شيء من البول أو الغائط.
6. التنظف بالماء بعد قضاء الحاجة. أو استخدام الورق أو الأحجار ونحوها بإزالة أثر النجاسة إذا لم يوجد الماء، وأن يستخدم يده اليسرى في التنظيف.
اللقاء التاسع: مراجعة للدرس السابق ، بعدها يتم تناول موضوع الغسل :
الغسل: هو تعميم الجسد بالماء حيث لا بد من غسل جميع البدن بالماء مع المضمضة والاستنشاق. ويجب لأمور خمسة:
أولا: خروج المني دفقا بلذة في اليقظة أو في النوم من ذكر أو أنثى ، أما إذا خرج المني لغير شهوة لمرض أو نحوه فلا يوجب الغسل. كذلك إذا احتلم ولم يرى المني ولا أثره فلا يجب الغسل.
ثانيا: التقاء الختانين أي تغييب الحشفة في الفرج وإن لم يحصل إنزال.
ثالثا: انقطاع الحيض والنفاس.
الرابع: الموت حيث يجب تغسيل الميت.
ما يحرم على الجنب:
1. مس المصحف وحمله وكذلك قراءة القرآن سرا أو جهرا حفظا أو قراءته من المصحف ونحوه.
2. المكث في المسجد ، أما المرور فلا بأس به.
اللقاء العاشر: تناول موضوع التيمم:
التيمم: صفته أن ينوي التيمم لرفع الحدث ثم يقول : بسم الله ، ثم يضرب بكفيه على الأرض مرة واحدة ثم يمسح وجهه ثم كفيه. وينقض التيمم ما ينقض الوضوء كما ينقضه وجود الماء لمن عدمه قبل الصلاة أو أثنائها، أما إذا فرغ من الصلاة صحت صلاته.
يباح التيمم في الحضر والسفر وهو بدل عن الوضوء أو الغسل إذا وجد سبب من الأسباب التالية:
1. إذا لم يوجد الماء أو وجد ولكنه لا يكفي للطهارة. ولكن بعد الحرص على طلب الماء أولا فإن لم يجد تيمم. أو أن يكون الماء قريبا منه إلا أنه يخاف على نفسه أو ماله من الأذى إذا ذهب في طلبه.
2. إذا كان في بعض أعضاء الطهارة جرح فإنه يغسله بالماء فإن كان الغسل بالماء يؤثر عليه مسحه مسحا فيبل يده ويمرها عليه، فإن كان المسح يؤثر عليه أيضا فإنه يتيمم عنه.
3. إذا كان الماء أو الجو شديد البرودة وخاف من استخدام الماء الضرر.
4. أن يوجد معه الماء لكنه يحتاجه للشرب فإنه يتيمم.
اللقاء الحادي عشر: تلقينه الذكر بعد الرفع من الركوع ، وما يقول بين السجدتين:
- ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد.
- رب اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، واجبرني ، وعافني.
اللقاء الثاني عشر: اختبار تطبيقي لهذه المرحلة.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
المرحلة الثالثة
اللقاء الأول: مراجعة حفظ الفاتحة والإخلاص، ثم تلقين سورة الكوثر.
اللقاء الثاني: مراجعة سورة الكوثر ثم تلقين سورة العصر.
اللقاء الثالث: مراجعة للسور الأربع السابقة ثم تلقين سورة الناس.
اللقاءات الرابع ، والخامس ، والسادس: تناول أحكام اليوم الآخر ، تراجع سورة الناس في بداية كل لقاء حتى يتقنها:
الموت: هو نهاية كل حي في هذه الدنيا. قال تعالى: }كل نفس ذائقة الموت{ (آل عمران 185) وقال: } كل من عليها فان{ (الرحمن 27) وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: }إنك ميت وإنهم ميتون{ (الزمر 30) فلا خلود لأحد من البشر في هذه الدنيا. قال تعالى: }وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد{ (الأنبياء 34)
1- والموت أمر مؤكد لا يتطرق إليه شك ومع هذا فإن أكثر الناس عنه غافلون، فعلى المسلم أن يكثر من ذكره وأن يستعد له كما على المسلم أن يتزود من دنياه لآخرته بالعمل الصالح قبل فوات الأوان. وقد قال e :(اغتنم خمسا قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) المستدرك للحاكم.
والميت لا يحمل معه إلى قبره من متاع الدنيا شيئا وإنما يبقى معه عمله فلتحرص أخي على التزود بالعمل الصالح الذي تسعد به السعادة الأبدية ، ويكون به النجاة من العذاب بإذن الله.
2- أجل الإنسان مبهم لا يعلمه أحد إلا الله، فلا أحد يعلم متى يموت أو في أي مكان يموت، لأن هذا من علم الغيب الذي انفرد الله به.
3- إذا جاء الموت فلا يمكن دفعه أو تأخيره أو الفرار منه. قال تعالى:}ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون{ (الأعراف 34)
4- المؤمن إذا جاءه الموت جاء إليه ملك الموت بصورة حسنة طيب الرائحة وتحضر معه ملائكة الرحمة يبشرونه بالجنة، قال تعالى: }إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون{ (فصلت 30) وأما الكافر فيأتيه ملك الموت بصورة مخيفة أسود الوجه ويأتي معه ملائكة العذاب يبشرونه بالعذاب، قال تعالى: }ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون{ (الأنعام 93) فإذا جاء الموت انكشفت الحقيقة واتضحت لكل إنسان، قال تعالى:}حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون{ (المؤمنون 99-100)
فإذا جاء الموت تمنى الكافر و العاصي الرجعة إلى الحياة لأجل أن يعمل الأعمال الصالحة ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان، قال تعالى: }وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل{ (الشورى 44)
5- من رحمة الله تعالى بعباده أنه من كان آخر كلامه قبل موته "لا إله إلا الله" دخل الجنة، قالe : (من كان آخر كلامه من الدنيا، لا إله إلا الله دخل الجنة) أخرجه أبو داود، لأنه لا يمكن أن يقولها الإنسان في ذلك الوقت العصيب إلا مخلصا فيها أما غير المخلص فإنه يذهل عنها لشدة ما يصيبه من سكرة الموت. لذا يسن لمن حضر عند المحتضر أن يلقنه لا إله إلا الله.
القبر: قال e : (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم، قال: فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعا. وأما الكافر أو المنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين) سنن النسائي.
وعودة الروح إلى الجسد في القبر من أمور الآخرة التي لا يدركها العقل البشري في الدنيا، وقد أجمع المسلمون على أن الإنسان ينعم في قبره إذا كان مؤمنا مستحقا للنعيم أو يعذب إذا كان مستحقا للعذاب إن لم يتجاوز الله عنه، وقد قال الله تعالى: }النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب{ (غافر 46) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا بالله من عذاب القبر) أخرجه أبو داود. والعقل السليم لا ينكر ذلك، لأن الإنسان يرى في هذه الحياة ما يقرب له ذلك فالنائم يحس أنه يعذب عذابا شديدا ويصرخ ويستغيث، ومن بجانبه لا يحس بذلك، مع الفارق الكبير بين الموت والحياة. والعذاب في القبر للروح والبدن معا وقد قال الرسول e : ( القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) أخرجه الترمذي. فينبغي على المسلم أن يكثر من التعوذ من عذاب القبر خصوصا قبل التسليم من الصلاة، وكذا الحرص على الابتعاد عن المعاصي التي هي السبب الأول للعذاب في القبر وفي النار. وقد سمي عذاب القبر لأن غالب الناس يقبرون وإلا فالغريق والحريق ومن أكلته السباع ونحو ذلك يعذب أو ينعم في البرزخ. وعذاب القبر يتنوع من ضرب بمطارق من حديد أو غيره، ويملأ عليه قبره بالظلمة ويفرش له من النار ويفتح له باب منها، ويمثل له عمله الخبيث على هيئة رجل قبيح الوجه والثياب نتن الريح يجلس معه في قبره. والعذاب يستمر إذا كان العبد كافرا أو منافقا، أما إذا كان العبد مؤمنا عاصيا فيختلف العذاب حسب المعصية وقد ينقطع العذاب عنه.
وأما المؤمن فينعم في قبره حيث يوسع له قبره ويملأ نورا ويفتح له باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ويفرش له منها، ويمثل له عمله الصالح في صورة رجل جميل يؤنسه في قبره.
قيام الساعة وعلاماتها : 1- لم يخلق الله هذا العالم للبقاء، بل سيأتي عليه يوم ينتهي فيه. وهذا اليوم هو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وهو حق لا شك فيه قال تعالى: } إن الساعة آتية لا ريب فيها{ (غافر 59) وقال سبحانه:} وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتيانكم{(سبأ 3) والساعة قريبة حيث قال تعالى: } اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون{ ( الأنبياء1) ولكن اقترابها ليس بمقياس البشر وما تعارفوا عليه بل هو بالنسبة لعلم الله ولما مضى من عمر الدنيا .
وعلم الساعة من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فلم يطلع عليه أحدا من خلقه. قال تعالى: }يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا{ (الأحزاب 63)
2- لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ذلك أن الله سبحانه يبعث قبل قيامها ريحا طيبة تقبض أرواح المؤمنين. فإذا أراد الله القضاء على المخلوقات بالموت ونهاية الدنيا أمر الله الملك بالنفخ في الصور (وهو قرن عظيم) فإذا سمعه الناس صعقوا قال تعالى: } ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله{ (الزمر 68) ويكون ذلك يوم جمعة ، ثم بعد ذلك يموت جميع الملائكة ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى.
3- كل جسم الإنسان يفنى وتأكله الأرض إلا عجب الذنب (أي أصله، وهو العظم الذي يكون في أسفل الظهر)، أما أجساد الأنبياء فإنها لا تأكلها الأرض. فينزل الله سبحانه من السماء ماء فتنبت الأجساد فإذا أراد الله بعث الناس أحيا إسرافيل الملك الموكل بالصور فينفخ في الصور النفخة الثانية فيحي الله جميع المخلوقات ويخرج الناس من قبورهم كما خلقهم الله أول مرة حفاة عراة غرلا (أي غير مختونين). قال تعالى: } ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون{ (يس 51) وقال – سبحانه- : } يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون{ (المعارج 43-44) وأول من تنشق عنه الأرض هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك عنه عليه الصلاة والسلام. ثم يساق الناس إلى أرض المحشر وهي أرض واسعة منبسطة ، وتدنو الشمس من الخلائق فيكون الخلق على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وهناك من يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال الرسولe : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل معلق قلبه في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) رواه مسلم، وليس هذا خاصا بالرجل بل المرأة أيضا تحاسب على أعمالها إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولها مثل ما للرجل من الجزاء والحساب. وفي ذلك الموقف يشتد العطش بالناس في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة إلا أنه يمر على المؤمن سريعا كأداء صلاة مكتوبة، ويرد المسلمون حوض النبي صلى الله عليه وسلم يشربون منه (والحوض مكرمة عظيمة خص الله بها نبينا e تشرب منه أمته يوم القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ورائحته أطيب من ريح المسك وآنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا) ويبقى الناس في ارض المحشر زمنا طويلا ينتظرون الفصل بينهم والحساب. فإذا طال بهم الوقوف والانتظار مع ما هم فيه من الشدة وحر الشمس التمسوا من يشفع لهم عند الله للقضاء بين الخلائق فيأتون آدم عليه السلام فيعتذر ثم يأتون نوحا عليه السلام فيعتذر ثم يأتون إبراهيم فيعتذر ثم يأتون موسى عليه السلام فيعتذر ثم يأتون عيسى عليه السلام فيعتذر ثم يأتون محمدا e فيقول أنا لها فيسجد تحت العرش ويحمد الله بمحامد يفتحها الله عليه فيقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيأذن الله بالقضاء والحساب. وأمة محمد هي أول من يحاسب.
أول ما يحاسب عنه العبد من أعماله الصلاة فإن صلحت وقبلت نظر في سائر عمله وإن ردت رد سائر عمله. ويسأل العبد عن خمس: عن عمره فيما أفناه. وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به. أما أول ما يقضى فيه بين العباد هي الدماء. والقصاص يومئذ يكون بالحسنات والسيئات، فيأخذ من حسنات الشخص وتعطى لخصمه فإذا فنيت حسناته، أخذ من سيئات خصمه وطرحت عليه. وينصب الصراط ( وهو جسر أدق من الشعر وأحدُ من السيف ينصب على متن جهنم) فيمر الناس على حسب أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر وكالريح وكأجاود الخيل ومنهم من يحبو حبوا، وعلى الصراط كلاليب تأخذ الناس وتلقيهم في جهنم، ويتساقط الكفار ومن شاء الله من عصاة المؤمنين في النار، فأما الكفار فيخلدون في النار وأما عصاة المؤمنين فيعذبون ما شاء الله ثم يخرجون إلى الجنة. ويأذن الله لمن شاء من الأنبياء والرسل والصالحين أن يشفعوا لبعض من دخل النار من أهل التوحيد فيخرجهم الله منها ، ويقف من يجتاز الصراط -وهم أهل الجنة- على قنطرة بين الجنة والنار حيث يقتص لبعضهم من بعض فلا يدخل الجنة من كان عنده لأخيه مظلمة حتى يقتص منه وتطيب نفوسهم على بعض. وإذا دخل أهل الجنة الجنة ودخل أهل النار النار، جيء بالموت على صورة كبش فذبح بين الجنة والنار وأهل الجنة والنار ينظرون، ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة من الفرح، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار.
النار وعذابها: قال تعالى: } فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين{ (البقرة 24) وقال رسول الله e لأصحابه: ( ناركم هذه التي توقدون: جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله ، قال: ( فإنها فضلت بتسع وستين جزءا، كلها مثل حرها) رواه البخاري ومسلم.
والنار سبع طبقات كل طبقة أشد عذابا من الأخرى، ولكل طبقة منها أهل على حسب أعمالهم. والمنافقون في الدرك الأسفل من النار وهو الأشد عذابا. وعذاب أهل النار من الكفار دائم لا ينقطع، بل كلما احترقوا أعيدوا مرة أخرى لمزيد من العذاب قال الله تعالى: } كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب{ (النساء 56) وقال سبحانه: }والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها، كذلك نجزي كل كفور{ (فاطر 36) ويصفدون فيها وتغل أعناقهم، قال تعالى }وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار{ (إبراهيم 50) وطعام أهل النار الزقوم حيث قال الله تعالى: }إن شجرة الزقوم طعام الأثيم، كالمهل يغلى في البطون كغلي الحميم{ (الدخان 43-46) وقال الرسول e: ( لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه) ويبين شدة عذاب النار وعظم نعيم الجنة، ما ورد عن النبي e : (أنه يؤتى بأنعم أهل الدنيا من الكفار فيغمس في النار غمسة ثم يقال له: هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا، ما مر بي نعيم قط ؛ نسي كل نعيم الدنيا وترفها من غمسة واحدة في النار، وكذلك يؤتى بأبأس أهل الدنيا من المؤمنين فيغمس في الجنة غمسة، ثم يقال له: هل مر بك بؤس قط؟ فيقول: لا، ما مر بي بؤس قط ولا أذى. نسي كل ما قاساه في الدنيا من البؤس والفقر والشقاء من غمسة واحدة في الجنة)
صفة الجنة: الجنة دار الخلد والكرامة لعباد الله الصالحين فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قال تعالى: } فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ (السجدة 17) وهي درجات تتفاوت منازل المؤمنين فيها على حسب أعمالهم، قال سبحانه: } يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات{ (المجادلة 11)
يأكلون ويشربون فيها ما تشتهيه أنفسهم، فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى وأنهار من خمر لذة للشاربين، وخمرهم ليست كخمر الدنيا، قال تعالى: }يطاف عليهم بكأس من معين، بيضاء لذة للشاربين. لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون{ (الصافات 45-47) ويزوجون فيها من الحور العين، قال e : ( لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما - أي السماء والأرض - ولملأته ريحا ) رواه البخاري ، وأعظم نعيم أهل الجنة هو النظر إلى الله سبحانه وتعالى. وأهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك. ونعيمهم هذا دائم لا ينقطع ولا ينقص، قال صلى الله عليه وسلم: من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ولا يبلى. ونصيب أقل أهل الجنة - وهو آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة- خير من الدنيا كلها عشر مرات.
اللقاء السابع: تلقينه التشهد الأول ، وكتابته له بلغته لفظا:
( التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
اللقاء الثامن: مراجعة التشهد الأول، ثم الحديث حول أهمية وفضل العلم وطلبه:
قال الله تعالى: } يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات { (المجادلة 11)
وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله e: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي e قال: (من علّم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء) رواه ابن ماجة
ومن الفوائد
1- فيما ورد بيان فضل العلم والعلماء وأن الفقه في الدين دليل على إرادة الله بالعبد الخير.
2- عظم أجر تعليم الناس ودلالتهم على الخير وتبليغ العلم ولو كان قليلا .
اللقاء التاسع: مراجعة التشهد الأول، ثم الحديث حول حقوق المسلم:
قال الله تعالى:} إنما المؤمنون إخوة{ (الحجرات 10)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: ( المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله (يترك نصرته) كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرء من الشر (أي يكفيه من الشر) أن يحقر أخاه المسلم) الترمذي
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي e قال: ( لا يؤمن أحكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) البخاري
ومن الفوائد:
1- المؤمن أخ للمؤمن صغيرا كان أم كبيرا حاكما كان أو محكوما.
2- الحث على التعاون بين المسلمين ومساعدة كل من يحتاج إلى المساعدة في غير معصية.
3- فضل مساعدة المحتاج وعظم أجر ذلك.
اللقاء العاشر: مراجعة ما تم حفظه من القرآن ثم تلقين سورة الفلق.
اللقاء الحادي عشر: مراجعة التشهد الأول ، وسورة الفلق.
اللقاء الثاني عشر: اختبار حول ما تم تعليمه في هذه المرحلة.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
المرحلة الرابعة
اللقاء الأول: الحديث حول بعض أحكام الأطعمة:
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالأكل من الطيبات، ونهاهم عن الخبائث: قال تعالى: }يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم{ (البقرة 172) والأصل في الأطعمة الحل؛ إلا ما استثني. فالله تعالى أباح لعباده المؤمنين الطيبات لكي ينتفعوا بها، ولا يجوز أن يستعان بنعم الله على معصية، وقد بين الله تعالى لعباده ما حرمه عليهم من المطاعم والمشارب قال تعالى: }وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه{ (الأنعام 119) فما لم يبين تحريمه فهو حلال.
ويحرم الإسلام كل خبيث أو فيه ضرر ؛ كالميتة، والدم، والخمر، والدخان، والمتنجس (الذي خالطه نجاسة) فإنه يحرم لأنه خبيث مضر. فالميتة هي ما فارقته الحياة بدون ذكاة شرعية.
والدم هو الدم المسفوح الخارج من الذبيح أما ما يتبقى في خلل اللحم بعد الذبح وما يتبقى في العروق؛ فمباح.
اللقاء الثاني: مراجعة الدرس السابق ، ثم إكمال الحديث حول بعض أحكام الأطعمة:
والأطعمة المباحة على نوعين حيوانات ونباتات، فيباح منها مالا مضرة فيه.
والحيوانات على نوعين: حيوانات تعيش في البر، وحيوانات تعيش في البحر.
فأما ما يعيش في البحر فهو حلال على الإطلاق. ولا يشترط له ذكاة حيث تجوز ميتة البحر.
وحيوانات البر مباحة إلا أنواعا حرمها الإسلام، وهي:
1- الحمر الأهلية. 2- ماله ناب يفترس به إلا الضبع. 3- والطيور مباحة إلا ما استثني، مثل:
ما له مخلب يصيد به. قال ابن عباس رضي الله عنه: (نهى رسول الله e عن كل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطيور) رواه مسلم.
ويحرم من الطيور أيضا ما يأكل الجيف، كالنسر، والغراب، وذلك لخبث ما يتغذى به.
ويحرم ما يستقذر؛ كالحية، والفأرة، والحشرات.
وما عدا ما ذكر من الحيوانات والطيور؛ فهو حلال. كالخيل، وبهيمة الأنعام، والدجاج، والحمر الوحشية، والضباء، والنعام، والأرانب وغيرها.
ويستثنى من ذلك الجلالة وهي التي أكثر علفها النجاسة، فيحرم أكلها حتى تحبس ثلاثا وتطعم الطاهر فقط.
ومن اضطر إلى محرم بأن خاف التلف إن لم يأكله جاز له ما يسد رمقه، إلا السم.
اللقاء الثالث: تلقينه الصلاة على النبي ، إكمالا للتشهد في الصلاة ، مع كتابتها له لفظيا بلغته:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللقاء الرابع: مراجعة الصلاة على النبي ، ثم الحديث حول المسبوق في الصلاة:
المسبوق في الصلاة: يتم الإنسان ما فاته إدراكه مع الإمام بعد أن يسلم الإمام وتكون بداية صلاته من الركعة التي أدركها مع الإمام. ويكون إدراك الركعة بإدراك الركوع مع الإمام، أما إذا فات الإنسان إدراك الركوع مع الإمام فتكون قد فاتته تلك الركعة كاملة، وينبغي للمسبوق إذا دخل المسجد الانضمام مباشرة إلى الجماعة في أي وضع كانوا سواء كانوا واقفين أو راكعين أو ساجدين أو غير ذلك وأن لا ينتظر قيامهم للركعة التالية، ويؤدي تكبيرة الإحرام وهو واقف إلا المعذور كالمريض.
اللقاء الخامس: مراجعة الصلاة على النبي ، ثم الحديث حول مبطلات الصلاة:
1- تبطل الصلاة بالكلام عمدا وإن كان يسيرا.
2- وتبطل بالانحراف عن القبلة بجميع البدن.
3 - وتبطل بخروج الريح من الدبر وبجميع ما يوجب الوضوء أو الغسل.
4- وتبطل بالحركات الكثيرة المتوالية لغير ضرورة.
5- وتبطل بالضحك وإن كان يسيرا.
6- وتبطل الصلاة إذا زاد فيها ركوعا أو سجودا أو قياما أو قعودا متعمدا ذلك.
7- وتبطل بمسابقة الإمام عمدا.
اللقاء السادس: يكون الحديث فيه عن السنن الرواتب:
يستحب لكل مسلم ومسلمة، أن يحافظ على اثنتي عشرة ركعة في حال الحضر، وهي أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، لأن النبي e، كان يحافظ عليها، قال e : ( من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بيت في الجنة ) رواه مسلم.
كما يسن للمسلم أداء الوتر ووقته يكون بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر وهو من السنن التي لم يتركها الرسول e لا في السفر ولا في الحضر هي وسنة الفجر.
اللقاء السابع: الحديث حول أحكام السهو في الصلاة:
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
السهو في الصلاة: إذا أخطأ الإنسان في صلاته بأن نسي واجبا مثل الجلوس للتشهد الأول أو نحو ذلك فإنه يسجد سجدتين للسهو قبل السلام إذا كان الخطأ نقصا في الصلاة ولا يلزمه الإتيان به.
أما إذا كان قد زاد في صلاته فإنه يسجد بعد السلام سجدتين ثم يسلم. أما من نسي ركنا من أركان الصلاة فلابد من الإتيان به لتصح صلاته كما يلزمه سجود السهو أيضا.
اللقاء الثامن: واجبات الصلاة :
1- جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام.
2- قول سبحان ربي العظيم في الركوع.
3- قول سمع الله لمن حمده للمنفرد والإمام.
4- قول ربنا ولك الحمد بعد الرفع من الركوع.
5- قول سبحان ربي الأعلى في السجود.
6- قول رب اغفر لي بين السجدتين.
7- التشهد الأول.
8- الجلوس له.
اللقاء التاسع: أركان الصلاة:
1- القيام مع القدرة.
2- تكبيرة الإحرام.
3- قراءة الفاتحة في كل ركعة.
4- الركوع.
5- الاعتدال قائما.
6- السجود على الأعضاء السبعة.
7- الرفع من السجود.
8-الجلوس بين السجدتين.
9- الطمأنينة.
10 - التشهد الأخير.
11-الجلوس له.
12- الصلاة على النبي e.
13- التسليم.
14- الترتيب بين الأركان.
اللقاء العاشر: مراجعة مركزة لما تم تناوله في اللقاءات من الثالث وحتى الخامس.
اللقاء الحادي عشر: اختبار لما تم تعلمه في هذه المرحلة.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
المرحلة الخامسة
يتم خلال هذه المرحلة تناول السيرة النبوية بصورة مختصرة خلال عشرة لقاءات، ويتم في اللقاء الحادي عشر إجراء اختبار حول ما تم تدريسه. كما يلقن في بداية كل درس الأذكار بعد الصلاة تدريجيا حتى يتقنها:
الأذكار بعد الصلاة
استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله.
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
ويستحب أن يكرر ( لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ) بعد الفجر والمغرب عشر مرات.
ثم يقول سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر (ثلاثا وثلاثين مرة) ويقول تمام المائة ( لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
ويقرأ آية الكرسي ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة، ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ، ثلاث مرات بعد صلاة الفجر والمغرب.
السيرة النبوية:
حال العرب قبل البعثة: كانت الوثنية هي الدين السائد لدى العرب، ولاعتناقهم للوثنية المخالفة للدين القويم سميت فترتهم بالجاهلية. وكان من أشهر معبوداتهم من دون الله: اللات، والعزى، ومناة، وهبل. لكن وجد بين العرب من اعتنق اليهودية أو النصرانية أو المجوسية، ووجد بينهم أفراد قليلون ظلوا متمسكين بالحنيفية ملة إبراهيم - عليه السلام. أما الحياة الاقتصادية فكانت البادية تعتمد اعتمادا كليا على الثروة الحيوانية المعتمدة على الرعي. وكان عماد الحياة الاقتصادية لدى الحاضرة الزراعة والتجارة، وقبيل ظهور الإسلام كانت مكة أعظم بلدة تجارية في جزيرة العرب، كما كان هناك حضارة عمرانية في مناطق متعددة. أما من الناحية الاجتماعية فقد كان الظلم منتشرا لا حق فيه لضعيف، توأد البنات، وتنتهك الحرمات، ويأكل القوي حق الضعيف، يعددون الزوجات من غير حد، الزنا منتشر والحروب بين القبائل تقع لأتفه الأسباب. هذه باختصار لمحة سريعة عن واقع الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام.
ابن الذبيحين: كانت قريش تفاخر عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بالذرية والغنى فنذر عبدالمطلب لئن رزقه الله عشرة من البنين الذكور ليذبحن واحدا منهم تقربا للآلهة. وتم له ما أراد فرزق عشرة ذكور كان أحدهم عبدالله والد النبي صلى الله علبه وسلم، فلما أراد عبدالمطلب تنفيذ النذر قام الناس في وجهه ليمنعوه حتى لا يكون ذلك في الناس سنة، ثم اتفقوا على أن يضربوا القرعة على عبدالله وعلى عشرة من الإبل، تكون له فداء، ثم يزيدوا في ذلك إن خرجت القرعة على عبدالله، فأجروا القرعة وكانت تخرج على عبدالله حتى المرة العاشرة حيث خرجت على الإبل التي بلغت مائة. فذبحوا الإبل.
ولقد كان عبدالله أحب أبناء عبدالمطلب إلى قلبه خصوصا بعد الفداء. وعندما كبر عبدالله اختار له والده فتاة من بني زهرة تدعى آمنة بنت وهب فزوجه إياها، وحملت آمنة ، وبعد ثلاثة أشهر من حملها، خرج عبدالله مع قافلة تجارية إلى الشام وفي طريق العودة وقع فريسة المرض، فأقام في المدينة عند أخواله من بني النجار وهناك وافاه الأجل ودفن. وتمت أشهر الحمل، ودنا يوم الوضع وبدأ الطلق إلا أن آمنة لم تحس ألما ولا شدة مما اعتادت عليه النساء عند الوضع. ومع فجر يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام واحد وسبعين وخمسمائة للميلاد وضعت آمنة وليدها وذلك عام الفيل.
قصة الفيل: وهي أن أبرهة الحبشي نائب النجاشي على اليمن، لما رأى العرب يحجون إلى الكعبة في مكة بنى كنيسة كبيرة في صنعاء، وأراد أن يصرف حج العرب إليها، وسمع بذلك رجل من بني كنانة ( إحدى قبائل العرب )، فدخلها ليلا ولطخ جدرانها بالعذرة. ولما علم أبرهة بذلك ثار غيضا، وسار بجيش ضخم - عدده ستون ألف جندي - إلى الكعبة ليهدمها، واختار لنفسه فيلا من أكبر الفيلة، وكان في الجيش تسعة فيلة، وواصل سيره حتى بلغ قريبا من مكة، وهناك هيأ جيشه واستعد لدخول مكة لكن الفيل برك ولم يتقدم نحو الكعبة، وكانوا كلما وجهوه إلى الجهات الأخرى قام يهرول، وإذا صرفوه إلى الكعبة برك، فبينا هم كذلك إذ أرسل الله عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول، وكان كل طائر يحمل ثلاثة أحجار ، حجرا في منقاره، وحجرين في رجليه أمثال الحمص، لا تصيب منهم أحدا إلا صار تتقطع أعضاؤه، وهلك. وخرجوا هاربين فتساقطوا في الطريق، وأما أبرهة فبعث عليه داء تساقطت بسببه أنامله، ولم يصل صنعاء إلا وهو مثل الفرخ، حيث مات هناك. وأما قريش فكانوا قد تفرقوا في الشعاب واحتموا بالجبال، خوفا على أنفسهم من الجيش، فلما نزل بالجيش ما نزل رجعوا إلى بيوتهم آمنين. وكانت هذه الوقعة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يوما.
كان من عادة العرب أن يسترضعوا لأولادهم في البوادي حيث تتوفر لهم أسباب النشأة البدنية السليمة، وفي تلك الآونة التي ولد فيها محمد e وصل إلى مكة جماعة من بادية بني سعد لهذا الغرض، وراحت النسوة منهن يطفن البيوت، وكن جميعا يعرضن عن محمد صلى الله عليه وسلم، ليتمه وفقره. وكانت حليمة السعدية واحدة من هؤلاء، فأعرضت كما أعرضن، ولكنها بعد طوافها أكثر البيوت لم تظفر ببغيتها، ولم تجد طفلا رضيعا تحمله معها، ليخفف أجره ما تعانيه من شظف العيش وقسوة الحياة، وخاصة في سنتها المجدبة تلك. فكرت راجعة إلى بيت آمنة راضية بالطفل اليتيم والأجر القليل. ولقد حضرت حليمة إلى مكة مع زوجها على أتان هزيلة، بطيئة السير، وفي طريق العودة، وهي تضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرها، كانت الأتان تعدو عدوا سريعا، وتخلف وراءها كل الدواب، مما جعل رفاق الطريق يعجبون كل العجب. وأيضا تحدثنا حليمة أن ثديها لم يكن يدر شيئا من الحليب، وأن طفلها الرضيع كان دائم البكاء من شدة الجوع، فلما ألقمت ثديها رسول الله e در غزيرا. وتحدث عن جدب أرضها في ديار بني سعد فلما حظيت بشرف رضاعة هذا الطفل أنتجت أرضها وماشيتها وتبدل حالها كله، من بؤس وفقر إلى هناء ويسر. وقضى محمد عليه الصلاة والسلام سنتين في رعاية حليمة وهي حريصة عليه كل الحرص، تحس من أعماقها بأشياء وأحوال غير عادية تحيط بهذا الطفل، وبعد هذه السنتين أتت به حليمة إلى أمه وجده في مكة، لكن حليمة التي رأت من بركته e ما غير حالها ألحت على آمنة أن توافق على بقائه عندها مرة ثانية، فوافقت آمنة. وعادت حليمة إلى ديار بني سعد ومعها الطفل اليتيم تغمرها الفرحة، وتحلق بها السعادة.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
شق الصدر:
وفي ذات يوم ، وكان محمد e قد قارب الرابعة من عمره، وبينما هو يلهو مع أخيه من الرضاع - ابن حليمة - بعيدا عن الخيام جاء ابن حليمة وهو يجري وعلى وجهه سمات الجزع، وطلب منها أن تدرك أخاه القرشي، فسألته عن الأمر؛ فقال: لقد رأيت رجلين في ثياب بيضاء، يأخذانه من بيننا، ويضجعانه ثم يشقان صدره، وقبل أن يكمل روايته، كانت حليمة تركض نحو محمد e فرأته واقفا مكانه لا يتحرك، وقد علت الصفرة وجهه، وامتقع لونه، فسألته في لهفة عما أصابه، فأخبرها أنه بخير، وحكى لها أن رجلين في ثياب بيضاء أخذاه فشقا صدره ثم أخرجا قلبه فاستخلصا منه علقة سوداء طرحاها، ثم غسلا القلب بماء بارد، ثم أعاداه إلى الجوف، ثم مسحا فوق الصدر، وغادرا المكان ثم اختفيا. وحاولت حليمة أن تتحسس موضع الشق، فلم تر أثرا، ثم عادت بمحمد إلى الخباء. ومع إطلالة فجر اليوم التالي، كانت حليمة تحمل محمدا إلى أمه في مكة. واستغربت آمنة عودة حليمة في غير أوانها، رغم حرصها على الطفل، وسألتها عن السبب، فحدثتها حليمة بعد إلحاح عن حادثة شق الصدر.
وخرجت آمنة بطفلها اليتيم إلى يثرب لزيارة أخواله من بني النجار، فمكثت أياما، ثم وافاها الأجل وهي في طريق العودة، في مكان يسمى الأبواء، وهناك دفنت، وهاهو محمد يودع أمه وهو في السادسة من عمره، وكان على جده عبدالمطلب أن يعوضه الكثير، فرعاه وكفله، وعطف عليه. ومع تمام الثامنة من عمره e توفي جده عبدالمطلب، فكفله عمه أبو طالب رغم كثرة عياله وقلة ماله، وعامله عمه وكذلك زوجته كواحد من أبنائهما، ولقد تعلق الطفل اليتيم بعمه إلى حد كبير، وفي هذا الجو بدأ تكونه الأولي، ونشأ على الصدق والأمانة حتى كانتا لقبا يعرف به، فإذا قيل حضر الأمين، عرف أنه محمد e.
وبعد أن شب وكبر قليلا بدأ في محاولة الاعتماد على نفسه في شؤون حياته وكسب معاشه، فبدأ عليه الصلاة والسلام، رحلة العمل والكسب، فعمل راعيا لبعض القرشيين على أغنامهم مقابل مبلغ من المال.
وانخرط في رحلة إلى الشام كانت قد ساهمت فيها، خديجة بنت خويلد بمال كثير، وكانت سيدة ثرية، وكان وكيلها على مالها في تلك الرحلة ميسرة غلامها ومدبر أعمالها؛ وببركة رسول الله e وأمانته، ربحت تجارة خديجة ربحا لم تعهده من قبل، فسألت غلامها ميسرة عن سبب هذا الربح العظيم، فأنبأها بأن محمد بن عبدالله تولى عملية العرض والبيع، ولقد أقبل الناس عليه إقبالا كبيرا، فكان الربح الكثير من غير ظلم. وأصغت خديجة إلى غلامها ميسرة وكانت تعرف عن محمد بن عبدالله بعض الأمور، فاشتد إعجابها به، وكانت قد تزوجت من قبل وتوفي عنها زوجها، فأرادت أن تدخل في تجربة جديدة، في كنف زوج هو محمد بن عبدالله، فأرسلت إحدى قريباتها تستطلع لها تجاوب محمد بن عبدالله e في ذلك الأمر، وكان عليه الصلاة والسلام قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره الشريف. فأتته المرأة تعرض عليه الزواج من خديجة فرضي ذلك. فتم الزواج وسعد كل واحد منهما بالآخر. وأخذ محمد في إدارة شؤون ثروة خديجة وأثبت كفاءته وقدرته. وتتابع حمل خديجة وولادتها، فكان لها من البنات: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. ولها من البنين القاسم و عبدالله وقد ماتا في صغرهما.
النبوة
ومع اقتراب سنه الشريف من الأربعين، كان عليه الصلاة والسلام يكثر من الوحدة والخلوة في غار حراء في جبل يقع قريبا من مكة يقضي هناك أياما وليالي. وفي ليلة الحادي والعشرين من رمضان وبينما هو في غار حراء وقد بلغ الأربعين أتاه جبريل عليه السلام فقال له: اقرأ. قال: ما أنا بقارىء. فعاوده جبريل للمرة الثانية والثالثة، وفي الثالثة قال له: } اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم{ ثم انصرف عنه، ولم يطق رسول الله e البقاء في غار حراء، فعاد إلى بيته ودخل على خديجة يرجف فؤاده، فقال: زملوني، زملوني. فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فأخبر خديجة بما حصل له، ثم قال لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. وبعد أيام رجع e إلى غار حراء ليواصل تعبده فيه، ويكمل ما تبقى من شهر رمضان، فلما انتهى شهر رمضان نزل من حراء ليعود إلى مكة، فلما صار في بطن الوادي جاءه جبريل جالسا على كرسي بين السماء والأرض ثم نزلت: } يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر{ ثم استمر الوحي وتتابع.
فلما بدأ النبي e دعوته لبت الزوجة الفاضلة نداء الإيمان، فشهدت لله بالوحدانية، ولزوجها الكريم بالنبوة، فكانت أول من أسلم. ولقد كان رسول الله e وفاء منه لعمه أبي طالب الذي كفله ورعاه بعد أمه وجده، قد استخلص من أبناء عمه عليا يربيه عنده وينفق عليه، وفي هذا الجو فتح عليٌ قلبه فآمن. ثم بعد ذلك تبعهم زيد بن حارثة مولى خديجة. وحدث رسول الله e صديقه الحميم أبا بكر فآمن وصدق بلا تردد.
استمر e في سرية الدعوة، والمقصود بالسرية، سرية المكان الذي يجتمع فيه أصحابه وأتباعه، والأشخاص الذين يدعوهم ثم يسلمون، ولقد آمن به الكثيرون، ولكنهم كانوا يخفون إسلامهم، فإذا ما اكتشف أمر واحد منهم تعرض لأقسى صنوف العذاب من كفار قريش ليرتد عن الإسلام.
الدعوة الجهرية
وبعد أن قضى رسول الله e ثلاث سنوات في الدعوة الفردية أنزل الله: }فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين{ فقام e ذات يوم على الصفا ينادي قريشا، فاجتمع له نفركثير، ومن بينهم عمه أبو لهب، الذي كان من أكثر القرشيين عداوة لله ولرسوله. فلما اجتمع إليه الناس قال: أرأيتم إن أنبأتكم أن وراء هذا الجبل عدوا يتربص بكم، أمصدقي أنتم؟ فقالوا: ما عهدنا فيك إلا الصدق والأمانة. فقال: إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد. ثم راح رسول الله e يدعوهم إلى الله ونبذ ما هم فيه من عبادة الأصنام، وانتفض أبو لهب من بين القوم فقال: تبا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله بعد ذلك: } تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد{ (المسد) ، واستمر النبي e في دعوته وبدأ يجهر بها في أماكن تجمعاتهم ويدعوهم إلى الإسلام. وكان يصلي عند الكعبة. وزاد الأذى للمسلمين من الكفار. كما حدث لياسر وسمية وولدهما عمار، إذ مات الأبوان شهيدين وكانت سمية أول شهيدة في الإسلام وذلك بسبب التعذيب، وأيضا ما تعرض له بلال بن رباح الحبشي على يد أمية بن خلف و أبي جهل. فلقد دخل بلال الإسلام عن طريق أبي بكر فلما علم به سيده أمية بن خلف استعمل معه جميع وسائل التعذيب من أجل أن يترك الإسلام، إلا أنه أبى وتمسك بدينه. فكان أمية يأخذه إلى خارج مكة مقيدا بالسلاسل ويضع على صدره الصخرة العظيمة، بعد أن يمدده على الرمال اللاهبة، ثم ينهال عليه ضربا بالسياط هو وأتباعه وبلال يردد أحد أحد. حتى مر عليه أبو بكر وهو على تلك الحال، فاشتراه من أمية وأعتقه حرا في سبيل الله، ولقد كان من الحكمة مع وجود هذه الاضطهادات أن يمنع رسول الله e المسلمين من إعلان إسلامهم، كما كان يجتمع بهم سرا، لأنه لو اجتمع بهم علنا فلا شك أن المشركين سيحولون بينه وبين ما يريد من تعليمهم وإرشادهم. وربما يفضي ذلك إلى مصادمة الفريقين، ومعلوم أن المصادمة قد تؤدي إلى تدمير المسلمين وإبادتهم لقلة عددهم وعدتهم، فكان من الحكمة الاختفاء، أما رسول الله e فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين رغم ما يناله e من الأذى من كفار قريش.
الهجرة إلـى الحبشة:
وإزاء استمرار المشركين في تعذيب من يكتشف إسلامه، خصوصا الضعاف منهم طلب الرسول e من أصحابه أن يهاجروا بدينهم إلى الحبشة عند النجاشي الذي سيجدون عنده الأمن خصوصا وأن كثيرا من المسلمين قد خشوا على أنفسهم وأهليهم من قريش، وكان ذلك في السنة الخامسة من النبوة. فهاجر من المسلمين قرابة السبعين، بأهليهم، وكان من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول e ولقد حاول القرشيون إفساد مقامهم في الحبشة فأرسلوا الهدايا إلى الملك وطلبوا منه أن يسلمهم أولئك الهاربين، وقالوا له إن المسلمين يسبون عيسى عليه السلام وأمه، فلما سألهم النجاشي عن ذلك أوضحوا له ما يقوله الإسلام عن عيسى عليه السلام وبينوا له الحق، فأمنهم ورفض تسليمهم إلى قريش. وفي رمضان من نفس السنة خرج النبي e إلى الحرم، وكان هناك جمع كبير من قريش، فقام فيهم، وأخذ يتلو سورة النجم بغتة، ولم يكن هؤلاء الكفار قد سمعوا كلام الله من قبل، بسبب أسلوبهم المتواصل بالتواصي بأن لا يسمعوا من الرسول e شيئا. فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة وقرع آذانهم ذلك الكلام الإلهي الخلاب بقي كل واحد منهم مصغيا إليه، لا يخطر بباله شيء سواه، حتى إذا قرأ } فاسجدوا لله واعبدوا{ سجد، ولم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدا، وتوالى عليهم اللوم من كل جانب من المشركين الذين لم يشهدوا ذلك المشهد، وعند ذلك كذبوا على رسول الله e وقالوا بأنه امتدح أصنامهم وقال: إن شفاعتهن لترتجى. جاؤا بهذا الإفك العظيم ليعتذروا عن سجودهم.
إسلام عمر:
كان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصرا للمسلمين، ولقد سماه رسول الله e الفاروق، لأن الله فرق به بين الحق والباطل. فبعد أيام من إسلامه قال عمر لرسول الله e: يا رسول الله، أولسنا على الحق؟ قال: بلى. فقال: وعلام التخفي والتستر إذا؟ وخرج رسول الله e بالمسلمين الذين كانوا معه في دار الأرقم في مسيرة مكونة من صفين على رأس أحدهما حمزة بن عبدالمطلب وعلى رأس الآخر عمر بن الخطاب إلى طرقات مكة في حركة تنبىء عن القوة في مسيرة الدعوة وابتداء علانيتها.
ولقد اتبعت قريش في سبيل محاربة الدعوة أساليب عديدة، عذبت، واضطهدت، وهددت، وأغرت، لكن كل ذلك لم يؤد إلا إلى مزيد من التمسك بدين الإسلام ومزيد من المؤمنين. وهاهو ذهنها يتفتق عن أسلوب جديد وهو أن يكتبوا صحيفة، يوقعون عليها جميعا ويعلقونها داخل الكعبة بمقاطعة المسلمين وبني هاشم، مقاطعة كلية، فلا يكون معهم بيع ولا شراء ولا زواج ولا تعاون ولا تعامل. واضطر المسلمون إلى الخروج من مكة إلى شعب من شعابها يسمى ( شعب أبي طالب) وهناك عانى المسلمون معاناة شديدة، وقاسوا من الجوع والشدة ألوانا، وبذل القادرون منهم جل أموالهم، حتى أنفقت خديجة رضي الله عنها كل مالها. وتفشت فيهم الأمراض، وأشرف معظمهم على الهلاك. لكنهم صمدوا، وصبروا، وما تراجع منهم أحد، ودام الحصار ثلاثة أعوام. ثم قام نفر من رجالات قريش البارزين، ممن تربطهم ببعض بني هاشم قرابة قاموا بنقض ما في الصحيفة وأعلنوا ذلك على الملأ، فلما استخرجوا الصحيفة وجدوها قد أكلتها الأرضة، ولم يبق منها إلا طرف بسيط عليه عبارة: باسمك اللهم. وانفرجت الأزمة وعاد المسلمون وبنو هاشم إلى مكة لكن قريشا ظلت على موقفها الصارم في محاربة المسلمين.
عام الحزن:
بدأ المرض الشديد يدب في جسم أبو طالب ، فبقي طريح الفراش ، ثم هاهو يعاني سكرات الموت ورسول الله e عند رأسه يرجوه أن يقول لا إله إلا الله قبل أن يموت لكن أصدقاء السوء الذين كانوا عنده وعلى رأسهم أبو جهل يمنعونه ويقولون له لا تترك دين آبائك وأجدادك. فيموت على الشرك، فيكون حزن الرسول e عليه مضاعفا لفقده إياه من غير أن يسلم.وبعد قرابة شهرين من وفاة أبي طالب توفيت خديجة رضي الله عنها. فحزن عليها الرسول الكريم حزنا شديدا. واشتد البلاء على رسول الله e من قومه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها.
ذهابه إلى الطائف:
وتمادت قريش في طغيانها وتسلطها وإيذائها للمسلمين، ويئس رسول الله e من صلاح أمر قريش ففكر في الطائف لعل الله أن يهديهم إلى الإسلام. والرحلة إلى الطائف ليست بالأمر الهين لصعوبة الطريق بسبب الجبال العالية المحيطة بها. ولكن يهون كل صعب في سبيل الله. إلا أن أهل الطائف ردوه عليه الصلاة والسلام أقبح رد، ثم أغروا به صبيانهم فقذفوه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فعاد أدراجه قاصدا مكة وهو كئيب حزين، فجاءه جبريل ومعه ملك الجبال، فناداه جبريل، وقال: إن الله بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت. فقال ملك الجبال: يا محمد، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (وهما جبلان محيطان بمكة) فقال e: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا.
وكان من جملة جدال المشركين لرسول الله أنهم كانوا يطلبون منه الآيات تعجيزا له وقد تكرر ذلك منهم مرارا. فقد سألوه مرة أن يشق لهم القمر نصفين، فسأل ربه ذلك، فأراهم القمر قد انشق فرقتين، ورأت قريش هذه الآية ولوقت طويل، لكنهم لم يؤمنوا، بل قالوا: لقد سحرنا محمد، فقال رجل: إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فانتظروا به السفار، فجاء السفار فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه ولكن قريشا مع ذلك قد أصروا على كفرهم. وكان انشقاق القمر كان تمهيدا لما هو أكبر منه وهو الإسراء والمعراج.
الإسراء والمعراج:
بعد عودته e من الطائف وما حصل له فيها وبعد أن توفي أبو طالب ولحقت به خديجة رضي الله عنها وبعد أن اشتد الأذى من قريش اجتمعت الهموم على قلب رسول الله e فجاءت المواساة لهذا النبي الكريم من ربه، ففي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من السنة العاشرة من البعثة وبينما كان رسول الله e نائما جاءه جبريل بالبراق وهو دابة تشبه الفرس، لها جناحان سريعة العدو كالبرق، فأركبه عليه، ثم مضى به إلى بيت المقدس في فلسطين ثم من هناك عرج به إلى السماء ورأى من آيات ربه الكبرى. وفي السماء فرضت عليه الصلوات الخمس، وعاد e في نفس الليلة إلى مكة المكرمة منشرح البال راسخ اليقين، فلما أصبح ذهب إلى الكعبة وأخذ يحدث الناس بما حصل، فاشتد تكذيب الكفار له واستهزاؤهم به، ثم سأله بعض الحاضرين أن يصف لهم بيت المقدس، وذلك من باب التعجيز فأخذ يصفه لهم جزءا جزءا، ولم يكتف المشركون بهذه التساؤلات بل قالوا نريد دليلا آخر فقال e لقد لقيت في الطريق قافلة آتية صوب مكة ووصفها لهم وأخبرهم بعدد جمالها ووقت قدومها، وصدق رسول الله e، لكن الكافرين ضلوا على كفرهم وعنادهم وعدم التصديق.وصبيحة يوم الإسراء جاء جبريل وعلم الرسول e كيفية الصلوات الخمس وأوقاتها وكانت الصلاة قبل ذلك ركعتين في الصباح وركعتين في المساء.
في تلك الآونة ركز e في دعوته على القادمين إلى مكة بعد أن لجت قريش في نفورها عن الحق، فكان e يلقى الناس في رحالهم ومواقع نزولهم يعرض عليهم الإسلام، ويشرحه لهم، وكان عمه أبو لهب يتبعه يحذر الناس منه ومن دعوته. وفي مرة من المرات أتى إلى جماعة من أهل يثرب فدعاهم، فاستمعوا إليه ثم أجمعوا على اتباعه والإيمان به، وكان أهل يثرب يسمعون من اليهود أن نبيا سيبعث قد قرب زمانه، فلما دعاهم عرفوا أنه النبي الذي تذكره اليهود فأسرعوا إلى الإسلام وقالوا لا تسبقكم اليهود إلى ذلك. وكانوا ستة أشخاص، وفي العام التالي قدم اثنا عشر رجلا فاجتمعوا برسول الله فعلمهم الإسلام فلما رجعوا إلى يثرب أرسل معهم مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن ويبين لهم أحكام الدين. وقد استطاع مصعب بن عمير أن يؤثر في مجتمع المدينة فلما عاد إلى مكة بعد سنة كان معه من أهل المدينة اثنان وسبعون رجلا وامرأتان، فاجتمع بهم النبي e فعاهدوه على نصرة دينه والقيام بأمره ثم عادوا إلى المدينة.
مقر الدعوة الجديد:
أصبحت المدينة ملاذا آمنا للحق وأهله فبدأت هجرة المسلمين إليها، غير أن قريشا عزمت على منع المسلمين من الهجرة، فلقي بعض المهاجرين صنوفا من الأذى والعذاب. وكان المسلمين يهاجرون سرا خشية قريش، ولقد كانت هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه آية في الشجاعة والتحدي، إذ توشح سيفه وحمل قوسه وخرج إلى الكعبة فطاف فيها ثم أقبل على المشركين وقال لهم: ( من أراد أن يرمل زوجه، أو ييتم ولده فليلحقني فإني مهاجر) ثم مضى، فما جرأ أحد على التعرض له. أما أبو بكر الصديق فقد كان يستأذن رسول الله e في الهجرة فيقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا ) حتى هاجر أكثر المسلمين، وجن جنون قريش لما رأوا ذلك وخافوا من علو شأن محمد ودعوته، فتشاوروا في الأمر ثم اتفقوا على قتل الرسول e، وقال أبو جهل أرى أن نعطي شابا جلدا من كل قبيلة منا سيفا فيحيطوا بمحمد ويضربوه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل، ولا يقوى بنو هاشم بعد هذا على معاداة كل الناس. ولقد أطلع الله نبيه الكريم على تلك المؤامرة فاتفق مع أبي بكر على الهجرة، وفي الليل طلب النبي e من علي بن أبي طالب أن ينام مكانه ليوهم الناس أنه لا يزال في البيت، وأخبره أنه لن يصيبه مكروه. وجاء المتآمرون وطوقوا البيت ورأو عليا في الفراش فظنوه محمدا e فأخذوا ينتظرون خروجه لينقضوا عليه ويقتلوه. وخرج رسول الله e وهم مطوقون للبيت فذر التراب على رؤوسهم فأخذ الله أبصارهم، فلم يشعروا به e ومضى إلى أبي بكر ثم سارا قرابة خمسة أميال واختفيا في غار ثور. أما قريش فبقي فتيانها منتظرين حتى أصبحوا، فلما أصبحوا قام علي من فراش رسول الله e فسقط في أيديهم، وسألوه عن رسول الله e فلم يخبرهم بشيء فضربوه وسحبوه لكن دون جدوى. ثم أرسلت قريشا الطلب في كل جهة وجعلوا لمن يأتي به حيا أو ميتا مائة ناقة. وواصلوا في الطلب إلى باب الغار حتى لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لرآهما. فاشتد حزن أبي بكر رضي الله عنه على رسول الله e فقال له: ( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما. لا تحزن إن الله معنا) لكن القوم لم يروهما. ومكثا في الغار ثلاثة أيام ثم انطلقا إلى المدينة، وكان الطريق طويلا ، والشمس حارقة وفي مساء اليوم الثاني مرا بخيمة وجدا فيها امرأة يقال لها أم معبد فطلبا منها الطعام و الشراب فلما يجدا عندها شيئا، إلا شاة هزيلة أقعدها الضعف عن الذهاب إلى المرعى، ولم يكن بها قطرة لبن. فقام إليها رسول الله e فمسح ضرعها ثم حلبها وملأ إناء كبيرا فوقفت أم معبد مذهولة مما رأت ثم شرب الجميع حتى ارتووا ثم حلب ثانية وملأ الإناء وتركه عند أم معبد وواصل سيره. وكان أهل المدينة يترقبون وصوله وينتظرونه كل يوم خارج المدينة، فلما كان يوم وصوله أقبلوا إليه فرحين مرحبين. ونزل في قباء على مشارف المدينة ومكث فيها أربعة أيام أسس فيها مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، وفي اليوم الخامس سار إلى المدينة وحاول كثير من الأنصار أن يفوزوا برسول الله e ويشرفوا بضيافته عندهم، فيمسكوا بزمام ناقته، فكان يشكرهم ويقول : دعوها فإنها مأمورة. فلما وصلت الناقة إلى حيث أمرها الله بركت، فلم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلا، ثم التفتت ورجعت، فبركت في موضعها الأول فنزل عنها وكان ذلك موضع المسجد النبوي. ونزل e عند أبي أيوب الأنصاري. أما علي بن أبي طالب فقد مكث في مكة ثلاثة أيام بعد النبي e ثم خرج إلى المدينة ولحق به في قباء.
النبي e في المدينة:
بنى الرسول e مسجده في المكان الذي بركت فيه الناقة بعد أن اشتراه من أصحابه وآخى بين المهاجرين (وهم أصحابه الذين قدموا معه من مكة) والأنصار ( وهم من نصروهم من أهل المدينة) بأن جعل لكل واحد من الأنصار أخا من المهاجرين يشترك معه في ماله، وبدأ المهاجرون والأنصار يعملون معا وازدادت روابط الأخوة بينهم. وكان لقريش صلة بيهود يثرب فكانوا يحاولون إثارة الاضطراب والفرقة بين المسلمين، وكانت قريش أيضا تهدد المسلمين وتتوعدهم بالقضاء عليهم، وهكذا أحاط الخطر بالمسلمين من الداخل ومن الخارج ووصل الأمر أن الصحابة لم يكونوا يبيتون إلا ومعهم السلاح. وفي هذه الظروف الخطيرة أنزل الله الإذن بالقتال فأخذ الرسول e يرتب البعوث العسكرية لاستكشاف تحركات العدو، وكذلك التعرض لقوافلهم التجارية من أجل الضغط عليهم بإشعارهم بقوة المسلمين حتى يسالموا ويتركوا لهم الحرية في نشر الإسلام والعمل به. كما تم عقد المواثيق والتحالف مع بعض القبائل.
معركة بدر الكبرى:
وعقد e العزم مرة على اعتراض إحدى قوافل قريش التجارية فخرج بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ولم يكن معهم إلا فرسان وسبعون بعيرا فقط. وكانت قافلة قريش مكونة من ألف بعير وكان يقودها أبو سفيان ومعه أربعون رجلا، إلا أن أبا سفيان علم بخروج المسلمين فأرسل إلى مكة يخبرهم بالأمر ويطلب منهم المساعدة، وغير طريقه وذهب من طريق آخر فلم يظفر بهم المسلمون، أما قريش فقد خرجوا بجيش قوامه ألف مقاتل، إلا أنه أتاهم رسول من أبي سفيان يخبرهم بنجاة القافلة ويطلب منهم الرجوع إلى مكة، فرفض أبو جهل العودة وواصل الجيش سيره إلى بدر. ولما علم الرسول e بخروج قريش استشار أصحابه فاتفق الجميع على لقاء ومقاتلة الكفار، وفي صباح يوم الجمعة 17 من رمضان للسنة الثانية من الهجرة تقابل الفريقان وتقاتلوا قتالا شديدا وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وقتل منهم أربعة عشرا شهيدا. وأما المشركون فقد قتل منهم سبعون رجلا وأسر سبعون آخرون. وأثناء تلك المعركة توفيت رقية بنت الرسول وزوجة عثمان بن عفان حيث بقي زوجها معها في المدينة لم يخرج إلى تلك الغزوة بناء على طلب الرسولe منه البقاء مع زوجته المريضة. وبعد المعركة زوج الرسول e عثمان ابنته الثانية أم كلثوم، ولهذا فهو يلقب بذي النورين، لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول e.
بعد معركة بدر عاد المسلمون إلى المدينة فرحين بنصر الله، ومعهم الأسرى والغنائم. أما الأسرى فمنهم من فدى نفسه، ومنهم من أطلق سراحه بدون فداء، ومنهم من كانت فديته تعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.
معركة أحد:
لقد وقع بعد معركة بدر معارك أخرى بين المسلمين وبين كفار مكة، وقد كانت المعركة الثانية معركة أحد والتي انتصر فيها المشركون على المسلمين الذين خالفوا أمر الرسول وأخلوا بالخطة التي وضعها لهم، حيث خرج أهل مكة بثلاثة آلاف مقاتل والمسلمون بحوالي سبعمائة مقاتل. وبعد هذه الغزوة ذهب نفر من اليهود إلى أهل مكة وحرضوهم على غزو المسلمين في المدينة ووعدوهم بالنصر والتأييد، فاستجابوا لهم، ثم حرض اليهود قبائل أخرى على غزو المسلمين فاستجابوا لهم كذلك. فأخذ المشركون يتجهون نحو المدينة من كل مكان، حتى اجتمع حولها حوالي عشرة آلاف مقاتل. وكان النبي e قد علم بتحركات الأعداء فاستشار أصحابه فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة في الجهة التي ليس فيها جبال، وشارك المسلمون في حفر الخندق حتى تم بسرعة. وبقي المشركون قرابة شهر لا يستطيعون اقتحام الخندق، ثم أرسل الله سبحانه و تعالى ريحا شديدة على الكفار اقتلعت خيامهم فأصابهم الخوف وارتحلوا بسرعة عائدين إلى بلادهم.
فتح مكة:
وفي السنة الثامنة من الهجرة قرر الرسول e غزو مكة وفتحها، فخرج في العاشر من رمضان بعشرة آلاف مقاتل ودخل مكة بلا قتال يذكر حيث استسلمت قريش ونصر الله المسلمين، وتوجه النبي e إلى المسجد الحرام فطاف بالكعبة ثم صلى ركعتين داخلها وبعد ذلك كسر جميع الأصنام التي كانت بداخلها وفوقها، ثم وقف على باب الكعبة وقريش صفوف في المسجد الحرام ينظرون ماذا يصنع بهم، فقال النبي e: يا معشر قريش، ماذا ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا. أخ كريم، وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. فضرب الرسول e أعظم مثال في العفو عن أعدائه الذين عذبوا وقتلوا أصحابه وآذوه وأخرجوه من بلده. وبعد فتح مكة دخل الناس في دين الله أفواجا. ففي السنة العاشرة من الهجرة حج الرسول e وكانت الحجة الوحيدة له e وقد حج معه أكثر من مائة ألف شخص، وبعد أن أكمل النبي e الحج عاد إلى المدينة.
وفاة النبي e:
بعد حوالي شهرين ونصف من عودته e من الحج بدأ المرض برسول الله e وأخذ يشتد عليه يوما بعد يوم، ولما عجز عن إمامة الناس في الصلاة طلب من أبي بكر الصديق أن يؤم الناس وفي يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة انتقل الرسول e إلى الرفيق الأعلى وقد تم له ثلاث وستون سنة، ووصل الخبر إلى الصحابة فكادوا يفقدون وعيهم ولم يصدقوا الخبر حتى قام فيهم أبو بكر الصديق خطيبا يهدئهم ويبين لهم أن الرسول بشر وأنه يموت كما يموت البشر فهدأ الناس، وتم تغسيل الرسول e وتكفينه ودفنه، وبعد وفاة الرسول e اختار المسلمون أبا بكر الصديق خليفة للمسلمين فكان أول الخلفاء الراشدين. وقد عاش e في مكة أربعين سنة قبل النبوة. وثلاث عشرة سنة بعد النبوة، وعاش عشر سنوات في المدينة.
من أخلاقه e:
كان رسول الله أشجع الناس. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( كنا إذا اشتد البأس، ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله، e ) وكان أسخى الناس، ما سئل شيئا قط فقال لا. وكان أحلم الناس. وكان لا ينتقم لنفسه، ولا يغضب لها، إلا أن تنتهك حرمات الله، فيكون لله ينتقم. والقريب والبعيد والقوي والضعيف عنده في الحق سواء. وقد أكد أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، وأن الناس سواسية، وأنه إنما أهلك الأمم السابقة أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وقال: والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
وما عاب طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه تركه. وكان يأتي على آل محمد الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، وكان قوتهم التمر والماء. وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع. وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويساعد أهله في عمل البيت، ويعود المرضى. وكان أشد الناس تواضعا، يجيب من دعاه من غني أو فقير أو دنيء أو شريف. وكان يحب المساكين، ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، لا يحقر فقيرا لفقره، ولا يهاب ملكا لملكه. وكان يركب الفرس والبعير والحمار والبغل.
وكان أكثر الناس تبسما، وأحسنهم بشرا، مع كثرة ما يصيبه من الأحزان والمصائب. كان يحب الطيب، ويكره الرائحة الكريهة. وقد جمع الله له كمال الأخلاق، ومحاسن الأفعال، وآتاه الله تعالى من العلم مالم يؤت أحدا من الأولين والآخرين. وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولا معلم له من البشر. جاء بهذا القرآن من عند الله، الذي قال الله تعالى فيه: } قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا { (الإسراء 88) وفي نشأته e أميا قطع للطريق على المكذبين بأنه كتبه أو تعلمه أو قرأه من مصادر الآخرين.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
من معجزاته e :
إن أعظم معجزاته هو القرآن الكريم الذي أعجز الفصحاء وتحدى الله به الجميع أن يأتوا بعشر سور من مثله، أو يأتوا بسورة، أو يأتوا بآية، وقد شهد المشركون بإعجازه.
وسأله المشركون أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر، فانشق القمر حتى صار فرقتين. ونبع الماء من بين أصابعه مرات عديدة. وسبح الحصا في كفه، ثم وضعه في كف أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فسبح.
وسلم عليه الحجر والشجر ليالي بعث. وكلمه ذراع الشاة المسمومة الذي أهدته له اليهودية تريد قتله بالسم. وسأله أعرابي أن يريه آية، فأمر شجرة، فجاءت إليه ثم أمرها فرجعت إلى مكانها. ومسح ضرع شاة ليس فيها حليب فاجتمع فيها الحليب فحلب وشرب وسقى أبا بكر. وتفل في عيني علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو أرمد، فبرأ من ساعته. وأصيبت رجل أحد الصحابة، فمسحها فبرأت من حينها. ودعا لأنس بن مالك بطول العمر وكثر المال والولد، وأن يبارك الله له فيه ، فولد له مائة وعشرون ولدا، وكان نخله يحمل في السنة مرتين، والمعروف أن النخل يحمل مرة واحدة فقط في السنة. وعاش مائة وعشرين سنة. وشكي إليه القحط وهو على المنبر، فدعا الله عز وجل، وما في السماء سحابة، فثار السحاب أمثال الجبال، وهطل مطر غزير إلى الجمعة الأخرى حتى شكي له من كثرة المطر، فدعا الله عز وجل، فتوقف المطر. وخرجوا يمشون في الشمس.
وأطعم أهل الخندق وهم ألف من صاع شعير وشاة فشبعوا وانصرفوا والطعام لم ينقص منه شيء. وكذلك أطعم أهل الخندق من تمر يسير أتت به ابنة بشير بن سعد لأبيها وخالها. وأطعم الجيش من مزودة أبي هريرة حتى شبعوا. وخرج على مائة من قريش وهم ينتظرونه ليقتلوه، فرمى في وجوههم التراب، ومضى ولم يروه. وتبعه سراقة بن مالك ليقتله، فلما اقترب منه، دعا عليه فغاصت أقدام فرسه في الأرض.
بعد اجتياز المسلم الجديد لهذه المرحلة يتم حفظ ملفه في قسم حفظ الملفات ، وتنتهي معاملته كمسلم جديد ، حيث يدرج مع المسلمين الأصليين ، ويمكنه حينها حضور الدروس والدورات المعدة لهم.
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
-
نماذج لاختبارات مقترحة
اختبار المرحلة الأولـى
من برنامج متابعة المسلم الجديد
أولا: الاختبار الشفوي والتطبيقي:
1. قراءة الفاتحة.
2ـ كيفية الوضوء (تطبيقيا)
2ـ كيفية الصلاة وأذكار الركوع والسجود (تطبيقيا)
ثانيا: الاختبار التحريري:
1ـ هل تجوز الصلاة بدون وضوء؟
2ـ هل تكفر صغائر الذنوب بالوضوء؟
3ـ ضع دائرة حول الإجابة الصحيحة:
عدد ركعات الصلاة هي:
4ـ ما حكم صلاة الفريضة في المسجد؟ واذكر شيئا من فضائلها.
5ـ كم أنواع التوحيد، وما هي؟
6 ـ ما معنى لا إله إلا الله؟
اختبار المرحلة الثانية
من برنامج متابعة المسلم الجديد
أولا: العقيدة
1- ما هي أركان الإيمان؟
2- لأي شئ خلق الله تعالى الإنس والجن؟
3- ما هو أهم أركان الإسلام؟
4- لماذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب؟
5- من هو خاتم الأنبياء والرسل؟
6- ماذا يتضمن الإيمان باليوم الآخر؟
ثانيا: الطهارة:
1- كيف تزال النجاسة من الثوب؟
2- إذا انتهى الإنسان من صلاته فرأى في ثوبه أو جسده نجاسة لم يكن عالما بها أو كان يعلم بها لكنه نسيها فما حكم صلاته؟
3- ماذا يفعل من خفي عليه مكان النجاسة في ثوبه؟
4- ماذا تفعل بعد قضاء الحاجة؟
5- ماذا تقول قبل دخول الخلاء وبعد الخروج منه؟
6- اذكر خمسة من نواقض الوضوء؟
7- أذكر ثلاثة من موجبات الغسل.
8- متى يجوز التيمم بدلا من الوضوء؟ أذكر سببين
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة mostafadawood في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 04-05-2011, 11:57 PM
-
بواسطة mostafadawood في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-04-2011, 10:21 PM
-
بواسطة مريم في المنتدى منتدى الديكور والأثاث المنزلي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 16-01-2010, 02:00 AM
-
بواسطة ثرى نجد في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 13-04-2009, 11:05 AM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 11-06-2008, 03:39 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات