من أجل الحقيقة والعلم
لقد قلت سابقا
أن المسيحيين قد حرفوا أو استبدلوا كلمة ( عبدي ) التي وردت في نبوءة أشعيا إلى
إلى كلمة ( فتاي ) أو كلمة ( خادمي ) عند الأشارة إلى النبوءة في إنجيل متى
وأتيت بالشواهد كما هو في هذا الإقتباس
اقتباس
إن المسيحيين اضطروا لتحريف النص وتحريف النبوءة لتنطبق على المسيح عليه السلام
اقتباس
فهذا إنجيل متى إستبدل كلمة عبدي بكلمة فتاي
17. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ:
18. «هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ.
متى الأصحاح 12 العدد 18
حسب ترجمة سمث وترجم الحياة والأخبار السارة والترجمة الحبشية وغيرها
أما ترجمة شهود يهوه فقد استبدلوا فيها كلمة عبدي بكلمة خادمي
«هُوَذَا خَادِمِي + ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي + ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي! أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ، + فَيُظْهِرُ ٱلْعَدْلَ لِلْأُمَمِ.
والغريب أيضا أن المترجمين تلاعبواأيضا في نهاية ذلك النص
فاستبدلوا جملة - ليسوس الأمم من غير اليهود بالعدل
ولكن
للحقيقة أقول :
أنني بعد البحث وجدت أن الترجمة اليسوعية كانت أكثر مصداقية من غيرها من الترجمات
فقد أبقت تلك الترجمة على كلمة عبدي ولم تستبدلها
وهذا هو النص شاهد أمامكم كما جاء في الترجمة اليسوعية
16. ونهاهم عن كشف أمره
17. ليتم ما قيل على لسان النبي أشعيا:
18. ((هوذا عبدي الذي اخترته حبيبي الذي عنه رضيت. سأجعل روحي عليه فيبشر الأمم بالحق.
ولكن من حق الجميع أن يعلم
هل تم ما قيل على لسان النبي أشعيا ؟
بطبيعة الحال لم يتم ذلك من وجهة نظر المسيحيين
وأن الذي تم شيء آخر
أمران يحتاج كل أمر منهما إلى وقفة وتأمل
أحدهما
ما تصفه الأناجيل
بأنه صوت من السماء يخاطب التلاميذ ولا يخاطب يسوع
يقول للتلاميذ :
هذا هو إبني الحبيب ، ويطلب صاحب الصوت من التلاميذ أن يستمعوا ليسوع كما جاء في متى
5. وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:
«هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». متى 17 : 5
فالملاحظ
أن نبوءة أشعيا تتحدث عن ( عبدي ) ولا تتحدث عن ( إبني )
وشتان بين العبد وبين الإبن
فالعبد علاقته بسيده علاقة تسخير وطاعة واستسلام
بينما
علاقة الإبن بوالده علاقة نسب وحب ودلال وميراث
والعبد تنتهي علاقته بسيده بمجرد التخلي عنه أو بيعه أو التصدق به
بينما
الإبن لا تنتهي علاقته بوالده حتى وإن طرده وتخلى عنه
فإن كان صاحب الصوت قد قال : ( هذا هو إبني ) فلا علاقة لنبوءة النبي أشعيا بهذا القول
لأن
نبوءة أشعيا تقول : ( هوذا عبدي ) ( هذا هو عبدي ) ( هوذا خادمي ) وليس في النبوءة ( هذا هو إبني )
فأي القولين هو الصحيح ؟
( عبدي أم إبني )
وحتى لا يحتار المتابع كثيرا
فإن لوقا قد كشف عن الدليل من حيث لا يدري
فقد قال لوقا
أن السماء انفتحت ونزل روح القدس منها بشكل حمامة
وصوت من السماء قائلا :
( أنت إبني الحبيب بك سررت )
21. وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ
22. وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً:
«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!». لوقا 3 :22
أي
أن صاحب الصوت من السماء لم يقل ( هوذا عبدي ) ولم يقل ( هوذا إبني ) وإنما قل ( أنت إبني )
وكذلك لم يخاطب الناس ولم يخاطب التلاميذ وإنما خاطب يسوع بقوله :
( أنت إبني الحبيب بك سررت )
فمصدر الصوت هي السماء أي أنه صوت الله كما هو ظاهر من النص وليس صوت روح القدس
فإن كان هذا هو صوت الله ويخاطب المسيح
فأي خطاب هذا ؟
إنه خطاب إخبار وإعلام وليس خطاب إعلان
أي
أن الله يُعلِمُ المسيح ويُخبره أنك يا يسوع ( أنت إبني الحبيب وأنا مسرور بك )
وهذا دليل على أن يسوع لم يكن يعلم أنه إبن الله ولم يكن يعلم أن الله مسرور به وإلا
أي
لو أن المسيح كان يعلم أنه إبن الله لما احتاج إلى أن يخبره الله بذلك
ولكان
خطاب الله للمسيح مختلفا تماما
كأن يخاطب الله المسيح بقوله :
يا ولدي الحبيب
بني الحبيب
فبكل المقاييس لا يعقل أن تنطبق نبوءة أشعيا على المسيح
مهما لحق بالنصوص من تحسينات وتحديثات وتصويبات
فالمسيح ليس عبدا لله كما يدعي المسيحيون
والمسيح لم يحكم الأمم ولم يسوسها كما تدعي النبوءة
ولا يعقل أن يخبر أحد الأقنانيم اقنوما آخر بما لا يعرفه
فما بالك إذا كان أحد الأقانيم لا يعلم أنه إبن الأقنوم الآخر وأنه مسرور به ؟
وهل يعقل أيضا
أن يخفي ذلك الأقنوم صلته بإبنه وحبه لإبنه طوال ملايين السنين حتى يأتالوقت المناسب ليخبره بذلك ؟
وهو يوم أن اعتمد يسوع في مغطس الأردن
؟؟
المفضلات