بكاء النبى رحمة لامه
عن ابى هريره رضى الله عنه قال
زار النبى قبر امه فبكى وابكى من حوله
فقال استاذنت ربى فى ان استغفر لها فلم يؤذن لى واستاذنته فى
ان ازور قبرها فاذن لى
فزوروا القبور فانها تذكر الموت
وفى الحديث ان ام النبى ماتت على الشرك
والكفر وانها ليست من اهل الفتره
الذين يختبرون يوم القيامه
وكذلك لم يثبت ان الله عز وجل احيا
والدى النبى فامنا به ثم ماتا
فكل هذا من تجاوزات ومغالاه من يزعم حب النبى
وال بيته
وليس هذا الحب من الحب
بل هو من الكذب على الله ورسوله
وقد توعد من كذب على النبى ان يتبوا مقعده من النار
وكذلك لا يصح ما جاء فى اسلام ابى طالب عم النبى
وقد صح ان النبى اخبر ان ابا طالب فى النار
وانه اخف اهل النار عذابا
وانه كان فى الدرك الاسفل من النار
فشفع فيه النبى فجعل فى ضحضاح من النار
وجعل له نعلان من نار يغلى منهما دماغه
وقد ورد كل ذلك فى الصحيحين وغيرهما
فقد ماتت ام النبى على الشرك ولا يجوز الاستغفار للمشركين
ولو كانوا قربى للنبى فضلا عن غيره
وان كان يجوز زيارة القبور والاتعاظ بالموت
وجزاكم الله خيرا
بكاء النبى فى الصلاه خشيه لله
عن عندالله بن الشخير رضى الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء
ومعنى لجوفه ازيز كازيز المرجل اى غليان كغليان القدر
ثم قال وهذا دليل على كما خوفه من ربه ومعلوم ان العمل على قدر العلم والمعرفه وهو صلى الله عليه وسلم اشد المعرفه بالله وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم[انى لاعلمكم بالله واشدكم له خشيه]
وقال[انى لاخشاكم لله واتقاكم لله]
وقال[انى استغفر الله فى اليوم مائة مره]
بكاء النبى لموت ابنته رضى الله عنها
عن ابن عباس رضى الله عنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة له تقضى فاحتضنها فوضعها بين يديه فماتت وهى بين يديه وصاحت ام ايمن فقال [اتببكين عند رسول الله] فقالت الست اراك تبكى
قال[انى لست ابكى انما هى رحمه ان المؤمن بكل خير على كل ال ان نفسه تنزع من بين جبينه وهو يحمد الله عز وجل]
وجزاكم الله خيرا
بكاء النبى رحمه للصبى فى احتضاره
قال اسامه بن زيد رضى الله عنهما ارسلت ابنة النبى اليه ان ابنا لنا قبض فاتنا فارسل يقرئ السلام ويقول [ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل عنده باجل مسمى فلتصبر ولتحتسب]
فارسلت اليه تقسم عليه لياتنها فقام ومعه سعدبن عباده ومعاذ بنجبل وابى كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع الى رسول الله الصبى ونفسه تقعقع قال حسبته قال كانها شن
ففاضت عيناه عين النبى
فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال [هذه رحمة جعلها الله فى قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء]
ومعنى كلمة قبض اى مات ويظهر من الروايه انه كان فى السكرات ولم يكن قد مات بعد وفى الحديث ما يقوله من اراد ان يعزى مصابا فى فقد بعض احبائه وابنائه والتذكير والتصبير
ومعنى نفسه تقعقع كانها شن اى انها تتردد فى صدره ولها صوت وحشرجه ونحوه مما يصدر من اصوات الاحتضار وخروج الروح ويشبهه ذلك صوت حركة الماء فى القريه
ومعنى ففاضت عيناه اى كثر خروج الدمع من عين النبى ولم يملك عينيه رحمة للصغير
وفى هذا الحديث وغيره مما ياتى ان البكاء من غير صوت ولا نياحه انما هو امر من طباع النفوس السليمه الرحيمه فتتاثر بمثل هذه المواقف فيخرج الدمع رحمة على المصاب وليس اعتراضا على قدر ولا تسخظا على حكم لله تبارك وتعالى وان من كان بهذه الرحمه فانه قريب من رحمة الله
بكاء النبى عند دفن ابنته
قال انس بن مالك رضى الله عنه شهدنا بنتا لرسول الله قال ورسول الله جالس على القبر قال فرايت عيناه تدمعان
قال فقال [هل منكم رجل لم يقارف الليله]فقال ابو طلحه انا فقال [فانزل] قال فنزل قبرها
ومعنى جالس على القبر اى قبل الدفن والا فقد نهى النبى عن الجلوس على القبور التى بها اموات
ومعنى لم يقارف اى ذهب بعض اهل العلم الى ان معناها لم يقع فى ذنب والبعض الاخر ذهب الى ان معناها انه لم يجامع اهله وهو الصحيح المختار والله اعلم
فالسنه فى النساء ان يتولى دفنهن من لم يجامع اهله فى ليله موتها وان لم يكن من اهل المراءه او محرما لها وان كان هناك منهم من كان كذلك فهو اولى والله اعلم
بكاء الصحابة رضوان الله عليهم
فبذلك نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رقيق القلب،
قوى الإحساس... وكذلك كان الصحابة من حوله، فعن أنس
رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة
ما سمعت مثلها قط فقال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم
كثيرا فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم
ولهم خنين... وفي رواية بلغَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن
أصحابه شيء فخطب فقال (عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أرى
كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا
ولبكيتم كثيرا ً) فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين وهو البكاء مع
غنّة.
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب كان يرى خطان أسودان على
وجهه من شدة البكاء وكما روى عنه أنه حينما قرأ في صلاة
الفجر (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ) بكى بكاءًا شديدا حتى
سمع نشيجه من آخر الصفوف.
و كان عثمان إذا وقف على قبر يبكى حتى يبل لحيته! فقيل له:
تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة،
فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه؛ فما بعده أشد
منه)... وروى أن بلالاً رضي الله عنه ذهب إلى بلاد الشام بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان بلال يقول لم أطق أن أبقى
في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أراد
أن يؤذن إذا جاء بقوله: " أشهد أن محمداً رسول الله " تخنقه
عبرته فيبكي رضي الله عنه فمضى إلى الشام وذهب مع
المجاهدين ورجع بعد سنوات ثم دخل إلى مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وحان وقت الأذان فأذن بلال فبكى وأبكى
الصحابة وبكت المدينة بعد انقطاعٍ طويل غاب فيه صوت مؤذن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذكروا بلالاً وأذانه، وتذكروا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بلال رضي الله عنه عند
وفاته تبكي زوجته بجواره فيقول " لا تبكي غداً نلقى الأحبة
محمداً وصحبه".
وهذا ابن عمر كان إذا قرأ (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم
لذكر الله) بكى حتى يغلبه البكاء وأُتي عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه يوما بطعامه فقال: قتل مصعب بن عمير وكان
خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة وقتل حمزة وهو خير
مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة لقد خشيت أن يكون قد
عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل يبكي.
مواقف بكى فيها الرسول الكريم أمام الصحابة
سُئِل أحدهم عن البكاء فأجاب:
أنصحك بالبكاء.. فقد يخفف ذلك عنك.. وأن تدع كبريائك جانبا
هذه المرة.. ودعني أخبرك بعض المواقف التي بكى فيها حبيبنا
المصطفى أمام الصحابة الكرام دون أن يمنعه كبريائه من ذلك
بعد غزوة أحد نزل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ساحة
المعركة وبدأ يتفقد الشهداء من المسلمين فوجد عمه أسد الله
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قتيلا وانفه وأذناه
مقطوعتان وبطنه مبقور وكبده منزوعة وقد مضغت مضغة ثم
رميت على جسمه فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن شدة
بكاءه بكى معه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
وإليك موقفا آخر...
كان الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع الصحابة الكرام
عائدين من إحدى الغزوات وفي الطريق توقف الرسول الكريم عند
قبر قديم منفرد في الصحراء ليس حوله شيء فجلس الرسول
الكريم ثم بكى بكاء شديدا وعندما رجع للصحابة سأله: عمر بن
الخطاب عن سبب بكاءه الشديد عند هذا القبر فأجابه الرسول
الكريم: هذا قبر أمي فاستأذنت الله أن أزورها فأذن لي فاستأذنته
أن أستغفر لها فلم يأذن لي
كما تعلم أخي الكريم آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن
على الإسلام فقد ماتت قبل البعثة ولا يجوز الاستغفار لغير
المسلمين.. فغلبت الرسول الكريم عاطفة الابن لأمه فبكى ذلك
البكاء الشديد.
أختم هذه الموضوع بموقف ثالث بكى فيه رسولنا الكريم وهو
عندما وقع أبو العاصي أسيرا في أيدي المسلمين بعد إحدى
الغزوات ((وكان على الشرك آن ذاك)) وكان زوجا لزينب رضي
الله عنها ابنة الرسول الكريم وكان الزواج من المشركين لم يحرم
بعد فجاءت زينب لتفدي أبو العاصي ولم يكن معها مالا فأتت
بقلادة ورثتها من أمها خديجة رضوان الله عليها فعندما رأى
الرسول هذه القلادة تذكر خديجة الزوجة الصالحة المخلصة
الوفية فبكى في هذا الموقف.
بعد هذه المواقف الثلاث التي بكى فيها أعز البشر أما زلت مصراً
على المحافظة على كبريائك بعدم البكاء؟؟
المفضلات