بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في العهد الجديد ان ابليس قد اختبر يسوع وامتحنه وجربه
فكرة كون يسوع هو الله الخالق رب هذا الكون ومليكه كانت دائما ما تشغل بالي، فطالما شغلت بالي لأوقات كثيرة كنت فيها الخصم والمتقمص لشخصية المدافع الذي يضع التبريرات والمسوغات لهذه الفكرة كي اصل في النهاية الى نتيجة
هذه النتيجة كانت لا تعني بالنسبة لي اتخاذ قرار بعد مفاصلة عقائدية بين الاسلام والنصرانية، وانما لمعرفة او محاولة معرفة ما الذي يعنيه هذا الامر بالنسبة للفكر المسيحي المؤيد لهذه الفكرة
كيف يتصورها، وكيف يقبلها وكيف يعتقدها بعد ان يرى بعض الامور المحيطة لها
وفي كل مرة كانت قناعتي في النهاية تزيد بان فكرة تأليه المسيح واعتباره هو اله امر بلا برهان
لم يرجحه ميزان عقلي وفكري المتواضع
تصدعت اذناي وضعفت عيناي من قراءة المواضيع عن اشخاص عرفوا يسوع الظهر ظهر في حياتهم واعطى لهم المعجزات؛ فقبلوه لهم مخلصاً
بداية من شاول الطرطوسي حتى شخص فعل معه معجزة حيث اخبر زوجته بمكان قد وضع فيه " اطقم ملابس داخلية جديدة " في بيت عائلته ولم يعرفه احد سواه !!!
وكنت دائماً ما أسأل
لماذا لا يظهر يسوع لي انا الاخر، فما الفرق بيني وبين شاول الطرطوسي او بولس
فكل منا كان يرفس المناخس
بولس كان يرفضه و " يرفس المناخس " وظهر له ، ولكنه لم يظهر لي مع انني نفس الحالة ضمنيا
فانا ارفس المناخس منذ 2005 على اتباع المرسلين ، ورفستها في الفرقان وفي مدونة النقد النصي وعلى البالتوك
ومع ذلك لا وجود لهذا الامر في حياتي
بولس كان يصد عن سبيله وينفر من عبادته وظهر له، وقد صددت عن سبيله ايضا ونفرت عن عبادته وكنت سبباً في ان يترك بعضهم دينه ايضاً
ولم يظهر لي، ولم يعط لي اي اشارة
فلماذا انا ؟
والقائمة تطول ايضا مع " رافسي المناخس " الطويلة، الذين عملنا سويا لفترات طويلة في هذا الامر كاحمد سبيع وعبد الرحمن واينج كون وغيرهم وغيرهم
اين انت من حياتنا ؟
فانتظرت ان تعطني اشارة وتأتي لم فلم تفعل، فلماذا لا آتي انا اليك لاعرفك
فهل من سبيل لمعرفة يسوع ومعرفة من هو وماهية الاله المثلث الاقانيم ؟
اول حقيقة تصطدم بهذا الامر هي ان الثالوث عبارة عن سر
سر لا يستطيع احد فهمه، ولذلك فقد عمد الوضاعين من اهل الكتاب لاختراع قصص مكذوبة مثل قصة اوغسطنيوس والملاك لضرب مثال واقناع لعامة الشعب على ان هذا الامر - فهم الاله - امر مستحيل ولا سبيل للانسان ان يعرفه او يفهمه
وهذه لطمة كبيرة وطامة عظمي تنسف هذه الفكرة من اساسها قبل ان تبدا
فانا ارى النصارى كثيرا يشرحون لنا الثالوث ويعرفوننا على يسوع
رأيتهم رؤية عين
وقرأت كلامهم على مواقع الانتر نت
وسمعته على البالتوك
وقرأته في كتبهم
وكنت اسأل دوماً ... كي تعرفني على شيء غير مفهوم
كيف تشرح لي شيئاً اصلا لا تفهمه انت ؟!!!
فانت هو من يطلق عليك " حافظ مش فاهم "
فلا تملك سوى بعض الكلمات ترددها ترديداً ولكنك لا تفهم مدلولها ولا تفهم اصلا ما ترمي اليه لانه شيء في الاساس غير مفهوم
حتى لو تساهلت معك وقلت انك تفهم بعضه وهو مستحيل
فانت ايضاً بذلك تعرفني على الله بطريقة غير صحيحة وتعطني عنه فكرة خاطئة
فكونك تشرح موضوع او تتكلم عنه وانت لا تفهمه كله، فبالتأكيد ستعطيني معلومات خاطئة
وفي ذلك قال بارت ايرمان مقولته الشهيرة عن الثالوث :
" اذا كنت تظن أنك تفهم الثالوث فلا بد أنك تفهمه بشكل مغلوط , لأن الثالوث لا يمكن فهمه "
فهل ترشدني الى الله ام تضلني ؟
وبالمناسبة بارت كان مسيحي واصبح الان ملحد وترك عبادة يسوع
اسال الله ان يشرح صدره للاسلام بعد ان يدرسه ويعرفه حيث انه صرح بانه لم يدرس الاسلام ولم يعرفه
اما ثالثة الأثافي
فهي وضع الوهية يسوع في ميزان التاريخ
اشكر الله انه اعانني على بعض القراءة في كتب التراث وادبيات اليهود - وانا شخص بطبيعتي اعشق التاريخ - وقد خلصت من هذه القراءة الى شيء مهم جدا
انه لا توجد اي اشارة في هذه الكتب الى تسجيل على يسوع انه قال انا الله
اليهود تفننوا في تشويه يسوع
شوهوه على الجانب الروحي والعقائدي وعلى حتى الجانب الشخصي بتعمد وكانوا " بيتلككوله " واقفين له بالمرصاد لتسجيل هفوات الهفوات
فقاله انه ساحر يفعل المعجزات من قبيل السحر
وقاله انه مضل، فقد اضل الناس حتى اصبحوا بسببه يعبدون الاصنام والاخشاب ويقصدون الصلبان
وشوهوه على المستوى الشخصي، فادعوا انه من نسل زنى انجبته امه من الروماني بانديرا الذي غشاها في ايام طمثها، وانها كانت تزنى مع الطبقة الدنيا من الشعب في اسرائيل ( النجارين )
وهم كذبة وحاشا ان تكون هذه الطاهرة هكذا او يكون ذلك هو ابنها
المهم ان امر مثل هذا كان كفيل بان يتصدر مانشيتات هذه الكتب التاريخية وهذه الادعاءات عليه
فلا يوجد دليل اكبر من هذا على فساد هذا الشخص وتجديفه
تخيل اتي لك شخص وقال لك انا الله ... انا هو الله الخالق العظيم
انا الذي اسير الكون وانا الذي يحي ويميت
فهل من دليل على فساده وكفره اكبر من هذا
استغفر الله العظيم
الا انني لم اجد هذا الامر بتاتاً ولم اجد احد من المؤرخين قال هذا بحسب ما انتهت اليه قراءاتي واتمنى ان يصححني احد ان كنت مخطيء ويعلمني معلومة جديدة كنت اجهلها ولم اقف عليها
لا يوجد اي شيء، ويبقي الشيء الوحيد الذي يحوي هذا هو الكتابات المسيحية نفسها واعني كتب القانون الكنسي
التي كتبها كتاب كان همهم الشاغل هو تفصيل نصوص العهد القديم وحياكة النصوص حولها لتعطى تحقيق نبوءة في حق المسيح وقد تحققت ... هذا كان اكبر همهم
برغم انه يوجد كتابات مسيحية نفسها نفت هذا الامر بتاتا وقالت ان يسوع مجرد عبد بشر رسول لا اله ولا نص اله ولا ربع اله ولا به مسة اله اصلا
فلا يوجد لديك مرجع تاريخي يعطينا الدليل الخارجي سوى كتب القانون الكنسي فقط
وهذا اشبه بشيء وهو انك ترى مجموعة قد نصبت صديق لهم اله وادعت انه خلق وانه يطير في السماء بجناحين
وحينما تسال عن هذا المحيطين بهم في نفس البيئة او المشتغلون بأخبارهم لا يعطيك اي شيء او اي بيانات عن هذا الامر
فبأي عقل بعد هذا تصدقهم
وبأي سهولة تسلم لهذا المستند التاريخي الذي يخلو من اي برهان خارجي ؟
وان تجاوزت عن كل كل هذا ونظرت لمفهوم الاله والتصور البشري عنه عند اي احد
عند اتباع اي ديانة ... بالتأكيد لن تجد اختلاف عن صفة القداسة والتنزيه عما لا يليق به
اما حينما اتكلم عن " الرب يسوع " فحدث ولا حرج
اني اتصور معايشته منذ لحظة ميلاده ... لحظة ميلاد الرب
تخيلو رب يولد !
وقبل كل هذا نزل ليحل في احشاء امرأة بين المخاط والدم وامور من هذا القبيل
اتخيله وهو طفل صغير لا حول له ولا قوة ... يبكي حتي يدمى قلبك من شدة الجوع ولا يسكت حتى يلتقم ثدي امه
اتخيل نفسي وانا الاعبه والاطفه حتى يضحك .... واقول له مثل ما يقال للاطفال
اخدعه بان اكل شيئاً واخرجه له مرة اخرى من يدي فيضحك جدا
الا اني خدعته ومرت عليه هذه الخدعة وصدقها !
اتخيله يبول ويشرب ويعطش ويأكل ويجوع ويمرض ويصح !
اتخيله وامه تحميه .... عبد يحمي رب وليس الرب هو الذي يحمي العبد
وتفر به هاربة من " سلطة " عبد اخر وهو هيردوس الذي اراد قتله
فتخشي عليه منه وعلى حياته وتفر به هاربة
يهرب الرب .... اتخيل الرب وهو يهرب
اتخيله وهو يمسك قلمه واوراقه ليذهب الى مجامع العلم ليتعلم ما يتعلمه البشر
ويعرف ما كان يجهله .... ويقف امام ربانيم اليهود البشر ليلقنوه ويعلموه ويكتسب المعارف
اتخيله وهو مقبوض عليه من بعض البشر لا حول له ولا قوة ويضرب بالسياط والهراوات
ويبصق على وجهه ويجرد من ملابسه عاريا امام الجميع ويلطم على وجهه بكل مذلة وهوان
اسمع صوته وهو يئن من كثرة الالم والوجع الشديد فوق خشبة نصبوها له بعد ان حملها كي يكون عبرة لمن يعتبر
اتخيل صورته هذه
واقول ... هل هذا اله ؟
ثم اني اسمع بعد ذلك بخبر موت ربي ... وان جماعة من البشر قد ذهبوا ليكفنوه ويضعوه في قبره الذي ظل في جثة هامدة لمدة ثلاثة ايام ؟
استغفر الله العظيم
بالتأكيد سيخرج احدهم ليقول لي :
لاحظ انه هناك فرق بين الناسوت واللاهوت
فايا كان، فالناسوت هو ايضا اله ولا يجرؤ احد ان يقول عكس ذلك
وطالما كان الحديث عن الاله والذات الالهية، فهي بالتأكيد منزهة عن كل نقيصة وكل عيب
ولها ما يليق بها وما لا يليق
واعلاه لا يليق بأحد شرفاء البشر ، فما بالنا بإله
حتى لو كان نصف اله
حتى لو كان ناسوت
الا انه لو يحمل حتى ولو مسة من الألوهية، فهذه الصفة لا يجوز ان تلحق بها اي من هذه القوادح وهذه النقائص
فالذات الالهية مقدسة منزهة عن كل هذه الامور
فما كان يخلص اليه عقلي في النهاية هو رفض هذا الموضوع تماما
رفض فكرة كون المسيح عليه السلام اله، فالرب يسوع المسيح انا لا اعرفه ولا اعترف بوجوده
وابرأ الى الله من كل هذه الامور واستغفره عن هذا السب لذاته تبارك اسمها وجلت عظمتها
الا ان نبي الله المسيح ابن مريم تبقى له مكانة خاصة في قلبي
الذي بشر بالنبي الاعظم والمسيح الرئيس قبل مجيء زمانه
والحاكم بشريعته قبل نهاية الزمان
فنحن اولى به منهم
هذا هو اختباري
فالحمد لله على نعمة الاسلام، ثبتنا ، واماتنا الله عليها
اللهم امين
المفضلات