هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، و عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وعلا نبينا وسلّم .
وأم النبي هي آمنة بنت وهب رئيس قبيلة بني زهرة ونسبه يتصل بفهر الملقب بقريش ، وهكذا كان النبي من خير بطون العرب ومن أحسن قبائلهم وفروعهم من جهة أبيه وأمه.
ولد نبينا في يوم الاثنين ([1]) في التاسع من ربيع الأول([2]) السنة الأولى من عام الفيل الموافق للثاني والعشرين من أبريل سنة 571م وذلك في مكة المكرمة بعد الفجر الصادق وقبل شروق الشمس. وقد توفى والده قبل ولادته. وكان من عادة أشراف مكة أن يرسلوا أطفالهم إذا ما بلغوا ثمانية أيام إلى مرضعات في مكان يتوفر فيه الجو النقي والهواء العليل ،واتباعا لهذه العادة أودع محمد لدى حليمة السعدية ، وكان يؤتى به بعد كل ستة أشهر لتراه أمه وأقاربه، وبعد عامين كان فطامه ، فحملته حليمة إلى أمه آمنة ، ولكن آمنة سلمته ثانية إلى حليمة معتقدة أن جو البادية أنسب لطفلها من جو مكة.
وحين بلغ الرسول الرابعة من عمره ، أخذته أمه إلى حضنها، وحين بلغ السادسة توفيت أمه ، فكفله جده .
وحين بلغ الرسول ثمانية أعوام وعشرة أيام توفى عنه جده عبد المطلب ، عن عمر يناهز الثانية والثمانين فكفله عمه أبو طالب ، شقيق والده عبد الله ، وشهد حرب الفجار وعمره حينها خمس عشرة سنة .
وعلى أثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذي القعدة في شهر حرام ، تداعت إليه قبائل من قريش ، فاجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان التيمي لسنه وشرفه ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، وشهد هذا الحلف رسول الله ، وقال بعد أن كرمه الله بالرسالة : لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت .
[1] يوم الاثنين له خصوصية في حياة الرسول، ففيه ولد، وفيه بعث، وفيه هاجر، وفيه توفي، وهذا يساعد في تصحيح مختلف التواريخ.
[2] اختلف المؤرخون في تاريخ ولادته، فذكر الطبري وابن خلدون أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول، وذكر أبو الفداء أنه ولد في العاشر منه. ولكنهم جميعا اتفقوا على أنه ولد يوم الاثنين، ولما كان الاثنين لا يوافق إلا التاسع من ربيع الأول ، فيرجح أنه يكون مولده في التاسع ، وقد رجح هذا التاريخ محمد طلعت بك عرب في كتابه " تاريخ دول العرب والإسلام "
وكان النبي يمتاز في قومه بخلال عذبه وأخلاق فاضلة ، وشمائل كريمة فكان أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقاً ، وأعزهم جواراً ، وأعظمهم حلماً ، وأصدقهم حديثاً ، وألينهم عريكة ، وأعفهم نفساً ، وأكرمهم خيراً ، و أبرهم عملاً ، وأوفاهم عهداً ، وآمنهم أمانة ، حتى سماه قومه (الأمين) ؛ لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية ، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : يحمل الكل ، ويكسب المعدوم ، ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق.
المفضلات