قصيدة يا أمّةَ الغَيْث..
إلى أمة الإسلام، أمة الهدى والنور، أنتِ الأمل المنتظر رغم الظلام الهادر، والكيد المتواتر..
يا أمّة الغيث هِـلّـي اليوم iiوائتـلقـي = فكم تحسّر طرْفُ العيـنِ في الأفقِ!!
يا أمّة الغيث هل للغيثِ من سُحبٍ = سحّاءَ تُطْفئُ ما في القلبِ من حُرق ِ!!
يا أمّة الغيثِ أنتِ النـورُ منسكبًا = من سدرة المُنتهى للمصطفى الشَـفِقِ
سنا تجلّى إلى جبريلَ مؤتمنـًا = فهلْ لنورِكِ في الآفاقِ من شَـفـَقِ
يرنو إليكِ وجودٌ لا حيـاة َ لـه = إلا بنبضِك فـي وجدانِهِ الخَـفِـقِ
وتشـرئبُ البرايـا في سفاسفهـا = إلى سمـوِّكِ فـي الإيمـان ِ والخُلُقِ
ويستغيثـُك جرحٌ لا التئامَ لـه = إلاّ برايـات ِ سبّاق ٍ ومُسْتَبِـقِ
ويسألُ السهدُ عنكِ النَّجمَ في أملٍ = لعلَّ فجْـركِ يجلو ظلمة َ الغسقِ
وللجـوى عنكِ تطوافٌ وأسئلـةٌ = وألفُ تنهيدةٍ فـي مسْمَـع ِ الأرقِ
وتغزلُ الريحُ فوقَ الرَّملِ ملحمةً = من ذكرياتِ الفِـدا والعـزِّ والسّمَـقِ
يا أمّة الغيثِ للعصيـان ِ مشأمـةٌ = من اتقى الله في كلِّ الأمـورِ وُقي
الأرضُ بعدكِ أشـلاءٌ مضمّخةٌ = وتِرْكة ُ المجدِ نهبُ الحاقـدِ الشَّبِـقِ
وللمبادئ أكفانٌ وأضرحـة.. = والروحُ – يا لكسادِ الروحِ – في iiملـقِ
وللفواحشٍ أصداءٌ مدويـة = يسوقـُُهـا طبقٌ دانٍ إلى طبـقِِ
وللسعادةِ سنـدانٌ و مطرقةٌ = يلـوكُهـا الدهرُ فـي كمـاشةِ iiالقَـلقِ..
يا أمّة الغيثِ هلّي اليوم وائتلقي = فأنتِ رَوْحُ الشذا في الزهر والورق
وأنتِ بُشرى الهدى المُنثال منذُ زها = فجرُ النبـوّةِ واسـتجلى لكلِّ تقـي
وفـي يمينـكِ آياتٌ مبيّنـةٌ = من سـورةِ الفتحِ والأنفال ِ والفلقِ
بك استنارت قلوبُ السائرين هدى = ومنكِ يحلو الجنى في غصنهِ العذقِ
يا أمّة الغيثِ هلي اليوم وائتلقـي = واستنقذي الكون من دوامّـة ِ النَفَـقِ
كم معقل ٍ صار للأعـداءِ مرتفقًا = قد كان مبعثَ رايـاتي ومُنْطـلقـي
كم أمّةٍ عـزَّها التوحيدُ فاعتصمَتْ = قد أصبحتْ من دعاوى الشكّ في فِرَقِ!!
وبقعةٍ حُرّة ٍكانتْ مُمَلّكـة = يسومها المعتدي.. مكسورة العُنُقِ
في كلّ يوم ٍ يسجّيها على فتن = يا بؤس مُصْطبحٍ فيـها ومغتبقِ!!
يدعّها في متاهاتٍ ومعمعـة = يحارُ فيها فؤادُ المؤمن الحّـذِقِ ٍ
قالوا: جنيتُ.. وسهم الغدر في كبدي = ومذنبٌ.. وشهودُ البغي في حدقـي
مُكبّلٌ.. وكراماتي مدنسّـةٌ = والقدسُ يا لعناء القدس في الرَّبَقِ
مُجَرّمٌ.. وجحيمُ القصفِ في بلدي = ومعتدٍ .. ونصالُ السيفِ في عُنُـقي
وموصمٌ أنا بالإرهاب في زمن = يعدُّ تكبيرتي من أحمـقِ الحمقِ
وقد أهانوا كتاب الله في صـلفٍ = إنَّّ البهيمة َ لا تعتدُّ بالـوَرِقِ؟!!
وأسرفوا في دمي.. واستعذبوا شرفي = وسوف ينفجرُ البركانُ من حنقي
وفي المدينة سمّاعون قد مردوا.. = هم الخفافيشُ في ليلٍ من الرَّهـقِ
يا أمتي إن يكن باللهِ مُعْتَصَمي = لاندكَّ كلُّ كيـان الكفـر من فرَقِ
البذلُ لله نصرٌ لا اندحار لـه = والسعيُ من دونهِ زخمٌ من العَرَقِ!
مليارُنا اليوم صفـرٌ لا اعتداد به = لأنّ مليارنا حبرٌ علـى ورقِ
يا أمّة الغيثِ يا آمالَ مرتقبٍ = والأرضُ تهتفُ من وجدانِ منسحقِ
مدّتْ إليك ِ ذراعَ المستغيثِ رجا = فاستفتحي باسـم ربّي كلَّ منغلقِ..
وأجهشت، ونداءُ الشوقِ في فمها: = خذي بحاري وبرّي واملئي طرقي
عودي لسيرتك الأولى هدى وسنا = صوني البريّة عن مستنقَع الغرَقِ
آمنتُ يا أمتي بالنصر فاعتصمي = واستنـزلي الفتح.. وامضي للعُلا.. وثقي
شعر: صالح بن علي العمري - الظهران
المفكرة
المفضلات