لو سلمنا بأن التعدد له مساوئه فى ظل غياب الفقه الدينى العادل الصحيح على حد تعبيرك فتلك ليست مشكلة الدين
فالدين ألزم الرجل بالعدل بين نسائه بقدر المستطاع مما يقلل الغيرة بينهم
و جعل مقياس خيريته عند الله تعالى خيريته لزوجه ( خيركم خيركم لأهله )
فلنفترض أن امرأة تزوج زوجها عليها و التزم بالعدل بينها و بين زوجته الأخرى
و ظل يحسن معاملتها و عشرتها بعد زواجه من الزوجة الثانية فهو يتبسم فى وجهها و يلاطفها و يسكن إليها و يكلمها بكلام طيب و لا يفضل زوجته الأخرى عليها تفضيلا يثير غيرتها
ألن تقل جدا المشاكل الناتجة عن التعدد أو تختفى ؟
و بالتالى فليس من المنطقى أن يمنع التعدد تماما على الإطلاق لأن له مساوئه فى ظل غياب الفقه الدينى العادل الصحيح
و فى ظل غياب الوازع الدينى فقد يكون الزواج من واحدة فقط بدون تعدد جحيما لها
فالرجل قد يسئ معاملة زوجته و يهينها بل و يضربها بلا سبب و يقصر فى نفقته عليها دون أن يعدد
و فى نفس الوقت فى ظل وجود الوازع الدينى قد يتزوج الرجل على زوجته و يحسن معاملتها
بطبيعة الحال إن من ترضى أن تكون زوجة ثانية فستكون إما مطلقة أو أرملة أو عانساقتباسو يجب ان نضع في الاعتبار انه يشرع حتى دون الحاجة فلا يصح ان
نقصره على الحاجة و الظروف فقط ..!
و بالتالى فإن تعدد الزوجات غالبا ما سيكون تطبيقه للحاجة
و لو لم يكن فى تعدد الزوجات منفعة سوى أن امرأة مسلمة يكون لها رجل يرعاها و تكون فى كنفه فكفى بها منفعة
لو لم يكن من التعدد منفعة سوي مزيد من إعفاف الرجل و إعفاف امرأة مسلمة فكفى بها منفعة
لو لم يكن من التعدد منفعة سوي خروج نسمة تشهد ألا إله إلا الله فكفى بها منفعة
و بلا شك فإن إلغاء التعدد تماما فيه تفويت لمنافع كثيرة
و لأثبت لك تلك المنافع فقد سألتك من قبل عدة أسئلة :
و لو فرضنا جدلا أنه كان من الممكن أن يشرع التعدد للحاجة فقط و يحرم فى غير الضرورةاقتباسما هو الحل الذى تقدمه الليبرالية التى تمنع التعدد لامرأة مات زوجها و لديها ثلاثة أطفال واحد عمره سنة و الآخر سنتان و الثالث أربع سنوات و تحتاج إلى رجل ينفق عليها و يرعاها و يرعى أولادها و بالطبع يعرض العزاب عن التقدم إليها و رغب أحد الرجال أن يتزوجها كزوجة ثانية ؟
ما هو الحل الذى تقدمه الليبرالية التى تمنع التعدد لامرأة أصيبت بشلل و لديها ولدان عمرهما ثلاث و خمس سنوات و يرغب زوجها فى التزوج من امرأة قادرة على القيام بحقوق الزوجية له و قادرة على رعاية أبنائه ؟
ما هو الحل الذى تقدمه الليبرالية التى تمنع التعدد فى حالة قيام حرب مثل الحرب العالمية الثانية تنتهى بأن يصبح عدد النساء فى آخرها أكثر من الرجال بثلاثة أو أربعة مليون ؟
ما هو الحل الذى تقدمه الليبرالية التى تمنع التعدد لرجل و امرأة تزوجا و لم ينجبا طوال عشر سنوات بسبب مشكلة لدى المرأة و الرجل و أهله راغبون فى أن يكون له ابن من صلبه و فى نفس الوقت لا هو و لا زوجته يرغبان فى الطلاق لما بينهما من العشرة و لأنه من الصعب أن يتزوج أحد تلك المرأة مرة أخرى بعد أن تطلق بسبب عقمها ؟
ما هو الحل الذى تقدمه الليبرالية التى تمنع التعدد لرجل فى ال35 من عمره بلغت امرأته سن اليأس مبكرا فى سن ال 27 كما يحدث فى بعض الحالات المرضية فأصبح لا يجد متعة كافية عند معاشرتها و فى نفس الوقت هو ما زال يرغب فى الإنجاب ؟
و أستطيع أن أظل أطرح أسئلة كثيرة بتلك الصورة لكن نكتفى بالقدر السابق و نتمنى أن تجيب الأخت متاع بصدق مع نفسها و أن تعيد النظر لموضوع التعدد بصورة شمولية و ليس بنظرة قاصرة على غيرة المرأة فقط
فهل يمنع التعدد على الرغم من كل ما فيه من منافع من أجل غيرة المرأة؟
ما لكم كيف تحكمون ؟
طيب إن سألنا من الناحية الأخرى
ما هو الحل الذى يقدمه الدين عندما يبيح التعدد لغيرة المرأة؟
سنجد أنه قدم حلان
العدل لتقليل الغيرة بين النساء
و إن كانت المرأة لا تطيق التعدد إطلاقا فلها الحق أن تشترط على زوجها ألا يتزوج عليها
فما هو مقياس الحاجة ؟
ثم إن الرجل قد يتزوج أيضا فى أى وقت زوجة أخرى و يبرر حاجته بأنه بحاجة لمزيد من إعفاف نفسه أو أن الحاجة هى أنه سيعف امرأة مسلمة
فبدلا من أن يشرع الإسلام التعدد للحاجة فقط أو للضرورة أباح الإسلام للمرأة ما هو أفضل و هو أن تشترط على زوجها عدم التعدد إن كانت لا تطيقه
المفضلات