الابتلاء من المنظور المسيحى
هذا بالنسبة للمسلم ..
اما بالنسبة للمسحيين فمع انهم محترفين فى صناعة التبريرات والتفسيرات الواهية , فلن يحدو تبريرا او تفسير يثلج الصدور او يذهب الحيرة ويجمع الشتات الفكري والوجداني سواء كان لهم او لغيرهم الا من خلال وجهة النظر الإسلامية وان اصرو فلن يجدو حكمة من هذا الواقع المرير للإنسان على ظهر الأرض حسب اى وجهة نظر اخرى الا ان يكون احد شيئين اما عقاب فتبطل عقيدتهم ودعواهم وإما ان يكون بلاء بلا مردود او او سبب فيصبح ظلم بين وان كان هذا وذاك فهو فى الامرين مناقض للرحمة ولم يقبل الله بعقاب ادم لكونه كذلك , فكيف يقبل هذه المعاناة للبشر مع كونها ايضا مناقضة وان قيل لها مردود .. فما قيمة هذا المردود ان لم يكن فيه وبه الخلاص ؟ وما قيمة هذا المردود مع الحقيقة السابقة .. فمعاناة الانسان على ظهر الأرض عقاب ..
والعقاب مناقض للرحمة ..
وتناقضه للرحمة سبب مشكلة اوجبت أضحية استرضائية ..
فكيف يكون هناك اى أساس منطقي لقولهم: إن الله أراد بالعدل أن يعاقب الإنسان وبالرحمة أن لا يعاقبه , فتجسد الله في صورة إنسان حتى يعاقب نفسه فيكون قد نفذ العدل والرحمة!!..
وأخيرا كيف تكون العقيدة المسيحية هى العقيدة الصحيحة ولا تضع فى حسبانها بيان الحكمة من ذلك البلاء او تبريرا لذلك العقاب هل هذا تجاهل ام سهو ام نسيان ام دليل على البطلان ؟ , واذا كان المسيحيون هم صفوة مؤمني اهل الارض جميعا وما عداهم ضالين ألا يجب ألا يكونوا فى منأى عن وساوس الشيطان من هذه الناحية بالذات التى يمكن ان تمثل بابا ساشعا للشيطان لانها متعلقة باهم اسس عقيداتهم يمكن ان يدخل منه إلى أعماق النفس المؤمنة ليضللها بسهوله , ويحيد بها عن الطريق , وبذلك يؤدى وظيفته ومهمته على أكمل وجه ومن ثم يقدم شكرا لواقع الإنسان المرير على ظهر الأرض الذي ساعده على ذلك أما ان الشيطان أصبح اليوم يحب المؤمنين والمهتدين فجعلهم فى منأى عن وساوسه وتلبيساته , وجعلها قاصرة فقط على الضالين لينفرهم مما هم فيه من ضلال عن طريق جرعات كبيرة و مركزة من الوساوس ليسهل عليهم الوصول الى الحق فلا نستغرب إذن إذا وجدنا الشيطان نزيل دائم للمساجد يذكر الناس بكل صغيرة وكبيرة ليشغلهم بذلك عن الصلاة لغير المسيح ولا نستغرب أيضا قذفه لقلوب المسلمين بالكثير من الوساوس المتعلقة بالعقيدة المسيحية ليحببهم فيها ولكي يؤدى واجبه على أكمل وجه لم ينسى ان يقرن هذه الوساوس بكثير من الأفكار الإلحادية فيكون بذلك قد فعل ما وكل اليه على أحسن وجه .
وكيف يكون هناك دين يحارب من أهل العارض جميعا ويضع في اعتباره كل صغيرة فيغلق كل منفذ للشيطان الى تلافيف النفس و يضع فى اعتباره منهج لعلاج هذه الوساوس وضحدها عن طريق اشياء كثيرة ومتنوعة كالقرآن والذكر واستخدام البداهة العقلية
واخيرا كل ما سبق (1) يثبت ان ادم قد تم عقابه بالفعل فادم بمعاناته على الأرض وحرمانه من نعيم الجنة يكون ادم قد جمع بين نوعين من العقاب يضاف إليه المعاناة الناتجة عن إحساسه بالفارق بين نعيم جنة وجحيم الأرض بينما أبنائه اقتصر عليهم الأمر فى المعاناة الأرضية دون معاناة الإحساس بالفارق, هذه حقائق دامغة تقول بان ادم تم عقابه اشد عقاب فكيف يستخدم النصارى مبرر تحت التوفيق بين الرحمة والعدل حتى يتم عقاب ادم عدلا وعدم عقابه رحمة والعقاب حدث , ولم يقتصر على ادم بل شمل كل إفراد الجنس البشرى , وما زال مستمرا بعد صلب المسيح المزعوم مما يدحض القول بالخلاص ..
بالإضافة الى ذلك ليس هناك حالة يمكن ان نطلق عليها توفيق بين العدل والرحمة لأسباب ذكرنا بعضها من قبل إنما يمكن ان يكون بينهما فقط اقتران , لان الرحمة عطاء الهي غير مقيد او مشروط , واذا كان لابد من التوفيق بين العدل والرحمة عن طريق الفداء فما الذى يحدث لو لم يوجد ? هل تتجمد صفة من الصفات الالهية, وتصبح غير ذات فائدة , واذا كانت الرحمة مقيدة او مشروطة بشيء فان كل الصفات الأخرى سوف تسير على هذا النهج و تكون مقيدة باشياء اخرى , والا ما هو الذى قيد هذه الصفة عن غيرها من الصفات , وهل الصفات الالهية تناقض كلا منها الاخرى وأخيرا لا نسع إلا ان نقول الرحمة عطاء وغير مقيدة بشىء لان العطاء لا يشترط فيه الأخذ والا ما دخل ادم الجنة من الأساس قبل فعل الخطيئة لأنه لم يفعل شيء يستحق عليه ذلك , وهذه هي الحقيقة بموضوعية شديدة , ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأسد ابن كرزة فى الحديث الذي صححه الإمام الالبانى يا أسد بن كرزة لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة الله [ قلت : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ] ولا أنا إلا أن يتلافاني الله أو يتغمدني [ الله ] منه برحمة
لان العمل محدود بينما نعيم الجنة غير محدود من جميع الجوانب والإبعاد مما لا يدع مجالا لدخولها الا بالرحمة .
فيكون دخول الجنة عطاء الهي بلا مقابل وهذا شيء طبيعي فإذا كان الدرهم لا يمكنه ان يشترى قصرا للإنسان تحت مفهوم المقايضة فان الهبة يمكنها ان تمنحه الكثير من القصور بلا مقابل .
فاذا ادخلت الرحمة ادم الجنة بلا قيد او شرط فانها ايضا يمكن ان ترفع عنه العقاب متمثلا ذلك فى العفو والغفران بلا قيد او شرط او تخفف من شدته قياسا على اضافة الماء البارد الى الساخن والنعيم النسبى المتمثل فى الخروج من النار اقل من النعيم المطلق المتمثل فى دخول الجنة .
(1) بعيدا عن وجة النظر الاسلامية لان هذا الواقع المرير للإنسان بالنسبة للإسلام إنما هو ابتلاء واختبار يعود عليه بمردود عظيم فى الدنيا والآخرة كما انه سبب فى تمتع الإنسان بفضيلة الصبر والتي بدورها سبب فى دخوله الجنة بغير حساب وهذا شىء طبيعي فلا معنى للصبر طبقا لحل تكافل اجزاء الوجود بغير الشدائد والابتلاءات والاختبارات بينما خلت وجه النظر المسيحية من ذكر اى حكمة او مردود لهذا الواقع , مما يجعلنا نتكلم عنه من هذه الوجه على انه عقاب شديد ليس له حكمة او مردود , الشيء الذي سوف يجعله ظلم بين فى نفس الوقت الذى سوف يظهر فيه العبث المحيط من كل الجوانب بصلب المسيح وعدم الجدوى من صلبه وتعالى الله عما يصفون
المفضلات