نقرأ أيضا من إنجيل الديداكى :
الأصحاح الرابع عشر
1- عند اجتماعكم يوم الرب ، اكسروا الخبز واشكروا بعد أن تكونوا اعترفتم بخطاياكم ، ولكي تكون ذبيحتكم طاهره.
2- لا يجتمع معكم كل من له منازعة مع صاحبه حتى يتصالحا ، لئلا تتنجس ذبيحتكم .
3- لأن الرب قال: في كل مكان وزمان تُقرب لي ذبيحة طاهرة ، لأني ملك عظيم يقول الرب ، واسمي عجيب بين الامم .
و من الواضح أن النص السابق يناقض عقيدة الصلب و الفداء جملة و تفصيلا
ففى العهد القديم توجد شرائع كثيرة للذبائح
و كانت الذبائح تقدم ككفارات
و طبقا لعقيدة الصلب و الفداء فالمسيح هو ذبيحة العهد الجديد
و بدمه تم تكفير جميع الخطايا
و لم يعد هناك حاجة لذبائح أخرى
فكيف تكون فى الكنيسة الأولى تعاليم خاصة بالذبائح و المفترض أن ذبائح أصبحت بلا قيمة و لا حاجة لها بعد أن أصبح الإله - طبقا للعقيدة النصرانية أستغفر الله العظيم - هو الذبيحة ؟
لتوضيح الفكرة نقرأ من الرسالة إلى العبرانيين من الإصحاح العاشر :
1 فَلَيسَ لَدَى الشَّرِيعَةِ إلّا ظِلُّ الخَيراتِ الآتِيَةِ. فَهِيَ لا تَحمِلُ نَفسَ جَوهَرِ الأشياءِ الحَقِيقِيَّةِ. فَالشَّرِيعَةُ لا تَقدِرُ أبَداً، بِنَفسِ الذَّبائِحِ الَّتِي تُقَدَّمُ سَنَةً بَعدَ أُخْرَى، أنْ تُكَمِّلَ الَّذِيْنَ يَقتَرِبُونَ مِنَ اللهِ فِي العِبادَةِ. 2 وَلَو كانَ فِي مَقدُورِها أنْ تُكَمِّلَهُمْ، أفَما كانُوا يَتَوَقَّفُونَ عَنْ تَقدِيمِها؟ فَلَو تَطَهَّرُوا بِشَكلٍ نِهائِيٍّ مِنْ خَطاياهُمْ، لَما شَعَرُوا بِذَنبِ خَطاياهُمْ! 3 لَكِنَّ الذَّبائِحَ هِيَ تَذكارٌ لِخَطاياهُمْ كُلَّ سَنَةٍ. 4 فَلا يُمكِنُ لِدَمِ الثِّيْرانِ وَالتُّيوسِ أنْ يَنزِعُ الخَطايا. 5 لِهَذا عِندَما جاءَ المَسِيحُ إلَى العالَمِ قالَ للهِ:
«أنتَ لَمْ تُرِدْ ذَبِيْحَةً وَتَقدِمَةً،
لَكِنَّكَ أعدَدْتَ لِي جَسَداً.
6 لَمْ تَسُرَّكَ الذَّبائِحُ الصَّاعِدَةُ وَقَرابِيْنُ الخَطِيَّةِ.
7 ثُمَّ قُلْتُ: ‹فَكَما هُوَ مَكتُوبٌ عَنِّي فِي مَخطُوطَةِ الكِتابِ:
ها أنا قَدْ جِئْتُ لأفعَلَ مَشِيئَتَكَ يا اللهُ.›» [a]
8 قالَ أوَّلاً: «أنتَ لا تُرِيْدُ ذَبائِحَ وَتَقدِماتٍ، ذَبائِحَ صاعِدَةً وَقَرابِيْنَ خَطِيَّةٍ، وَلا تُسَرُّ بِها،» مَعَ أنَّ الشَّرِيعَةَ كانَتْ تَطلُبُ تَقدِيْمَ هَذِهِ الذَّبائِحِ. 9 ثُمَّ قالَ: «هَأنَذا قَدْ جِئْتُ لِأفعَلَ مَشِيئَتَكَ.» وَهُوَ بِهَذا يَضَعُ النِّظامَ الأوَّلَ جانِباً لِكَيْ يُؤَسِّسَ الثّانِيَ. 10 فَبِهَذِهِ المَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ، بِذَبِيْحَةِ جَسَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ مَرَّةً واحِدَةً إلَى الأبَدِ.
11 فَكُلُّ كاهِنٍ يَهُودِيٍّ يَقِفُ لِيُؤَدِّيَ وَاجِباتِهِ الدِّيْنِيَّةَ كُلَّ يَومٍ، فَيُقَدِّمَ مَرَّةً تِلْوَ المَرَّةِ نَفسَ الذَّبائِحِ الَّتِي لا تَقدِرُ أنْ تَنزَعَ الخَطايا.
12 أمّا المَسيحُ، فَبَعدَ أنْ قَدَّمَ ذَبِيحَةً مُفرَدَةً عَنِ الخَطايا مَرَّةً واحِدَةً إلَى الأبَدِ، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. 13 وَهُوَ الآنَ يَنتَظِرُ أنْ يُجْعَلَ أعداؤُهُ مِسنَداً لِقَدَمَيْهِ. 14 فَبِذَبِيْحَةٍ واحِدَةٍ جَعَلَ المُؤمِنينَ المُقَدَّسينَ كامِلِيْنَ إلَى الأبَدِ.
15 وَيَشهَدُ لَنا الرُّوحُ القُدُسُ عَنْ هَذِهِ الحَقيقَةِ أيضاً فَيَقُولُ أوَّلاً:
16 «هَذا هُوَ العَهدُ الَّذِي سَأقطَعُهُ مَعَهُمْ
بَعدَ تِلكَ الأيّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ:
سَأضَعُ شَرائِعِي فِي قُلُوبِهِمْ،
وَأكتُبُها فِي عُقُولِهِمْ.» [b]
17 ثُمَّ يَقولُ:
«وَلَنْ أعُودَ أذكُرُ خَطاياهُمْ وَآثامَهُمْ.» [c] 18 فَعِندَما تَكُونُ هُناكَ مَغفِرَةٌ لِهَذِهِ الخَطايا وَالآثامِ، لا تَعُودُ هُناكَ حاجَةٌ لِقُربانٍ عَنِ الخَطايا.
أى أنه فى العهد القديم كانت تقدم الذبائح و الكفارات
و عندما جاء المسيح قدم دمه مرة واحدة ككفارة
و ليس هناك بعدها حاجة لذبائح و لا قرابين عن الخطايا
و من العجيب حقا أن نجد الكنيسة الأولى تتحدث عن الذبائح مما يدل على أنها لا تؤمن بأنه لا حاجة للذبائح بسبب دم المسيح
بل و الأعجب أن النص يدل على أن الذبائح ستقدم إلى الأبد طبقا لمعتقدات الكنيسة الأولى كما يتضح من الجملة الثالثة :
- لأن الرب قال: في كل مكان وزمان تُقرب لي ذبيحة طاهرة ، لأني ملك عظيم يقول الرب ، واسمي عجيب بين الامم .
ففى كل زمان تقدم الذبائح الطاهرة للرب طبقا لمعتقدات الكنيسة الأولى
و لعل عقيدة الصلب الكفارى لم تكن واضحة بعد فى الإيمان المسيحى عندما كتب الديداكى
و تجدر الإشارة إلى أن الديداكى وثيقة مبكرة جدا عن الكنيسة الأولى و ترجعه بعض التقديرات إلى أواخر أربعينات القرن الأول أى بعد رفع المسيح بأقل من 17 سنة
يقول بن سويت Ben H.Swett :
The long title of the Didache in the manuscript dated 1056 reads: "The Teaching of the Lord by the Twelve Apostles to the Gentiles" but I believe the original title was "The Teaching of the Apostles to the Gentiles" and the rest was inserted later. Certainly Barnabas and Paul were "The Apostles to the Gentiles." If the Didache is a sample of their teaching, as it certainly seems to be, then it must be dated no later than AD 49 because that was when they went their separate ways. The most probable date is either AD 44 or AD 47. In either case, those dates are earlier than anything in the New Testament. Therefore, I believe the Didache is the earliest Christian document we have. Although rightly regarded as a church handbook and not a Gospel or absolutely based on the teachings of Jesus, it provides valuable insights concerning the moral doctrines, theology, rituals, esoteric operations and congregational testing of apostles and prophets, and the basic organization of First Century Christianity.
الترجمة بتصرف :
العنوان الطويل للديداكى فى المخطوطة التى تعود إلى سنة 1056 ميلادية هو ( تعليم الرب عن طريق الرسل الاثنا عشر للأمميين ) و لكنى أعتقد أن العنوان الأصلى هو ( تعليم الرسل للأمم ) و الباقى أُدخل مؤخرا .
بالتأكيد برنابا و بولس كانوا رسل الأمم. لو كان الديداكى عينة من تعاليمهم - و هو بالتأكيد كذلك - فذلك يعنى أن الديداكى يرجع بالتأكيد إلى تاريخ ليس بعد سنة 49 ميلادية لأنهما فى ذلك الوقت افترقا. التاريخ الأرجح هو سنة 44 ميلادية أو 47 ميلادية . فى كلتا الحالتين تلك التواريخ هى قبل أى وثيقة فى العهد الجديد . لذا أنا مؤمن بأن الديداكى هو أقدم وثيقة مسيحية متوافرة لدينا . على الرغم من أنه يعتبر كمدونة للكنيسة أكثر منه إنجيل و على الرغم من أنه ليس مبنيا تماما على تعاليم يسوع إلا أنه يوفر لنا رؤية قيمة لعقائد و أخلاقيات و لاهوت الرسل و التنظيم الأساسي لمسيحية القرن الأول .
ملحوظة :
الكلام السابق منقول من الرابط التالى :
http://bswett.com/1998-01Didache.html
و مما سبق نرى أننا باطلاعنا على الديداكى نكون قداطلعنا على وثيقة ربما تكون أقدم وثيقة مسيحية و هى مكتوبة قبل باقى كتابات العهد الجديد و من الواضح أن تلك الوثيقة كتبت قبل دخول عقيدة الصلب الكفارى إلى المسيحية لدرجة أننا نجد فيها تعاليم بخصوص الذبائح التى أصبحت بلا قيمة فيما بعد فى نظر المسيحيين لأنهم آمنوا بأن المسيح هو ذبيحة العهد الجديد و لا حاجة لذبائح أخرى غيره لتكفير الخطايا !!!
المفضلات