بـدأ التفكيـر بخصوص استخدام الحميات المستثناة مع الاضطرابات النمائية المنتشرة
مثل التوحد في الظهـور تدريجيـا خلال السنوات القليلة الماضية .
ومن المعروف أن آلاف الآبـاء يستخدمون وسائـل حميـة لتخفيف بعض مظاهر توحـد أطفالهـم مع وجود نتائج متنوعة ولكنها واعدة في معظـم الحالات .
الأبحاث الأولية في استخدام الأطعمة الخالية من الجلوتين والتوحد في ذكـر أن تحسنـا فـي ب
عـض السلوكيات المرتبطـة بالتوحد قد ثبت حدوثها برغم أنه يحتاج إلى العديد والمزيد
من الأبحـاث التجريبية في هذا المجال ،
وتميل الأبحاث التجريبية والتقارير الروائية من الآباء إلى الإيحاء
بمحدودية الآثـار الممكنة والمحتملة لاستخدام الأطعمة المستثناة وأن استعمال هذه
الأغذية لا يمثل علاجا للتوحد .
وهناك نظرية تقول إن العديد من أطفال التوحد ـ مالم يكونوا جميعاً ,
لديهم أمعاء ومعدة بها خلل أو تلف، وهذا الخلل ربما يكون منذ الولادة،
ولكنه غالباً ما يأتي من بعض الإصابات المناعية مثل ردة الفعل السيئة للمناعة .
حيث أن أطفال التوحد لديهم جهاز مناعي ضعيف ومعظمهم لديهم مشاكل في عملية الهضم ,
وتسمح الأمعاء المرشحة Leaky Gut لبعض بروتينات الأطعمة المهضومة جزئياً وخاصة الجلوتين
الذي يأتي من: القمح الشوفان الشعير وجميع أنواع الحنطة والكازين الموجود في الحليب ومشتقاته الأخرى للمرور من خلال مجريات الدم .
بدورها تكوّن هذه البروتينات المهضومة جزئياً مادة البيبتايد Peptides التي تكون لها تأثيرات شبه تخديرية، وتستطيع ان ترتبط بالمستقبلات في المخ وتحدث اضراراً تماماً مثل أي مخدر عادي،
وبالتالي تستطيع أن تسبب التوحد أو تزيد أعراضه.
إذاً .. لماذا تدور هذه المركبات في الدورة الدموية لأطفال التوحد ؟
والجواب هو أن أطفال التوحد لديهم خلل في إنزيم يسمى DPPIV والمسؤول عن هضم مادة البيبتايد الشبه مورفينية في الأمعاء ويلعب ايضاً دوراً في الجهاز المناعي وخاصة عندما يحولها الى خلايا تي T Cell.
تعتبر هذه المخدرات نوع من المهدئات حيث أن هنالك مستقبلات في المخ ترتبط بها وتعمل على تقليل الألم والحث على الاستمتاع أو المتعة، ولكنها أيضاً لها اضرار جانبية، ومثال ذلك المورفين والهيروين .
ونظراً لعجز العلم حتى الآن عن إيجاد علاج لهذا المرض ولكيفية علاج الأمعاء المرشحة فإن الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين والكازين تعتبر الأفضل وقائياً وعلاجياً ومعظم أولياء أمور أطفال التوحد فضّلوا إلزام أطفالهم يتلك الحمية وأشادوا بنجاحها .
وحتى يقرر الآباء لأطفالهم التقيد بتلك الحمية وجب عليهم التأكد من نسبة البيبتايد اذا كانت عالية من خلال عمل تحليل بولي يوضح اذا كان هناك على الأقل حاجة لتجربة حمية الغذاء الخالي من الجلوتين والكازين وهذه ليست حساسية يمكننا ان نشخصها بالتحليل الروتيني .
يتـبــــــــــــــــــــــــع
المفضلات