بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين .... الصادق الأمين .....
سيدنا محمد رسول الله الواحد القدوس ....
هذا الموضوع أتشرف أن أقدمه لكم ببساطة المنطق حتى أزيل غشاوة المستهزئين الذين اعتقدوا أن جنة الاسلام شبهة يمكن أن يسوقها الينا معتقدا أننا نخجل من الحق و من حسن الثواب ....
ان جنة المسيحي هي أن يكون مع الله في السماء الجميلة ....
صورها فنانو عصور النهضة أنها سحب و أنوار و أطياف ....
يكون فيها القديسين و الأبرار حول الرب .....
و لا أعتقد أن خيال المسيحي يبتعد عن ذلك المشهد .....
فهو يتوق الى كل شىء سماوي .....
و الجحيم هو بحيرة كبريت حارقة ....
فيها الآلام و العويل و الحرق ....
هنا نحن أمام مشهدين ....
من تنعم في الحرام و لم ينهى نفسه عن الشهوات ....
أو كان غنيا متنعما و غير خاضع لله ....
كان مصيره الحرق بجسده ....
لن يأخذ جسدا نورانيا ....
و سيلقى في بحيرة الكبريت ....
بينما المؤمنين ....
سابحين بين السحاب مع الرب و القديسين و الأبرار ....
لا يأكلون و لا يشربون .....
مع أن الانسان الذي بلا خطيئة يجب أن يبدأ متنعما .....
لذا وهبه الله التنعم بكل شجر الجنة ليأكل ....
و الناس في المسيحية اذا طهرهم الله من الخطيئة و أدخلهم الجنة ....
فانهم لا يتزوجون ....
فقط هم في السماء كالملائكة ....
مع أن الله من البدء خلقهم ذكرا و أنثى .....
هكذا أرادهم لينعموا في جنته و الا لخلقهم بجنس واحد ....
هكذا كانوا و هم بلا خطيئة واحدة .....
أوجدهم ذكورا و اناثا ....
و هم في جنة المسيحية ....
يرافقون الرب ....
حسنا ....
في الدنيا ....
هل يوجد مسيحي رافق الرب ؟؟؟؟؟
اذا كانت رفقة الرب هي قمة الثواب و النعمة ....
فهل أنعم الرب على المسيحيين بتلك الرفقة المميزة .... ؟
تعالوا نرى احدى المشاهد بينما المؤمنين مع الرب :
من انجيل لوقا :
==========
38 فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي».
39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».
40 ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟
41 اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».
42 فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».
43 ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً.
=============
كما فهمنا من النص ....
أن الرب حقق لجماعة من المؤمنين أن يرافقوه ....
فناموا عنه ....
كان هواهم هو نومهم ....
و راحتهم في نومهم .....
تلك الطبيعة الانسانية .....
و لكن الطبيعة الايمانية هو أن تكون مع الله حتى ان لم تكن ترى الله ...
أن تقوم من النوم لأجل الله ....
لذلك لم تكن مرافقة الله متعة عند المسيحيين الأوائل .....
لأنه عندما طلب الرب منهم أن يرافقوه ....
استجابوا للنوم ....
لذا لو مات التلاميذ مؤمنين ....
ثم قيل لهم ثواب ايمانكم هو أن ترافقوا الرب أيضا .....
فأى جديد سينالوه ؟!
و على قول عادل امام : برضه ؟
حسنا ما الجديد على التلاميذ ؟؟؟؟؟؟
الاجابة :
انها السماء و ليس الرب .....
و لكن ما الفرق بين جنة المسيحي و جنة المسلم ؟؟؟؟؟؟
اذا كان يهوذا الأسخريوطي قد رافق الرب ثم كان مصيره بحيرة الكبريت .... هل يسبق نعيم الله عذابه ؟؟؟؟؟؟
فلنتفق أن الغاية ليست مرافقة الرب ....
بل معيشة السماء .....
هذا من وجهة نظر الايمان المسيحي ....
حسنا ....
ماذا يتمنى الانسان اذا كان فقيرا ينظر الى حياة الملوك ؟؟؟؟؟؟
ماذا يتمنى الانسان اذا كانت زوجته ليست جميلة اذا نظر الى الجميلة فأعجبته ثم لأنه مؤمن غض بصره ؟؟؟؟؟؟
ماذا يتمنى الانسان اذا رأى بستانا للغني فيه ما لذ و طاب من الفواكه و نوافير داخل سور قصره و رأى الخدم و الحشم و الحرائر و الذهب أمامه .... ثم قال : رضيت بما قسمه الله لي برغم أنها معيشة في غاية الروعة .... ؟
كل ذلك خضوع لله ....
أنه العابد ....
في الاسلام ....
أرضيت الله يا مؤمن و انك سترضى بثواب الله ....
سيبعثك الله يا مسلم لتكون ملكا من الملوك في السماء ....
قصر سماوي ....
زوجات حور عين سماويين طاهرين .....
حرائر و ذهب ....
تستلذ العين فيما ترى .... و لن يحرمك الله نعمة اللمس فستلمس السماويات لتنتعش نفسك في نعيم أبدي لا يقارن بمتعة الأرض ....
لقد لمس المسلم مرافقة الله أثناء خشوعه في الصلاة و تسابيحه ....
فاذا طلب الله وجده .... و ليس أن يجد الله حقيقة فينام كالتلاميذ !!!!!
يقوم الليل .... يصحو الفجر و الناس نيام لذكر الله .....
عاش جنة المسيحي بمشاعر سماوية .....
و رضى بما قسمه الله له .....
فاختار له الله ثوابا يفوق منتهى أمانيه و أكثر ....
انظر التعويض في الاسلام .... أنه عدل .....
فاذا اشتهى ابنك تفاحة مثلا ....
فقلت له لن تنال التفاحة الا اذا أكلت وجبة الغذاء .....
و عندما أكل وجبته و اذ بك تعطيه برتقالة ....
فيقول لك ابنك لماذا لم تعطيني تفاحة ؟
فاجبته ذلك كان قبل أن الغذاء أما بعد الأكل فلك برتقالة !!!!
القصد يا اخواني و أخواتي الأكارم .....
ان الله اذ أنعم علينا بشىء في الدنيا وجدنا فيه متاع ....
فلن نفقده بل سيضاعفه الله لنا في جنته بما يناسب طهر السماء ....
لكن المسيحيين يقيسون الأمر بشكل لا يناسب السماء .....
يغارون على السماء .....
بينما لا يغارون على الله ذاته أن يهبط الى الأرض ليبصقوا عليه و يضربوه و يهينوه لأجل أن نتمتع نحن في السماء !!!!!!!
المسلم اذا عاش لله عابد خاضعا لملك الملوك ....
جعله الله ملكا من ملوك السماء فما عاد ذلك الذي يجب أن يرضى بما رضيه الله حتى و ان لم ترضاه نفسه بل أرضاه الله و ضاعف له الكريم في ثوابه ....
و كانت تسابيح المسلم هي أنفاسه في الجنة ....
و كانت أقصى متعة يطلبها المسلم هي لذة النظر الى وجه الله الكريم ....
و ليس الوجه بالمعنى الذي يفهمه المسيحي ....
لأن الله ليس كمثله شىء .....
و من أراد أن يفهم التجلي الذي لا يعرف سره الا الله ....
فحسبه ان يعرف انه تجلي ليس لبصر العين لأن الله لا يمكن أن نراه ....
و لكنه اذا تجلى صهر الجبل و دكه في الدنيا بينما الجبل بلا عيون ترى ....
و انه اذا تجلى في الجنة تحول دك الدنيا بتجليه الى نعيم لأهل الجنة ....
و هذا ما نرجوه كمسلمين كقمة المتعة .... هي لذة النظر الى وجه الله الكريم ....
لأننا اذ عبدنا الله في الدنيا سعينا له فوجدناه أقرب لنا من حبل الوريد .... فقط علينا أن نسال عن الله بايماننا و دعائنا ....
لذا فايماننا اذا سعى الى الله خاشعا وجد حلاوة الله بالبصائر و ليس البصر .... أما في الجنة فاننا نسأل الله ما هو مبديه لبصائرنا منه لننال متعة ما بعدها متعة ..... لأن ذلك يكون عطاءا من الله فيه ثواب و نعمة .....
و اننا اذا نرى ببصائرنا بمقدار رؤية القمر بدرا ....
فان ذلك من كرم الله لأننا مهما وصلنا لن نبلغ كماله .... تعالى الله رب العرش العظيم ما أكرمه ....
الحمد لله رب العالمين الذي جعلنا ملوكا في السماء .....
بعد أن كنا عابدين خاضعين في الدنيا .....
ثم يكرمنا الله من قمة النعيم بسؤاله : هل رضيتم ؟؟؟؟؟؟
ياه .... لذة الايمان جعلتنا نكون مع الله و نترك هوى نفسنا ....
فحقق لنا الله ثوابا على هذا بأن أسكننا في نصيب فيه ما لذ و طاب من هوى أنفسنا ....
هل في ذلك عيب ؟؟؟؟؟؟
هل صعب على المسيحي أن يؤمن أن الزواج في الجنة طاهر دون أن يغار على جنة الرب .... بينما رضي دون غيرة أن يتم صفع الرب و البصق عليه لتكون تلك الاهانة المقدسة طريقنا الى جنة السماء ( و العياذ بالله ) ؟!
الحمد لله على نعمة الاسلام ....
فيه العدل في مبدأ الثواب .....
المؤمن أهان متعته لأجل الله لأنه اختار أن يكون مع الله ....
فأكرمه الله فيما ترك من المتع و أبقاه الله معه ....
و الكافر العاصي استجاب لمتعته فما كان مع الله .....
فعذبه الله في حسه و أبقاه بعيدا عنه ....
قمة العدل ....
نسأل الله الهداية لكل من غار على الجنة و لم يغار على رب الجنة ....
أطيب الأمنيات لكم من أخيكم نجم ثاقب .
المفضلات