التَّسْـبِيِح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

التَّسْـبِيِح

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: التَّسْـبِيِح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي التَّسْـبِيِح

    الاخوه الكرام ,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    اول موضوع لي في منتداكم الكريم .. وما أعظمه من موضوع أتشرف بنقله إليكم تباعا..
    لقد مَنّ الله علي بهذا العلم النافع وأحببت نقله كي يستفيد منه غيري كما استفدت أنا ,,
    علنا نحقق ولو جزء يسير من العبوديه الواجبه لله تعالى , عسى الله أن يرفع عنا الجهل وما استحققناه ببعدنا عما خُلقنا له ,,
    نسأل الله ان يجعله خالصا لوجهه الكريم نصرة للدين ومحاربة للجهل وأهله ,
    اللهم اهدني واهد بي , اللهم اهد كل ذي قلب وعقل سليم إلى دينك القويم
    اللهم تقبل منا واحقن دماء الصالحين في كل مكان
    وأمِن مصر وسائر بلاد المسلمين من الفتن ,, سبحانك يا قدوس
    لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين



    تَّسْـبِيِح الله تعالى



    المقدمة


    التسبيح طريق السلامة والسعادة :


    * نعم .. التسبيح طريق السلامة ، لأنك حين تسبح وتنزه ربك عن كل نقص وعيب فسوف تسلم عقيدتك من الشبهات ويسلم توحيدك من الشرك .
    فبالتسبيح .. تنزه ربك عن الشريك والولد .
    وبالتسبيح .. تنزه ربك عن كل ما ينافى كماله وجلاله فيسلم لك التوحيد وتصفو لك العبادة وتُكتب لك النجاة .

    * والتسبيح طريق السعادة .. لأنك بالتسبيح تنزه ربك فتثبت له الكمال المطلق .
    - فأنت حين يخبرك شخص أن ولى أمره غنى فسوف تظن أنه سعيد، ولكن هناك احتمال أن يكون هذا الغنى بخيل، أو يكون غنى وكريم لكنه قاسى ، أو يكون غنى وكريم ورحيم لكنه غير حكيم فى تصرفاته ، أو يكون غنى وكريم ورحيم وحكيم لكنه لا يصفح عن الخطأ .. حينئذٍ سوف تشك أنه سعيد .

    - لكن إذا أخبرك هذا الشخص أن ولى أمره وسيده غنى يملك الخير الكثير .. ويحب أن يعطى .. ويعامله برفق .. ولا يأمره إلا بما ينفعه .. ويصفح عنه إذا أخطأ .. فسوف توقن بلا شك أنه أسعد إنسان بمولاه وسيده رغم أن غناه ليس تام .. وكرمه ليس دائم .. ورحمته محدودة .. وحكمته غير سالمة من الخطأ .. وعفوه لا يسع كل الأخطاء .

    فكيف لمن علم أن ربه له صفات الجلال والجمال وله الكمال المطلق فى هذه الصفات .. فغناه تام ، وكرمه دائم ، ورحمته واسعة ، وفعله لا يخلو من حكمة ، وعفوه يسع كل الذنوب .. كيف له ألا يكون سعيداً بمولاه .. كيف لا يطمئن به .. ولا يرتاح فى وصاله ..


    فاعلم أن كل نقص فى سعادة الإنسان هو نقص فى معرفة الله

    فإذا أحسست بالتعاسة والشقاء فى الدنيا ولم تكن سعيداً مطمئناً فاعلم أنك مازلت تجهل الكثير عن ربك .. عن حكمته ورحمته وقدرته وغناه وكرمه وعظمته ...

    وبقدر معرفتك به بقدر سعادتك وراحتك

    وبالتسبيح تعرف الله بكمال ذاته وأوصافه وأفعاله فتطمئن به وتتوكل عليه وترضى بقضائه فتسعد فى الدنيا والآخرة.


    لذلك التسبيح طريق السلامة والسعادة






    التَّسْـبِيِح



    السبح : هو البُعد ، من سبح في الأرض أو الماء إذا ذهب فيه وبَعـُد

    والتسبيح : هو الإبعاد عن السوء , وتسبيح الله : هو تبعيد الله عن السوء

    أي : تنزيهه عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله .. في ذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه .
    وإذا كان التسبيح مأخوذ من السبح وهو المر السريع في الماء أو الهواء فالمُسبح مسرع في تنزيه الله وتبرئته من السوء ومن كل عيب ونقص ومن كل ما لا يليق بجلاله .

    فالسباحة والتسبيح مشتركان في أصل المادة وبينهما أيضا اشتراك في أصل المعنى : فالسباحة في الماء ينجو بها صاحبها من الغرق والمُسبح لله والمنزه له ينجو من الشرك ويحيا بالذكر والتمجيد لله تعالى .

    - معنى تنزيه الله تعالى :


    التسبيح لله معناه :


    ان تنزه ذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه وأسمائه عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله ، فتعتقد أن الله لا يماثل شيء ولا يماثله شيء فكل ما خطر في بالك فهو بخلاف ذلك ،قال تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) " الشورى:11 "

    فذاته لا تشبه الذوات وصفاته لا تشبه الصفات وكذلك أفعاله وأسمائه ... فليس كذاته ذات ولا كاسمه اسم ولا كفعله فعل ولا كصفته صفة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي

    أولاً : تنزيه الذات :

    * أن تعتقد أنها غير محدثة أي غير مخلوقة , وإنما هي قديمة أزلية .
    فالمخلوق لابد له من خالق , والله تعالى خالق ليس بمخلوق ، فلا يقال : ان الله خلق الخلق فمن خلقه ؟
    فهذا السؤال خطأ لأن الخالق لا يكون مخلوقاً لأنه لو كان مخلوقا لاحتاج إلى خالق .. وهكذا إلى ما لا نهاية فلابد أن نصل إلى خالق لم يخلقه أحد ..

    وعقولنا قاصرة لا تدرك حقيقة نفسها فكيف بحقيقة الذات الإلهية وقد نهينا أن نبحث فيها
    ففي البخاري ومسلم ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال : هذا خلق الله فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله )
    فالله تعالى أزلياً أي قديم ليس قبله شيء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( كان الله ولم يكن شيئاً قبله ) أي لم يكن شيئاً غيره ، فهو سبحانه قديم بلا بداية ...
    فالمخلوق له بداية هي وقت إيجاده والله تعالى موجود لكنه غير مخلوق

    ويجب عليك أن تفرق بين حقيقة أن الله موجود غير مخلوق وبين كونك لا تستطيع أن تتصور موجوداً غير مخلوق
    فالقوانين التى تحكم حياتك لا تنطبق على الله تعالى , فالله تعالى قائم بنفسه غير مفتقر لغيره .. غني بذاته ومن كانت هذه صفته فهو لا يفتقر لمن يوجده ، أما المخلوق فهو مفتقر لمن يُوجده
    مثال :
    إذا وضعت كتاباً على مكتبك ثم خرجت من الحجرة وعدت إليها بعد قليل فرأيت الكتاب الذي تركته على المكتب موضوعاً في الدرج . فإنك تعتقد تماما أن أحداً لابد ان يكون وضعه في الدرج لأنك تعلم أن من صفات هذا الكتاب أنه لا ينتقل بنفسه.
    ولو كان معك في حجرة مكتبك شخص جالس على الكرسي ثم خرجت وعدت إلى الحجرة فرأيته جالساً على البساط مثلا فإنك لا تسأل عن سبب انتقاله ولا تعتقد أن أحداً نقله من موضعه لأنك تعلم أن من صفات هذا الشخص أنه ينتقل بنفسه ولا يحتاج إلى غيره لكي ينقله .

    ولما كانت جميع المخلوقات مُحدثة ونحن نعلم من طبائعها وصفاتها إنها لا توجد بذاتها بل لابد لها من مُوجد عرفنا أن موجدها هو الله تبارك وتعالى
    ولما كان كمال الألوهية يقتضي عدم احتياج الإله إلى غيره بل إن من صفاته قيامه بنفسه عرفنا أن الله تبارك وتعالى موجود بذاته وغير محتاج إلى من يُوجده.

    * وتعتقد أن ذاته غير متناهية .
    أي أن وجوده سبحانه بلا نهاية , فالذات الإلهية باقية لا تفنى , قال تعالى ( هو الأوّل والآخِر) " الحديد:3 "
    فلا أول لوجوده ولا آخر لوجوده .

    * وتعتقد أن ذاته ليست ناقصة .
    أي أنها ليست مماثلة للمخلوقين , فذات المخلوق مركبة من أجزاء وعناصر ومواد سبقت وجودها أما ذات الله واحدة فهو غير مركب لأن التركيب معناه التعدد ووجود أجزاء
    - والذي له أجزاء ينبغي أن يسبقه من خلق أجزائه وركبها على هيئتها , فيكون مخلوقاً وليس خالقاً
    - ووجوده سيصبح مرتبطاً بوجود أجزائه فيكون مفتقراً محتاج لهذه الأجزاء والإله لا يفتقـر لغيره بل هو قائم بذاته فإذا افتقر لشيئ كان هذا نقصاً والنقص منافى للإلوهية ...

    إذن لا يصح أن يكون الإله مركب من أجزاء ... فالله تعالى واحد غير مركب لأنه لو كان مركباً لكان مخلوقاً وكما أنه محال أن يوجد مخلوق غير مركب فإنه من المحال أن يكون الواحد مركب ، فجميع مخلوقاته مركبة من أجزاء فهى مكونة من مواد سبقت وجودها كالطين والنار أو النور فمحال أن يوجد مخلوق غير مركب ، الغير مركب هو واحد فقط .. هو الخالق .

    والجهل بوحدانية الذات وأنها غير مركبة هو الذي دفع النصارى إلى قولهم أن الإله مركب من أقانيم ثلاثة هي الأب والابن وروح القدس وهي جواهر ثلاثة وكل جوهر منها مستقل عن الآخر والثلاثة مع ذلك إله واحد !!
    وهذا أحد النصارى يقول :
    فهو الإله وابن الإله وروحه .. فثلاثة هي واحد لم تقسم

    ونحن نقول :
    قولكم هذا هو الجهل وأبو الجهل وابنه ... ضلالٍ وسفهٍ وغباوةٍ حلت
    بكم .. فهل تفهموا ؟!!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي تنزيه الصفات

    ثانياً : تنزيه الصفات :

    معناه أن تنزه صفاته سبحانه عن أمران :
    1- عن مماثلة المخلوقين
    2- عن النقص في الصفات

    1- تنزيه الله عن مماثلة المخلوقين :

    فالخالق له صفات والمخلوق له صفات , ولا تشابه بين الصفات إلا من جهة التسمية والألفاظ فقط لا من حيث الحقيقة

    ووجود هذه الصفات في الله كاملة غاية الكمال ,
    ووجودها في المخلوقين ناقصة غاية النقص ,,

    لذلك لا مماثلة بين صفات الخالق وصفات المخلوق .

    مثال
    * صفة الوجود : الله تعالى له وجود وأنت لك وجود .. لكن وجود الله تعالى ليس كوجودك , فوجودك مسبوق بعدم أما وجوده – سبحانه – ليس مسبوق بعدم لأنه أزلي قديم ووجود الله ذاتي , أما وجود الانسان موهوب , لذلك ينتهي بموته ثم يوهب له الوجود مرة أخرى يوم القيامة .

    الله تعالى له وجه ... لكن ليس كوجه المخلوق ، قال تعالى ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) " القصص:88 "
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لاحرقت سُبُحات وجهه كل شيء أدركه بصره ) صحيح مسلم

    والله تعالى له يدان .. لكن ليس كيداك ، قال تعالى ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) " المائدة:64 "
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عزّ وجلّ وكلتا يديه يمين ) صحيح مسلم
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يطوي الله عزّ وجلّ السموات والأرض يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك )
    أخرجه مسلم

    والله تعالى له عينان .. ولكنها ليست جارحة كأعيننا فهي عين حقيقية تليق بعظمته وجلاله قال تعالى ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) " طه:39 "
    وذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة وذكرها بالجمع كما في قوله ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ) " القمر:14 "
    ليس معناه أن له أعين كثيرة وإنما الجمع للتعظيم كقوله " إنّا " " ونحن"

    والسُنة قد بينت أنه سبحانه له عينان اثنتان لحديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الدجال . قال: ( إن الله لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وأن المسيح الدجال أعور العين اليمنى )

    فينبغي أن نؤمن بهذه الصفات وغيرها مما ورد في القرآن والسُنة وننزه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين في هذه الصفات .. ولا نؤول معناها كقول القائل : اليد معناها القدرة والعين معناها العلم .. إلخ
    فإذا قرأنا قوله تعالى ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ) أي بمرأى منا بأعيننا , وبذلك نثبت الرؤية ونثبت العين
    أما إذا قلت المراد بالآية : العلم والإحاطة فأنت تثبت الرؤية ولا تثبت العين , ولو أراد الله العلم فقط لقال تجري بعلم منا ، ولكن الآية تشير إلى ثبوت العين لله , وليس معنى الآية أن السفينة تجري في عين الله وإنما معناه أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتحفظها

    وكذلك كقوله تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) ليس معناه أن الملك في يد الله ولكن المعنى أنه في تصرفه مع ثبوت اليد له سبحانه ، فالخطأ أن تقول بيده أي أمره بدون أن تثبت اليد

    والأصل في تنزيه صفات الله عن مماثلة المخلوقين هو تنزيه ذاته عن سائر الذوات فطالما اختلفت الذوات فلا يمكن أن تتماثل الصفات
    فأنت تقول : عين إنسان , عين الماء , عين الحيوان , عين حلوان ...
    ولا تشابه حقيقي بين كل ما سبق , كما أنه لا تشابه بين رأس الإنسان ورأس الحيوان ورأس المال فلا تشابه إلا في الأسماء وذلك لاختلاف الذوات

    فتنزيه الصفات مبنياً على تنزيه الذات


    وحينئذ لا عجب أن تعلم أن الله مستو على عرشه ومع ذلك يتنزل في سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.
    فتنزله لا يكون سبباً لخلو عرشه منه , واستواءه على العرش لا يمنع من تنزله , لأن تنزله ليس كتنزل المخلوقين فهو يتنزل نزول حقيقي لكنه نزول يليق بجلاله

    وكذلك معيته للخلق لا تتناقض مع علوه وكونه في السماء لأن معية الله ليست كمعية المخلوق للمخلوق
    فمعية الله لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم فهو سبحانه مع خلقه وهو على عرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويدبر أمورهم.
    فالعلو لا ينافي المعية والعرب تقول: ما زلنا نسير والقمر معنا .. وهم يسيرون في الأرض والقمر في السماء ، فالله سبحانه معنا معية حقيقية ولكنه غير مختلط بنا .

    فهذا هو تنزيه صفات الله عن مماثلة صفات المخلوقين


    2- أما تنزيه صفاته عن النقص فمعناه :
    أن صفاته كاملة غاية الكمال.
    فسمعه كامل : يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء لا يشغله سماع جماعة عن سماعه لجماعة أخرى
    لهذا حين جلست المرأة المجادلة تحادث رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد كنت في طرف الحجرة وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها.

    فهو سبحانه يسمع كل شيء .. إن تكلمت في ملأ سمعك , وإن تحرك لسانك بالقول دون صوت يسمعك , بل وإن حدثت نفسك فهو يعلم ولهذا قال في الحديث القدسي ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٌ منه )

    وبصره كامل : فهو يرى كل شيء وان خفي وان بَعُد , لا يغيب عنه شيء , يرى ما تحت الأرضين السبع ويرى ما فوق السموات السبع.

    وقدرته كاملة : فلا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير

    وعلمه كامل : لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء قال تعالى ( وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) " يونس:61 "

    فهو سبحانه لا يغيب عن علمه مثقال ذرة ولا أصغر منها

    وقال تعالى ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )
    " الأنعام: 59 "

    هكذا كل صفاته سبحانه كاملة غاية في الكمال ... أما صفات المخلوق ناقصة
    مثال : علم الإنسان .. ناقص ابتداءً وانتهاءً وشمولاً
    ناقص ابتداءً .. لأنه مسبوق بجهل
    ناقص انتهاءً .. لأنه ملحوق بنسيان
    ناقص شمولا .. لقوله تعالى ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) " الإسراء:85 "


    أما عِلم الله فهو كامل ابتداءً وانتهاءً وشمولاً

    فهو كامل ابتداء لأنه موصوف بالعلم أزلاً فهو غير مسبوق بجهل ، وانتهاءاً ( لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) " طه:52 "
    وشمولاً لأنه شامل لكل شيء لقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ) آل عمران:5

    * وفى صحيح مسلم فى قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح جاء فيها :
    ( وجاء عصفور فوقع علىطرف السفينة فنقر فى البحر نقرة فقال له الخضر عليه السلام: ما نقص علمى وعلمك منعلم الله تعالى إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر )
    ونقر العصفور ليسبنقص للبحر , فكذلك علمنا لا ينقص من علمه شيئا.



    إذن : تنزيه الله تعالى فى الصفات معناه ان تنزهه عن النقص فى



    الصفات فتثبت له الكمال وتنزهه عن مماثلة المخلوقين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي تنزيه الله في أفعاله وأحكامه

    ثالثاً : تنزيه الأفعال :



    - أن تعتقد أنه لاشريك له فى فعله , فهو الفاعل ولا فاعل غيره .. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , فلايقع شئ فى الكون إلا بإذنه ولايتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بإذنه



    - وتعتقد أنه فعال لما يريد , لا يُسأل عما يفعل فهو الحاكم الذى لا معقب لحكمه ولا يعترض عليه أحد لعظمته وجلاله وكبريائه وعدله , لذلك هو يجير ولا يجار عليه. أى إذا استجار أحد بالله واحتمى به أجاره الله وحماه ,أما إذا أراد الله بعبده سوء فلا أحد يجيره من الله ويحميه


    إنك حين تنزه الله تعالى فى أفعاله فلا ترى فاعل سواه ولا مؤثر غيره فسوف ترى فقـر المخلوقات إليه وشدة حاجتهم إليه وأنهم مجرد أسباب لا تؤثر بذاتها ولا تملك النفع أو الضر ولا يصدر منها شئ إلا بإذنه سبحانه حينئذ لا يعظم فى قلبك مخلوق ولا تفتقر إلى العباد ولا يتعلققلبك بأحد من المخلوقين ولا بسبب من الأسباب وإنما تتعلق بالله وحده خوفاً ورجاءاً ومحبة وتعظيماً ولا تلجأ إلا إليه ولا تعتمد إلا عليه ولا تخضع إلا له .




    رابعاً :تنزيهه فى أحكامه :




    بأن تعتقد أنه لا يفعل شئ إلا لحكمة وأحكامه كلها لمصالح العباد فأفعاله كلها حكمة.


    والحكمة : هى وضع الأشياء فى مواضعها ، فما أعطاك الله من شئ فهو خير لك وما منعك من شئ إلا وهو شر لك وما أمرك الا بما يصلحك وما نهاك إلا عما يضرك .


    فلا تسئ الظن بعطاء هو منعه لأنه ليس عاجزاً أو بخيلاً


    ولا تسئ الظن فى أمره ونهيه لأنه غنى عن تعذيبك قال تعالى: ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ) النساء


    فهو فى منعه وعطاءه وأمره ونهيه لا يريد بك إلا الخير و ما خلقك إلا ليرحمك قال تعالى ( إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ) وما تعبدك إلا ليسعدك قال تعالى( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ) " طه:123


    وقال تعالى ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) " البقرة : 38 "


    وإنما مصدر التعاسة والشقاء الذى يجدها أى إنسان فى حياته فهى بسبب عدم رضاه بحكم الله وعدم حسن ظنه بحكمة الله . فهو سبحانه حكيم وضع كل شئ فى الموضع الذى لا يصلح إلا له ولا يليق إلا به لذا فهو أرحم بعباده من أنفسهم ومن آبائهم وأمهاتهم , واذا نزل بهم ما يكرهون كان خيراً لهم من أن لا ينزله بهم ولو مُكنوا من الاختيار لانفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم


    لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته أحبوا أم كرهوا , فالموقنون بأسمائه وصفاته وكماله عرفوا ذلك فلم يتهموه فى شئ من أحكامه . وخفى ذلك على الجهال بأسمائه وصفاته وكماله فنازعوه تدبيره وقدحوا فى حكمته ولم ينقادوا لحكمه وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة ,فلا ربهم عرفوا ولا مصالحهم حصَّلوا
    .
    فأنت حين تنزه الله فى أحكامه : فتعلم أنه عادل فى أحكامه غير ظالم لعباده , بل إن أحكامه كلها لمصالح العباد ومنافعهم لأنه حكيم لا يصدر منه إلا ما تقتضيه الحكمة وهو جميل لا يصدر منه إلا كل جميل
    - حينئذٍ سوف تنزهه عن الظلم والجور والقسوة
    وتسبحه فتقول سبحان الله أن يكون ظالماً أو قاسياً بل هو لطيفاً رحيماً عادلاً حليماً
    ومهما رأيت فى نفسك أو غيرك شروراً ظاهرة وأحوالاً قاسية لا تفهم حكمتها فسوف تنزه الله تعالى عن الظلم موقناً بقوله تعالى( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) " فصلت " ، وقوله ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ) " يونس " ، وقوله ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) " النساء "

    فأي قصة تراها ولا تفهم حكمتها فاعلم أنه قد خفى عليك أولها أو آخرها وأن ما رأيته هو مشهد واحد من مشاهدها أو فصل من فصولها ، فإذا أطلعك الله على أولها أو آخرها فسوف توقن بعدله وفضله وتزول عنك الظنون والأوهام

    مثال ذلك : قد ترى رجلاً يخرج فى باكر يومه ليفتح دكانه ويتاجر فيما أحله الله تعالى ويتعامل مع الزبائن بلطف وفجأة تأتيه رصاصة من شاب عابث يلهو فى مقربة منه غير قاصداً لذلكفتصيبه هذه الرصاصة بشلل تام يجعله يقضى عمره قعيداً ، هذا المشهد لا يتفق فى مفهومك مع رحمة الله وعدله فتقول أين رحمة الله ولطفه ؟
    ما ذنب هذا الرجل الذى خرج ساعياً على رزقه الحلال أن يكون ضحية شاب عابث ويمضى عمره كله قعيداً ويُحرم منحقه فى الحياة صحيحاً معافى ؟
    هذا المشهد الذى يوحى لك بوقوع ظلم فادح على هذا الرجل إنه مجرد فصل من فصول قصة لها أول لا تعلمه إذا علمته فسوف يندفع عنك هذا الظن .. وهو أن هذا الرجل كان له أخ ثري مات وترك أموالاً و أولاداً فأخذ الرجل ميراث أخيه وأكل مال الأيتام وكلما طالبوه بحقوقهم نهرهم وضربهم وأهانهموهم فى أشد الحاجة إلى أموالهم .

    إنك حين تسمع أول القصة يندفع عنك ما توهمته من كون هذا الرجل ظُلم حين أصابته الرصاصة .. بل إنك ترتاح لذلك وتراه عدل من الله تعالى فيمن أكل أموال اليتامى.
    أما آخر القصة فهو أن الله تعالى بهذه العقوبة المعجلة فى الدنيا فتح له باب إلى التوبة تدفع عنه عقوبةا لآخرة ...كما قال عز وجل ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) " السجدة:21 " حين تعلم ذلك سيندفع عنك سوء الظن بربك فيما أنزله على هذا الرجل وتراه محض فضل من الله تعالى عليه .
    * وهكذا كل ما تراه فى دنيا الناس مما يوهم ظلماً واقع عليهم من ربهم فليس على حقيقته . فكل ما تراه له أول وله آخر ولكنك لا تعلمه. أوله : أن كل إنسان مستحق لما يصيبه من أقدار مكروهة بسبب ذنوبه قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) " الشورى : 30 " وقال ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )

    وآخره : أن هذه الأقدار المكروهة كفارة للمؤمن يكفر الله بها ذنوبه في الدنيا وباباً مفتوحاً من التوبة للعاصى

    * وبين هذا الأول والآخر أمور :
    أولاً: أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها , فلن ينزل بالعبد ما لا يتحمله ببشريته . ولكن عدم التحمل يكون بسبب ضعف الإيمان

    ثانياً : أن الله تعالى ينزل مع كل بلاء ألطاف تهون على العبد هذا البلاء لكن الإنسان حين لا يحسن الظن بربه فيما قضى عليه فإنه لا يرى ألطافه ولا يفهم حكمته ولا يرضى بقضائه ، وما هذا إلا بسبب سوء ظنه بربه.

    والتنزيه يحمى العبد من هذه الظنون لأنه لا يشك لحظة فى كمال الله و يعلن على قلبه دوماً بالتسبيح تنزهه سبحانه عن الظلم والعبث ، وفى ذلك قال ابن القيم :
    طوبى لمن أنصف ربه فأقر بالجهل فى علمه والآفات فى عمله والعيوب فى نفسه والتفريط فى حقه, فإن أخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله.
    وسر المسألة : أنه لا يرى ربه إلا مُحسناً ولا يرى نفسه إلا مُسيئاً أو مفرطاً أو مقصراً ، فيرى كل ما يسره منفضل ربه عليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه, فقضاؤه كله عدل وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته .


    ولن يصل المؤمن لهذا الأدب مع الله إلا بتنزيهه لله عن النقص فى أفعاله وأحكامه . لأن فعل كل أحد يصدرمنه على مقدار علمه . ففعله على قدر علمه , وعلمه على قدر ذاته . فإذا كانت ذات الله سبحانه لاتحيط بها العقول فكذلك علمه وكذلك فعله ونحن فى حجاب عن الكل
    لذلك هو سبحانه( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) " الأنبياء:23 " ، ففى الآية تقرير كونه حكيماً بالغ الحكمة فلا يُسأل عما يفعل ثقة فى حكمته

    فالمراد من الآية : تعليمنا حسن الأدب مع الله . فنطمئن فى كل ما يأمر ونذعن لكل ما يريد . وما كان سبب لخذلان إبليس الأبدي إلا اتهامه لحكمة الحكيم وجرأته على ربه العظيم ورجوعه إلى استحسانه واعتماده على قياسه الفاسد
    فأفعال الله فى حجاب عن العقول كذاته وصفاته فكما أنك لا تعرف كنه ذاته لا يمكن أن تعرف كنه صفاته وكنه أفعاله , فهو لا يُسأل عما يفعل لرحمته بك كى تقف عند حدك لكونك غير قادر على فهم حكمته إلا ما يظهره لك تلطفاً بك. أما ما لا يظهره لك ولا تفهمه فأنت ممتحن فيه على حسن اعتقادك فى الله وتنزيهك له .

    لذا فأنت محتاج دوماً للإعلان المستمر على نفسك بهذا التنزيه بالتلفظ بالتسبيح الذى يغرس فى قلبك اليقين بكماله سبحانه فى ذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه.



    التنزيه واجب اعتقاداً وقولاً وعملاً :


    * هذا التنزيه واجب يجبأ ن تعتقده : فالإله لا يكون إله مستحق للعبادة إلا إذا كان كاملاً منزه عن النقصولا يكون كاملاً إلا إذا كان مغايراً للمخلوق غير مشابه له فإذا لم يكن كذلك مااستحق أن يكون إله ، ولا يُتصور لعاقل أن يعبد ذات ناقصة .

    فالتنزيه هو حيثية الإيمان بالله تعالى إلهاً معبوداً من الخلق أجمعين
    ، لذا قال العلماء : التنزيه واجب بالقلب وهو الاعتقاد الجازم بتنزهه سبحانه عن كل ما لا يليق بجلاله واثبات الكمال لله وتمجيده وتعظيمه , وواجب قولاً بالذكر الحسن , وعملاً بالخضوع لله والانقياد له

    وقالوا : إن الثانى ثمرة الأول والثالث ثمرة الثانى
    فالخضوع علامة على صحة التنزيه لذلك كل من عبد الله فقد سبحه
    ومن هنا يتبين ضرورة التسبيح اللفظى باللسان لأن العبادة تفتقر إلى الاعتقاد الجازم بالقلب , والقلب يفتقر إلى اليقين الذى يُرسخ هذا الاعتقاد فيه حتى يخضع القلب و تخضع بسببه الجوارح .
    والتسبيح باللسان هو بمثابة الإعلان المستمر على القلب بمعنى التسبيح , فكلما نطق اللسان بألفاظ التسبيح وما سواها من معانى التنزيه كالحمد والتعظيم والتمجيد , وصل معناها إلى القلب فيتجدد ما فى القلب من تعظيم لله وإقرار بكماله وتنزهه فيخضع له وتنقاد الجوارح بالطاعة
    لذلك ينبغى حين تنطق بألفاظ التسبيح أن تستحضر معنى هذه الألفاظ حتى يصل معناها إلى القلب .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي

    حاجتنا إلى التسبيح:

    مما سبق يتبين كم نحن محتاجون لتسبيح الله وتنزيهه , فبالتسبيح نصل إلى سعادة الدنيا والآخرة
    فأما سعادة الدنيا : فلأن الإنسان مخلوق ضعيف فى هذا الكون الكبير الواسع لذلك فهو يحتاج دوماً لقوة تحفظه ويلجأ إليها , هذه القوة لابد أن تكون قوة مالكة حاكمة كاملة ،
    فان لم تكن مالكة فلن تملك له جلب خير ,
    وان لم تكن حاكمة فلن تقدر على دفع الشر عنه ,
    وان لم تكن كاملة فإنها قد تعجز أو تغيب أو تفنى .

    فإذا اعتقد الإنسان أن لهذا الكون الواسع رباً كبيراً مالكاً حاكماً مدبراً رحيماً متصف بكل كمال منزه عن كل نقص فإن إيمان الإنسان به هو مصدر الأمن والأمان والطمأنينة

    قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) " الرعد : 28 "

    إذا ذكر الإنسان كمال الله وعظمته كان هذا مصدر راحته ، حين تذكر أنه كامل فى قدرته لا يعجز، كامل فى حياته لا يفنى , كامل فى علمه لا يخفى عليه شئ، كامل فى رحمته لا يقسو , كامل فى حلمه لا يعجل ، كامل في قيوميته لا يغيب ولا ينام ولا ينسي ، كامل في سمعه و بصره فهو قريب منك لا يخفي عليه شئ من أحوالك .

    إذا علمت ذلك اطمأننت و سعدت في الدنيا .


    وأما سعادتك في الآخرة : فلأنك إذا نزهته وعرفته بكماله اطمأننت لحكمه وخضعت لأمره وفزت بجنته ورضوانه.

    أما إذا أمنت به و لم تنزهه و توقن بكماله .... فسوف تشك في قدرته حين تتأخر نصرته لك ابتلاءاً , وتشك في عدله حين يصيبك ما يسوؤك وتشك في حكمته حين يخفى عليك فهمها , وتشك في رحمته حين يشق عليك تنفيذ أوامره .

    وحين تشك في كماله تتعس في الدنيا وتشقي في الآخرة ، فتعاسة الدنيا لجهلك به , و شقاء الآخرة لعدم الخضوع له لذلك قال تعالى ( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) " الفتح:6
    وقال لأهل النار ( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) "فصلت:23" ،
    فما أدخلهم النار إلا سوء الظن بالله وبحكمته وأحكامه وأفعاله.

    لذلك ينبغي أن نعلم أننا لن نعبد الله إلا إذا نزهناه تمام التنزيه ولن نخضع له إلا إذا عرفناه بكمال ذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه فلن نعبده إلا إذا سبحناه , ولن نسبحه إلا إذا عرفناه وكلما سبحته عرفته , وإذا عرفته خضعت له فسعدت في الدنيا و الآخرة .

    لذا قال العلماء : التسبيح خير لك من الدنيا و ما فيها .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي

    التسبيح يقال عند التعجب :

    التسبيح لله يُذكر عند العجب من صنائعه تنزيهاً له سبحانه من أن يصعب عليه أمثاله
    ففي تفسير روح البيان : سبب إطلاق هذه الكلمة ( سبحان الله ) عند التعجب : أن الإنسان عند مشاهدة الأمر العجيب الخارج عن حد أمثاله يستبعد وقوعه وتنفعل نفسه منه كأنه استقصر قدرة الله فلذلك خطر على قلبه أن يقول : من قدر عليه وأوجده
    ثم إنه في هذا الزعم مخطئ فقال سبحان الله تنزيهاً لله عن العجز عن خلق أمر عجيب يستبعد وقوعه لتيقنه بأن الله علي كل شئ قدير.

    لذلك بدأت سورة الإسراء بقوله تعالي : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ )
    كلمة سبحان جاءت هنا لتشير إلى أن ما بعدها أمر خارج عن نطاق البشر وهو الإسراء بالرسول صلي الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس في ليلة
    فإذا سمعته إياك أن تعترض أو تقول كيف حدث هذا بل نزه الله تعالى عن العجز عن فعل ذلك و نزهه أن يشابه فعله فعل البشر.
    فان قيل لك أنه اُسري بنبيه صلى الله عليه و سلم من مكة إلى بيت المقدس في ليلة واحدة مع أنهم يضربون إليها أكباد الإبل شهراً فإياك أن تنكر فربك لم يقل سري محمد وإنما قال اُسري به فالفعل ليس لمحمد صلي الله عليه وسلم لكنه لله ... والله قادر علي كل شئ.

    التسبيح في القرآن :

    المتتبع لمادة التسبيح في القرآن يجد أنها جاءت بأكثر من صيغة ...

    أولاً : بصيغة المصدر ( سبحان )
    وهي كلمة تستخدم علماً علي التسبيح دائماً فهي اسم يدل علي الثبوت والدوام .
    و معناها : أن التنزيه ثابت لله تعالى قبل أن يخلق من ينزهه .

    ثانياً : صيغة الماضي ( سَبَح ) كما في قوله ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) " الحشر:1 ".

    أي أن هناك من يسبح الله قبل خلق الإنسان .
    ثالثاً : صيغة المضارع ( يسبح ) كما في قوله (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) " الجمعة:1 ".
    ليدل علي أن التسبيح مستمر لا ينقطع .

    الكون كله يُسبح :

    جميع المخلوقات تسبح من أفضلها إلى أدناها .

    الملائكة تسبح ، قال تعالي: ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ) " الأنبياء:20 " ،
    وقال تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم ) " غافر:7 ".
    الرعد يسبح ، قال تعالى: ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) " الرعد:13 " .
    السموات و الأرض تسبح ، قال تعالى: ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ ) " الإسراء44 ".

    الجبال تسبح ، قال تعالى: ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ ) " ص:18 ".

    الطير تسبح ، قال تعالى: ( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ) " الأنبياء:79 ".

    وسائر المخلوقات تسبح من جماد ونبات وحشرات وحيوانات ... الخ ، قال تعالى : ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) " الإسراء:44 "
    تسبيح حقيقي بلسان المقال بلغة لا نفهمها ، وتسبيح دلالة بلسان الحال لكونها دالة علي عظمة الله وكماله .

    الكل يُسبح ...
    الملائكة والجماد والنبات والحيوان والسماء والأرض والجبال والحشرات والدواب والحجر والرمال والليل والنهار والزمان والمكان والعناصر والذرات والأركان والأرواح والأجساد .
    الكون كله يسبح .. إلا هذا الإنسان الغافل الذي سُخر له الكون خصيصاً ...
    الإنسان المخلوق المكرم المكلف الذي سُخر له الكون ... هو الغافل عن التسبيح ...
    فإذا كان التسبيح ثابت لله قبل أن يخلق الخلق وكل شئ يسبحه في الماضي والحاضر والمستقبل فلا تكن أيها الإنسان نشازا في منظومة الكون وسبح اسم ربك الأعلى

    أيها الإنسان ألا تستحى ...

    أخبر الله تعالى أنه ما من شىء من مخلوقاته التى لا تُحصى إلا وتسبح بحمد خالقها ولكن أنتم يا بنى آدم لا تفقهون تسبيحهم لأن تسبيحهم بخلاف لغتكم وفوق مستوى فهمكم وإنما الذى يعلم تسبيحهم هو خالقهم عز وجل ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) "الملك:14"

    يقول تعالى : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) " الإسراء:44 "

    والمتدبر لهذه الآية الكريمة يراها تبعث فى النفوس الخشية والرهبة من الخالق عز وجل لأنها تصرح تصريحاً بليغاً أن كل جماد وكل حيوان وكل طير وكل حشرة بل كل كائن فى هذا الوجود يسبح بحمده .
    هذا التصريح يحمل كل إنسان عاقل على طاعة الله وإخلاص العبادة لله ومداومة ذكره حتى لا يكون - وهو الذى كرمه ربه وفضَّله - أقل من غيره فى طاعة الله ، ولقد خُتمت الآية بقوله ( إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) لبيان فضل الله ورحمته على عباده فى أنه لم يعاجلهم بالعقوبة على تقصيرهم بل يمهلهم لعلهم يتوبون .

    وقد كرر عليك القرآن مراراً وتكراراً أن الوجود كله بكل ما فيه يسبح فتارة يقول لك ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) وتارة يقول ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) وتارة يقول ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ )
    ألم تعلم أيها الإنسان أن الكون كله والوجود كله يسبح وأنت بخلاف ذلك ؟ فكل ما فى السماوات والأرض متوجه لربه مسبح بحمده ، فقلب هذا الوجود مؤمن وروح كل شىء فى هذا الوجود مؤمنة والله مالك كل شىء وكل شىء شاعر بهذه الحقيقة ، والله محمود بذاته ممجد من مخلوقاته .. فلماذا يقف الإنسان وحده فى هذا الوجود الكبير قاسى القلب جامد الروح متمرداً عاصياً لا يسبح الله ولا يتجه إلى مولاه .


    ألا تستحى أيها الإنسان ؟؟؟
    إنك إذا تيقظت حق التيقظ إلى النملة والبعوضة وكل ذرة من ذرات الكون تقدس الله وتنزهه وتشهد بجلاله وكبريائه وقهره وامتلئ قلبك يقيناً بهذا الفهم لشغلك ذلك عن الطعام فضلاً عن فضول الأفعال والكلام والعكوف على الغيبة التى هى فاكهتنا فى هذا الزمان .

    لو استشعر كل إنسان أن كل ذرة من ذرات لسانه الذى يلقلقه فى سخط الله تعالى عليه مشغولة مملوءة بتقديس الله وتسبيحه وتيقظ لذلك حق التيقظ لكاد يصمت ويبكم بقية عمره .
    لو استشعر أن الحيوان الذى يركبه ويعلوه يسبح الله ويعظمه لمنعه حياؤه من ركوبها وهى أكثر ذكراً لله منه .

    وقد أخرج الإمام أحمد عن معاذ عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال : ( اركبوها سالمة ولا تتخذوها كراسى لأحاديثكم فى الطرق والأسواق فرب مركوب خيرٌ من راكبها وأكثر ذكراً لله تعالى منه )
    ولو استشعر الإنسان أن الماء الذى يشربه يسبح الله لاستحى أن يشربه وهو الغافل اللاهي عن عبادة ربه ، فقد أخرج ابن مردوية عن ابن مسعود فى أخباره عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه وهو يشرب )

    أيها الغافل سبح .....

    فهذه المخلوقات مُسيرة فليست في احتياج لثواب التسبيح ومع ذلك تسبح والإنسان يحتاج للتسبيح ليسعد في الدنيا والآخرة ومع ذلك هو غافل عن التسبيح ...
    المخلوقات تسبح الله تعظيماً وإجلالاً لقدره .. والإنسان الغارق في نعم الله المفتقر إليه لا يستغني عنه طرفة عين لا يستشعر فضل الله عليه فيشكره ولا يستشعر عظمته وجلاله فيمجده .

    لذا قال تعالى ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) الزمر:67
    أي ما عظموا الله حق عظمته والحال أن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسمٰوات مطويات بيمينه دليلاً على عظمته وجلاله .

    والعجيب أن الإنسان إذا عظمت عنده منة إنسان فإنه يكثر من ذكره والثناء عليه والاعتراف بجميله.

    والله تعالى يقول ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ) "النحل:53" ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) "النحل:18" ومع ذلك يغفل الإنسان عن ذكره وحمده وتمجيده .

    و الإنسان إذا عظم قدر إنسان عنده يجله ويعظمه ويهابه والله تعالي هو العظيم ذي الجلال و الإكرام له ما في السموات والأرض يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويسجد له ما فى السمٰوات والأرض .. و غير ذلك مما لو علمه الإنسان لفني أنفاسه في الثناء علي الله و تمجيده .

    ولكننا لم نعرف الله حق المعرفة ولم نقدره حق قدره لذلك نحن غافلين عن ذكره مقصرين فى عبادته .. غير منزهين له تمام التنزيه وذلك حين لا نعامله بما يليق بجلاله من التعظيم والتمجيد والخضوع والانقياد وقد جهلنا أن عبادة الله وتعظيمه هى الغاية من هذا الوجود .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي التسبيح هو غاية الوجود

    التسبيح هو غاية الوجود



    أخبر الله تعالى أن الملائكة وهي أعلى رتبة في المخلوقات يسبحون دوماً ليل نهار فقال تعالى : ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ) "الأنبياء" أي تسبيحهم متصل دائم في جميع أوقاتهم لا يتخلله فراغ أو شغل آخر
    ثم أخبر عن حملة العرش وهم أعلى رتبة في الملائكة أنهم يسبحون بحمده قال تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) "غافر"
    وقال : ( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) "الزمر" فهم يسبحون تسبيحاً ممزوجاً بالحمد فهم مسبحون حامدون .

    واخبر عن الملائكة قولهم ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) "البقرة" وذلك حين جاءهم خبر خلق آدم ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) فقالوا ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
    فهم يرون أن التسبيح بحمد الله والتقديس له هو وحده الغاية من الوجود وهو متحقق بوجودهم فهم يسبحونه ويقدسون له ويعبدوه ولا يفترون عن عبادته .
    وقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى في خلافة ادم وذريته في الأرض لذلك قال تعالى ( إِنِّي أَعْلَمُ ) من هذا الخليفة ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ).

    وحين أراد الله أن يبين لهم فضل آدم وكمال حكمة الله وعلمه ( عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ ) امتحاناً لهم هل يعرفونها أم لا ؟ فقال : ( أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) في قولكم .
    قالوا ( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ) أي تنزيهاً لك أن يكون عندنا علم إلا ما علمتنا إياه
    وقيل : ننزهك من الاعتراض منا عليك ومخالفة أمرك .

    وأخبر الله تعالى أن تسبيح الملائكة ناتج عن شدة معرفتهم بجلال الله وكماله ، لذلك فهم يخشونه ويهابوه .

    قال تعالى : ( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ )

    فإن قيل : كيف تخاف الملائكة من الله وهم ( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) "التحريم"

    الجواب : إنهم يخافونه خيفة المهابة والإجلال

    وقيل : إنهم لا يخافونه على أنفسهم ولكنهم يخافونه على الناس ، لذلك أخبر الله عنهم أنهم يستغفرون لأهل الأرض


    وقيل : المقصود بالاستغفار لأهل الأرض طلب الحلم والغفران فهم يطلبون من ربهم أن يحلم على أهل الأرض ولا يعاجلهم بالعقاب لعلمهم بشدة عقاب الله وخوفاً من سطوته على الخلق .

    وقيل : أن المقصود بالاستغفار ... الاعتذار له سبحانه عما يقال في حقه من قول أهل الشرك الذين جعلوا له شركاء في العبادة وقول الذين نسبوا له الولد ... ومن كل ما يصدر من الخلائق مما لا يليق بعظمته قولاً وعملاً .

    فهذه المقولات الشنيعة الفاسدة ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ) "الشورى" أي تكاد السموات على عظمها وكونها جماداً تنفطر هيبة من جلال الله واحتشاماً من كبريائه
    ( وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) أي يداومون على تنزيهه وحمده خضوعاً لعظمته
    ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ) فاستغفارهم ليس طلباً للعفو لهم والحلم عليهم وإنما اعتذار لله عما يصدر منهم مما لا يليق بعظمته وكبريائه لعلمهم بجلاله وكماله فهم يوحدوه وينزهوه عما لا يجوز عليه من الصفات التي يضيفها إليه الجاهلون بأقوالهم أو أعمالهم

    لذلك ختمت الآية بقوله ( أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) أي لولا مغفرته ورحمته لعاجل الخلق بالعقوبة المستأصلة كقوله تعالى :( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) " النحل:61 "

    وأما استغفار الملائكة للمؤمنين ... فقد جاء في قوله تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )

    فاستغفارهم الذى هو طلب العفو والغفران لا يكون إلا لمؤمني أهل الأرض الذين تبرؤا من الشرك وأهله ووحدوا الله ونزهوه عما لا يليق بجلاله .
    فجديراً بك أيها الإنسان أن تُسبح الله ... تسبح الله اعتقاداً بقلبك وقولاً بلسانك وعملاً بطاعتك وانقيادك حتى تحقق الغاية من وجودك ، وحتى تكون أهلاً لاستغفار الملائكة لك

    وقد أمرك الله بالتسبيح ..
    قال تعالى : " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ"
    "الروم:17"
    أمر الله تعالى عباده أن يسبحوه حين يمسون وحين يصبحون ووقت العشى والظهيرة..
    والأمر بالتسبيح هنا يشمل الأمر بالصلاة لأن العبادة تسبيح وإن لم تشتمل على قول (سبحان الله) لأن الإخلاص فيها تنزيه لله بالفعل أن يكون له شريك في العبادة أو أن يستحق أحد ما يستحقه من الإخلاص .

    والأمر بالتسبيح يشمل الذكر وقول سبحان الله لأن التسبيح قول أو مجموع قول وعمل .. لذلك سمي ذكر الله تسبيحاً والصلاة سُبحه ، واختيار هذه الأوقات لأنها أفضل الأوقات فهى أوقات الصلوات الخمس فالتسبيح والتحميد فيها والعبادة أفضل من غيرها .
    وفي الآية بيان أن الله تعالى أمرك بالتسبيح لنفعك أنت لا لنفع يعود إلى الله عز وجل لذا قال ( وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) يريد أن يشعرنا أن له الحمد فهو محمود في ذاته ومنزه قبل أن يوجد من ينزهه ومن يحمده.
    وهو محمود في السموات والأرض
    فهو غني عن حمدنا ولكن أمرك بحمده وتنزيهه لأن هذا الحمد والتنزيه من مصلحتك أنت ، وأنت الجاني لثمار هذا التنزيه .

    لذلك كثر اقتران التسبيح بالحمد في القرآن ، وقد أمرنا الله تعالى أن نسبحه تسبيحاً مقروناً بحمده فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) "طه" ، وقال ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) " ق "
    وأخبر عن الملائكة أنهم يسبحون بحمد ربهم .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي معنى سبحان الله وبحمده!! ولماذا نحمد الله على نعمة التسبيح !

    معني سبّح بحمد ربك :

    أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم فقال : ( سبّح بحمد ربك )
    قال ابن عثيمين : أي سبحه تسبيحاً مقرونا بالحمد
    و الحمد هو الثناء عليه بالكمال مع المحبة والتعظيم .

    فيكون معني ( سبّح بحمد ربك ) :
    أنك إذا حمدت الله فقد سبحته لأن التسبيح داخل في الحمد لأن الثناء عليه والشكر له لابد وأن يتضمن تنزيهاً عن النقائص لأنه لا يكون مستحقاً للثناء إلا إذا كان منزهاً عن النقص فيكون معناه سبحه بواسطة أن تحمده .

    - فيكون معني قول القائل ( سبحان الله و بحمده ) : أسبحك حال كوني مثبتاً لك الكمال
    أي : أنزهك عن كل نقص وأثني عليك بكل كمال

    وإذا قيل لماذا يذكر التسبيح متلبساً بالحمد ؟

    فالجواب : ليعلم ثبوت الكمال لله نفيا وإثباتاً. فالتسبيح فيه التخلي عن النقائص والحمد فيه التحلي بالفضائل والكمالات والجمع بينهما يفيد معني أكثر مما لو انفرد التسبيح أو انفرد الحمد . فبالتسبيح زوال النقائص وبالحمد إثبات الكمال .

    وإذا قيل لماذا الاعتناء بالتسبيح أكثر ؟
    الجواب : أولاً : لكثرة المخالفين = كثرة من ينسب لله ما لا يليق
    ثانيا : لأن التنزيه يُدرك بالعقل بخلاف الكمال
    مثال : إذا قيل العالم فأنت تعرف العالم بأنه ليس جاهل أما معرفة حقيقة علمه فلا سبيل إليه .

    - والمعني الثاني لقولك ( سبحان الله و بحمده ) :
    أي أسبحك بحمدك . فلولا إنعامك عليَّ بالتوفيق ما تمكنت من التسبيح .
    فالمعني كما قال الخطابي : سبحتك لا بحولي ولا قوتي و إنما سبحتك بقوتك التي توجب علي حمدك .

    - المعني الثالث لقولك ( سبحان الله و بحمده ) :
    أي أسبحك وأحمدك .
    فالمعني : أسبحك وأشكرك علي نعمة التسبيح .

    - والفرق بين المعني الثاني والثالث :
    أن الثاني : اعتراف بأن التسبيح خرج من العبد بقوة الله وفضله لا بحول العبد وقوته.
    والثالث : شكر علي نعمة التسبيح التي وفقه الله لها .


    **********

    لماذا نحمد الله علي نعمة التسبيح :


    لأن تنزيهه نعمة تستحق أن يُحمد عليها لأنه يعود بالخير علي المُسبح .
    فكون الله تعالى متصف بكل كمال منزه عن كل نقص هذا سبب لطمأنينة العبد وسعادته .

    مثال ذلك : أسرة لها رب كبير عاقل حكيم عادل لذا فهو مهاب بين أفرادها . تجد أن أفراد الأسرة يحمدون الله على وجوده بينهم لأنه يحفظ توازن الأسرة.
    ولله المثل الأعلى : فإن كمال الله تعالى يحفظ توازن الكون ، فأنت تسعد وترتاح لذلك ... فالذي تعبده قوي بيده كل شئ حتي أعدائك.

    لا يحجبه كثره المخلوقين عن رؤيتك ، ولا تمنعه كثرة الأصوات واختلاطها عن سماع صوتك ولا يغيب ولا ينام ولا ينسي .. وهذا كله بسبب كماله .. فأنت المستفيد من هذا الكمال فبكمال رحمته يعطي من يستحق ومن لا يستحق .. ويعطى من يستحق فوق ما يستحق

    وبكمال حلمه لا يعاجل بالعقوبة من عصاه بل يمهله ، وبكمال عفوه ومغفرته لو أتيته بقراب الأرض خطايا ثم استغفرته غفر لك .


    فكماله نعمة عظيمة تستحق الحمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي فوائد التسبيح : 1- التسبيح معيناً على الصبر جالباً للرضى

    " ثمرات التسبيح "




    1- التسبيح معيناً على الصبر جالباً للرضى :


    قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) "طه :130"

    في هذه الآية :
    أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذية المكذبين له والمعارضين لدعوته وأمره أن يستعين على ذلك بالتسبيح بحمده في هذه الأوقات الفاضلة لأنه إذا سبح منزهاً الله تعالى عن أن يكون تأخير النصر علي الأعداء بدون حكمة مثبتاً لله الكمال في أفعاله وأحكامه ذاكراً بهذا التسبيح أن كفرهم وتكذيبهم سبباً لوقوع العذاب بهم ولكن حكمة الله تقتضي تأخير هذا العذاب وإمهالهم لعلهم يتوبون
    وبذلك يسهل عليه الصبر.. فالتسبيح يعينه على الصبر.. وبالصبر يتحقق له الرضا والراحة
    لذلك ربط الصبر بالتسبيح في قوله ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ )
    ثم ربط التسبيح بالرضا في قوله ( وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى )

    وهكذا العبد حين يقع عليه من الأقدار ما يكون مكروهاً لنفسه وشاقاً على تحمله فالتسبيح يهون عليه ذلك , فبه ينزه الله تعالي أن يكون عاجزاً علي نصرته أو ظالماً له أو قاسياً عليه , وبالتسبيح ينزه فعله تعالى أن يكون بلا حكمة وينزه حكمه أن يخلو من مصلحة له ، وبهذا يُحسن الظن بالله تعالى في قضاؤه فيصبر ويرضى ويهدأ ويرتاح ، وإذا رضي العبد عن الله رضي الله عنه فكشف عنه البلوى ونصره وأثابه .
    لذا قال العلماء أن قوله ( لعلك ترضى ) :
    أي إذا سبحت رضيت عن الله وكان هذا راحة لك وإذا سبحت أرضاك الله بحصول الظفر والنصر في الدنيا والثواب في الآخرة.

    وقال تعالى في سورة ق :
    (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍفَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ )
    قال المفسرون :
    اصبر على ما يقول المشركون في شأن البعث من الأباطيل المبنية علي الإنكار والاستبعاد .
    فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر علي بعثهم والانتقام منهم

    وقالوا : وأمره له بالتسبيح بعد أمره له بالصبر على أذى الكفار فيه دليل علي أن التسبيح يعينه الله به على الصبر المأمور به .

    قال تعالى : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ )

    قال السعدي : أي أكثر من ذكر ربك وتسبيحه وتحميده فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك علي أمورك

    لذلك حين أرسل الله تعالى نبيه موسى عليه الصلاة والسلام إلى فرعون وقومه فقال ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) (طه: 24)
    سأله عليه السلام أن يجعل له معيناً يعاونه ويساعده فقال ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ثم ذكر العلة من مشاركة هارون عليه السلام له فقال ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا )

    فليست العلة في مشاركة هارون لأخيه طلباً لراحة نفسه وإنما ليتعاونا علي التسبيح والذكر ، فقد علم عليه الصلاة والسلام أن مدار العبادة كلها والدين على تسبيح الله وذكره وأنه خير معين له علي أداء رسالته .

    قال العلماء قوله تعالى ( نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ) :
    أي ننزهك عما لا يليق بك من الصفات والأفعال التي من جملتها ما يدعيه فرعون الطاغية ويقبله منه فئته الباغية من الشرك في الإلوهية، ونصفك بما يليق بك من صفات الكمال والجلال تنزيهاً كثيرا ووصفا كثيراً وزمانا كثيراً .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    32
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-07-2012
    على الساعة
    06:25 PM

    افتراضي 2- التسبيح نجاة من الكرب

    2- التسبيح نجاة من الكرب :


    فهذا يونس عليه السلام حين ابتلعه الحوت وصار في ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ماذا قال؟
    قال ( لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) " الأنبياء: 87"
    فاقر لله تعالى بكمال الإلوهية ونزهه عن كل نقص وعيب ، نزهه عن أن يكون ظالماً له حين حبسه في بطن الحوت واعترف بظلمه نفسه واستحقاقه لقضاء ربه فنجاه الله تعالي بسبب تنزيه وتسبيحه......
    فقال تعالى ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) " الصافات "
    فالتسبيح صدر منه عليه السلام :
    اعتقاداً بتنزيه الله عن الظلم فيما قدر عليه .. وقولا بالذكر الكثير
    وكان عليه الصلاة والسلام مواظباً على التسبيح وذكر الله قبل أن يدخل بطن الحوت وهو في بطن الحوت فكان هذا سبباً لنجاته .
    قال الضحاك : اذكروا الله تعالى في الرخاء يذكركم في الشدة
    وقال كعب : سبحان الله يمنع العذاب
    وقال الشافعي : أنفس ما يداوى به الطاعون التسبيح لأن الذكر يرفع العقوبة والعذاب

    والسبب في كون التسبيح رافعا للعذاب :
    - انه متضمن اعتراف العبد بأن ما أصابه بسبب تقصيره وذنوبه
    - ومتضمن إقراره لله تعالى بالكمال في فعله وحكمه وتنزهه عن الجور والظلم لعباده
    فبسبب ذلك تنحل عنه العقوبة ويرفع البلاء.
    فكل من وقع في شدة واقتدى بيونس عليه السلام في تسبيحه اعتقاداً وقولاً يبشره الله تعالى بكشف الكرب عنه .
    قال تعالى : ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ )
    " الأنبياء: 88 "
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

التَّسْـبِيِح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

التَّسْـبِيِح

التَّسْـبِيِح