الاناجيل الغنوسية
حينما قرأت الكتب المسيحة الغنوسية والكتب الخفية (الابوكريفا) والكتب المنحولة (بسودو جرافيا) اردت ان اكتب عنها كتابا ولكن توقفت لان الكنيسة لاتعترف بتلك الكتب ، فما فائدة الحديث عن كتب لايقبلها الاخر ولن تعتبر دليلا ضده وهي اصلا لاتفيدنا شيئا مالم تكن دليلا في صالحنا وصرفت نظر عن تلك الفكرة
واليوم طلب مني اخ كريم ان اكتب عن تلك الكتب من باب العلم بالشيء فاعجبتني تلك الفكرة ، لنكتب موضوعا مختصرا من باب العلم بالشيء وليس كتابا كبيرا
اولا : الاناجيل الغنوسية
قبل ان نتحدث عن تلك الاناجيل نود ان نلفت نظر الاخوة الي انه رغم ان تلك الاناجيل اكتشفت مخطوطاتها حديثا الا انها كانت معروفة من خلال نصوص اباء الكنيسة وردودهم عليها ورفضهم لها
مسألة : خطورة الاناجيل الغنوسية
سننقل هنا عن موقع الانبا تكلا مقالة حول الاناجيل الغنوسة
1- عند قراءة إنجيل يهوذا المنحول، الأبوكريفي، للمرة الأولى يكتشف الدارس، خاصة الدارس للفكر الغنوسي ومكتبة نجع حمادى، بسهولة أنه كتاب هرطوقي غنوسي يخلط بين القليل من الفكر المسيحي والكثير من الفكر الوثني السابق للمسيحية والمعاصر لها
2- وهذا الخلط لم يكن له أي وجود قبل منتصف القرن الثاني الميلادي ويتماثل تماما مع ما سبق أن قاله عنهم القديس إيريناؤس سنة 180م ومع ما جاء في بقية كتب مكتبة نجع حمادي والتي تضم حوالي 52 كتاباً
3- منها خمسة تسمى أناجيل وهي؛ إنجيل توما (يرجع زمن كتابته لسنة 150م) وإنجيل الحقيقة (يرجع لسنة 150م) وإنجيل المصريين (يرجع لسنة 180) وإنجيل مريم المجدلية (يرجع لسنة 200م) وإنجيل فيلبس (يرجع لسنة 300م)،
4-وبعضها يسمى بأعمال الرسل مثل أعمال يوحنا، وبعضها يسمى رؤيا مثل رؤيا بطرس. وجميعها مترجمة إلى القبطية وترجع إلى ما بين 350 و400م. هذا إلى جانب إنجيل يهوذا الذي أُعلن عن اكتشافه في 6 إبريل سنة 2006م.
5- وفي معظمها تقدم فكرها عن المسيح، خاصة ما بعد الصلب والقيامة، وخلق العوالم الروحية والمادية، من وجهة غنوسية وثنية، ولا تقدم أعمال المسيح أو تعاليمه ومعجزاته، أو لمحات من سيرة حياته، بل تقدم أفكاراً وفلسفات وحوارات لا تمت لأسلوب المسيح البسيط السهل بأي صلة
6- بل هي حوارات فلسفية لاهوتية تقدم فكر كتابها الغنوسيين الوثني. ولم يكتبها أحد من تلاميذ المسيح أو خلفائهم بل كتبها مفكرو وقادة الهراطقة بعد سنة 150م، أي بعد انتقال رسل المسيح وتلاميذه وخلفائهم من العالم.
7- ورفضتها الكنيسة في حينها، بل وانحصرت داخل دوائر الهراطقة أنفسهم لأنهم اعتبروها كتبا سرية مكتوبة للخاصة فقط وليس للعامة!! وقد اعتمدت أساساً على فكر الأناجيل القانونية الموحى بها ولكنها كانت في جوهرها غنوسية فلسفية وخليطاً بين عدة ديانات وفلسفات مصرية هيلينية ذردشتية وثنية
أهم سمات هذه الكتب:
(1) تزعم أن المسيح أعطى تلاميذه تعاليم سرية خاصة بهم وحدهم يتعلمها ويعرفها فقط الخاصة من الناس، بل وقد أعطاها بشكل سري وخاص لواحد أو بعض تلاميذه
أ- وعلى سبيل المثال يقول إنجيل توما: "هذه الأقوال السرية التي تكلم بها يسوع الحي "!!
وهذا ما يقوله أيضاً إنجيل مريم المجدلية: "قال بطرس لمريم, أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها, ولم نسمعهامن قبل. أجابت مريم وقالت, ما هو مخفي عنكم سأطالب به منأجلكم. وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا, رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم في رؤيا, فرد قائلا لي، مباركة أنت لأنك لم ترتعشي لرؤيتي. لأنه حيث يكون العقل يكون الكنز".
ب- وهكذا يقول أيضاً إنجيل يهوذا: "الرواية السرية للإعلان الذي تكلم به يسوع في حديث مع يهوذا الإسخريوطي خلال ثلاثة أيام من الأسبوع قبل أن يحتفل بالفصح "!! ويقول أن المسيح قال ليهوذا أيضاً: "تعال بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك".
ت- وهذا عكس تعليم المسيح الحقيقي الذي قاله لتلاميذه: "الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور. والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح " (مت10 :27)، " لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الأذن في المخادع ينادى به على السطوح " (لو12 :3) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا).
ث- وقال لرئيس الكهنة عندما سأله عن تعليمه: "أنا كلمت العالم علانية. أنا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا " (يو18 :20و21).
ج- لم يكن للمسيح أي تعليم سري، بل كان علانية لجميع الناس في كل العالم والأمم، وليس لفئة خاصة " الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون " (1تي2 :3و4).
المفضلات