تاجر أصفهان
كان احد تجار السجاد جالساً في دكانه في سوق رئيسي من أسواق أصفهان …
عندما شاهد رجلاً يزرع الأرض جيئة وذهاباً …وعيناه على الأرض …وكأنه يبحث عن حاجة ضيعها …
ولما تكرر له مشهد الرجل في اليومين التاليين …دعاه التاجر …قائلاً :
أرى كأنك تبحث عن حاجة ضيعتها …..هنا ؟؟!!
قال الرجل : نعم ….فأنا قد ضيّعت حظي في بلدكم …..!!
ومن الجواب تبيّن أنه ليس من أهل أصفهان …. فقال له التاجر : كيف يمكن للمرء أن يضيّع حظه هنا
فأجابه الرجل : يا هذا …أنا رجل من أهل مدينة (يزد) ….وقد ضاقت بي الدنيا هناك وكنت سمعت الكثير عن أصفهان …
حتى قيل لي ….إن الأموال مرمية على الأرض في أسواقها …
فشددت رحالي وصفيت أموري كلها …وجئت إلى بلدكم ….
لكنني كلما بحثت عن “الأموال المرمية على الأرض ” لم أجد منها شيئاً …وهكذا ضيعت حظي عندكم …!!
فقال له التاجر : ما قيل لك عن بلدنا صحيح …..والأموال بالفعل مرمية على الأرض هنا …
ولكنك لا تعرف كيف تلتقطها …. فلكل شيء مدخله …. وأنا أعلمك ذلك ….
بشرط أن تنفذ تعليماتي بصبر وأناة …. فهل أنت مستعد لذلك ؟؟؟
قال الرجل وكأنه غير مصدق : لا بأس …ولنبدأ من الآن …
فقال التاجر : اعتبر نفسك عاملاً لديّ من غير أجر ….. والذي عليك الآن هو …
أن تمشي في الطرق المحيطة بنا … وتلتقط كل ما يرميه الناس من قطع القماش …
أو قطع الخشب .. أو الحديد … وما يمكن أن ينفع …مهما كان تافهاً …
وتأتيني به
فقال الرجل : وماذا بعد ؟؟
فقال التاجر : لكل حادثة حديث ….
فقام الرجل بما طلبه منه ….وعند المساء كان قد جمع مقداراً لا بأس به من تلك الحاجات …
فقال التاجر: غداً تذهب بقطع القماش إلى (الندافين) ….وبقطع الأخشاب إلى (النجارين) …وبقطع الحديد إلى (الحدادين )…
وتبيعها لهم بأي ثمن مهما كان زهيداً …وتأتيني بالمال
وهكذا كان ….ثم استمر في عمله ذلك لفترة طويلة من الزمن
حتى اجتمع لدى تاجر السجاد من المال ما يكفي لشراء بضائع رخيصة لإعادة بيعها ….
وذلك بدلاً من جمع تلك النفايات من الطريق…
فقال للرجل : خذ هذه الأموال …. واشتر بها بعض الشموع …
وقف عند مدخل هذا الشارع واعرضها بيديك على المارة …وإذا بعتها ….فآتني بثمنها …..
وفعل الرجل ذلك لعدة أيام …فزاد رأسماله قليلاً …
ثم طلب منه أن يستأجر محلاً صغيراً يبيع فيه الحاجات البسيطة …
على أن لا يصرف أي شيء من المال الذي يحصل عليه إلا بمقدار قوت يومه وإيجار مسكنه …
وبعد مرور سنة كاملة كان الرجل قد فتح محلاً أكبر وأخذ يبيع فيه بضائع مختلفة …
ثم تطور عمله فاشترك مع تاجر السجاد في بعض الصفقات …
ولما زادت أمواله فتحا محلاً كبيراً لبيع السجاد ….
وزادت أرباحه حتى استطاع أن يشتري حصة صاحبه ويصبح تاجراً مثله …
وذات يوم قال له التاجر الأول : كيف هي أوضاعك هذه الأيام ؟؟..
فقال الرجل: إنها جيده ولله الحمد
فقال التاجر: وكيف تجد فرص العمل في أصفهان ؟؟…
قال الرجل : إنها كأفضل ما يمكن…
قال التاجر : ألا ترى معي أن الأموال مرمية على الأرض في طرقات أصفهان كما قيل لك في بلدك ؟؟
ولكنها بحاجه إلى من يعرف كيف يلتقطها ؟؟
قال : هو كذلك ..
قال : وهل وجدت حظك في بلدنا ؟؟
قال : هو كـــــــــــــــذلك
إن 80% من أغنياء العالم لم يكن عندهم أموال يبدؤون بها. . ولم يكملوا تعليمهم. .
ولم يكونوا من عائلات مرموقة. . لكن ما الذي جعلهم يحققون ما حققوه؟. .
هل هو الحظ يا ترى؟‼ . . .
أترك الإجابة لكم
ولتعلم بأن القاسم المشترك بين مليونيريات العالم ليست الوراثة لكنها الطفولة البائسة
وبالتالي الجد والاجتهاد وقوة الإرادة والعزم والتصميم والإصرار والمثابرة
منقول
المفضلات