-
صفحة التعليقات على : الشريعة الاسلامية من اجل مصر 2
الأخ ريمون
قلت فيما قلت أن الشريعة الإسلامية باب الإجتهاد فيها واسع و هناك أمور مطاطة إلخ
هذا ليس صحيحاً
لأنه يوجد ثوابت و أحكام ثابتة
وهى الأحكام الشرعية المحكمة ( الواضحة التى لم تنسخ أو يغيرها الوحي بالنسخ تيسيراً ) أو الناسخة لما قبلها ( التى غيرت ما كان قبلها , و ذكرها النبي و كانت بالقرآن )
أما باقى الأمور التى لم يرد فيها نصاً من صريح القرآن و صحيح السنة فهى أمور لا يمكنك أن تطلق عليها شرع أو شريعة
بل العلماء يسمونها - إن لم أكن مخطئاً - بالفروع
و هى الأمور الفقهية و المسائل الفرعية التى يمكن أن يجتهد فيها العلماء
و يدخل فى ذلك الأمور الدنيوية التى لم ينظمها الشرع الصريح الصحيح
فهى قابلة للإجتهاد و الفتوى و الشورى و الرأى
أما إن كانت تلك الأمور الفرعية لها علاقة بالدين فلا يُفتى فيها بالرأى ولكن بإجتهاد العلماء و ليس برأى غير المتخصصين
أما المسائل الفرعية - وهى كما قلت التى لم ينظمها الدين أو النص - المتعلقة بالدنيا و لا علاقة لها بالدين - ولا يوجد نص صحيح صريح ينظمها كما بينت - فتلك الأمور يمكن للبشر العاديين البت فيها و الحكم عليها
فالرسول كان يستشير صحابته فيما يتعلق بأمور الحكم و الحرب التى لم ينزل له بشأنها وحياً ولا أمراً إلهيا ً , بل و كان يفعل ذلك فى أكثر الأمور التى لم ينزل بشأنها وحي !
تلك قواعد عامة أخى ريمون لا يمكن تجاهلها
إذن فالإسلام لديه منهج ديموقراطى منظم و ليس مثل ديموقراطية الغرب أو العلمانيين التى تدعو لفوضى إبداء الآراء و تدخل غير المتخصصين فى شؤون كثيرة بدعوة حرية التعبير و الديموقراطية !!!
و من هنا يتبين لك أخى ريمون أن الإسلام ليس ضد الديموقراطية , بل هو أكثر تنظيماً منها , بل و ينظمها
و ستجد أكثر إدعاءات العلمانيين ضعيفة مثل تلك التى تزعم أن الحكم الشرعي يتعارض مع الديموقراطية و حرية التعبير , و قد ظهر لك مما سبق كذب هذا الإدعاء
كما بين لك الإخوة أيضاً كذب الإدعاء بأن الشريعة متعارضة مع مواطنة المسيحيين و حقوقهم
لم يحكمكم أخى أحد خيراً من دولة الخلافة الراشدة , لا قبلها ولا بعدها
فلتنظر جيداً فى الأمور ولا تسمح للعلمانيين أن يتاجروا بالأقباط برفع شعارات مغلوطة براقة يخدعونكم بها ليحققوا أغراضهم الملتوية
ولا تصدق كل رواية مثل التى ذكرتَ أن عمر قالها , و لتعلم أن هناك الكثير من الروايات بل و الأحاديث ضعيفة لا يمكن إثبات صحتها و صحة نسبها لقائلها
بل و هناك أحاديث قد تبدو صحيحة السند , و لكن بجمع طرقها و أسانيدها أو بالبحث فى نصها يتبين لنا علة قد تبين عدم صحتها
و هذا علم جليل إسمه علم العلل , و هو لا يعتمد على نقد الرواة فقط بل و البحث كذلك فى أمور أخرى متعلقة بسند الرواية نفسه و طريقة تلقى هذا الحديث بين الرواة
, و المعنى أو اللفظ المنكر فيه الذى يشذ عما هو معلوم صحيح فى الروايات الأصح
إلخ من قواعد و ضوابط علم العلل و الترجيح و الحكم على الحديث أو الرواية ( الأثر )
و فى النهاية هداك الله و هدانا للحق فهو الرجاء و فيه كل الأمل
-
الرد على القول بأن الشريعة غير صالحة للحكم فى زمننا الحالى :
يزعم البعض أن الإسلام أو الدين لا علاقة له بالسياسة أو شؤون الحكم أو لا يختلط مع السياسة , أو أن قيام دولة دينية ( بمعنى أنها تطبق الشريعة ) هو أمر خاطئ
و الرد على ذلك أيسر ما يكون لأن النبي كان حاكماً و نبياً فى نفس الوقت
و صحابته العابدين الزاهدين الراشدين كانوا خلفاء من بعده .,
و جميعهم كان عنصراً فى دولة دينية محكمة السياسة , لا ينفصل فيها الدين عن الدنيا بل ينظم أغلب الأمور إن لم يكن كلها ... حتى السياسة
ولا يمكنك إتهام هؤلاء العظماء بأنهم أقل فهماً أو تدبيراً من هؤلاء الليبراليين المعاصرين
فهم الذين شهد لهم كل منصف أنهم عباقرة فيما يتعلق بخدمة الدين و تنظيم شؤون الدنيا و السياسة كذلك
و لك أن تقرأ كتب العبقريات مثل كتاب عبقرية عمر
و كفى أن تقرأ بعض روايات السيرة و التاريخ بكتب السنة لتعلم مدى كفائتهم و سماحتهم و سماحة الإسلام
فإذا قال قائل أن ما فعلوه من قرون عديدة هو نافع فى عصرهم أما فى عصرنا فلا
فهذا القول هو من قبيل النفاق
لأن الله تعالى يقول {{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }}
و بما أرسله ؟ بالعقيدة وحدها أم بكتاب به أحكام و شريعه ؟ و مثله من الحكمة مع هذا الكتاب ( كما صرح بذلك القرآن ) ؟ يعنى أرسله بالكتاب و السنة
يقول بعض المفسرين أن ( العالمين ) هم الإنس و الجن ,
أيا كان معناها فيبدو من تلك اللفظة عمومها و شمولها على العالم كله .
و هذا أكبر دليل أنه دين عالمي و ليس للعرب وحدهم
و مما سبق يتبين أن الشريعة ( التى هى جناح من جناحي هذا الدين و جزء هام لا ينفصل عنه ) هى عالمية تصلح لكل زمان و مكان
و هى جزء من هذه الرحمة التى ذكرت بالآية المذكورة : الرحمة التى هى للعالمين
فالرسالة لو كانت محدودة بمدة او زمن لم تكن عالمية و رحمتها عامة كل هذا العموم
هذا الدليل من النقل و النص
أما الدليل من المنطق و العقل :
نحن فى زمن ما أحوجنا فيه لقوانين حازمة و حاسمة تعوضنا عن تساهل و تفاهة القوانين الوضعية الحالية , و التى لم توقف الفساد و لم تمنع الجريمة و الإنحراف
ما أحوجنا إلى هذا الحزم و الحسم و ذلك لإنتشار الإنحلال و الفساد و اللاأخلاقية فى البلاد و فى الأسر و على مستوى الفرد و المجتمع
فى الوقت الذى لا يأمن فيه كثير من الرجال على نساء بيته من الإنحلال و الإنحراف بسبب تلك الحالة الأخلاقية المزرية المنتشرة فى المجتمع , و بسبب سلبيته أو ضعفه فى مراقبتهم او منعهم من الخطأ ...
و فى ظل حكم ليبرالى علمانى ( او شبه علمانى ) فاسد لا يراعى محاسبة الناس أو منعهم من إرتكاب المفاسد أو مواجهة الفساد الأخلاقى فى المجتمع ....
فى ظل تلك السلبية على مستوى الفرد و الأسرة و الدولة ...
و فى ظل الإنحراف المنتشر المذكور ... نحن فى أمس الحاجة لحسم و حزم الشريعة
تخيل لصاً محترفاً يعرف أن عقوبته ستكون قطع يده فسوف يفكر كثيراً قبل أن يرتكب أى حماقة
نفس اللص هو اليوم يسرق و ينهب كما يشاء لأنه مستعد للمغامرة بسبب ميوعة القوانين الوضعية التى على الأكثر سوف تعاقبه بالسجن سنوات قليلة , و لن يؤثر ذلك فيه لأنه إعتاد تلك الحياة المليئة بالمغامرة و التشرد و الضياع !
قياساً على ذلك : قارن بين الحكم الإسلامى على أى جريمة او مجرم , و بين الحكم بالقوانين الوضعية عليه , هذا إن كانت تلك القوانين تجرمه أصلاً !!!!
و هذا يرد على سؤالك : هل البلاد التى تطبق قطع اليد على السارق تنتهى فيها السرقة ؟!
على الأقل يا أخى سوف تقل السرقة كثيراً لو طبقت القواعد الحازمة للشرع , بعكس ما نراه اليوم من عجز القوانين الوضعية لمنع الجريمة و إصلاح المجتمع
إذن فنحن فى أمس الحاجة لتلك الشريعة الحازمة و هذا هو وقتها : عصر الفساد و الإنحلال و ضياع الأخلاق عند أغلبية الناس ,,,
و لعلك ترى حال الشباب بمصر فكثير منهم يفعلون كل القاذورات حتى فى مزاحهم مع بعضهم او غيرهم بإستخدام الأيدى و اللسان بمنتهى السفالة و الإنحطاط الأخلاقى
فضلاً عن التحرش ,, هذا غير أزياء النساء و الفتيات التى لا تدل إلا على الإنحلال و الإنحطاط الأخلاقى
و أى إنحراف تكون أهم أسبابه كما يؤكد علم الإجتماع غياب الوازع الدينى
ولا شك أن كل ذلك بسبب قلة الدين لدى أكثر الناس و أكثر الشباب
بعد كل هذا و يأتى أى حاقد ليطلب عدم تطبيق الشريعة ؟؟؟؟؟!!!!
فما الحل العلمانى لأكبر مشكلة بالمجتمع ألا وهى اللاأخلاق و الإنحلال السائد ؟!!!!
التعديل الأخير تم بواسطة 3abd Arahman ; 30-03-2011 الساعة 11:46 PM
سبب آخر: تصحيح كتابة الآية الكريمة
-
صفحة التعليقات على : الشريعة الاسلامية من اجل مصر 2
التعديل الأخير تم بواسطة السيف العضب ; 29-03-2011 الساعة 03:29 PM
-
ثم تعالى أخى ريمون إلى نقطة هامة
إقرأ التاريخ المسيحي للفترة التى سبقت فتح مصر على يد المسلمين
ماذا كان حال الأقباط قبل أن تطول مصر دولة إسلامية دينية تحكمها ؟ و حينما كان يحكمها مسيحيين رومان ؟
كان الرومان ( الدولة البيزنطية ) يعذبون الأورثوذكس و يضطهدونهم ربما لاختلاف المذهب لأنهم كاثوليك
و إذا راجعت كتاب يوحنا النقيوسى فى تاريخ المسيحية - ولا أذكر إسمه حالياً - لوجدت أن هذا المؤرخ المتعصب يكشف القناع عن إضطهاد آخر هو إضطهاد الأورثوذكس بمصر - و ربما الرومان أيضاً - للأريوسيين ( الموحدون )
الذين كما يقول التاريخ عنهم : كانت الإمبراطورية الرومانية فى هذا العهد محاطة ب ( أو ربما قال غارقة فى ) بحر من الأريوسية !!!!
و هذا يدل على أن أكثر شعوب تلك الإمبراطورية و حتى فى مصر كانوا أريوسيين لا كاثوليك و لا أرثوذكس
و مع ذلك فقد إضطهدهم الرومان منذ عهد مبكر و إلى أن حررهم الفتح الإسلامى من كل مضطهديهم
و فى مصر كان الأرثوذكس مضطهدين كما بينت , و يلقون فى سجون الروم و يفرون من البطش البيزنطي إلى الصحراء و الأديرة , و هذا يبرر كثرة الأديرة القديمة و الأثرية بالصعيد و الصحراء
فمن الذى حررهم ؟؟!!!!
هل فعلت دولة الخلافة أو أى دولة مسلمين مع الأقباط مثلما فعلت دولة المسيحيين الكاثوليك معهم ؟!!!
دفع الجزية لا ضرر منه فهو على القادر , و ليس بكثير
فدعكم من جعلها قضية لا تخدم سوى مصالح المتشدقين بالمواطنة و هم حتى لا يعرفون كيف تكون المواطنة الحقيقية الإيجابية
أما حكم المسيحي للمسيحي على مدار التاريخ هو الأكثر دموية
أما الحكم الإسلامى فلا يوجد دولة دينية إسلامية مثل دولة الخلافة قتلت مسيحي واحد او يهودى إضهاداً , أو بسبب دينه , أو فى غير الحرب ...
إقرأ تاريخ يوحنا النقيوسى
و إقرأ الكتاب الرائع ( أقباط مسلمون قبل محمد ) لتعلم ما صنع الروم و الأورثوذكس ضد الموحدين الآريوسيين urians , الذين كانوا هم الأغلبية الساحقة فى تلك البقعة فى العالم وقتئذ
و ذلك بإعتراف مؤرخكم يوحنا النقيوسي الأورثوذكسي المتعصب , و غيره من مؤرخى المسيحية
و لتعلم أن الفتح الإسلامى جاء تحريراً لهؤلاء الموحدين من نير الروم ( البيزنطيين ) وربما لتصحيح بعض الشوائب بعقيدتهم الصحيحة نسبياً ... فهى قريبة من الإسلام
ثم أن هذا الفتح فى مصر أخرج الأورثوذكس المضطهدين من السجون الرومية وو حررهم من بطش الرومان
من أجل هذا كان الفتح الإسلامى لأى قطر من الأقطار شرقاً و غرباً و ليس فقط تمكيناً للدعوة أو حماية للدولة الناشئة ,
من أجل هؤلاء الموحدين , و من أجل منع الطغيان و إضهاد أهل الكتاب
-
الفاضل ريمون بالنسبة للكنائس هل هي لاتكفي وتمتلئ بالناس لدرجة انهم يخرجون للشارع كما يحصل مع المسلمين الايجابة طبعا لا هل للمسلمين ابنية او حتى اماكن يصلون فيها العيد كما للمسيحيين اديرة مساحتها بالفدادين وفبها افراد معدودين اذن من المفروض ان يطلب ببناء مساجد كن ايها الفاضل حكما عدل ان كنت تريد الحق
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ريمون سامى في المنتدى استفسارات غير المسلمين عن الإسلام
مشاركات: 45
آخر مشاركة: 01-04-2011, 02:24 PM
-
بواسطة ريمون سامى في المنتدى استفسارات غير المسلمين عن الإسلام
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 21-03-2011, 07:59 PM
-
بواسطة عمر الفاروق 1 في المنتدى منتدى المناظرات
مشاركات: 74
آخر مشاركة: 31-10-2009, 04:41 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الأبحاث والدراسات المسيحية للداعية السيف البتار
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 17-05-2008, 12:50 PM
-
بواسطة محمد حافظ في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 09-02-2008, 07:45 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات