في آداب المعاشرة
1- حسن الخلق مع الزوجات. واحتمال الأذى منهن لقصور عقلهن. وفي الحديث الصحيح: "استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا".
وأعلم أنه ليس حسن الخلق مع المرأة كف الأذى عنها بل احتمال الأذى منها والحلم على طيشها وغضبها، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ففي الصحيحين، من حديث عمر رضي الله عنه أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كن يراجعنه وتهجره إحدهن اليوم إلى الليل. والحديث مشهور
2- أن يداعبها ويمازحها، وقد سابق عليه السلام عائشة رضي الله عنها، وكان يداعب نساءه صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لجابر: "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك".
3- أن يكون ذلك بقدر، ولا ينبسط في الرعاية إلى أن تقسط هيبته بالكلية عند المرأة، بل ينبغي أن يقصد طريق الاقتصاد.
4- الخامس: الاعتدال في الغيرة، وهو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي يخشى غوائلها ولا يبالغ في إساءة الظن. ولهذا يجب أن يكون الزوج غيوراً ليحمي زوجته من الدنس، ويوجهها إلى ما يحفظ عليها شرفها وشرفه.
فقد تكون المرأة في ذاتها فاضلة شريفة، وبإهمال الزوج تتجرأ على الخنا، والنساء ناقصات عقل ودين.
وليس معنى ذلك أن يشتط الزوج في الغيرة حتى تنقلب إلى شك قاتل وريبة مدمرة، وإنما يعتدل في غيرته.
وفي الحديث: "ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً: الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر" قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله" قيل: فما الرجلة من النساء؟ قال: التي تشبه بالرجال". رواه الطبراني بسند قال الحافظ المنذري لا أعلم فيه مجروحاً وله شواهد كثيرة.
وأن تتجمل لك الزوجة حتى لا تنظر إلى غيرها، ولا تكون من اللائي يتبذلن في ثيابهن ما كن في البيت. فإن خرجن فهن الكاسيات العاريات، المائلات المميلات.
5- الاعتدال في النفقة والقصد دون الإسراف والتقتير، ولا ينبغي للرجل أن يستأثر عن أهله بالطعام الطيب، فإذن ذلك مما يوغر الصدر.
6- أن يتعلم المتزوج من علم الحيض وأحكامه ما يدري به كيف معاشرة الحائض، ويلقنها الاعتقاد الصحيح، ويزيل عن قلبها كل بدعة إن كانت، ويعلمها أحكام الصلاة والحيض والاستحاضة.
7- إذا كانت له نسوة ينبغي أن يعدل بينهن، والعدل في المبيت والعطاء، لا في الحب والوطء، فإن ذلك لا يملكه.
8- النشوز، فإن كان النشوز من المرأة فله أن يؤدبها ويحملها على الطاعة قهراً، ولكنه ينبغي أن يتدرج في تأديبها بتقديم الوعظ والتخويف، فإن لم ينفع هجرها في المضجع، فولاها ظهره أو أنفرد عنها بالفراش، وهجرها في الكلام فيما دون ثلاثة أيام، فإن لم ينفع ضربها ضرباً غير مبرح، وهو أن لا يدمي لها جمساً، ولا يضرب لها وجهاً.
المفضلات