-
[391 - " هذه يد لا تمسها النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 568 ) :
ضعيف .
أخرجه الخطيب ( 7 / 432 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي بسنده عن الحسن ، عن
أنس بن مالك قال :
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري
، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له : " ما هذا الذي أكنب <1> يداك ؟
" فقال : يا رسول الله أضرب بالمر و المسحاة في نفقة عيالي ، قال : فقبل النبي
صلى الله عليه وسلم يده و قال ... " فذكره .
قال الخطيب : هذا الحديث باطل لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك ،
و كان موته بعد غزوة بني قريظة من السهم الذي رمي به ، و محمد بن تميم الفريابي
كذاب يضع الحديث .
قلت : جرى الخطيب على أن سعدا هذا هو ابن معاذ سيد الأوس الصحابي المشهور ،
و خالفه الحافظ ابن حجر فجزم في " الإصابة " بأنه آخر ، ثم ذكر أن الحديث رواه
الخطيب في " المتفق " بإسناد واه ، و أبو موسى في " الذيل " بإسناد مجهول عن
الحسن به ، و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 251 ) معتمدا على
قول الخطيب السابق ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 154 ) بكلام الحافظ
ابن حجر ،
و قد ذكرت خلاصته آنفا ، والله أعلم .
قال الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 42 ـ 43 ) بعد ما
نقل كلام الحافظ :
قلت : في هذه القصة عجيبة ، و هي تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم يد صحابي لأجل
ضربه الأرض بالفاس .
قلت : لكن يقال : أثبت العرش ثم انقش ، فإن القصة غير ثابتة كما علمت .
---------------------------------------------
[1] فى الأصل " أكفت " و وضعها بعدها علامة تعجب ، و المثبت من النهاية و لسان
العرب مادة " كنب " و قد أورد صاحب النهاية هذا الحديث ، و المعنى صارت غليظة
من العمل . اهـ .
1
(1/468)
________________________________________
392 - " إن فى الجنة بابا يقال : له الضحى ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين
الذين كانو يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله عز وجل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 569 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 59 / 1 ـ من " زوائد المعجمين " )
و أبو حفص الصيرفي في " حديثه " ( 263 / 1 ) و كذا ابن لال في " حديثه " ( 116
/ 1 ) و نصر المقدسي في " المجلس 121 من الأمالي " ( 2 / 2 ) عن سليمان بن داود
اليمامي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي
هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني :
لم يروه عن يحيى إلا سليمان .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و علته اليمامي هذا فإنه متروك و من طريقه رواه
الحاكم في جزء له في صلاة الضحى كما في " زاد المعاد " ( 1 / 129 - 134 ) .
و له علة أخرى و هي عنعنة ابن أبي كثير فإنه كان يدلس .
و الحديث ضعفه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 237 ) .
(1/469)
________________________________________
393 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى ، فمن صلى صلاة الضحى حنت إليه صلاة الضحى كما يحن الفصيل إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 14 / 306 - 307 ) من طريق يحيى بن شبيب اليماني ، حدثنا حميد
الطويل ، عن أنس بن مالك مرفوعا ، ذكره في ترجمة ابن شبيب و قال :
روى أحاديث باطلة ، ثم ذكر له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ، و منها :
(1/470)
________________________________________
394 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى "
.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :
موضوع .
رواه الخطيب بإسناد الحديث الذي قبله ، و أخرجهما ابن عساكر مدموجا بينهما في
حديث واحد عن أنس كما في " الفتاوى " للسيوطي ( 1 / 58 ) و سكت عليه !
و في فضل صلاة الضحى أحاديث صحيحة تغني عن مثل هذه الأحاديث الباطلة .
(1/471)
________________________________________
395 - " إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة يستغفرون لأصحاب العمائم
البيض " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب بإسناد الحديثين السابقين ، و قد عرفت أنه من وضع يحيى بن شبيب
اليماني ، و من طريق الخطيب ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 106 )
و قال : يحيى حدث عن حميد و غيره أحاديث باطلة .
و أيده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 27 ) فقال :
قلت : قال في " الميزان " : هذا مما وضعه على حميد ، و أقره ابن عراق
( 236 / 2 ) .
قلت : لكن وجدت له طريقا أخرى رواها أبو علي القشيري الحراني في " تاريخ الرقة
" ( ق 38 / 2 ) عن أبي يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا العباس بن كثير
أبو مخلد الرقي ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن ميمون بن مهران ، عن سالم بن
عبد الله بن عمر ، عن أبيه مرفوعا ، ذكره في ترجمة العباس هذا و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أبو يوسف الصيدلاني لم أجد من ترجمه ، فهو أو شيخه آفة
هذه الطريق ، فإن من فوقهما ثقات ، و لا يصح في العمائم شيء غير أنه صلى الله
عليه وسلم لبسها ، و تقدم بعض أحاديثها برقم ( 127 ـ 129 ) .
(1/472)
________________________________________
396 - " فضل حملة القرآن على الذى لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 571 ) :
كذب .
أخرجه الديلمي ( 2 / 178 / 1 ـ 2 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي حدثنا
حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رفعه ، و ذكره
السيوطي في " الذيل " ( ص 32 ) و قال :
قال الحافظ ابن حجر في " زهر الفردوس " : هذا كذب .
قلت : آفته محمد بن تميم .
قلت : ثم غفل السيوطي عن هذا فأورده في " الجامع الصغير " !
و محمد بن تميم هذا قال الخطيب كما تقدم قريبا رقم ( 391 ) : كذاب يضع الحديث
. و قال الحاكم : هو كذاب خبيث ، و قال أبو نعيم : كذاب وضاع .
(1/473)
________________________________________
397 - " إذا طلع النجم رفعت العاهة عن أهل كل بلد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 572 ) :
ضعيف .
أخرجه الإمام محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " ( ص 159 ) : أخبرنا أبو حنيفة
قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا ، و من طريق أبي حنيفة
أخرجه الثقفي في " الفوائد " ( 3 / 12 / 1 ) و كذا الطبراني في " المعجم الصغير
" ( ص 20 ) و في " الأوسط " ( 1 / 140 / 2 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 1 / 121 ) و قال : و النجم : هو الثريا .
و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا حنيفة رحمه الله على جلالته في الفقه قد
ضعفه من جهة حفظه البخاري ، و مسلم ، و النسائي ، و ابن عدي ، و غيرهم من أئمة
الحديث ، و لذلك لم يزد الحافظ ابن حجر في " التقريب " على قوله في ترجمته :
فقيه مشهور ! ، نعم قد تابعه عسل بن سفيان عن عطاء لكنه ضعيف أيضا و خالفه في
لفظه فقال : إذا طلع النجم ذا صباح ، رفعت العاهة ، أخرجه أحمد ( 2 / 341 و 388
) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 92 ) و الطبراني في " الأوسط " أيضا ، و
العقيلي في " الضعفاء " ( 347 ) و قال : عسل بن سفيان في حديثه وهم ، قال
البخاري : فيه نظر .
و لا يخفى وجه الاختلاف بين اللفظين ، فالأول أطلق الطلوع و قيد الرفع بـ عن كل
بلد ، و هذا عكسه فإنه قيد الطلوع بـ ذا صباح ، و أطلق الرفع فلم يقيده بالقيد
المذكور ، و هذا الاختلاف مع ضعف المختلفين يمنع من تقوية الحديث كما لا يخفى
على الماهر بهذا العلم الشريف .
(1/474)
________________________________________
398 - " لا تسبوا قريشا ، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم إنك أذقت أولها
عذابا أو وبالا ، فأذق آخرها نوالا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 573 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 199 من " منحة المعبود " ) : حدثنا جعفر بن
سليمان عن النضر بن حميد الكندي أو العبدي عن الجارود عن أبي الأحوص عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و من طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 6 / 295 ، 9 / 65 ) و عنه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 60 - 61 )
و ابن عساكر ( 14 / 409 / 2 ) و الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب
" ( 184 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، النضر بن حميد ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ( 4 / 477 / 1 ) : سألت أبي عنه عنه ؟ فقال : متروك الحديث و لم
يحدثني بحديثه ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و الجارود لم أعرفه ، و في
" كشف الخفاء " ( 2 / 53 ) تبعا لأصله " المقاصد " ( 281 / 675 ) إنه مجهول ، و
أما قوله : و الراوي عنه مختلف فيه ، فوهم لأنه متروك بلا خلاف ، فالحديث بهذا
الإسناد ضعيف جدا .
ثم وجدت الحديث في جزء من " الفوائد المنتقاة " لأبي القاسم السمرقندي ( 111 /
1 ) رواه من طريق أخرى عن جعفر بن سليمان قال : أنبأ النضر بن حميد الكندي أبو
الجارود عن أبي الأحوص ..... به .
فهذا يؤديه ما صوبناه في اسم والد النضر أنه ( حميد ) ، و يرجح ما في " اللسان
" من أن ( أبو الجارود ) كنية النضر هذا ، ليس هو شيخه في الحديث . و الله
أعلم .
ثم رأيته في " مسند الهيثم بن كليب " ( 80 / 2 ) من طريق فهد بن عوف : أخبرنا
جعفر بن سليمان : حدثني النضر بن حميد الكندي : حدثني الجارود عن أبي الأحوص به
.
فهذا يوافق رواية الطيالسي .
لكن فهد هذا لا يحتج به ، قال ابن المديني :
" كذاب " .
و تركه مسلم و الفلاس .
و لكنه عند العقيلي ( 435 ) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - و هو صدوق ، و هو
المزرفي : حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال : حدثني أبو الجارود به .
قلت : فهذا علة أخرى في الحديث ، و هي الاضطراب في سنده ، و اسم راويه ، و
تصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر ، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن
حميد في الرواة عنه لا يكفي ، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة
المختلفة ، فإن ثبت أنه هو ، ازداد الحديث وهنا على وهن ، لأنه متهم بالكذب و
الوضع .
و روي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ :
" أكرموا قريشا ، فإن ....... " .
و سيأتي إن شاء الله تعالى .
لكن قوله : اللهم إنك أذقت ...، حسن ، فقد أخرجه الترمذي ( 4 / 371 ) و أحمد
( رقم 2170 ) و العقيلي ( 195 ) و محمد بن عاصم الثقفي في " حديثه " ( 2 / 2 )
و الضياء في " المختارة " ( 229 / 1 ) و كذا المخلص في " الفوائد المنتقاة "
( 8 / 6 / 1 ) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس مرفوعا به ، و قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
قلت : و رجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين ، و في طارق كلام لا يضر .
بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي ( 120 / 2 )
من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال : أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن
إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به .
قلت : هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن غالب و هو تمتام حافظ
مكثر وثقه الدارقطني .
(1/475)
________________________________________
399 - " اللهم اهد قريشا فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض ، اللهم أذقت أولها
نكالا ، فأذق آخرها نوالا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 2 ) و أبو نعيم ( 9 / 65 ) من طريق إسماعيل
ابن مسلم ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعا ، و الخطيب ( 2 / 60 - 61 )
و عنه العراقي في " محجة القرب " من طريق ابن عياش ، عن عبد العزيز بن
عبيد الله عن وهب بن كيسان ، عن أبي هريرة مرفوعا .
و هذان إسنادان ضعيفان جدا : إسماعيل بن مسلم و عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي
متروكان ، و الحديث عزاه في " الكشف " ( 2 / 53 ) للترمذي و أحمد عن ابن عباس ،
و هو وهم ، فإنما أخرجا عنه الشطر الثاني منه كما سبق في الحديث الذي قبله .
(1/476)
________________________________________
400 - " لمبارزة علي بن أبى طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) :
كذب .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 32 ) من طريق أحمد بن عيسى الخشاب بـ
" تنيس " حدثنا عمرو بن أبي سلمة : حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم ، عن
أبيه عن جده مرفوعا سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " :
قبح الله رافضيا افتراه .
قلت : و علته الخشاب هذا فإنه كذاب كما قال ابن طاهر و غيره و لعله سرقه من
كذاب مثله ، فقد أخرجه الخطيب ( 13 / 19 ) من طريق إسحاق بن بشر القرشي عن بهز
به و إسحاق هذا هو الكاهلي الكوفي و هو كذاب أيضا و قد سبقت له أحاديث موضوعة ،
فانظر مثلا الحديث ( 309 و 311 و 329 و 351 ) من هذا الجزء .
قلت : و قصة مبارزة علي رضي الله عنه لعمرو بن ود و قتله إياه مشهورة في كتب
السيرة و إن كنت لا أعرف لها طريقا مسندا صحيحا و إنما هي من المراسيل
و المعاضيل فانظر إن شئت " سيرة ابن هشام " ( 3 /240 - 234 ) و " دلائل النبوة
" للبيهقي ( 3 / 435 - 439 ) و " سيرة ابن كثير " ( 3 / 203 - 205 ) .
(1/477)
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
-
401 - " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة و لا تستاكوا بالعشي ، فإنه ليس من صائم تيبس
شفتاه بالعشي إلا كانت نورا بين عينيه يوم القيامة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 577 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني ( 1 / 184 / 2 ) و الدارقطني ( ص 249 ) و عنه البيهقي ( 4 / 274
) من طريق كيسان أبي عمر القصار عن يزيد بن بلال عن علي موقوفا .
ثم أخرجوه من هذا الطريق عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله ، و ضعفه الدارقطني و تبعه البيهقي فقالا :
كيسان أبو عمر ليس بالقوي ، و من بينه و بين علي غير معروف .
و أقرهما ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 69 / 2 ) .
و في " المجمع " ( 3 / 164 - 165 ) :
رواه الطبراني في الكبير ، و رفعه عن خباب و لم يرفعه عن علي و فيه كيسان
أبو عمر وثقه ابن حبان و ضعفه غيره .
و نقل المناوي في " الفيض " عن العراقي أنه قال في " شرح الترمذي " :
حديث ضعيف جدا ، و عن " تخريج الهداية " : فيه كيسان القعاب ، كذا ضعيف جدا ،
و قال ابن حجر : فيه كيسان ضعيف عندهم ، و أما قول العزيزي في " شرح الجامع
الصغير " ( 1 / 129 ) ، و هو حديث ضعيف منجبر ، فهو وهم منه إذ لا جابر له ،
و لم يدع ذلك غيره بل و قد روى ما يعارضه و هو :
(1/478)
________________________________________
402 - " كان يستاك آخر النهار و هو صائم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 578 ) :
باطل .
أخرجه ابن حبان في " كتاب الضعفاء " عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني عن
شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و أعله ابن حبان بابن ميسرة و قال : لا يحتج به ، و رفعه باطل ، و الصحيح عن
ابن عمر من فعله و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 460 ) ، و يغني عن هذا
الحديث في مشروعية السواك للصائم في أي وقت شاء أول النهار أو آخره عموم قوله
صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .
متفق عليه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( رقم 70 ) و ما أحسن ما روى الطبراني (
20 / 70 / 133 ) و في " مسند الشاميين " ( 2250 ) بإسناد يحتمل التحسين عن عبد
الرحمن بن غنم قال :
سألت معاذ بن جبل أأتسوك و أنا صائم ؟ قال : نعم ، قلت : أي النهار أتسوك ؟ قال
: أي النهار شئت غدوة أو عشية ، قلت : إن الناس يكرهونه عشية و يقولون إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ؟ "
فقال : سبحان الله لقد أمرهم بالسواك و هو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم
خلوف و إن استاك ، و ما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا ، ما في ذلك
من الخير شيء ، بل فيه شر ، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا .
قلت : و الغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه و لا يجد عنه
محيصا ؟ قال : نعم ، فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له في ذلك من أجر .
و قال الحافظ في " التلخيص " ( ص 193 ) :
إسناده جيد ، ثم قال الزيلعي :
و يدخل فيه أيضا من تكلف الدوران ، و كثرة المشي إلى المساجد بالنسبة إلى قوله
صلى الله عليه وسلم : " و كثرة الخطا إلى المساجد " و من يصنع في طلوع الشيب في
شعره بالنسبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " من شاب شيبة في الإسلام " إنما
يؤجر عليهما من بلى بهما .
(1/479)
________________________________________
403 - " نزل آدم الهند و استوحش ، فنزل جبريل فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر ،
أشهد أن لا إله إلا الله ، مرتين ، أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ، قال آدم :
من محمد ؟ قال : آخر ولدك من الأنبياء صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 579 ) :
ضعيف .
رواه ابن عساكر ( 2 / 323 / 2 ) عن محمد بن عبد الله بن سليمان أخبرنا علي بن
بهرام الكوفي أخبرنا عبد الملك بن أبي كريمة عن عمرو بن قيس عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف علي بن بهرام لم أعرفه و قد ذكره الحافظ في الرواة عن
أبي كريمة هذا و سماه علي بن يزيد بن بهرام ، ثم وجدته في تاريخ بغداد و جعل
يزيد جده فقال ( 11 / 353 ) :
علي بن بهرام بن يزيد أبو حجية المزني العطار ، من أهل إفريقية انتقل إلى
العراق فسكنه إلى حين وفاته ، و حدث ببغداد عن عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري
روى عنه أحمد بن يحيى الأودي و موسى بن إسحاق الأنصاري و عليك الرازي و الحسن
ابن الطيب الشجاعي ، ثم ساق له حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و محمد بن عبد الله بن سليمان هما اثنان أحدهما كوفي قال ابن منده : مجهول
و الآخر خراساني اتهمه الذهبي بحديث موضوع ، و الظاهر هنا أنه الأول ، و هذا
الحديث مع ضعفه أقوى من الحديث المتقدم بلفظ :
" لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله :
يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه بعد ؟ ... " الحديث رقم ( 25 ) و هو صريح
في أن آدم عليه السلام كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم و هو في الجنة قبل
هبوطه إلى الأرض ، و هذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يعرف محمدا صلى الله
عليه وسلم حتى بعد نزوله إلى الأرض ، و لذلك سأل جبريل : و من محمد ؟ فهذا من
أدلة بطلان ذلك الحديث كما سبق بيانه عند تحقيق الكلام على وضعه فتذكر أو راجع
إن شئت ، و أنا لا أجيز لنفسي الاحتجاج بمثل هذا الحديث كما هو ظاهر و لكن
التحقيق العلمي يسمح برد الحديث الواهي بالحديث الضعيف ما دام ضعفه أقل منه كما
لا يخفى على من مارس هذا العلم الشريف .
(1/480)
________________________________________
404 - " نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 581 ) :
ضعيف .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 7 / 425 ) و أبو داود ( 1 / 382 ) و ابن
ماجه ( 1 / 528 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 112 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 106 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 38 / 2 ) و الحاكم ( 1
/ 434 ) و البيهقي ( 4 / 284 ) من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة
عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري و وافقه الذهبي
. قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة فإن حوشب بن عقيل و شيخه مهدي الهجري لم
يخرج لهما البخاري ، بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 /
18 ) و أقره الذهبي في " الميزان " و ذكر عن أبي حاتم نحوه ، و في " التهذيب "
عن ابن معين مثله ، فأنى للحديث الصحة و فيه هذا الرجل المجهول ؟ و لذلك ضعف
هذا الحديث ابن حزم فقال : لا يحتج بمثله و كذلك ضعفه ابن القيم في " الزاد " (
1 / 16 و 237 ) .
و توثيق ابن حبان ( 7 / 501 ) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا ، و كذا
تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه ، و لذلك لم يعتمد الحافظ
على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة ، و إلا
فهو لين الحديث ، و بما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين .
فإن قيل قد روى الطبراني عن عائشة مثل هذا الحديث فهل يتقوى به ؟
قلت : لا لأن في إسناده إبراهيم بن محمد الأسلمي و هو ضعيف جدا ، فمثله لا
يتقوى به فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 105 / 1 من زوائده ) : حدثنا
إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس حدثنا
إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا به
و قال : لم يروه عن صفوان إلا إبراهيم .
قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " و ابن شروس لم أعرفه ، ثم
رأيته في " الجرح و التعديل " ( 8 / 8 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو
مجهول .
و أما ما في " المجمع " ( 3 / 189 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد
بن أبي يحيى و فيه كلام كثير و قد وثق قلت : فالظاهر أنه سقط من قلم الناسخ اسم
إبراهيم بن فإنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، و قد كذبه مالك و
القطان و ابن معين و ضعفه الجمهور فمثله لا يستشهد به و لا كرامة .
و إبراهيم شيخ الطبراني الذي ترك الهيثمي بعده بياضا هو ابن محمد بن سبرة
الصنعاني ففي ترجمته أورده الطبراني في " أوسطه " ( 1 / 128 / 1 - 130 / 1 - 2
رقم 2513 ) ، أورده ابن ناصر الدين و غيره و لم يذكروا فيه شيئا .
نقول : هذا بيانا لحقيقة هذا الحديث و لكي لا يغتر به جاهل فيحرم به صيام يوم
عرفة على الحاج تمسكا بظاهر النهى ، و إلا فالأحب إلينا أن يفطر الحاج هذا
اليوم لأنه أقوى له على أداء النسك ، و لأنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم
من فعله في حجة الوداع ، انظر رسالتنا " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ،
و إليه يشير كلام أحمد رحمه الله فقد قال ابنه عبد الله في مسائله ( ص 166 -
مخطوط ) : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " ليس من البر الصوم في السفر " ؟ فقال : إن صام في سفر صوم
فريضة أجزأه و لا يعجبني أن يصوم تطوعا و لا فريضة في سفر :
ثم رأيت الحديث رواه الدولابي ( 1 / 133 ) عن ابن عمر موقوفا عليه و سنده حسن .
و روى ابن سعد ( 7 / 125 ) و أبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 6 / 1 ) عن
عمر نحوه ، و في سنده ضعيف .
(1/481)
________________________________________
405 - " من صلى الصبح ثم قرأ *( قل هو الله أحد )* مائة مرة قبل أن يتكلم ، فكلما قرأ
*( قل هو الله أحد )* غفر له ذنب سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 583 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 22 / 96 / 232 ) و كذا الحاكم ( 3 / 570 ) و ابن عساكر ( 19 /
196 / 2 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري حدثتني أسماء بنت واثلة بن
الأسقع قالت : كان أبي إذا صلى الصبح جلس مستقبل القبلة لا يتكلم حتى تطلع
الشمس فربما كلمته في الحاجة فلا يكلمني فقلت ما هذا ؟ فقال : فذكره .
قلت : سكت عليه الحاكم ، و بيض له الذهبي ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
109 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه محمد بن عبد الرحمن القشيري و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب كما قال الأزدي ، و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 325 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : متروك الحديث ، كان يكذب و يفتعل الحديث .
(1/482)
________________________________________
406 - " من كبر تكبيرة عند غروب الشمس على ساحل البحر رافعا بها صوته أعطاه الله من
الأجر بعدد كل قطرة فى البحر عشر حسنات ، و محا عنه عشر سيئات ، و رفع له عشر
درجات ما بين درجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 584 ) :
موضوع .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 122 ) و أبو نعيم ( 3 / 125 ) و الحاكم ( 3 /
587 ) من طريق إبراهيم بن زكريا العبدسي حدثنا فديك بن سليمان قال : حدثنا
خليفة بن حميد عن إياس بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا .
و قال أبو نعيم :
غريب من حديث إياس و لم يروه عنه إلا خليفة تفرد به عنه فديك .
و سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " :
قلت : هذا منكر جدا ، و خليفة لا يدرى من هو ، و في إسناده إليه من يتهم .
قلت : يشير إلى العبدسي هذا قال فيه ابن عدي :
حدث بالبواطيل ، و قال ابن حبان : يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة .
و قال الذهبي في ترجمة خليفة هذا من الميزان :
فيه جهالة ، و خبره ساقط ، ثم ساق هذا الحديث من رواية العقيلي ، و نقل الحافظ
في " اللسان " : كلام الذهبي في " التلخيص " و أقره عليه ، و قد ذهل الهيثمي عن
المتهم المشار إليه في كلام الذهبي فاقتصر في إعلاله في " المجمع " ( 5 / 288 )
بكلام الذهبي المذكور في ترجمة خليفة ، و ذلك قصور لا يخفى .
ثم رأيت ابن عراق قد أورد الحديث في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار
الشنيعة الموضوعة " ( 288 / 2 ) فأصاب .
(1/483)
________________________________________
407 - " من كانت له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن و ضرائهن و سرائهن أدخله الله الجنة
بفضل رحمته إياهن ، فقال رجل : أو اثنتان يا رسول الله ؟ قال : أو اثنتان ،
فقال رجل : أو واحدة يا رسول الله ؟ قال : أو واحدة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 585 ) :
ضعيف بهذا اللفظ .
أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) و أحمد ( 2 / 335 ) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير
عن عمر بن نبهان عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم :
صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 85 ) .
و أقول : كلا : فإن ابن جريج و أبا الزبير مدلسان و قد عنعناه ، و عمر بن نبهان
فيه جهالة كما قال الذهبي نفسه في " الميزان " فأنى له الصحة ؟ !
و يغني عن هذا حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ :
" من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ،
فقال رجل من بعض القوم : و اثنتين يا رسول الله ؟ قال : و اثنتين " .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 14 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 14
) من طريقين عن محمد بن المنكدر عنه ، فهذا إسناد صحيح .
(1/484)
________________________________________
408 - " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 586 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 59 / 2 ) و " الأوسط " ( 1 / 40 / 1
/ 685 ) عن معلل بن نفيل الحراني عن محمد بن محصن عن سفيان عن منصور عن إبراهيم
عن علقمة عن ابن مسعود قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمي
الرجل عبده أو ولده حارثا أو مرة أو وليدا أو حكما أو أبا الحكم أو أفلح أو
نجيحا أو يسارا و قال : " أحب الأسماء إلى الله عز وجل ما تعبد به و أصدق
الأسماء همام " و السياق " للأوسط " و قال : لم يروه عن سفيان إلا محمد ، قال
الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 51 ) بعد أن عزاه للمعجمين و فيه محمد بن محصن
العكاشي و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب كما قال ابن معين ، و قال الدارقطني يضع الحديث .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الشيرازي في " الألقاب "
و الطبراني و أعله الشارح المناوي بكلام الهيثمي السابق ثم قال :
و قال في " الفتح " : في إسناده ضعف ، و لم يرمز له المؤلف هنا بشيء ، و وهم من
زعم أنه رمز له بالضعف و لكنه جزم بضعفه في الدرر " .
قلت : و الاقتصار على تضعيفه قصور مع كونه من رواية هذا الكذاب ، إلا أن يقال
أن الضعيف من أقسامه الموضوع كما تقرر في " المصطلح " فلا منافاة .
و انظر الحديث الآتي بعد حديثين .
(1/485)
________________________________________
409 - " من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 587 ) :
موضوع .
رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 349 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 156
، 262 ، 6 / 50 - 51 ، 71 / 298 ، 13 /0 184 ) و الثعالبي في " حديثه ( 129 / 1
) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "
( 281 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 24 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 12 / 263 / 2 ) و ابن الجوزي في " مشيخته " : الشيخ الثامن و السبعون من
طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد
عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
الأولى : ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك ، قال الحافظ في
" التقريب " : لين الحديث .
الأخرى : ضعف سويد بن سعيد ، قال الحافظ : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن
ما ليس من حديثه ، و أفحش فيه ابن معين القول .
قلت : و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي ، و اتفق الأئمة
المتقدمون على تضعيف هذا الحديث ، فقال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 54 / 2 ) :
و أعله الأئمة ، قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما
أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين : لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه .
و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 45 / 2 ) :
و في سنده مقال ، و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ،
فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " ( رقم 166 ـ نسختي
) : و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد ، لكن لم يتفرد
به ، فقد رواه الزبير بن بكار فقال : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن
الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ، و هو إسناد صحيح .
قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : ( 420 ـ طبع الخانجي ) بعد أن ساق
هذه الطريق : و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها ، فإن تكن هي
فقد قال العراقي : في سندها نظر ، و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ،
و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا .
قلت : أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي ، و قد أوردها العلامة المحقق ابن
القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " ( ص 353 - 354 ) :
أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا ، فكذب على ابن الماجشون ، فإنه لم يحدث بهذا ، و لا حدث به
عنه الزبير ابن بكار ، و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين ، و يا سبحان الله كيف
يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين .
و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل : حدثنا يعقوب بن
عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا ، و هذا غلط
قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي ، و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ،
فمحال أن يدرك شيخه يعقوب ، ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه "
الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح
، و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية ، ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء
" .
قلت : أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم
يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " ، و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في
" لسان الميزان " ، و قد ترجمه الخطيب في تاريخه ( 2 / 139 - 140 ) ثم السمعاني
في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم ، بل ترجمه
الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 15 / 93 / 1 - 2 ) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا
أنه قال فيه : كان من الأعيان الثقات .
فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي ، بل هو ثقة حجة .
والله أعلم .
ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما
ذكر آخرين ( 3 / 46 ـ 47 ) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم (
3 / 2 / 222 / 1224 و 1226 ) فتبين أن الوهم من ابن القيم و الله أعلم . فلعل
علة هذا الإسناد من يعقوب بن عيسى شيخ الخرائطي ، فإنى لم أجد له ترجمة ، و من
طبقته يعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤدب ترجمه الخطيب ( 14 / 271 - 272 )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لكنه لم يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف
، و الله أعلم ، و هو من شيوخ أحمد في المسند قال الحافظ في " التعجيل " قال
أبو زرعة ابن شيخنا لا أعرفه ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 286 ) لكن
وقع فيه يعقوب بن يوسف بن ماهان ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد تكلم على الحديث في
" التلخيص الحبير " ( 5 / 273 )
و أعله من الطريق الأولى بنحو ما نقلناه عن " الخلاصة " و أعل الطريق الثانية
من رواية يعقوب عن ابن أبي نجيح بأن يعقوب ضعفه أحمد بن حنبل ، ثم قال :
و رواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار ، و هذه الطريق غلط فيها بعض الرواة
فأدخل إسنادا في إسناد ، و خلاصة القول : إن هذا الطريق ضعيف أيضا لضعف يعقوب
هذا و اضطرابه في روايته فمرة يقول : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا ، فيرسله
و لا يذكر الواسطة بينه و بين ابن أبي نجيح ، و مرة يقول عن الزبير عن
عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده و يوصله
.
قال ابن القيم : و كلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان و إليهم
يرجع في هذا الشأن ، و لم يصححه و لم يحسنه أحد يعول في علم الحديث عليه ، و
يرجع في التصحيح إليه ، و لا من عادته التسامح و التساهل ، فإنه لم يصف نفسه له
، و يكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف و يروي منها الغث
و السمين قد أنكره و شهد ببطلانه .
نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه ، و قد ذكر أبو محمد بن حزم عنه أنه سئل عن الميت
عشقا فقال : قتيل الهوي لا عقل له و لا قدر ، و رفع إليه بعرفات شاب قد صار
كالفرخ فقال : ما شأنه ؟ قالوا : العشق ، فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق .
فهذا نفس ما روى عنه في ذلك .
و مما يوضح ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الشهداء في الصحيح ، فذكر
المقتول في الجهاد و الحرق و الغرق ، و المبطون ، و النفساء يقتلها ولدها ، و
صاحب ذات الجنب ، و لم يذكر منهم من يقتله العشق ، و حسب قتيل العشق أن يصح له
هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله ، و
يعف لله و يكتم لله ، لكن العاشق إذا صبر و عف و كتم مع قدرته على معشوقه و آثر
محبته لله و خوفه و رضاه فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى *( و أما من خاف
مقام ربه و نهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى )* و تحت قوله تعالى *( و
لمن خاف مقام ربه جنتان )* .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب عن عائشة و عن
ابن عباس ، و هذا يوهم أن له طريقين أحدهما عن عائشة و الآخر عن ابن عباس ،
و الحقيقة أنه طريق واحد ، وهم في سنده بعض الضعفاء فصيره من مسند عائشة ،
و إنما هو من مسند ابن عباس كما تقدم ، فقد أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12 /
479 ) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن
مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به ، و قال :
رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس
و هو المحفوظ ، و كذا قال في " المؤتلف " أيضا كما في " اللسان " و أشار إلى أن
الخطأ في هذا الإسناد من الطوسي هذا ، قال الدارقطني : ليس بالقوي ، يأتي
بالمعضلات .
قلت : فهذا الإسناد منكر لمخالفة الطوسي لرواية الثقات الذين أسندوه عن سويد
بسنده عن ابن عباس ، فلا يجوز الاستكثار بهذا الإسناد و التقوي به لظهور خطئه
و رجوعه في الحقيقة إلى الإسناد الأول ، و قد قال ابن القيم في " الداء و
الدواء " ( ص 353 ) بعد أن ساق رواية الخطيب هذه :
فهذا من أبين الخطأ ، و لا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى
رائحة الحديث ، و نحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قط ، و لا حدث به عروة عنها و لا حدث به هشام قط .
و خلاصة القول أن الحديث ضعيف الإسناد من الطريقين ، و قد أنكره العلامة ابن
القيم من حيث معناه أيضا و حكم بوضعه كما رأيت ، و قد أوضح ذلك في كتابه " زاد
المعاد " أحسن توضيح فقال ( 3 / 306 - 307 ) :
و لا تغتر بالحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ساقه من
الطريقين ثم قال ، فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا
يجوز أن يكون من كلامه ، فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة
الصديقية و لها أعمال و أحوال هي شروط في حصولها و هي نوعان عامة و خاصة ،
فالخاصة الشهادة في سبيل الله و العامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا
منها ،
و كيف يكون العشق الذي هو شرك المحبة و فراغ عن الله و تمليك القلب و الروح
و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة ! ؟ هذا من المحال ، فإن إفساد عشق الصور
للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروح الذي يسكرها و يصدها عن ذكر الله و حبه ،
و التلذذ بمناجاته و الأنس به ، و يوجب عبودية القلب لغيره ، فإن قلب العاشق
متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية ، فإنها كمال الذل و الحب و الخضوع
و التعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين
و ساداتهم و خواص الأولياء ! ؟ فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس كان غلطا
و وهما ، و لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق من حديث صحيح
البتة ، ثم إن العشق منه حلال و منه حرام ، فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم
أنه يحكم على كل عاشق يكتم و يعف بأنه شهيد ! ؟ أفترى من يعشق امرأة غيره أو
يعشق المردان و البغايا ينال بعشقه درجة الشهداء ! ؟ و هل هذا إلا خلاف المعلوم
من دينه صلى الله عليه وسلم ؟ كيف و العشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه
لها من الأدوية شرعا و قدرا ، و التداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما ،
و إما مستحب ، و أنت إذا تأملت الأمراض و الآفات التي حكم رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابها بالشهادة وجدتها من الأمراض التي لا علاج لها ، كالمطعون
و المبطون و المجنون و الحرق و الغرق ، و منها المرأة يقتلها ولدها في بطنها ،
فإن هذه بلايا من الله لا صنع للعبد فيها و لا علاج لها ، و ليست أسبابها محرمة
و لا يترتب عليها من فساد القلب و تعبده لغير الله ما يترتب على العشق ، فإن لم
يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلد
أئمة الحديث العالمين به و بعلله فإنه لا يحفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له
بصحة ، بل و لا بحسن ، كيف و قد أنكروا على سويد هذا الحديث و رموه لأجله
بالعظائم و استحل بعضهم غزوه لأجله .
و خلاصة الكلام أن الحديث ضعيف الإسناد موضوع المتن كما جزم بذلك العلامة ابن
القيم في المصدرين السابقين ، و كذا في رسالة " المنار " له أيضا ( ص 63 ) و
مثله في " روضة المحبين " و الله أعلم .
(1/486)
________________________________________
410 - " التراب ربيع الصبيان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 594 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 5775 ) و ابن عدي ( 311 / 1 ) عن محمد بن مخلد
الحمصي حدثنا مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : مر النبي صلى الله
عليه وسلم بالصبيان و هم يلعبون بالتراب فنهاهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : دعهم يا عمر فإن التراب ... و قال ابن عدي :
و هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، و محمد بن مخلد هذا يحدث عن مالك و غيره
بالبواطيل .
قلت : و عد الذهبي هذا الحديث من أباطيله ، و ساق له حديثا آخر قال فيه :
و هو كذب ظاهر ، سيأتي تخريجه برقم ( 1252 ) و الحديث عزاه الهيثمي في " المجمع
" ( 8 / 159 ) للطبراني
و قال : و فيه محمد بن مخلد الرعيني و هو متهم بهذا الحديث و غيره .
قال السخاوي ( ص 74 ) :
و رواه القضاعي من حديث مالك بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر به ، و قال
الخطيب : إن المتن لا يصح . قلت : و إسناده عند القضاعي في " مسند الشهاب " (
18 / 1 ) هكذا : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين قال : أخبرنا
جدي علي بن الحسين بن بندار قال : أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائرى قال :
أخبرنا محمد بن يوسف الفريابي بمكة قال : أخبرنا مالك بن سعيد به .
قلت : الغضائري هذا ترجمه السمعاني في " الأنساب " و قال : و كان من الصالحين
الزهاد الثقات و من فوقه ثقات معروفون من رجال التهذيب ، و أما أبو القاسم
و جده علي بن الحسين بن بندار فلم أجد من ترجمهما ، و في " الميزان "
و " اللسان " : علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي عن خيثمة الأطرابلسي اتهمه
محمد بن طاهر .
قلت : فيحتمل أن يكون هو هذا ، فإنه من هذه الطبقة ، و عليه تحرف اسم أبيه
الحسن بـ الحسين في " المسند " ، و الله أعلم .
(1/487)
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
-
411 - " أحب الأسماء إلى الله ما عبد و ما حمد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 595 ) :
لا أصل له .
كما صرح به السيوطي و غيره ( انظر " كشف الخفاء " 1 / 390 ، 51 ) ، و قد أخطأ
المنذري رحمه الله خطأ فاحشا حيث ذكره في " الترغيب " ( 3 / 85 ) من حديث ابن
عمر بهذا اللفظ في رواية لمسلم و أبي داود و الترمذي و ابن ماجه ، كذا قال ،
و إنما أخرج هؤلاء عن ابن عمر اللفظ الثاني الذي في الترغيب و هو :
" أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن " .
أنظر " صحيح مسلم " ( 6 / 169 ) و " سنن أبي داود " ( 2 / 307 ) و الترمذي ( 4
/ 29 ) و ابن ماجه ( 2 / 404 ) ، هكذا رواه أيضا الدارمي ( 2 / 294 ) و أحمد
رقم ( 4774 ، 6122 ) و الحاكم ( 4 / 274 ) و الخطيب ( 10 / 223 ) عن ابن عمر .
و كذلك أخرجه أبو داود و النسائي ( 2 / 119 ) و أحمد ( 3 / 345 ) من حديث أبي
وهب الجشمي رضي الله عنه و فيه عقيل بن شبيب مجهول الحال .
فائدة : نقل ابن حزم الاتفاق على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى
و عبد الكعبة ، و أقره العلامة ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 37 ) و عليه
فلا تحل التسمية بـ : عبد على و عبد الحسين كما هو مشهور عند الشيعة ، و لا بـ
: عبد النبي أو عبد الرسول كما يفعله بعض الجهلة من أهل السنة .
(1/488)
________________________________________
412 - " من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ، و من صام يوما من المحرم فله بكل يوم
ثلاثون يوما " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 596 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 200 ) من طريق الهيثم بن حبيب حدثنا
سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس
مرفوعا و قال : تفرد به الهيثم بن حبيب .
قلت : اتهمه الذهبي بخبر باطل ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ! و سلام الطويل
متهم ، و ابن أبي سليم ضعيف .
و الحديث أعله الهيثمي ( 3 / 190 ) بالهيثم هذا و هو قصور لا يخفى ، و أعجب منه
قول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 78 ) :
رواه الطبراني في " الصغير " و هو غريب و إسناده لا بأس به " ! ، و هذا ذهول
عجيب ، و إلا فكيف يسلم من البأس إذا كان فيه ذاك المتهم الطويل ! قال فيه ابن
خراش : كذاب ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات ، كأنه كان المتعمد
لها ، و قال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .
و الحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 109 / 1 ) من هذا الوجه بالشطر
الأول فقط ، و هذا القدر منه صحيح لأن له شواهد كثيرة منها حديث أبي قتادة
مرفوعا : صيام يوم عرفة إنى أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده و السنة
التي قبله .
أخرجه مسلم ( 3 / 167 - 168 ) و غيره ، و هو قطعة من حديث مخرج في " الإرواء "
( 952 ) ثم إن الطبراني روى الشطر الثاني من الحديث بلفظ آخر و هو :
(1/489)
________________________________________
413 - " من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 598 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 109 / 1 ) : حدثنا محمد بن زريق بن جامع
حدثنا الهيثم بن حبيب أخبرنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و له علل ثلاث تقدم بيانها في الحديث الذي قبله .
و مع أن إسنادهما واحد فالمتن مختلف ، ففي هذا قال : " ثلاثون حسنة " و في ذاك
قال : " ثلاثون يوما " و هذه علة أخرى تضم إلى ما قبلها !
و قد ذهل عن علة هذا الحديث أيضا المقتضية لوضعه الهيثمي كما ذهل عنها في
الحديث الذي قبله على ما سبق بيانه و قد تبعه في هذا المناوي في " شرح الجامع
الصغير " فقال : قال الهيثمي : فيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي ! .
(1/490)
________________________________________
414 - " ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 598 ) :
لا أصل له .
كما أفاده العراقي في " تخريج الأحياء " ( 1 / 37 ) و السبكي في " طبقات
الشافعية " ( 4 / 145 ) .
(1/491)
________________________________________
415 - " من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه و ملائكته
حتى تجب الشمس " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 599 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 105 / 2 ) و " الأوسط " ( 2 / 80 / 2 /
6293 ) من طريق أحمد بن ماهان بن أبي حنيفة حدثنا أبي عن طلحة بن يزيد عن زيد
ابن سنان عن يزيد بن خالد الدمشقي عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا .
و قال : تفرد به محمد بن ماهان قلت : و هذا إسناد موضوع ، أحمد بن ماهان هو
أحمد بن محمد بن ماهان يعرف والده بأبي حنيفة ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 73
) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و ذكر عن أبيه أنه قال في محمد بن ماهان :
إنه مجهول ، و طلحة بن زيد متهم بالوضع و قد تقدم و يزيد بن سنان و هو أبو فروة
الرهاوي ضعيف .
و مما تقدم تعلم أن قول الحافظ في " تخريج الكشاف " ( 3 / 73 ) : رواه الطبراني
عن ابن عباس ، و إسناده ضعيف فيه قصور ظاهر قلده عليه السيوطي في " الدر
المنثور " ( 2 / 2 ) فقد قال الحافظ نفسه في ترجمة طلحة هذا من
" التقريب " : متروك ، قال أحمد و علي و أبو داود : كان يضع الحديث ، و كذلك
قول الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 168 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و
" الكبير " و فيه طلحة بن زيد الرقي و هو ضعيف فيه قصور لا يخفى ، لكن في نقل
المناوي في شرح " الجامع الصغير " عنه أنه قال : و هو ضعيف جدا ، فلعله سقط من
الناسخ أو الطابع لفظة جدا .
ثم ذكر المناوي نقلا عن ابن حجر أنه قال فيه : ضعيف جدا و نسبه أحمد و أبو داود
إلى الوضع ، ثم عقب عليه المناوي بقوله : فكان ينبغي للمصنف يعني السيوطي حذفه
.
(1/492)
________________________________________
416 - " اطلبوا العلم و لو بالصين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 600 ) :
باطل .
رواه ابن عدي ( 207 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 106 ) و ابن
عليك النيسابوري في " الفوائد " ( 241 / 2 ) و أبو القاسم القشيري في
" الأربعين " ( 151 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 9 / 364 ) و في " كتاب
الرحلة " ( 1 / 2 ) و البيهقي في " المدخل " ( 241 / 324 ) و ابن عبد البر في "
جامع بيان العلم " ( 1 / 7 - 8 )
و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 / 1 ) كلهم من طريق الحسن بن
عطية حدثنا أبو عاتكة طريف بن سلمان عن أنس مرفوعا ، و زادوا جميعا :
" فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " و قال ابن عدي : و قوله : و لو بالصين ،
ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية .
و كذا قال الخطيب في " تاريخه " و من قبله الحاكم كما نقله عنه ابن المحب و من
خطه على هامش " الفوائد " نقلت ، و في ذلك نظر فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء
" ( 196 ) عن حماد بن خالد الخياط قال : حدثنا طريف بن سليمان به ، و قال :
و لا يحفظ " و لو بالصين " إلا عن أبي عاتكة ، و هو متروك الحديث و " فريضة على
كل مسلم " الرواية فيها لين أيضا متقاربة في الضعف .
فآفة الحديث أبو عاتكة هذا و هو متفق على تضعيفه ، بل ضعفه جدا العقيلي كما
رأيت و البخاري بقوله : منكر الحديث ، و النسائي : ليس بثقة ، و قال أبو حاتم :
ذاهب الحديث ، كما رواه ابنه عنه ( 2 / 1 / 494 ) و ذكره السليماني فيمن عرف
بوضع الحديث ، و ذكر ابن قدامة في " المنتخب " ( 10 / 199 / 1 ) عن الدوري أنه
قال : و سألت يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه ، و عن المروزي أن
أبا عبد الله يعني الإمام أحمد ذكر له هذا الحديث ؟ فأنكره إنكارا شديدا .
قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 215 ) و قال : قال ابن
حبان : باطل لا أصل له ، و أقره السخاوي في " المقاصد " ( ص 63 ) ، أما السيوطي
فتعقبه في " اللآليء " ( 1 / 193 ) بما حاصله : أن له طريقين آخرين :
أحدهما من رواية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني بسنده عن الزهري عن أنس
مرفوعا به ، رواه ابن عبد البر ، و يعقوب هذا قال الذهبي : كذاب ، ثم ذكر أنه
روى بإسناد صحيح ، من حفظ على أمتي أربعين حديثا و هذا باطل .
و الآخر : من طريق أحمد بن عبد الله الجويباري بسنده عن أبي هريرة مرفوعا ،
الشطر الأول منه فقط ، قال السيوطي : و الجويباري وضاع .
قلت : فتبين أن تعقبه لابن الجوزي ليس بشيء !
و قال في " التعقبات على الموضوعات " ( ص 4 ) :
" أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق أبي عاتكة و قال : متن مشهور
و إسناد ضعيف ، و أبو عاتكة من رجال الترمذي و لم يجرح بكذب و لا تهمة ، و قد
وجدت له متابعا عن أنس ، أخرجه أبو يعلى و ابن عبد البر في " العلم " من طريق
كثير بن شنظير عن ابن سيرين عن أنس ، و أخرجه ابن عبد البر أيضا من طريق عبيد
ابن محمد الفريابي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس .
و نصفه الثاني ، أخرجه ابن ماجه ، و له طريق كثيرة عن أنس يصل مجموعها إلى
مرتبة الحسن ، قاله الحافظ المزي ، و أورده البيهقي في " الشعب " من أربع طرق
عن أنس ، و من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .
و لنا عليه تعقبات :
أولا : لينظر فيما نقله عن البيهقي هل يعني النصف الأول من الحديث أعني
" اطلبوا العلم و لو بالصين " أم النصف الثاني فإن هذا هو المشهور و فيه أورد
السخاوي قول البيهقي المذكور لا في النصف الأول و عليه يدل كلامه في " المدخل "
( 242 ـ 243 ) ثم تأكدت من ذلك بعد طبع " الشعب " ( 2 / 254 ـ 255 ) .
ثانيا : قوله : إن أبا عاتكة لم يجرح بكذب يخالف ما سبق عن السليماني ، بل
و عن النسائي إذ قال " ليس بثقة " لأنه يتضمن تجريحه بذلك كما لا يخفى .
ثالثا : رجعت إلى رواية كثير بن شنظير هذه في " جامع ابن عبد البر " ( ص 9 )
فلم أجد فيها النصف الأول من الحديث ، و إنما هي بالنصف الثاني فقط مثل رواية
ابن ماجه ، و أظن أن رواية أبي يعلى مثلها ليس فيها النصف الأول ، إذ لو كان
كما ذكر السيوطي لأوردها الهيثمي في " المجمع " و لم يفعل .
رابعا : رواية الزهري عن أنس عند ابن عبد البر فيها عبيد بن محمد الفريابي و لم
أعرفه ، و قد أشار إلى جهالته السيوطي بنقله السند مبتدءا به ، و لكنه أوهم
بذلك أن الطريق إليه سالم ، و ليس كذلك بل فيه ذاك الكذاب كما سبق !
ثم وجدت ترجمة الفريابي هذا عند ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 335 ) بسماع أبيه منه .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 406 ) و قال : مستقيم الحديث فالآفة من
يعقوب .
خامسا : قوله : و له طرق كثيرة ... يعني بذلك النصف الثاني من الحديث كما هو
ظاهر من كلامه ، و قد فهم منه المناوي أنه عنى الحديث كله ! فقد قال في شرحه
إياه بعد أن نقل إبطال ابن حبان إياه و حكم ابن الجوزي بوضعه :
و نوزع بقول المزي : له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن : و يقول الذهبي في "
تلخيص الواهيات " : روى من عدة طرق واهية و بعضها صالح .
و هذا وهم من المناوي رحمه الله فإنما عنى المزي رحمه الله النصف الثاني كما
هو ظاهر كلام السيوطي المتقدم ، و هو الذي عناه الذهبي فيما نقله المناوي عن
" التلخيص " ، لا شك في ذلك و لا ريب .
و خلاصة القول : إن هذا الحديث بشطره الأول ، الحق فيه ما قاله ابن حبان و ابن
الجوزي ، إذ ليس له طريق يصلح للاعتضاد به .
و أما الشطر الثاني فيحتمل أن يرتقي إلى درجة الحسن كما قال المزي ، فإن له
طرقا كثيرة جدا عن أنس ، و قد جمعت أنا منها حتى الآن ثمانية طرق ، و روى عن
جماعة من الصحابة غير أنس منهم ابن عمر و أبو سعيد و ابن عباس و ابن مسعود
و علي ، و أنا في صدد جمع بقية طرقه لدراستها و النظر فيها حتى أتمكن من الحكم
عليه بما يستحق من صحة أو حسن أو ضعف .
ثم درستها و أوصلتها إلى نحو العشرين في " تخريج مشكلة الفقر " ( 48 ـ 62 )
و جزمت بحسنه .
و اعلم أن هذا الحديث مما سود به أحد مشايخ الشمال في سوريا كتابه الذي أسماه
بغير حق " تعاليم الإسلام " فإنه كتاب محشو بالمسائل الغريبة و الآراء الباطلة
التي لا تصدر من عالم ، و ليس هذا فقط ، بل فيه كثير جدا من الأحاديث الواهية
و الموضوعة ، و حسبك دليلا على ذلك أنه جزم بنسبة هذا الحديث الباطل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم و هو ثانى حديث من الأحاديث التي أوردها في " فضل العلم "
من أول كتابه ( ص 3 ) و غالبها ضعيفة ، و فيها غير هذا من الموضوعات كحديث "
خيار أمتي علماؤها ، و خيار علمائها فقهاؤها " و هذا مع كونه حديثا باطلا كما
سبق تحقيقه برقم ( 367 ) فقد أخطأ المؤلف أو من نقله عنه في روايته ، فإن لفظه
: " رحماؤها " بدل " فقهاؤها " !
و من الأحاديث الموضوعة فيه ما أورده في ( ص 236 ) " صلاة بعمامة أفضل من خمس
و عشرين ... و " إن الله و ملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة " و قد
تقدم الكلام عليهما برقم ( 127 و 159 ) .
و منها حديث " المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون " ( ص 4 منه ) و سيأتي بيان
وضعه برقم ( 782 ) إن شاء الله تعالى .
و من غرائب هذا المؤلف أنه لا يعزو الأحاديث التي يذكرها إلى مصادرها من كتب
الحديث المعروفة ، و هذا مما لا يجوز في العلم ، لأن أقل الرواية عزو الحديث
إلى مصدره ، و لقد استنكرت ذلك منه في أول الأمر ، فلما رأيته يعزي أحيانا
و يفترى في ذلك ، هان علي ما كنت استنكرته من قبل ! فانظر إليه مثلا في الصفحة
( 247 ) حيث يقول :
روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من كتب هذا الدعاء و جعله
بين صدر الميت و كفنه لم ينله عذاب القبر ( ! ) و لم ير منكرا و لا نكيرا ( ! )
و هو هذا ... " ، ثم ذكر الدعاء .
فهذا الحديث لم يروه الترمذي و لا غيره من أصحاب الكتب الستة و لا الستين !
إذ لا يعقل أن يروي مثل هذا الحديث الموضوع الظاهر البطلان إلا من لم يشم رائحة
الحديث و لو مرة واحدة في عمره !
و في الصفحة التي قبل التي أشرنا إليها قوله :
في " صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم : " من غسل ميتا و كتم عليه غفر الله
له أربعين سيئة " .
فهذا ليس في " صحيح مسلم " و لا في شيء من الكتب ، و إنما رواه الحاكم فقط
و البيهقي بلفظ : " أربعين مرة " .
فهذا قل من جل مما في هذا الكتاب من الأحاديث الموضوعة و التخريجات التي لا أصل
لها ، و يعلم الله أنني عثرت عليها دون تقصد ، و لو أنني قرأت الكتاب من أوله
إلى آخره قاصدا بيان ما فيه من المنكرات لجاء كتابا أكبر من كتابه ! و إلى الله
المشتكى !
و أما ما فيه من المسائل الفقهية المستنكرة فكثيرة أيضا ، و ليس هذا مجال القول
في ذلك ، و إنما أكتفي بمثالين فقط ، قال ( ص 36 ) في صدد بيان آداب الاغتسال :
و أن يصلى ركعتين بعد خروجه سنة الخروج من الحمام !
و هذه السنة لا أصل لها البتة في شيء من كتب السنة حتى التي تروى الموضوعات !
و لا أعلم أحدا من الأئمة المجتهدين قال بها !
و قال ( ص 252 - 253 ) :
لا بأس بالتهليل و التكبير و الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني جهرا
قدام الجنازة ، لأنه صار شعارا للميت ، و في تركه ازدراء به ، و تعرض للتكلم
فيه و في ورثته ، و لو قيل بوجوبه لم يبعد !
و هذا مع كونه من البدع المحدثة التي لا أصل لها في السنة فلم يقل بها أحد من
الأئمة أيضا ، و إنى لأعجب أشد العجب من هؤلاء المتأخرين الذين يحرمون على طالب
العلم أن يتبع الحديث الصحيح بحجة أن المذهب على خلافه ، ثم يجتهدون هم فيها لا
مجال للاجتهاد فيه لأنه خلاف السنة و خلاف ما قال الأئمة أيضا الذين يزعمون
تقليدهم ، وايم الله إني لأكاد أميل إلى الأخذ بقول من يقول من المتأخرين بسد
باب الاجتهاد حين أرى مثل هذه الاجتهادات التي لا يدل عليها دليل شرعى و لا
تقليد لإمام ! فإن هؤلاء المقلدين إن اجتهدوا كان خطؤهم أكثر من إصابتهم ،
و إفسادهم أكثر من إصلاحهم ، و الله المستعان .
و إليك مثالا ثالثا هو أخطر من المثالين السابقين لتضمنه الاحتيال على استحلال
ما حرمه الله و رسوله ، بل هو من الكبائر بإجماع الأمة ألا و هو الربا ! قال
ذلك المسكين ( ص 321 ) :
" إذا نذر المقترض مالا معينا لمقرضه ما دام دينه أو شيء منه صح نذره ، بأن
يقول : لله علي ما دام المبلغ المذكور أو شيء منه في ذمتي أن أعطيك كل شهر أو
كل سنة كذا .
و معنى ذلك أنه يحلل للمقترض أن يأخذ فائدة مسماه كل شهر أو كل سنة من المستقرض
إلى أن يوفي إليه دينه ، و لكنه ليس باسم ربا ، بل باسم نذر يجب الوفاء به
و هو قربة عنده ! ! فهل رأيت أيها القاريء تلاعبا بأحكام الشريعة و احتيالا على
حرمات الله مثلما فعل هذا الرجل المتعالم ؟ أما أنا فما أعلم يفعل مثله أحد إلا
أن يكون اليهود الذين عرفوا بذلك منذ القديم ، و ما قصة احتيالهم على صيد السمك
يوم السبت ببعيدة عن ذهن القاريء ، و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " قاتل
الله اليهود ، إن الله لما حرم عليهم الشحم جملوه ، أي ذوبوه ، ثم باعوه
و أكلوا ثمنه " ! رواه الشيخان في " صحيحيهما " و هو مخرج في " الإرواء " (
1290) بل إن ما فعله اليهود دون ما أتى به هذا المتمشيخ ، فإن أولئك و إن
استحلوا ما حرم الله ، فإن هذا شاركهم في ذلك و زاد عليهم أنه يتقرب إلى الله
باستحلال ما حرم الله !! بطريق النذر !
و لا أدري هل بلغ مسامع هذا الرجل أم لا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا
ترتكبوا ما ارتكب اليهود ، فترتكبوا محارم الله بأدنى الحيل " رواه ابن بطة في
" جزء الخلع و إبطال الحيل " و إسناده جيد كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره
( 2 / 257 ) و غيره في غيره ، و الذي أعتقده في أمثاله أنه سواء عليه أبلغه هذا
الحديث أو لا ، لأنه ما دام قد سد على نفسه باب الاهتداء بالقرآن و السنة
و التفقه بهما استغناء منه عنهما بحثالات آراء المتأخرين كمثل هذا الرأي الذي
استحل به ما حرم الله ، و الذي أظن أنه ليس من مبتكراته ! فلا فائدة ترجي له من
هذا الحديث و أمثاله مما صح عنه صلى الله عليه وسلم و هذا يقال فيما لو فرض فيه
الإخلاص و عدم اتباع الهوى نسأل الله السلامة .
و مع أن هذا هو مبلغ علم المؤلف المذكور فإنه مع ذلك مغرور بنفسه معجب بعلمه ،
فاسمع إليه يصف رسالة له في هذا الكتاب ( ص 58 ) :
" فإنها جمعت فأوعت كل شيء ( ! ) لا مثيل لها في هذا الزمان ، و لم يسمع الزمان
بها حتى الآن ، فجاءت آية في تنظيمها و تنسيقها و كثرة مسائلها و استنباطها ،
ففيها من المسائل ما لا يوجد في المجلدات ، فظهرت لعالم الوجود عروسا حسناء ،
بعد جهود جبارة و أتعاب سنين كثيرة ، و مراجعات مجلدات كثيرة و كتب عديدة ، فهي
الوحيدة في بابها و الزبدة في لبابها ، تسر الناظرين و تشرح صدر العالمين !
و لا يستحق هذا الكلام الركيك في بنائه العريض في مرامه أن يعلق عليه بشيء ،
و لكني تساءلت في نفسي فقلت : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
الذين يمدحون غيرهم " احثوا في وجوه المداحين التراب " فماذا يقول فيمن يمدح
نفسه و بما ليس فيه ؟ فاللهم عرفنا بنفوسنا و خلقنا بأخلاق نبيك المصطفى
صلى الله عليه وسلم .
هذه كلمة وجيزة أحببت أن أقولها حول هذا الكتاب " تعاليم الإسلام " بمناسبة هذا
الحديث الباطل نصحا مني لآخواني المسلمين حتى يكونوا على بصيرة منه إذا ما وقع
تحت أيديهم ، و الله يقول الحق و يهدى السبيل .
(1/493)
________________________________________
417 - " رب معلم حروف أبي جاد دارس فى النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 609 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 105 / 1 ) من طريق خالد بن يزيد العمري أخبرنا محمد بن
مسلم أخبرنا إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : خالد هذا كذبه أبو حاتم و يحيى ، و قال ابن حبان :
يروي الموضوعات عن الأثبات ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 117 ) بعد أن
عزاه للطبراني :
و فيه خالد بن يزيد العمري و هو كذاب .
قلت : و مع ذلك فقد أورد حديثه هذا السيوطي في " الجامع " ! و تعقبه المناوي
بما نقلته عن الهيثمي ، ثم قال : و رواه عنه أيضا حميد بن زنجويه .
(1/494)
________________________________________
418 - " اللحم بالبر مرقة الأنبياء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 610 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 497 - 498 ) : أخبرني أحمد بن عطاء
الروذباري ـ إجازة ـ قال : حدثنا علي بن عبد الله العباسي قال : حدثنا الحسن
ابن سعد قال : قال محمد بن أبي عمير قال هشام بن سالم قال عبد الله بن جعفر
بن محمد الصادق حدثني أبي عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أحمد بن عطاء قال الخطيب ( 4 / 336 ) :
روى أحاديث وهم فيها و غلط غلطا فاحشا ، فسمعت أبا عبد الله محمد بن علي الصوري
يقول : حدثونا عن الروذباري ، عن إسماعيل بن محمد الصفار ، عن الحسن بن عرفة
أحاديث لم يروها الصفار عن ابن عرفة ، قال الصوري : و لا أظنه ممن كان يتعمد
الكذب ، لكنه اشتبه عليه " .
و الحسن بن سعد و الاثنان فوقه لم أعرفهم .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار عن الحسين ،
و لم يتكلم عليه الشارح بشيء ، فالظاهر أنه لم يقف على سنده .
(1/495)
________________________________________
419 - " إن العالم و المتعلم إذا مرا بقرية فإن الله يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية
أربعين يوما " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
لا أصل له .
كما قال السيوطي في " تخريج أحاديث شرح العقائد " ( ورقة 6 / وجه 2 ) و أقره
العلامة القاري في " فرائد القلائد على أحاديث شرح العقائد " ( 25 / 1 ) .
(1/496)
________________________________________
420 - " إنكم فى زمان ألهمتم فيه العمل ، و سيأتي قوم يلهمون الجدل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
لا أصل له .
كما أفاده العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 37 ) و السبكي في " طبقات
الشافعية " ( 4 / 145 ) .
(1/497)
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
-
421 - " من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني ( 3 / 105 / 1 ) حدثنا حجاج بن نصير ، أخبرنا محمد بن مسلم ، عن
إبراهيم بن ميسرة ، عن طاووس ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل حجاج هذا ، قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف ،
كان يقبل التلقين .
و الحديث قال في " المجمع " ( 8 / 121 ) :
رواه الطبراني و فيه حجاج بن نصير ، و قد ضعفه الجمهور ، و وثقه ابن حبان
و قال : يخطيء ، و بقية رجاله ثقات .
(1/498)
________________________________________
422 - " من عمل بما يعلم ، ورثه الله علم ما لم يعلم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم ( 10 / 14 - 15 ) من طريق أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون ، عن
حميد الطويل ، عن أنس مرفوعا ، ثم قال :
ذكر أحمد بن حنبل هذا الكلام عن بعض التابعين ، عن عيسى بن مريم عليه السلام ،
فوهم بعض الرواة أنه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم فوضع هذا الإسناد عليه
لسهولته و قربه ، و هذا الحديث لا يحتمل بهذا الإسناد عن أحمد بن حنبل .
قلت : و في الطريق إليه جماعة لم أعرفهم فلا أدري من وضعه منهم .
(1/499)
________________________________________
423 - " من السنة أن لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة ، ثم يتيمم للصلاة الأخرى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 612 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 107 / 2 ) من طريق الحسن بن عمارة ، عن الحكم بن عيينة ،
عن مجاهد ، عن ابن عباس قال ... فذكره ، و كذلك أخرجه الدارقطني ( ص 68 )
و من طريقه البيهقي ( 1 / 331 ـ 332 ) و قال الدارقطني :
و الحسن بن عمارة ضعيف .
قلت : بل هو شر من ذلك ، فقد قال فيه شعبة : يكذب ، و قال ابن المديني : كان
يضع الحديث ، و قال أحمد : أحاديثه موضوعة ، و قال شعبة أيضا : روى أحاديث عن
الحكم ، فسألنا الحكم عنها ؟ فقال : ما سمعت منها شيئا .
و قول الصحابي : من السنة كذا في حكم المرفوع عند العلماء ، و لهذا أوردته ،
و قد رواه البيهقي ( 1 / 222 ) عن الحسن بن عمارة بإسناده السابق عن ابن عباس
مرفوعا بلفظ :
" لا يصلى بالتيمم إلا صلاة واحدة " و قال : و الحسن بن عمارة لا يحتج به . قلت
: فلا يصح إذن عن ابن عباس مرفوعا و لا موقوفا ، بل قد روى عنه خلافه ، كما
ذكره ابن حزم في " المحلى " ( 2 / 132 ) يعني أن المتيمم يصلي بتيممه ما شاء من
الصلوات الفروض و النوافل ، ما لم ينتقض تيممه بحدث أو بوجود الماء ، و هذا هو
الحق في هذه المسألة كما قرره ابن حزم ، و انظر " الروضة الندية "
( 1 / 59 ) .
(1/500)
________________________________________
424 - " لا بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن يشتريها ، و ينظر إليها ما خلا
عورتها ، و عورتها ما بين ركبتيها إلى معقد إزارها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 613 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ج 3 ق 97 / 2 ) من طريق حفص بن عمر
الكندي ، حدثنا صالح بن حسان ، عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع حفص بن عمر ، هو قاضي حلب ، قال ابن حبان : يروي عن الثقات
الموضوعات لا يحل الاحتجاج به ، و صالح بن حسان ، متفق على تضعيفه ، بل قال ابن
حبان ( 1 / 367 ـ 368 ) : كان صاحب قينات و سماع ( ! ) و كان ممن يروي
الموضوعات عن الأثبات
و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 53 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه صالح بن حسان و هو ضعيف ، و ذكره ابن حبان
في الثقات .
قلت : و فيه مؤاخذتان :
الأولى : تعصيب الجناية بصالح هذا وحده مع أن الراوي عنه مثله في الضعف أو أشد
ليس من العدل في شيء .
الأخرى : أن صالحا لم يذكره ابن حبان في " الثقات " ، و إنما ذكر فيه ( 6 / 456
) صالح بن أبي حسان ، و هما من طبقة واحدة ، فاشتبه على الهيثمي أحدهما بالآخر
، و قد علمت أن ابن حسان اتهمه ابن حبان نفسه بالوضع .
و اعلم أنه لم يثبت في السنة التفريق بين عورة الحرة ، و عورة الأمة ، و قد
ذكرت ذلك مع شيء من التفصيل في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " فليرجع إليه من
شاء و هو الآن تحت الطبع مع زيادات و فوائد جديدة و مقدمة ضافية في الرد على
متعصبة المقلدين بإذنه تعالى .
(2/1)
________________________________________
425 - " موت الغريب شهادة ، إذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه و عن يساره فلم ير إلا غريبا ، و ذكر أهله و ولده ، و تنفس ، فله بكل نفس يتنفسه يمحو الله عنه ألفي
ألف سيئة ، و يكتب له ألفي ألف حسنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 614 ) :
موضوع .
رواه الطبراني ( 3 / 107 / 1 ) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ، أخبرنا محمد
بن عبد الله بن علاثة ، عن الحكم بن أبان ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع عمرو بن الحصين كذاب ، و قد تقدم له أحاديث موضوعة كثيرة ،
و ابن علاثة ضعيف و اتهمه بعضهم ، لكن قيل : إن الآفة من الراوي عنه ابن الحصين
هذا .
و الحديث قال الهيثمي ( 2 / 317 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
قلت : و الجملة الأولى منه ذكرها ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق أخرى
عن ابن عباس و قال : لا يصح .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 132 - 133 ) بأن له طرقا أخرى و شواهد ،
قلت : و كلها معلولة و بعضها أشد ضعفا من بعض ، فلا يستفيد الحديث منها إلا
الضعف فقط ، و أما سائر الحديث ، فموضوع لخلوه من شاهد ، و من عجائب السيوطي
أنه ذكر هذه الطريق الموضوعة في جملة الطرق و الشواهد .
(2/2)
________________________________________
426 - " لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية و أرجاسها و أيدى الظلمة و الأثمة ،
لاستشفي به من كل عاهة ، و لألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله ، و إنما غيره
الله بالسواد لأن لا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة ، و ليصيرن إليها ، و إنها
لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم فى موضع الكعبة قبل أن
تكون الكعبة ، و الأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها شيء من المعاصي ، و ليس لها
أهل ينجسونها ، فوضع له صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض
، و سكانها يومئذ الجن ، لا ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه شيء من الجنة ،
و من نظر إلى الجنة دخلها ، فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من قد وجبت له الجنة
، فالملائكة يذودونهم عنه و هم وقوف على أطراف الحرم يحدقون به من كل جانب ،
و لذلك سمي الحرم ، لأنهم يحولون فيما بينهم و بينه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 615 ) :
منكر .
الطبراني في " الكبير " ( 3 / 107 / 1 ) عن عوف بن غيلان بن منبه الصنعاني ،
أخبرنا عبد الله بن صفوان ، عن إدريس بن بنت وهب بن منبه ، حدثني وهب بن منبه ،
عن طاووس ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة من دون وهب بن منبه ، فإني لم أجد من ذكرهم ،
و المتن ظاهر النكارة ، والله أعلم ، و في " المجمع " ( 3 / 243 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه من لم أعرفه و لا له ذكر .
ثم وجدت الحديث قد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 266 ) من طريق غوث بن
غيلان بن منبه الصنعاني به مختصرا دون قوله : " و لألفي يوم القيامة ... " إلخ
.
أورده في ترجمة عبد الله بن صفوان ، و روي عن هشام بن يوسف أنه قال :
كان ضعيفا ، لا يحفظ الحديث .
و تبين منه أن الراوي عنه إنما هو ( غوث ) ، و ليس : ( عوف ) كما كنت نقلته عن
مخطوطة " الكبير " و على الصواب و قع في المطبوع منه ( 11 / 55 / 11028 ) ، و
هو مترجم في " الجرح " ( 3 / 57 / 58 ) ، و " ثقات ابن حبان " ( 7 / 313 و 9 /
2 ) ، قال ابن معين : لم يكن به بأس .
و إدريس بن بنت وهب اسم أبيه سنان اليماني ، ضعفه ابن عدي ، و قال الدارقطني :
متروك .
قلت : فهو آفة هذا الحديث . و الله أعلم .
(2/3)
________________________________________
427 - " من قال : لا إله إلا الله قبل كل شيء ، و لا إله إلا الله بعد كل شيء ، و لا
إله إلا الله يبقي و يفني كل شىء ، عوفي من الهم و الحزن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 617 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ج 3 ق 93 و 1 ) عن العباس ، يعني ابن
بكار الضبي ، حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، العباس هذا ، قال الدارقطني : كذاب .
و ساق له الذهبي حديثين ، قال : إنهما باطلان ، و سيأتي أحدهما برقم ( 2688 )
و اتهمه الحافظ بوضع الحديث الآتى : و في " المجمع " ( 10 / 137 ) : رواه
الطبراني ، و فيه العباس بن بكار و هو ضعيف ، وثقه ابن حبان .
قلت : لم يذكر الذهبي في " الميزان " و لا الحافظ في " اللسان " توثيق ابن حبان
له ، فالله أعلم ، فإن صح ذلك ، فالجرح المفسر مقدم على التعديل كما هو معروف
في " المصطلح " .
و بخاصة إذا كان المعدل معروفا بالتساهل ، كابن حبان .
ثم رأيته في " ثقاته " ( 8 / 512 ) ، و قال :
و كان يغرب ، حديثه عن الثقات لا بأس به " .
و بمقابلة كلامه بما زاده في " اللسان " على " الميزان " تبين لي أن الحافظ قد
نقل كلام ابن حبان المذكور في " اللسان " ، لكن وقع فيه خطأ : " و قال المؤلف
.... " مكان قوله : و قال ابن حبان .
ثم تناقض ابن حبان ، فأورد العباس هذا في " ضعفائه " أيضا ( 2 / 190 ) .
و شيخه أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي ، فيه لين قال أحمد :
يحتمل حديثه إلا أنه يخالف في قتادة .
(2/4)
________________________________________
428 - " ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض و لم تطمث ، و إنما سماها فاطمة ، لأن الله فطمها و محبيها من النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 618 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 331 ) بإسناد له عن ابن عباس ثم قال : في إسناده من
المجهولين غير واحد ، و ليس بثابت ، و من طريقه أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 421 ) و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 400 ) .
و ذكر الحافظ في ترجمة العباس ابن بكار المذكور في الحديث المنصرم بسنده عن أم
سليم قالت : لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس ، ثم قال : هذا من وضع العباس .
.
(2/5)
________________________________________
429 - " كان لا يرى بالهميان للمحرم بأسا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 619 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 99 / 1 ) عن يوسف بن خالد السمتي ، حدثنا
زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و السمتي هذا كذا ، كما قال ابن معين ، و صالح ضعيف . و الصواب في الحديث
أنه موقوف على ابن عباس ، كذلك أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5 / 69 ) من طريق
سعيد بن جبير عنه ، و في سنده شريك القاضي ، و فيه ضعف .
(2/6)
________________________________________
430 - " شاوروهن ـ يعنى النساء ـ و خالفوهن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 619 ) :
لا أصل له مرفوعا .
كما أفاده السخاوي ، ثم المناوي ( 4 / 263 ) ، و لعل أصل هذه الجملة ما رواه
العسكري في " الأمثال " عن عمر قال :
" خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة " ، و إن كنت لا أعرف صحته ، فإن السيوطي
لم يسق إسناده في " اللآليء " ( 2 / 174 ) لننظر فيه :
ثم وقفت على إسناده ، رواه علي بن الجعد الجوهري في " حديثه " ( 12 / 177 / 1 )
من طريق أبي عقيل عن حفص بن عثمان بن عبيد الله عن عبد الله بن عمر قال : قال
عمر رحمه الله ... فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، فيه علتان :
الأولى جهالة حفص هذا ، فقد أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 184 ) برواية أبي
عقيل هذا وحده و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 196 ) :
حفص بن عثمان بن محمد بن عرادة عن عكرمة ، و عنه أبو عقيل "
فيحتمل أن يكون هو هذا مع ملاحظة اختلاف اسم الجد ، و ذلك مما يؤكد جهالته كما
يشير إليه أحمد في قوله الآتي .
و العلة الأخرى أبو عقيل و اسمه يحيى بن المتوكل العمري صاحب بهية ضعيف كما في
" التقريب " ، و قال أحمد : روى عن قوم لا أعرفهم .
ثم إن معنى الحديث ليس صحيحا على إطلاقه ، لثبوت عدم مخالفته صلى الله عليه
وسلم لزوجته أم سلمة حين أشارت عليه بأن ينحر أمام أصحابه في صلح الحديبية حتى
يتابعوه في ذلك ، و انظر الحديث الآتى عدد ( 435 ) .
(2/7)
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
-
" استوصوا بالمعزى خيرا فإنها مال رفيق ، و هو فى الجنة ، و أحب المال إلى الله الضأن ، و عليكم بالبياض ، فإن الله خلق الجنة بيضاء ، فليلبسه أحياؤكم ،
و كفنوا فيه موتاكم ، و إن دم الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الموضوعة ( 1 / 620 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 113 / 1 ـ 2 ) و ابن عدي ( 2 / 378 ) من طريق أبي شهاب عن
حمزة النصيبي ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و علته حمزة النصيبي ، قال ابن حبان ( 1 / 270 )
يضع الحديث .
و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 66 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه حمزة النصيبي ، و هو متروك .
و من طريقه أخرج منه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 330 ) الطرف الأول .
(2/8)
________________________________________
432 - " نهى عن المواقعة قبل المداعبة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 621 ) :
موضوع .
رواه الخطيب ( 13 / 220 ـ 221 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 299 / 2 ) و أبو عثمان
النجيرمي في " الفوائد المخرجة من أصول مسموعاته " ( 24 / 1 ) من طريق خلف بن
محمد الخيام بسنده عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ، قال الذهبي في ترجمة
الخيام هذا من " الميزان " .
قال الحاكم : سقط حديثه بروايته حديث : " نهى عن الوقاع قبل الملاعبة " ،
و قال الخليلى : خلط ، و هو ضعيف جدا ، روى فنونا لا تعرف .
قلت : و أبو الزبير مدلس ، و قد عنعنه .
و الحديث أورده الشيخ أحمد الغماري في " المغير " ( ص 100 ) .
(2/9)
________________________________________
433 - " يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا من الله عز وجل عليهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 621 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 17 / 2 ) عن إسحاق بن إبراهيم الطبري ، حدثنا مروان الفزاري ،
عن حميد الطويل ، عن أنس مرفوعا و قال :
هذا منكر المتن بهذا الإسناد ، و إسحاق بن إبراهيم منكر الحديث .
و قال ابن حبان :
يروي عن ابن عيينة و الفضل بن عياض ، منكر الحديث جدا ، يأتي عن الثقات
بالموضوعات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب ، و قال الحاكم :
روى عن الفضيل و ابن عيينة أحاديث موضوعة ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" ( 3 / 248 ) من طريق ابن عدي و قال : لا يصح ، إسحاق منكر الحديث .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 449 ) بأن له طريقا أخرى عند الطبراني ،
يعني الحديث الذي بعده ، و هو مع أنه مغاير لهذا في موضع الشاهد منه ، فإن هذا
نصه " بأمهاتهم " و هو نصه " بأسمائهم " و شتان بين اللفظين ، و قد رده ابن
عراق فقال ( 2 / 381 ) :
قلت : هو من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر ، فلا يصح شاهدا .
قلت : لأن الشرط في الشاهد أن لا يشتد ضعفه و هذا ليس كذلك ، لأن إسحاق بن
بشر هذا في عداد من يضع الحديث ، كما تقدم في الحديث ( 223 ) .
و قد ثبت ما يخالفه ، ففي " سنن أبي داود " بإسناد جيد كما قاله النووي في "
الأذكار " من حديث أبي الدرداء مرفوعا : " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و
أسماء آبائكم " و في الصحيح من حديث عمر مرفوعا : " إذا جمع الله الأولين و
الآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان ،
والله أعلم .
قلت : حديث أبي الدرداء ضعيف ليس بجيد ، لانقطاعه ، و قد أعله بذلك أبو داود
نفسه ، فقد قال عقبه ( رقم 4948 ) : ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء .
و سوف يأتي تخريجه في هذه " السلسلة " ( 5460 ) .
قلت : و بذلك أعله جماعة آخرون ، كالبيهقى ، و المنذري ، و العسقلاني .
فلا يغتر بعد هذا بقول النووي و من تبعه ، و انظر " فيض القدير " .
(2/10)
________________________________________
434 - " إن الله تعالى يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم سترا منه على عباده ، و أما
عند الصراط فإن الله عز وجل يعطي كل مؤمن نورا ، و كل مؤمنة نورا ، و كل منافق
نورا ، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين و المنافقات ، فقال
المنافقون : *( انظرونا نقتبس من نوركم )* ( الحديد : 13 ) ، و قال المؤمنون :
*( ربنا أتمم لنا نورنا ) ( التحريم : 8 ) فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 623 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 115 / 1 ) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار ، أخبرنا إسحاق
بن بشر أبو حذيفة ، أخبرنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و إسحاق هذا كذاب ، و قد تقدم طرفه الأول آنفا بسند آخر له كما تقدمت
له أحاديث ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 359 ) بعد أن ساق الحديث من
رواية الطبراني : و هو متروك .
(2/11)
________________________________________
435 - " طاعة المرأة ندامة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 623 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( ق 308 / 1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، عن عنبسة بن
عبد الرحمن ، عن محمد بن زاذان ، عن أم سعد بنت زيد بن ثابت عن أبيها
مرفوعا ، أورده في ترجمة عنبسة هذا و قال : و له غير ما ذكرت ، و هو منكر
الحديث .
قلت : و قال أبو حاتم كان يضع الحديث ، و أما عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي .
فقال ابن عدي ( 290 / 2 ) :
لا بأس به ، إلا أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب ، و تلك العجائب من جهة
المجهولين .
قلت : و على هذا جرى من بعده من المحققين ، و قد ضعفه بعضهم .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 272 ) من رواية ابن عدي هذه
و قال : لا يصح ، عنبسة ليس بشيء ، و عثمان لا يحتج به .
و روى الحديث عن عائشة بلفظ : " طاعة النساء ندامة " .
أخرجه العقيلي ( ص 381 ) و ابن عدي ( ق 156 / 1 ) و القضاعي ( ق 12 / 2 )
و الباطرقاني في " حديثه " ( 168 / 1 ) و ابن عساكر ( 15 / 200 / 2 ) عن محمد
ابن سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعا ،
و قال العقيلي :
محمد بن سليمان حدث عن هشام ببواطل لا أصل لها ، منها هذا الحديث ، و قال ابن
عدي : ما حدث بهذا الحديث عن هشام إلا ضعيف ، و حدث به عن هشام خالد ابن الوليد
المخزومي ، و هو أضعف من ابن أبي كريمة .
و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي كعادته ، فذكر في " اللآليء " ( 2 / 174 ) أن له
طريقين آخرين عن هشام ، و شاهدا من حديث أبي بكرة ، لكن في أحد الطريقين خلف بن
محمد بن إسماعيل ، و هو ساقط الحديث ، كما تقدم عن الحاكم في الحديث ( 422 ) ،
و قد أخرجه من هذه الطريق أبو بكر المقري الأصبهاني في " الفوائد " ( 12 / 192
/ 2 ) و أبو أحمد البخاري في جزء من حديثه ( 2 / 1 ) .
و في الطريق الأخرى أبو البختري و اسمه وهب بن وهب وضاع مشهور .
و أما الشاهد ، فهو مع ضعف سنده مخالف لهذا اللفظ ، و هو الآتى بعده .
و فاته شاهد آخر ، أخرجه ابن عساكر ( 5 / 327 / 2 ) من حديث جابر مرفوعا باللفظ
الأول ، و فيه جماعة لا يعرفون ، و علي بن أحمد بن زهير التميمي .
قال الذهبي : ليس يوثق به ، و أما الشاهد عن أبي بكرة فهو :
(2/12)
________________________________________
436 - " هلكت الرجال حين أطاعت النساء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 625 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن عدي ( 38 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 34 ) و ابن
ماسي في آخر " جزء الأنصاري " ( 11 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 291 ) و أحمد ( 5 / 45
) من طريق أبي بكرة ، بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه ، عن أبي بكرة ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر خيل له ، و رأسه في حجر
عائشة ، فقام فحمد الله تعالى ساجدا ، فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول ، فحدثه ،
فكان فيما حدثه من أمر العدو ، و كانت تليهم امرأة ، و في رواية أحمد : أنه ولي
أمرهم امرأة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي .
قلت : و هذا ذهول منه عما ذكره في ترجمة بكار هذا من " الميزان " :
قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال ابن عدي : هو من جملة الضعفاء الذين يكتب
حديثهم ، و قال في " الضعفاء " : ضعيف مشاه ابن عدي .
قلت : و أنا أظن أن هذا الحديث عن أبي بكرة له أصل بلفظ آخر ، و هو ما أخرجه
البخاري في " صحيحه " ( 13 / 46 - 47 ) عنه : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " .
و أخرجه الحاكم أيضا ، و أحمد ( 5 / 38 ، 43 ، 47 ، 50 ، 51 ) من طرق عن أبي
بكرة ، هذا هو أصل الحديث ، فرواه حفيده عنه باللفظ الأول فأخطأ ، و الله أعلم
.
و بالجملة ، فالحديث بهذا اللفظ ضعيف لضعف راويه ، و خطئه فيه ، ثم إنه ليس
معناه صحيحا على إطلاقه ، فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من " صحيح البخاري "
( 5 / 365 ) أن أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم حين
امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم أن يخرج صلى الله عليه وسلم و لا يكلم أحدا
منهم كلمة حتى ينحر بدنه و يحلق ، ففعل صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى أصحابه
ذلك قاموا فنحروا ، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطاع أم سلمة فيما أشارت
به عليه ، فدل على أن الحديث ليس على إطلاقه ، و مثله الحديث الذي لا أصل له :
" شاوروهن و خالفوهن " و قد تقدم برقم ( 430 ) .
(2/13)
________________________________________
437 - " من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 627 ) :
موضوع .
قال الطبراني في " الكبير " ( 108 - 109 ) : حدثنا أحمد بن النضر العسكري ،
أخبرنا أبو خيثمة مصعب بن سعيد ، أخبرنا موسى بن أيمن ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن
ابن عباس مرفوعا ، و من طريق مصعب هذا رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده
" ( 199 ـ 200 من زوائده ) و ابن عدي ( 280 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، مصعب هذا قال ابن عدي :
يحدث عن الثقات بالمناكير ، ثم ساق له منها ثلاثة ، عقب الذهبي عليها بقوله :
ما هذه إلا مناكير و بلايا ، ثم قال ابن عدي :
و الضعف على رواياته بين ، و قال صالح جزرة :
شيخ ضرير لا يدرى ما يقول ، و تابعه الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني ،
و لكن لم أجد من ترجمه ، ثم وجدناه في الجرح ( 4 / 4 / 10 ) و ثقات ابن حبان
( 9 / 227 ) و لكن الراوي عنه أبو بدر أحمد بن خالد بن مسرح الحراني .
قال الدارقطني : ليس بشيء ، فلا قيمة لهذه المتابعة ، و هي عند الحافظ ابن بكير
الصيرفي في فضل من اسمه أحمد و محمد ( 58 / 1 ) .
و ليث ابن أبي سليم ضعيف باتفاقهم ، و قد روى ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 178 )
بإسناد صحيح عن عيسى بن يونس و قد قيل له : لم لم تسمع منه ؟ فقال :
قد رأيته ، و كان قد اختلط ، و كان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن .
و به أعل ابن الجوزي هذا الحديث في " الموضوعات " ( 1 / 154 ) و قد أورده من
رواية ابن عدي بإسناده عن مصعب به ثم قال :
تفرد به موسى عن ليث ، و ليث تركه أحمد و غيره ، قال ابن حبان : اختلط في آخر
عمره ، فكان يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 101 ـ 102 ) بقوله :
ليث لم يبلغ أمره أن يحكم على حديثه بالوضع ، فقد روى له مسلم و الأربعة
و وثقه ابن معين و غيره .
قلت : إنما قال فيه ابن معين : لا بأس به ، كما في " الميزان " و " التهذيب "
و هذا في رواية عنه ، و إلا فقد روى الثقات عنه تضعيفه ، و هذا الذي ينبغي
اعتماده ، لأن سبب تضعيفه واضح و هو الاختلاط ، و يمكن الجمع بين القولين بأنه
أراد بالأول أنه صدوق في نفسه ، يعني أنه لا يكذب عمدا ، و هذا لا ينافي ضعفه
الناتج من شيء لا يملكه ، و هو الاختلاط ، و هذا ما أشار إليه البخاري حين قال
فيه : صدوق ، يهم ، و مثله قول يعقوب بن شيبة : هو صدوق ، ضعيف الحديث و نحوه .
قال عثمان ابن أبي شيبة و الساجي : و هؤلاء هم الذين عناهم السيوطي بقوله :
... و غيره ، فتبين أن الأئمة مجمعون على تضعيفه ، و كونه ثقة في نفسه لا يدفع
عنه الضعف الذي وصف به ، و هذا بين لا يخفى على من له أدنى إلمام بالجرح
و التعديل ، فظهر أن ما استروح إليه السيوطي من التوثيق لا فائدة فيه .
نعم قوله : إن ليثا لا يبلغ أمره أن يحكم على حديثه بالوضع ، صحيح ، و لكن قد
يحيط بالحديث الضعيف ما يجعله في حكم الموضوع ، مثل أن لا يجرى العمل عليه من
السلف الصالح ، و هذا الحديث من هذا القبيل ، فإننا نعلم كثيرا من الصحابة كان
له ثلاثة أولاد و أكثر ، و لم يسم أحدا منهم محمدا ، مثل عمر بن الخطاب و غيره
، و أيضا ، فقد ثبت أن أفضل الأسماء عبد الله ، و عبد الرحمن ، و هكذا
عبد الرحيم ، و عبد اللطيف ، و كل اسم تعبد لله عز وجل ، فلو أن مسلما سمى
أولاده كلهم عبيدا لله تعالى ، و لم يسم أحدهم محمدا ، لأصاب ، فكيف يقال فيه :
فقد جهل ؟ و لا سيما أن في السلف من ذهب إلى كراهة التسمي بأسماء الأنبياء ،
و إن كنا لا نرضى ذلك لنا مذهبا .
و إن من توفيق الله عز وجل إياي أن ألهمني أن أعبد له أولادي كلهم و هم : عبد
الرحمن و عبد اللطيف و عبد الرزاق من زوجتي الأولى ـ رحمهما الله تعالى ـ و عبد
المصور و عبد الأعلى من زوجتي الأخرى و الاسم الرابع ما أظن أحدا سبقني إليه
على كثرة ما وقفت عليه من الأسماء في كتب الرجال و الرواة ثم اتبعني على هذه
التسمية بعض المحبين و منهم واحد من فضلاء المشايخ جزاهم الله خيرا أسأل الله
تعالى أن يزيدني توفيقا و أن يبارك لي في آلي *( ربنا هب لنا من أزواجنا
و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما )* ثم رزقت سنة 1383 هـ و أنا في
المدينة المنورة غلاما فسميته محمدا ذكرى مدينته صلى الله عليه وسلم و عملا
بقوله صلى الله عليه وسلم " تسموا باسمي ، و لا تكنوا بكنيتي " متفق عليه
و في سنة 1386 هـ رزقت بأخ له فسميته عبد المهيمن ، و الحمد لله على توفيقه .
و جملة القول أنه لا يلزم من كون الحديث ضعيف السند ، أن لا يكون في نفسه
موضوعا ، كما لا يلزم منه أن لا يكون صحيحا ، أما الأول ، فلما ذكرنا ، و أما
الآخر ، فلاحتمال أن يكون له طرق و شواهد ترقيه إلى درجة الحسن أو الصحيح ،
و هذا أمر لا يتساهل السيوطي في مراعاته أقل تساهل ، كما هو بين في تعقبه على
ابن الجوزي في " اللآليء المصنوعة " بينما لا نراه يعطى الأمر الأول ما يستحقه
من العناية و التقدير ، فنجده في كثير من الأحاديث التي حكم ابن الجوزي بوضعها
، يحاول تخليصها من الوضع ، ناظرا إلى السند فقط ، بينما ابن الجوزي نظر إلى
المتن أيضا ، و هو من دقيق نظره الذي يحمد عليه ، و منها الحديث الذي نحن في
صدد الكلام عليه ، و لا يتقوى الحديث بأنه روى من حديث واثلة بن الأسقع ، و من
حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ، و من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن
أبيه عن جده ، أخرجها ابن بكير في الجزء المذكور " فضل من اسمه أحمد و محمد "
لأن طرقها كلها لا تخلو من متهم ، كما بينه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
( 82 / 1 ) .
أما حديث واثلة ، ففيه عمر بن موسى الوجيهي ، و هو وضاع ، و أما حديث جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده ، ففيه عبد الله بن داهر الرازي ، اتهمه ابن الجوزي ، ثم
الذهبي ، بالوضع ، و الحديث الثالث آفته عبد الملك بن هارون ، و هو كذاب وضاع .
(2/14)
________________________________________
438 - " مثل أصحابي مثل النجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 631 ) :
موضوع .
رواه القضاعي ( 109 / 2 ) عن جعفر بن عبد الواحد قال : قال لنا وهب بن جرير بن
حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و كتب بعض المحدثين على الهامش و أظنه ابن المحب أو الذهبي :
هذا حديث ليس بصحيح .
قلت : يعني أنه موضوع و آفته جعفر هذا ، قال الدارقطني :
يضع الحديث ، و قال أبو زرعة : روى أحاديث لا أصل لها ، و ساق الذهبي أحاديث
اتهمه بها ، منها هذا ، و قال : إنه من بلاياه ، و قد تقدم الحديث بنحوه مع
الكلام على طرقه و أكثر ألفاظه برقم ( 58 ـ 62 ) فراجعه إن شئت فإن تحته فوائد
جمة .
(2/15)
________________________________________
439 - " يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة فى أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 632 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 112 / 1 ) و الدارقطني في " سننه "
( ص 148 ) و من طريقه البيهقي ( 3 / 137 ـ 138 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن
عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه ، و عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، سببه عبد الوهاب بن مجاهد ، كذبه سفيان الثوري ، و قال
الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " .
و قال ابن الجوزي : " أجمعوا على ترك حديثه " .
و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ، فإن ابن
مجاهد حجازي .
و قد قل البيهقي عقب الحديث :
" و هذا حديث ضعيف إسماعيل بن عياش لا يحتج به ، و عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف
بمرة ، و الصحيح أن ذلك من قول ابن عباس " .
قلت : أخرجه البيهقي من طريق عمرو بن دينار عن عطاء به موقوفا ، و سنده صحيح .
و ابن مجاهد ، لم يسم في رواية الطبراني ، و لذلك لم يعرفه الهيثمي ( 2 / 157 )
.
و مما يدل على وضع هذا الحديث ، و خطأ نسبته إليه صلى الله عليه وسلم ، ما قاله
شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في أحكام السفر ( 2 / 6 - 7 من مجموعة الرسائل
و المسائل ) :
هذا الحديث إنما هو من قول ابن عباس ، و رواية ابن خزيمة و غيره له مرفوعا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم باطلة بلا شك عند أئمة الحديث ، و كيف يخاطب النبي
صلى الله عليه وسلم أهل مكة بالتحديد ، و إنما قام بعد الهجرة زمنا يسيرا و هو
بالمدينة ، لا يحد لأهلها حدا كما حده لأهل مكة ، و ما بال التحديد يكون لأهل
مكة دون غيرهم من المسلمين ؟!
و أيضا ، فالتحديد بالأميال و الفراسخ يحتاج إلى معرفة مقدار مساحة الأرض ، و
هذا أمر لا يعلمه إلا خاصة الناس ، و من ذكره ، فإنما يخبر به عن غيره تقليدا
، و ليس هو مما يقطع به ، و النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر الأرض بمساحة
أصلا ، فكيف يقدر الشارع لأمته حدا لم يجر به له ذكر في كلامه ، و هو مبعوث إلى
جميع الناس ؟!
فلابد أن يكون مقدار السفر معلوما علما عاما .
و من ذلك أيضا أنه ثبت بالنقل الصحيح المتفق عليه بين علماء الحديث أن النبي
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان يقصر الصلاة بعرفة ، و مزدلفة ، و في
أيام منى ، و كذلك أبو بكر و عمر بعده ، و كان يصلي خلفهم أهل مكة، و لم
يأمروهم بإتمام الصلاة ، فدل هذا على أن ذلك سفر ، و بين مكة و عرفة بريد ،
و هو نصف يوم بسير الإبل و الأقدام .
و الحق أن السفر ليس له حد في اللغة و لا في الشرع فالمرجع فيه إلى العرف ، فما
كان سفرا في عرف الناس ، فهو السفر الذي علق به الشارع الحكم ،
و تحقيق هذا البحث الهام تجده في رسالة ابن تيمية المشار إليها آنفا ، فراجعها
فإن فيها فوائد هامة لا تجدها عند غيره .
(2/16)
________________________________________
440 - " حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد ، و إن الخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 634 ) :
ضعيف جدا .
رواه ابن عدي ( 304 / 2 ) عن عيسى بن ميمون : سمعت محمد بن كعب ، عن
ابن عباس مرفوعا به ، ساقه في ترجمة عيسى بن ميمون في جملة أحاديث ثم قال :
و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد ، ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه : ليس
بشيء ، و قال البخاري : صاحب مناكير ، و النسائي : متروك الحديث .
قلت : و قال ابن حبان : يروي أحاديث كلها موضوعات ، و لهذا لم يحسن السيوطي
بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي هذه مقتصرا على
الشطر الأول منه ! و قد علق عليه المناوي بما لا يتبين منه حال الحديث بدقة
فقال : و رواه البيهقي في " الشعب " و ضعفه ، و الخرائطى في " المكارم " ، قال
العراقي : و السند ضعيف ، لكن شاهده خبر الطبراني بسند ضعيف أيضا ، و يشير بخبر
الطبراني إلى الحديث الآتي ، و خفي عليه أنه من هذه الطريق أيضا ! و أما حديث
الخرائطي فهو عنده من حديث أنس ، و سيأتي بعد حديث .
(2/17)
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
-
قيض الله لهذه الامة رجال فالحمد لله رب العالمين والله المستعان
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-03-2012, 07:50 PM
-
بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى منتديات الدعاة العامة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 25-07-2010, 07:10 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-06-2010, 02:00 AM
-
بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-07-2008, 06:33 PM
-
بواسطة sonia في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 25-06-2006, 07:42 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات