الحمد لله الذي أكرمنا بنعمة العقل وحفظ كتابه من الزيادة والتحريف والنقل , والصلاة والسلام على المصطفى عبده ورسوله ما نبتت نبتة في كل حقل . أما بعد :
أخي الحبيب سعد سأنتظر كما إنتظر الذين كانوا من قبلنا , وأعلم أن إنتظاري سيطول سنوات وأعتقد أن عمري لن يكفي إنتظار النصارى أن يردوا علينا ولكني :
سأصبر حتى يمل الصبر من صبري وأصبر حتى يحكم الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أني صابر على شئ أمر من الصبر
وبالنسبة لموضوع التوقيع فأنتم السابقون أخي الحبيب ونحن اللاحقون , ولكني أنصحك أخي لن تجد من يرد عليك أو علي ولن تجد من يثبت المنفي من الأساس , لذا فإني أقترح أن تغير توقيعك وتسأل هل هذا الكتاب المحرف مقدس ؟
وإعلـــــــــــم أخي أن إجماع العلماء نصارى قبل المسلمين أن التحريف أمر ثابت في الكتاب المقدس ولم يعد الإختلاف في (
هل ) إنما الإختلاف هو في
كيف وأين ومتى ؟ يعني إختلافهم ليس في هل هو محرف أم لا ؟ إنما إختلافهم في أي الأجزاء على وجه التدقيق قد أصابها التحريف ؟ ومتى وقع هذا التحريف ؟ هل هو في زمان التلاميذ أم بعد زمان الإضطهادات والمجامع ؟ وأين وقع التحريف ؟ في أي مكان من العالم ؟
وأنا أقول إجماع ومسئول أخي عما أقول فهذا رابط صفحة بيت الله أنقل لك منه إقتباس بسيط ولك بعدها أن تتخيل إن كان هذا قد وقع في الكتاب المقدس فما هو نوع التحريف الذي لم يقع بعد ؟ فتحت عنوان ضياع النسخ الأصلية يقول في الفقرة الأولى هكذا :
اقتباس
أشرنا في الفصل الأول أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.
ولا يستحي الرجل بكل صراحة أن يورد بعدها أنواع التحريف تحت عنوان الأخطاء في عملية النسخ هكذا:
اقتباس
الأخطاء في أثناء عملية النسخ
لكن ليس فقط أن النسخ الأصلية فُقِدَت، بل إن عملية النسخ لم تخلُ من الأخطاء. فلم تكن عملية النسخ هذه وقتئذ سهلة، بل إن النُسّاخ كـانوا يلقون الكثير من المشقة بالإضافة إلي تعرضهم للخطأ في النسخ. وهذا الخطأ كان عرضة للتضاعف عند تكرار النسخ، وهكذا دواليك. ومع أن كتبة اليهود بذلوا جهداً خارقاً للمحافظة بكل دقة على أقوال الله، كما رأينـا في الفصل السابق، فليس معنى ذلك أن عملية النسخ كانت معصومة من الخطأ.
وأنواع الأخطاء المحتمل حدوثها في أثناء عملية النسخ كثيرة مثل:
1- حذف حرف أو كلمة أو أحياناً سطر بأكمله حيث تقع العين سهواً على السطر التالي.
2- تكرار كلمة أو سطر عن طريق السهو، وهو عكس الخطأ السابق.
3- أخطاء هجائية لإحدى الكلمات.
4- أخطاء سماعية: عندما يُملي واحد المخطوط على كاتب، فإذا أخطأ الكاتب في سماع الكلمة، فإنه يكتبها كما سمعها. وهو ما حدث فعلا في بعض المخطوطات القديمة أثناء نقل الآية الواردة في متى 19: 24 "دخول جمل من ثقب إبرة" فكتبت في بعض النسخ دخول حبل من ثقب إبرة، لأن كلمة حبل اليونانية قريبة الشبه جدا من كلمة جمل، ولأن الفكرة غير مستبعدة!
5- أخطاء الذاكرة: أي أن يعتمد الكاتب على الذاكرة في كتابة جـزء من الآية، وهو على ما يبدو السبب في أن أحد النساخ كتب الآية الواردة في أفسس5: 9 "ثمر الروح" مع أن الأصل هو ثمر النور. وذلك اعتماداً منه على ذاكرته في حفظ الآية الواردة في غلاطـية 5: 22، وكذلك "يوم الله" في 2بطرس3: 12 كُتب في بعض النسخ "يوم الرب" وذلك لشيوع هذا التعبير في العديد من الأماكن في كلا العهدين القـديم والجديد، بل قد ورد في نفس الأصحاح في ع10.
6- إضافة الحواشي المكتوبة كتعليق على جانب الصفحة كأنها من ضمن المتن: وهو على ما يبدو سبب في إضافة بعض الأجزاء التي لم ترد في أقدم النسخ وأدقها مثل عبارة "السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" في رومية 8: 1، وأيضاً عبارة "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة..." الواردة في 1يوحنا 5: 7.
فهم يعترفون بهذا أخي ولا يخجلون منه كما ترى وقد أورده صاحب بيت الله كما في هذا الرابط وراجعه إن شئت :
http://www.baytallah.com/insp/insp5.html
وعلى هذا الرأي إجماع علمائهم وأساتذتهم ومفسريهم ويكفيك قول آدم كلارك في تفسيره عندما كان يعلق على فقرة رسالة يوحنا الأولى الأصحاح الخامس الفقرة السابعة وهي هكذا :
1Jn:5 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. (SVD)
فقال هكذا :
إن التحريف كان منتشراً بين الأولين إما لتأييد المذهب أو لدفع الشبهات ورد المعترضين . إنتهى
فلا مشكلة أبداً أخي الحبيب عندهم إنما لا يجب أن يقول المسلمين أن هذا الكتاب محرف حاش وكلا إنه كلمة الله الحية وماء الحياة ومن المستحيل تحريفه وكيف يترك الرب كتابه ليحرف ووووو إلخ من الترهات التي يعلمون هم أنها مجرد هروب من واقع مرير لا يمكن إنكاره أو درئه بمثل هكذا كلام .
وإن كلام الرب غير قابل للتحريف أو أنه مستحيل التحريف فلماذا إنتشر وضع اللعنات في نهاية الأسفار والتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يحرف الكتاب على شاكلة ما جاء في أواخر سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي هكذا :
Rv:22:18: لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. (19) وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب (SVD)
هل من المعقول أن يضع الله عقاب لجريمة مستحيلة الحدوث ؟؟ إن لم يكن تحريف الكتاب ممكناً فلماذا وضع الله عقاب لهذا الأمر المستحيل الوقوع كما يتخيل النصارى ؟
وإرميا الشهير المبكت على التحريف من كان يُخاطب بهذه العبارة في سفره الإصحاح الثامن الفقرة الثامنة هكذا :
Jer:8:8: كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا.حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب. (SVD)
هل كان يخاطب سكان المريخ ؟؟ هل كان يخاطب الخروف أبو سبعة قرون وسبعة أعين ؟؟
إنه يقول قلمة الكتبة الكاذب !! ومن المعلوم قطعاً أن وظيفة الكتبة الوحيدة هي نسخ الكتب المقدسة وليس غير ذلك .
يا عباد الله والله ان هي إلا مجرد مغالطات وترهات يطلقها من لا يرجون لله وقاراً ولذا فإني معتقد بقولي القديم :
إن من لا يؤمن أن الكتاب المقدس هو كتاب محرف فهو لا يؤمن أساساً بالكتاب المقدس .
يا سعـــــــــــد أسعد الله أيامك ونولك الله مرادك ويسر الله حسابك ويمن الله كتابك , ذوالعقل أخي يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم .
قال أحد علمائنا : لو لم نرى النصارى ونعاينهم بأعيننا ما صدقنا أن هناك نصارى .
لو أردت أخي أن أتحدث عن شواهد التحريف نفسها فأنا أقسم أن هذا الأمر يحتاج إلى كتاب كامل لتوثيق كل تحريف تحريف ثم مراحل تطور التحريف من مرحلة إلى أخرى ثم التعليق على سبب تطور التحريف ولكني لا أرى فائدة أو أمر يلقى له بال من ذلك , إذ أن الكتاب أساساً ليس بكلام الله فعلاما الجهد والعرق ؟ ما الذي يهمنا في كلام بشري عادي كتبه أصحاب الصفات السالفة الذكر وغيرهم من المجهولين الذين لا نعلم عنهم شئ , ما الذي يهمنا إن كان محرفاً من عدمه ؟؟ فليذهب كلام هؤلاء إلى أعمق أعماق الهاوية ولتلقى على نشيد الإنشاد أكوام من النحاس المنصهر والكبريت , وليذهب حزقيال 16 وحزقيال 23 إلى أعمق أعماق بحار الظلمات بلا رجعة ومعه في الطريق يأخذ كل الأسفار المجهولة الكاتب وكلام بولس الذي أضل النصارى ما يهمنا أو يهم الناس في ذلك ؟
وإعتبروا هذا آخر مشاركة لي في هذا الموضوع إن لم ينبري لنا من النصارى من يرد على هذا الكلام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين .
المفضلات