الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد

أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الموحدين اللهم صلى

وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين

أيها الأحبة كنت أود أن أُبِين أيضاً تسامح الإسلام في الدعوة إلى

هذا الدين إلى الله وإلى رسوله لكن لا يتسع الوقت لذلك


وإنما أقول لم يدع الإسلام منهج الدعوة لأي أحد ليختار مقوماته

كيفما شاء

بل هذه المقومات للمنهج الدعوي ثابتة

أمر الله بها رسله وأنبياءه "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"

قال تعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

قال تعالى : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ " .الآية.

فأنا أخاطب الجميع الآن أن يتحرك بحكمة ورحمة وأدب وتواضع

وأؤكد

أن مصر لا تحتمل أي فتنة من الفتن

يجب على العقلاء والحكماء إن كانوا فعلاً صادقين في إيمانهم

ودينهم ثم في وطنيتهم وحبهم لهذا البلد

أن لا يثيروا الآن وأي آن

أي فتنة من الفتن

بل فالتسخر الأقلام الآن للبناء

فالتسخر الأقلام الآن لدفع عجلة التنمية والاقتصاد

فالتسخر الأقلام الآن والألسنة للتطهير الأفكار

تطهير القلوب

تطهير الجوارح

تطهير المصانع

والمزارع والمدارس والشوارع والبيوت

والإعلام والتعليم

فالتسخر الأقلام والألسنة للبناء

بكل أشكاله وصوره وفي كل مناحيهِ

أما أن تُسخر الأقلام الآن

وأن تُسخر الألسنة الآن

وأن تسخر الفضائيات ووسائل الإعلام الآن بصورة منظمة

وممنهجة لإثارة هذا الذعر والرعب

حتى كدت ورب الكعبة

والله العظيم بكيت بالدمع وأنا أقرأ تصريحاً

بأن هنالك من يقول بأننا (سَنُسلْح أبناءنا وأتباعنا لحماية الأضرحة من السلفيين)

إلى هذا الحد؟

والله الذي لا إله غيره هذا كذب

حتى ولو أخطأ شاب

أيعقل أن يُحاكم منهج رباني ونبوي بفهم القرءان والسنة بفهم السلف

أيعقل أن يُحاكم هذا المنهج لخطأ وقع فيه أحد المنتسبين إليه

أيعقل أن أُعمم الحكم على المؤسسة العسكرية الآن
لخطأ وقع فيه ضابط

أيعقل أن أعمم الحكم على المؤسسة الإعلامية كلها لخطأ وقع فيه إعلامي

هذا خلل ليس من العدل "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"

" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ "

أطمئن الصوفية من على هذا المنبر

وأدعوا شيخ الأزهر مرة أخرى وثالثة ورابعة وألفاً

أن يدعوا كل هؤلاء في مشيخة الأزهر وأن يجلس الجميع تحت عباءة الأزهر

فنحن لا نريد أبداً ورب الكعبة أن نُقلل من شأن الأزهر

أو أن نتعدى على مكانة الأزهر

لكن فليجلس فضيلة الشيخ مع كل هؤلاء بروح الأبوة

فالعلم ليس حكراً على مشايخنا وعلماءنا في الأزهر

أبداً

وهم أنفسهم لا يقبلون ولا يرضون هذا

فليجلس الكل في الأزهر وتحت عباءته ولتحدث المصالحة وليقع التسامح والتصالح فيما بيننا

وأن نتفق على الأصول وإن وجد خلاف فليفكر العلماء الحكماء في كيفية حله

لقد عاشت الأمة قروناً طويلة

لم يحدث صدام بين أتباع المنهج السلفي وأتباع المنهج الصوفي

لم يحدث صدام

حوارات فكرية على العين والرأس

مناظرات علمية على العين والرأس

مظننة بالأدب

أما تُساق بلدنا لهذا المستنقع الخطير الذي لا يعلم خطره إلا الملك القدير

هذا لا ينبغي أبداً أن يقبله عاقل بحال من الأحوال

فأنا أدعوا الآن فضيلة الإمام أن يدعو كل هؤلاء

ليجلسوا جلسة حب وود وإخاء

فإذا التقت الأبدان ستلتقي القلوب إن صَفتْ النوايا وطهُرت السرائر

لتفويت الفرصة على من يُريد حرجاً وعنتاً ومشقةً وأزمةً لبلدنا

لا أريد أن أطيل على أحبابي وأخواني الذين أراهم يقفون في

الشمس قبل أن ارتقي المنبر بوقتِ كبير

أسأل الله جل وعلا أن يجعل مصر أمناً أماناً وسائر بلاد المسلمين

اللهم اجعل بلدنا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين

اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة النافعة يا رب العالمين

اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته

ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته

ولا عاصياًَ بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته

ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاحاً إلا قضيتها يا رب العالمين

اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوماً وتفرقنا من بعده معصوماً ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً

اللهم هدنا واهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى

اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا وأصلح شبابنا واشفي مرضانا وارحم موتانا

اللهم لا تردنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لا تبور

برحمتك يا أرحم الراحمين

آمين يارب العالمين