إلزام المحاور بالحجة:
أ )
العماري يقع في مصيدةٍ نصبها لنفسه ويصبح هيرودوتس حجة عليْكَ لا علينا :
حسب العماري فإن مكة لم تكن موجودة في القرن الخامس قبل الميلاد لأن هيرودوتوس لم يذكرها .. وطبعاً هذا كلام غير علمي , ولا يصدر عن طالب علم .. ولكن يقول الله تعالى "
يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين" ...
فالمفاجأة أن هيردوتوس لم يذكر أورشاليم قط , بل لايعرفها .. فحسْب منطِق العماري ومن تبعه تكون أورشاليم لا حقيقة لها وغير تاريخية في القرن الخامس قبل الميلاد .!!!
هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد لم يذكر أي شيء عن بني اسرائيل الذين كانوا في بابل ومصر في زمانه .. مع انه تكلم بالتفصيل عن بابل ومصر ..!!, بل الأهم أنه أعاد الأمور إلى نصابها .... فقد تكلم عن فلسطين وذكرها بالإسم " فلسطين" وتكلم عن العرب ونسب إليهم العربية .. ولم يتطرق إلى تفاصيلهم لكن يبدو أنه يحترمهم ويقدر حضارتهم وبلادهم ويوليها قدرا من الغموض .. لكن لم يذكر اليهود قط , ولم نسمع شيئاً عن السامرة او اليهودية في فلسطين , فأين هذا التاريخ المزعوم؟!!!! ... في حين لم يتطرق هيرودوتس لتفاصيل العربية فإنه تطرق لتفاصيل بابل وفلسطين .. فأين اليهود؟!!!!!!!.... بل حين تطرق إلى الختان لم يذكر اليهود للحظة ... بل ذكر أنها عادات الفلسطينيين وقد أخذوها من مصر ..!!!!!!!! الختان عند هيرودوتس لا علاقة له باليهود ... اين الوعد الإبراهيمي المزعوم لإسحق إذاً ؟!!!.....
إن كتابي نحميا وعزرا خرجا في نفس الفترة ونفس التوقيت الذي خرج فيه كتاب هيرودوتس في التاريخ , إلا أن هناك تضارباً بيناً بينهما وبين التاريخ , ففي حين يصور عزرا ونحميا أن اليهود كانوا شعوبا ضخمة لايمكن تجاهلها .. فإننا لا نجد أي ذكر لهم في كتابات هيرودوتس التاريخية .. فما سر هذا التضارب والتجاهل يا ترى ؟!!! إنه يؤكد بلاشك أنه لم يكن لليهود أي أهمية تُذكر .. !!,,, إنه يؤكد بلا شك أن كتب التوراة الحالية ما صُنِعَت إلا لتضع تاريخ وهمي لليهود ... إنه يقودنا إلى قضية أكبر وهي وجود داود التوراتي على الأرض وحقيقة أورشاليم ومعبدها ومصداقيتها ..
فمن باب أولى بدلاً من استِخْدام هيرودوتس للتشكيك في البيت القادم .. فإنه يِجب أن تشكك في مصداقية السفر نفسه !! .. هل هذا السفر وهل هذا المزمور يمثل حقائِق تاريخية؟!!... هل كتابكم هذا يمثل وحياً أم يمثل عجزاً تاريخياً ؟!!
إذاً هيرودوتس يوجه تهماً قاتلة لكتابكم بتاريخه لا للعرب ولا لمعتقداتهم !!
ونسأل العماري ومن تبعه: ... هل عدم ذكر هيرودوتس لأي شيء عن اليهود واليهودية وأورشاليم, بل ونسبته الختان إلى المصريين ... فهل هذا يعني عند الصديق المسيحي ان بني اسرائيل لم يكونوا في بابل ومصر في زمان هيرودوتس او هل ينفي هذا تاريخيتهم ؟!!...
أنت أمام اختيارينِ :
- إما أن تنكر تاريخية اليهود ووجودهم في بابل ومصر وتنكر "عهد الختان الأبدي" .. لأن هيرودوتس لم يتطرق إليهم .. وهذا هو أقل واجب بحسْب مبدئِك ومنطِقك .. وحينها ستكون قد كفرت بكتابك وتاريخك ومصداقية الوحي المزعوم , بل ويسقط حقيقة العهد الأبدي مع نسل اسحق بالختان!! .. وبرغم كفرك حينئِذٍ يتبقى الحق الوحيد أن هذا منطق مغلوط ..!! .. "كفر ومنطق مغلوط"
-
وإن لم تفعل .. ورفضت انكار تاريخية كتابك , وكذبت هيرودوتس .. فإنه الكيل بمكيالين عزيزي المحاور ...
وهنا ينتهي الحوار بوقوعِك في مناقضة حجتك ... فتُثْبِت بنفسِك فشل هذه الحجة وهشاشة منطِقِك ..لأنك نفسك فشلت في الإلتزام به حين تحول الأمر للحديث عن كتابك وتاريخيته .!!
المفضلات